أنف مسدود، تخرش في الحلق، ارتفاع الحرارة، سعال، دماع العينين، آلام في الأذن... هذه اهم العوارض التي تداهم الصغار في فصل البرد. بعض الأمهات يحاولن الاستنجاد بأدوية قديمة كانت وصفت للطفل سابقاً، وهذا التصرف غير مسؤول لا بل غير مقبول بتاتاً، لأنه قد يحمل في طياته الخطر للطفل. قد تسأل الأم، ماذا افعل لطفلي في هذه الأحوال؟

طبعاً إن ما قلناه لا يعني ابداً ان تقف الأم مكتوفة اليدين، ولكن في إمكانها ان تفعل شيئاً ريثما تتم استشارة الطبيب، وفيما يلي سنلقي نظرة خاطفة على بعض المشكلات التي يتعرض لها الطفل:

> الرشح: يعتبر الرشح من اكثر الإصابات التي تداهم الطفل والسبب هو انخفاض درجة الحرارة التي تشجع على غزو الفيروسات للغشاء المخاطي للطرق التنفسية العلوية فتنشأ معركة حامية الوطيس يحاول فيها الغشاء المخاطي المبطن للأنف صد العدوان بما يملكه من ترسانة دفاعية. اذا ظهرت بوادر الرشح على الطفل فيمكن للأم ان تقوم بما يلي:

- تنظيف حفرتي الأنف من المفرزات وغسلهما بمحلول فيزيولوجي معد خصيصاً لهذه الحال.

- إعطاء الطفل خافض حرارة في حال وجودها.

- تغذية الطفل جيداً.

> التهاب البلعوم: يشاهد هذا الالتهاب اكثر ما يشاهد عند الأطفال بين الخامسة والعاشرة من العمر. ويعاني الطفل من عوارض شتى مثل الحمى ووجع الحلق وصعوبة البلع. ان تدبير التهاب البلعوم يقوم على ما يلي:

- إبقاء الطفل في غرفة دافئة.

- اعطاء الطفل السوائل الحارة.

- اعطاء خافضات الحرارة.

- استشارة الطبيب لمعرفة حاجة الطفل للمضادات الحيوية، اذ ان اكثر التهابات البلعوم سببها فيروسي ولا حاجة فيها لأخذ المضادات الحيوية.

> التهاب الأذن الوسطى، وهو من الإصابات المتواترة جداً عند الصغار، ويكثر وقوعه في فصل الشتاء نتيجة تغير الطقس واشتداد هجمة الفيروسات. إذا كان الطفل رضيعاً فإنه يبكي باستمرار، ويضع يده على أذنه المؤلمة، وفي الليل لا ينام، ولا يترك من حوله ينام ايضاً. ينصح بالتالي في التهاب الأذن الوسطى:

- تسكين وجع الطفل بالأدوية المناسبة ومراجعة الطبيب في أقرب وقت.

- الحذر من وضع أي قطرات قبل استشارة الطبيب لأن غشاء الطبلة قد يكون مثقوباً.

> التهاب الحنجرة، ويؤدي هذا الالتهاب الى السعال وضيق التنفس الصاخب، وهناك نوعان من هذا الالتهاب:

الالتهاب التشنجي الذي يرعب الأهل. إذ يستيقظ الطفل من نومه على نوبة سعال شديدة مع بحة في الصوت وضيق في التنفس. اما النوع الثاني فهو التهاب الحنجرة الفيروسي الذي ينتج منه سعال نباحي وضيق نفس مع سماع صوت مميز عند الشهيق يعرف بالصرير، وقد ترتفع الحرارة الى درجة عالية. وينصح بالإجراءات التالية في التهاب الحنجرة:

- إذا كانت حال الطفل لا تدعو الى القلق يمكن ان نضع في غرفة نومه مصدراً للبخار لأيام عدة.

- إذا عانى الطفل من واحد أو أكثر من الشكاوى التالية فيجب إسعافه الى أقرب مركز طبي: الإصابة بارتفاع شديد في الحرارة، ظهور الزراق وسيلان اللعاب، الصعوبة الشديدة في التنفس، صعوبة في التكلم (إذا كان الطفل كبيراً).

> التهاب القصيبات الشعرية، وهو مرض يصيب الفروع النهائية للقصبات الرئوية. وسبب هذا الالتهاب فيروسي، واكثر ما يصيب الأطفال دون السنتين من العمر نظراً الى صغر القصيبات عندهم وسهولة تعرضها للانسداد. يعاني الطفل المصاب من صعوبة في التنفس، والصفير اثناء الزفير، وإذا اشتد المرض فإن الزراق يظهر حول الفم وفي نهاية الأصابع، وهذا يعني ان حال الطفل حرجة.

إن علاج هذا المرض يجرى كما يلي:

- تخفيف عوارض الرشح والسعال وإعطاء الطفل السوائل بكثرة.

- نقل الطفل الى المستشفى اذا استمر ارتفاع الحرارة اكثر من 3 أيام، او اذا شكا من صعوبة التنفس، او عند معاناته من مرض آخر.

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 321 مشاهدة
نشرت فى 28 ديسمبر 2005 بواسطة nsma

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

234,006