فرص كبيرة توفرها الإنترنت لصناعة الأشرطة السينمائية وتوزيعها وبيعها






نيويورك: شارلز لايونز *
الشابان أبريزيو فانتي ويوجين جون بيليدا، يحلمان بعالم يملك كل فرد فيه القدرة على انتاج فيلم. لذلك يطلب هذان الشابان اللذان يعملان في مجال صناعة الافلام واللذان يديران موقعين على شبكة الإنترنت هماmoviesforthemasses.org وIBI Films على موقع ibiny.com من زوار هذين الموقعين التصويت للمشاريع السينمائية عن طريق التبرع بدولار على الاقل لأي موجز لسيناريو أفلام يختارونه من لائحة ما، واعدين في استثمار المال في الفيلم المطلوب، وبالتالي اعطاء كل متبرع اعترافا بكونه منتجا تنفيذيا لهذا الشريط.

ويقول هذان الشابان انهما لم يصبا بالاحباط بعد رغم انهما لم يجمعا سوى 2500 دولار فقط منذ أن شرعا في تأسيس موقعيهما على الشبكة في مارس (آذار) الماضي، علما بأن ميزانيات انتاج الافلام تتراوح بين نصف مليون ومليوني دولار، كما ان النجاح الجزئي الذي لاقياه في تاريخهما الطويل تجاه هذا السعي الديموقراطي لتمويل صناعة الافلام السنمائية لم يردعهما عن مهمتهما. يذكر رونالد بيرجان في كتاب عن سيرة حياة جان رينوار ان اعلانا صدر عن فيلم «لامارسيلييز» في صحيفة «لاهيومنتيه» في 31 مارس 1937، أشار اليه بأنه من المعالم الثقافية، وحث القراء على دعم انتاجه عن طريق الاشتراك بفرنكين مقابل ثمن تذكرة لدى عرض الفيلم بعد ذلك في صالات السينما. ويقول بيرجان ان رينوار وشركته تمكنا من انتاج الفيلم وتمويله عن طريق بيع تذاكره سلفا رغم أن المال الذي جمع لم يكن بذلك الكرم الذي توقعاه.

* تقنية رقمية

* في الوقت الذي ساهمت التقنية الرقمية في تخفيض كلفة الافلام وقللت من صعوبة انتاجها، فان بعض اصحاب المشاريع الذين هم أقل رومانسية من غيرهم شرعوا ينظرون مجددا الى القوة الاقتصادية للشبكة العنكبوتية ومداها العالمي لحل مشكلة تمويل الافلام. ففي الايام الذهبية في أواخر التسعينات كانت الإنترنت تزخر بعدد كبير من المناورات والمغامرات لتوزيع «المحتوى»، مباشرة الى المستهلك. لكن عرض نطاق الإنترنت في ذلك الوقت لم يكن بسعة كافية، ولكن في أي حال كانت هذه المناورات فكرة جذابة حصلت بشكل مبكر جدا كما يقول ايرا دوتشمان رئيس شركة «اميرجينغ بيكتشرز» واستاذ الافلام السينمائية في جامعة كولومبيا، لكون مشاهدة الافلام عبر نافذة صغيرة جدا على شاشة جهازك الكومبيوتري حيث الصورة تهتز وتنقطع دائما، هو أقل من المرغوب تماما.

في هذا الوقت كان العديد من اللاعبين في الساحة يختبرون الأمور بخطط أقل طموحا بغية تجاوز الاستوديوهات والوصول مباشرة الى المستهلك عن طريق بيعه أفلاما كاملة على أقراص الـ«دي في دي».

وفي هذا الصدد يقول بيتر بروديريك الذي لاقى بعض النجاح في بيع فيلم سينمائي عبر الشبكة قبل ان يطلقه أولا عبر الصالات السينمائية «ان هيتشكوك الجديد بامكانه أن يعرف أسماء وعناوين الاشخاص الذين يشكلون المشاهدين، وبات الاشخاص الذين كانوا في الوسط، والذين كانوا يتحكمون بنسبة مائة في المائة بفيلمك السينمائي وبنسبة 90 في المائة من أرباحك، أقل أهمية».

