توسدت الليل غطاءاً ، وألتحفت السماءَ رداءاً ، وأستوطنت النجوم مصابيحاً تضيء ليلها الكالح . إستعادت ذكرياتها ، وأفضت الي الليل بسرِها . كان هو الملاذ لها من وحشة الأيام وسرها و نجواها فرحت لفرحه ، وحزنت لحزنه ، وتألمت لألمه بات ماضيها وحاضرها ، لم تر إلا بعينه ، ولم تسمع إلا باذنه ، ولم تتنفس إلا هواه . إلا أنه بغفله ، ضرب بمشاعرها عرض الحائط ، وألقى بها في غياب الورى وأصبح الحب حطاماً علي جسر الأمان . جمعت أشلاء قلبها ، مهدهدةٌ لأحلامها المبتورة بنصل وهمه البارد ، وتوسلت الليل ألّا يُعيدُ ذكراه. فقد أيقنت أنه أبداً لمْ يكُن حُباً