الافكار التى تخترق ذهن المرء و هو يشرب قهوة الصباح محملقا فى الجريدة التى يقرؤها، افكــار تدعو للعجب العجاب ؛ سيل من الافكار لا ينتهى يفاجئك بقدر كبير من العبقرية لا يتخيل المرء ابدا انها موجودة ، حل لجميع المشاكل او على الاقل حلول لمشاكل عجز عن ايجادهــــــا اساطين الادارة و الاقتصاد و التعليم بالمحروسة و الذى ربنا رزقنا بهم من منتصف السبعينات و لم يفعلوا شيئا فى حياتهم سوى انهم خربوها ثم رفضوا حتى ان يجلسوا على تلها ، بل مازالوا مستمرين فى العطاء و بهمة شديدة للاتيـــــان على ماتبقى منها بعد ان ارتدوا عباءات الخبراء الاستراتجيين و حكمـــــــاء مابعد ثورة يونيو .. و اقسم بالله ان يونيو و يوليو و يناير و جميع اشهـــــر السنة التى خلقها الله بريئة منهم الى يوم الدين براءة الذئب من دم ابن يعقوب .
استغرب كثيرا و انا خريج كلية الشرطة المفترض اننى مضمحل التفكير و الثقافة ، لا استخدم سوى عضلات البلطجة (التى لا اعلم مكانها للاسف حتى الان ) ،و على الرغم من عدم اقتناعى بهذا بتاتا إلا ان هذا ما يفترضه المجتمع فينا او معظمه على الاقل ،حتى لو لم يصرح بهذا وجاهر بعداءه لللالوتراس مثلا و لكنى احترم الالوتراس على الاقل هم صرحاء فى عداوتهم تماما ؛ على الاقل هم يرفعون عنى عذاب الضمير و الشعور بالذنب عند مواجهتهم ؛ ربما لهذا لم احترم الاخوان يوما لعشقهم الكذب ، و كذلك النظام المباركى ؛ كانت تصيبنى ارتكاريا كلما سمعت احد اركان النظام يتلفظ بكلمة اهتـــــم ..اذ انهم لم يهتمــوا بشئ الا و كانت على ايديهم نهايته .. بداية من الطفولة مرورا بالشباب و ليس انتهاءا بمحدودى الدخل ؛ فمن فــــــــــرط اهتمامهم اصيب الشباب بشيخوخة مبكرة و فقدت الطفولة برائتها و اصبح لزاما عليهم تعلم النفاق منذ اليوم الاول لهم فى الحضانة و انضمت الطبقة المتوسطة التى كانت فى يوما من الايام مستورة الى طبقة الفقراء محدودى الدخل بينما انتقل هؤلاء الى فئة ماتحت معدومى الدخل ....
ماعلينا عذرا للاسترسال فالقهوة لا تقاوم ، اعود مرة اخرى لافكار الصباح العبقرية على رائحة القهوة الزيادة ،لقد حللت مشكلة التعليم و قضيت على مشكلة الطاقة و نهضت بالاقتصاد الوطنى ،بل و وجدت التشكيل الامثل لمنتخبنا الوطنى للفوز بكاس العالم و ليس مجرد التأهل و...
- الحساب يااستاذ
هكذا قاطع افكارى عامل القهوة لعنة الله عليه ، لاستفق من تأملاتى الفكرية على حقيقة مرة لقد نسيت حافظة نقودى بالمنزل ..وقفت صامتا اتطلع اليه كالمشلول و قد هربت منى جميع الافكار لحل تلك المشكلة البسيطة بعد ان غابت عن انفى رائحة القهوة ..