وبروديريك هذا هو رئيس شركة «باراديجيم الواقعة في لوس انجليس التي تؤمن الخدمات الاستشارية لمنتجي الافلام وشركات الاعلام. وكان قبل أن يؤسس شركته قد خدم كممثل للمبيعات في الفيلم الوثائقي «فاستر» لمارك نيل الذي يتكلم عن سباقات الفورميولا واحد للدراجات النارية. وبعد عرض مثير في مهرجان كان السينمائي في العام 2003 شجع بروديريك نيل بالاحتفاظ بحقوق توزيع الفيديو وبيعه مباشرة من موقعه على الشبكة الذي هو بعنوان «فاسترموفي.كوم». ويقول نيل انه باع نحو 20 الف قرص دي في دي قبل أن يسلم التوزيع الى شركة تجارية تدعى «نيو فيديو» التي باعت 50 الف قرص اضافي.

ويقول بروديريك انه من المتبع لموزع رئيسي للفيديو من المنزل، تقديم رسوم ملكية لمنتجي الافلام التي قد تصل الى 15 في المائة من الدخل الصافي. وكما شرح في مقال نشره في مجلة «دايريكترز جيلد اوف أميركا» في العام الماضي، فان قرص «دي في دي» الذي يباع بالمفرق بسعر 25 دولارا قد يصل سعره بالجملة الى 12.5 دولار، أي بربح قدره 10.63 دولار للموزع و1.87دولار لمنتج الفيلم. لذا فانه عن طريق التوزيع الذاتي من الشبكة مباشرة فان بمقدور صانع الفيلم تحقيق ارباح تفوق عشر مرات سعر الوحدة الاصلي على حد قول بروديريك.

* تسويق عبر الإنترنت

* وكان دوتشمان قد استخدم الاستراتيجية ذاتها في العام 2004 لتوزيع فيلم «ذس أولد كب» الوثائقي الذي أخرجه جيف سانتو حول والده رون سانتو لاعب البيس بول الشهير الذي كان يعاني من داء السكري. فبعد توزيع الفيلم في صالات شيكاغو وخمس مدن أخرى في الولايات المتحدة استأجر دوتشمان المحنك في البيع المستقل للافلام فريقا من الاشخاص لتقصي امكانية قدرة الإنترنت على المساعدة. «وكانت حملة نشيطة»، كما يقول «وكان الهدف الاقصى هو تحويل حركة السير الى موقعنا في الشبكةthisoldcub.com حيث بعنا نحو 20 الف وحدة سعر كل منها 24.95 دولار». وفي هذا الصدد يقول دوتشمان «بين التقنيات الرقمية واطلاق أقراص دي في دي الجديدة عبر الإنترنت بتنا قادرين على الحصول على نخبة من المشاهدين عرفنا كيف ان نصل اليهم. لكن مثل هذا الامر لا يمكن اعادته في ما يتعلق بكل فيلم، لان ليس كل فيلم يستقطب النخبة». لكن بروديريك ما زال محيرا حول الفرص التي أوجدها الإنترنت في السوق العالمية. «ففي الايام الاولى لم يكن بامكان الاشخاص الساكنين خارج الولايات المتحدة مشاهدة أفلامك، لكن اليوم فان بامكان أي شخص يملك آلة لتشغيل أقراص الـ «دي في دي» مقرونة ببطاقة الائتمان شراء مثل هذه الافلام.

ولا يزال فانتي وبيلدا، 32 سنة، منتظرين التبرعات التي قد تأتي مقابل المشاريع التي يعدونها والتي تشمل أفلاما مثل «سمو ـ زايز مي»Sumo-Size Me حول شخص لم يتناول سوى الوجبات الصينية المباعة في الاكشاك لمدة 30 يوما، وهي قصة أقتبست من فيلم وثائقي بعنوان «سوبر زايز مي»، و«فريشكيلز»، وهو عن قصة اجرامية اقتبس عنوانها عن مطمر نفايات في جزيرة شيطانية.

ويبد أن الاثنين كانا حريصين على التمييز بين الاستثمار والمساهمة لان موقعهما الإلكتروني على الشبكة يضم هذه العبارة «ان التبرع بأي هبة الى الافلام السنمائية بالنسبة الى الناس هي ليست استثمارا (تجني منه أي ربح) ولا عفوا عن ضريبة بسبب تبرع انساني، انه فقط هدية لهذا المشروع». وهذا من شأنه تسهيل الامور على الجميع، كما يقول الن ساسمان الشريك في شركة موريسون اند فوستر المتخصص في قانون الوسائل الأمنية.

  • Currently 109/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
36 تصويتات / 413 مشاهدة
نشرت فى 19 ديسمبر 2005 بواسطة nsma

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

233,963