تعد وزارة الدكتور أحمد نظيف الوزارة 115 في تاريخ الوزارات المصرية. وهو ما يعني أن مصر من أقدم الدول في المنطقة العربية التي كانت لها وزارة مسئولة أمام البرلمان!
وصحيح أن البرلمان في هذا الوقت كان يتفق مع الظروف السياسية التي كانت تمر بها مصر. كما أن الطبقات التي كان لها حق الانتخاب. كانت غير الطبقات الحالية التي لها حق الانتخاب. ولكن المهم هو أن مبدأ المسئولية الوزارية كان أساس هذه الوزارة!
كان الخديو إسماعيل في ذلك الوقت هو الذي يقود المقاومة ضد الوصاية الأجنبية التي كانت تخضع لها مصر. ومن أجل ذلك فقد كان هو الذي تحالف مع طبقة كبار الملاك. لكي يستند اليهم في صراعه ضد الوصاية الأجنبية!
كانت القوي السياسية التي تلعب الدور الأساسي في السياسة المصرية في ذلك الحين. تتمثل في الخديو من جانب. والوصاية الأجنبية من جانب ثان. وطبقة كبار الملاك من جانب ثالث!
كانت الوصاية الأجنبية قد كبلت مصر بالديون. وفي الوقت ذاته كبلت الخديو إسماعيل نفسه بالديون. ووصل الحد إلي تهديد مخصصات الخديو بوضعها رهينة لسداد الديون!
وعندئذ لم يجد الخديو إسماعيل مناصا من التحالف مع طبقة الأعيان أو طبقة كبار الملاك ضد الوصاية الأجنبية!
وكان الثمن هو الدستور!
وعندما أدركت الوصاية الأجنبية أن الحكم يوشك أن ينتقل من يد حاكم مطلق إلي يد مجلس برلماني ديمقراطي. خلعت الخديو إسماعيل عن العرش بفضل نفوذها علي السلطان العثماني الذي كانت مصر تحت سيادته!
وجاء الخديو توفيق ليخمد الدستور. دستور شريف باشا. ولكن ذلك فجر الثورة العرابية! وقام أحمد عرابي باشا بمظاهرة عابدين التي أجبرت الخديو توفيق علي استدعاء شريف باشا لتولي الوزارة!
وكان شريف باشا من الذكاء بحيث أدرك أن قبوله الوزارة تحت ضغط الجيش. سوف يوقعه تحت سيطرة الجيش. فرفض أن يتولي رياسة الوزارة إلا إذا عاد عرابي والجيش إلي ثكناته! وهو ما حدث تماما! وتألفت وزارة شريف باشا! التي كانت أول وزارة تتولي الحكم بإرادة الشعب!
علي أن تدخل عرابي في شئون الحكم أجبر شريف باشا علي الاستقالة. ووقعت السلطة بعدها في يد الجيش وعلي رأسه عرابي!
وكان ذلك أكبر مما تطيقه دول الوصاية الأجنبية!
فهددت بالتدخل العسكري إذا لم يبتعد الجيش وعلي رأسه عرابي عن الحكم!
ولم يقبل عرابي التضحية بالحكم في سبيل إنقاذ البلاد من التدخل العسكري الأجنبي!
فلم تتردد إنجلترا في ضرب الاسكندرية وكفر الدوار!
ولم يكن جيش عرابي أو قيادته من القوة والاستعدادات العسكرية بما يتيح له الانتصار في هذه الحرب. فوقعت مصر تحت الاحتلال البريطاني. ودخلت الوزارة بذلك في عهد جديد. خاضع لسلطة الاحتلال البريطاني!
وقد تولي شريف باشا الوزارة. تحت خديعة أن الاحتلال قد خلص مصر من حكم الجيش! ولكنه اضطر إلي تقديم استقالته عندما أرادت بريطانيا إجباره علي اخلاء السودان!
وجاء رياض باشا. واصبحت الحكومة المصرية منذ ذلك الحين خاضعة لنفوذ الاحتلال البريطاني. وتأتمر بأوامره!
واستمر ذلك حتي قامت ثورة 1919. وجاءت وزارة سعد زغلول أو وزارة الشعب. وأخذ النفوذ البريطاني يتواري تدريجيا!

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 633 مشاهدة
نشرت فى 3 فبراير 2006 بواسطة nsma

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

233,983