تعتبر اجتماعات العصف الذهني أحد الوسائل الجيدة المستخدمة في توليد الأفكار الابتكارية، لدى القيادات الشابة الناجحة في الاستخدام الأمثل للإمكانيات الذاتية. حيث يتم خلال الاجتماعات تهيئة المناخ الملائم للتخلص من عدد من معوقات التفكير الابتكاري.
ويعود ابتكار هذا الأسلوب إلى الثلاثينيات من القرن الماضي عندما استخدمه مدير أعمال يدعى "اليكس أسبورن" في وكالة للاعلانات بمدينة نيويورك. ومنذ ذلك الحين شاع استخدام هذه الأسلوب كأحد أساليب اتخاذ القرارات الجماعية، في مؤسسة أو بيئة عملية يغلب على قيادتها عمر الشباب. كما يطلق البعض هذه التسمية على أي اجتماع أو إلقاء عفويّ لعدد من الأشخاص يقترحون آراءً بصدد مشكلة معينة.
ويعتمد نجاح الاجتماعات على تطبيق مبادئ أساسية وهي:
- إرجاء تقييم الأفكار المطروحة والناتجة عن عملية العصف الذهني.
- إطلاق حرية التفكير بالتحرر من العوائق والمؤثرات التي تحد من التفكير وإطلاق التخيل في جو لا يشوبه الحرج من النقد والتقييم.
- مراعاة الكم قبل الكيف فيما يتعلق بالمشاركين، والبناء على أفكار الآخرين.
أما بالنسبة للوقت الذي تستغرقه اجتماعات العصف الذهني، فلا تستنفذ وقتا طويلا كما قد يعتقد البعض؛ فعادة ما تتدفق أفكار المشاركين بمعدل يصل إلى 100 فكرة كل 20 دقيقة، أي بمعدل 5 أفكار في الدقيقة، تقريبًا. وعليه يمكن تعريف اجتماعات العصف الذهني بأنها وسيلة للحصول على عدد كبير من الأفكار من مجموعة من الأشخاص خلال فترة زمنية قصيرة.
فيما يتعلق بشرط العدد الكبير من الأفكار، فالتركيز هنا يكون على الحصول على اكبر قدر ممكن من الأفكار الجيدة والرديئة والعملية وغير العملية والمنطقية والساذجة..الخ.
وعادة ما ينتج عن اجتماع العصف الذهني الواحد مئات الأفكار. وكل هذه الأفكار يرحب بها وتلقى العناية والتدوين دون أن يتم تقييمها في جو يسوده المرح والضحك، لأن الصمت هو القاتل الحقيقي للاجتماعات الابتكارية.
أما عن شرط وجود مجموعة من الأشخاص، فيقوم على اعتبار أن 12 شخصا عدد مناسب لاجتماعات العصف الذهني، حيث يتاح لكل فرد الفرصة لإبداء آرائه.
ويفضل ألا يزيد حجم المجموعة عن 20 شخصا. تخوّفا من عدم إتاحة الفرصة للبعض للمشاركة بأفكارهم، مما يفقدهم حماسهم. ومن جانب آخر، فإن المجموعات الصغيرة يسودها جو من التحفظ وتطلع كل فرد للآخر ليبدأ هو بالحديث، كما يصعب خلق جو مرح في الجماعات الصغيرة .
وبالنسبة لشرط الكم قبل الكيف، يركز هذا المبدأ على ضرورة التركيز أولاً على توليد أكبر قدر ممكن من الأفكار، مهما كانت جودتها. على أن يتم تناول جانب الكيف وتقييم الأفكار في مرحلة لاحقة ونهائية.
ويستند هذا المبدأ على مبدأ أساسي آخر، وهو أن الكم يولد الكيف. وذلك اعتمادا على أن الحلول غير الجيدة عادة ما يتلوها اقتراح حلول مبتكرة وجديدة. فالذهن عادة ما تدور اقتراحاته حول الأفكار المعتادة والمألوفة له، والتي يزيد احتمال قبول الآخرين لها. ولابد أن يعطي المشارك الفرصة ليتخلص من هذه الأفكار التقليدية، ويستنفذها ويتحرر من سيطرتها؛ حتى ينطلق تفكيره إلى ما هو مبتكر وغريب وغير مألوف.
أما مطلب البناء على أفكار الآخرين، في اجتماعات العصف الذهني، فيشجع المشاركين على استعمال أفكار الآخرين لاكتشاف أبعاد جديدة مبنية عليها. فالأفكار المقترحة ليست حكرا على أصحابها، فهي حق مشاع، ولأي فرد حق اقتباسها وتحويرها وتوليد أفكار أخرى منها. وبالتالي هذا المبدأ يشجع على تطوير وتحسين أفكار الآخرين أو الربط بين فكرتين. وصولا إلى حل مشكلة ما، أو اتخاذ قرار يضمن التغلب على الصعوبات، وإنجاح قيادة العمل واستمراره.