ولديكِ تنحني المسافةُ على جسدِ الرحيل
بيني وبينكِ مسافةُ التأمل
لكلِّ منَّا طريق
وأنتِ المُسافرةُ إلى مرافيء المجهول
لم يبق لنا سوى آمالنا الباكية
وأحلامنا مثقلةُ الجراح 
أجثو بقلبي إليكِ
وأبحثُ بقلبي عنكِ
والشمسُ تأذنُ بالأفول
في فضاءاتٍ جلَّ فيها وقتها
وكان الزمنُ يرحلُ فيكِ
وأرحلُ منكِ إليكِ
امتطيتُ جنونَ الريحِ لألتقطَ أنفاسي
حُلمٌ في زمنِ الحُلم
يجردُنا من أحلامنا
تحت زخرفةِ المدى
لم أعدْ أدري إنْ كنتُ سائراً في النورِ أم خلفهُ
ام أنني أصبحتُ خارج الدائرة
نسيجُ نهرٍ من رماد
انتظرُ فجراً يشرقُ علينا بعطرِ الياسمين
يشبعُ فيه الجائعون
وينتشي فيه المغرمون
ونصنعُ لأنفسِنا هوية
من مشقةِ وعبثِ السنين
تكشفُ لنا نبضاً وخبايا حبٍ دفين
في عيوني خيوطاً يطلعُ الفجرُ منها
أكسرُ معكِ حدودَ المتون
الضوءُ منكِ
ربما تعودين
تمنحينا البهجةَ فينا تذوب
الزمنُ كفيلٌ بكلِّ شيء
يعزفُ لحنهُ الثقيل
أسيرُ في صدعِ الزمن مُضاءٌ بجُرحي
يكتبُ الرحيلُ ما كتب
غيبوبةٌ وصرخةٌ أمام هذا اللهب
يا أيها الظلُّ البطيء
أستقبلُكَ من ضفةٍ إلى أُخرى
طاقةُ نورٍ تُضيءُ بداخلي
لأرى ابتسامتكِ اليانعة
وبريقُ عينيكِ مأوى ونار
ماذا نشتهي من أيِّ ضوءٍ عميق ؟
أسيرُ في طريقٍ بلا دليل
ينهكني الليلُ الثقيل
أصوغُ من رمادي أُغنية
على جبلِ التيهِ
فيهِ النورُ لا يُضاءُ
أبحثُ عن واحةٍ خضراء