المشاعر تؤدي إلى زيادة تدفق الدم في المخ
اكتشف فريق علماء تفاصيل خاصة بالطريقة التي يفهم بها المخ معلومات مشحونة بالمشاعر.
وحسب ما توصل إليه هؤلاء العلماء، يبدو أن الجانب الأيسر من المخ وحده هو المسؤول عن فك شفرة المعنى اللفظي للرسائل الشعورية.
لكنه يبدو أن النصف الأيمن من المخ يلعب دورا في تقييم النبرة التي نقلت بها الرسالة - وهو مفهوم يعرف تقنيا باسم علم معاني الكلام وفحواه.
واعتمدت الدراسة على قياس سرعة تدفق الدم إلى أنسجة المخ المختلفة أثناء العمليات الذهنية.
والتدفق الدموي القوي إلى منطقة من الدماغ ينبئ بنشاط أكثر في ذلك الجزء لأن خلايا المخ حين تنشط تحتاج إلى مزيد من الإمداد من الأكسجين والجلوكوز، وكلاهما يحملهما الدم.
واعتمد فريق البحث من جامعة جينت في بلجيكا على تقنية من التصوير بالموجات فوق الصوتية عبر الدماغ تعرف باسم(transcranial Doppler ultrasonography) لمعرفة سرعة تدفق الدم في الشريان المخي الأوسط middle cerebral artery الذي يغذي الجانب الأيمن من المخ، ونظيره الذي يغذي الجانب الأيسر.
المعنى والنبرة
وقد طلب الباحثون من 36 مشاركا في التجربة كانوا موصلين بشاشات موجات فوق صوتية أن يتعرفوا على الشعور الذي تنقله عشرات من الجمل المسجلة سلفا.
وطلب من المتطوعين إما التركيز على المعنى الحقيقي للكلمات أو على الشعور الذي ينتقل من خلال الطريقة التي تقال الجمل بها.
وكانت الجمل المستخدمة في البحث إما تحتوي الواحدة منها على أحد أربعة معان شعورية أساسية (سعيد، حزين، غاضب، أو خائف) أو تكون محايدة.
كما يلقي ممثلون الجمل إما بنبرة مشحونة بالمشاعر أو محايدة.
وبينما يستمع المشاركون في الدراسة إلى الجمل يختارون اسم الشعور الذي أحسوا به من قائمة أمامهم، باستخدام إصبع من كل يد في نفس الوقت لتقليل أثر الحركة على زيادة الإمداد الدموي لأحد الجانبين دون الآخر.
تدفق الدم
ووجد الباحثون أنه عندما طلب من المشاركين التركيز على معنى ما قيل ارتفع معدل تدفق الدم بقدر ملحوظ في الجانب الأيسر من المخ.
لكن حين طلب منهم التركيز على الطريقة التي قيلت بها الجمل فإن قوة تدفق الدم إلى الجانب الأيمن - أيضا - زادت، دون أن تنخفض على الناحية اليسرى، مما يشير إلى أن كلا الجانبين يلعبان دورا في تمكين المخ من وصف المشاعر.
وقال قائد فريق البحث البروفيسور جاي فينجرهوتس لـ بي بي سي نيوز أونلاين: "ما توصلنا إليه يقترح أن المرضى المصابين بأعطاب في الجانب الأيمن من المخ قد يعانون من مشاكل أكثر في فهم الفحوى الشعوري من الكلام المنطوق، وبالتأكيد قد يواجهون صعوبات في تمييز التعارض المتعمد بين محتوى الكلام وفحواه والذي ينقل أشكالا أكثر دقة من التعبير الشعوري للكلام."
ضحايا الحوادث
وقد أجرى عالم النفس ديفيد زالد، من جامعة فاندربيلت في ناشفيل، دراسة مماثلة عن طريقة عمل المخ.
وقال لـ بي بي سي نيوز أونلاين إن بحثا سابقا اقترح أن الأشخاص الذين عانوا من إصابات في النصف الأيمن من المخ واجهوا مشاكل في فهم المعلومات الشعورية.
واستدرك بأن التقنية المستخدمة في الدراسة كانت محدودة لأنها لم تستطع التوصل بالضبط إلى أي المناطق في كل جانب من المخ تكون نشطة أثناء وظيفة ما.
وقد نشر البحث في مجلة نيوروسيكولوجي Neuropsychology في الرابطة السيكولوجية الأمريكية.