● ـ وليد فؤاد ردنه .
* ـ يعتبر المَلَل مشكلة العصر الحديث ... فكلما واجهت إنساناً وسألته عن أحواله فإنه يجيبك بأنه يشعر بالملل .
فالرجل يمّل عمله أيّاً كان عمله لأنه روتين أعتاد عليه .. والمرأة تمل حياتها في البيت أو في محل عملها .. ويتولد من ذلك الشعور بالتعب والسخط على الحياة والناس .. وفي ذلك سلبيات عديدة .
* ـ وللقضاء على المَلَل لابد من التغيير فيما يلي :
أ - التغيير في النظرة إلى العمل، بأن تقوم بعملك ولديك محبة له وشعور بأنك فرح وسعيد .. ألا نرى أن آباءنا وأجدادنا كانوا يعملون من الصباح إلى المساء ولكنهم لم يعرفوا شيئاً اسمه المَلَل .. وسبب ذلك هو حبهم لعملهم في الأرض، وإيجاد المرح والفرح أثناء العمل، فكانت المرأة تذهب يومياً عدة مرات إلى عين الماء حاملة الثياب لغسلها وتعود وابتسامتها لا تفارقها .
ب - الإبتكار، فالمراة التي تغيّر في ديكور بيتها وتبتكر طعاماً جديداً وعلاقات جديدة، تستطيع القضاء على الملل .
ت - الترويح عن النفس، وهو من أهم العوامل التي تطرد المَلَل .. وهو تغيير في نمط الحياة .. فالحياة تتطلب الإستراحة كما تتطلب العمل .. وبهذه الإستراحة يقضي الإنسان على الملل .
ففي الحديث الشريف : "اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات : ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان، وساعة تخلون فيها للذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث" .
إنَّ الغرب يهتم بالعطلة الأسبوعية ويستعد لها .. أما أهل الشرق فإنهم يروها مجرد كسل وخمول .
إنَّ الإبتكار والتغيير في العمل من أسباب النجاح .. فكم من إنسان غيّر عمله فأصبح ناجحاً .. فهذا الشاعر الكبير "بن جونسون" صديق شكسبير يقول : "لو لا شعوري بالملل من نظم الشعر لما أصبحت كاتباً مسرحياً" .
تقول الدكتورة "ماريون هيليارد" في كتابها "نظرة إلى الحب والحياة" : "لا شيء يدفع المرء إلى الهرب من الحياة، أقوى من الشعور بعدم جدوى الحياة، وهو شعور ينتاب المرأة أكثر مما ينتاب الرجل .. فصور الحياة أمام الرجل في تغير مستمر .. إنها تتغير في عمله، وفي كتبه، وفي قراءاته، حتى في طريقه إلى مكتبه في الصباح، وفي عودته منه .. بينما نجدها عند المرأة، هي، لا تتغير، ولا تتلون .. أنها نفس الصورة الواحدة التي اعتادت أن تراها فتمتلىء بها عيناها مع شروق الشمس حتى مغيبها .. صورة بيتها الصغير، ووجوه أطفالها، ومشاكل البيت والخدم، ثم التفكير في الاطباق الجديدة تتفنن في إعدادها لهؤلاء الذين ترعاهم كل يوم .. فهو "الروتين" إذن، أو هي رتابة الحياة التي تحياها، وخاصة إذا كانت امرأة غير عاملة .. هذا هو العامل الأساسي الذي يدفع المرأة في كثير من الأحيان إلى الزهد في الحياة والهرب منها .. ولكن إلى أين ؟ إن هذا الشعور الذي يمتلك المرأة لا يعني أنها لا تحب زوجها، أو أنها تكره أطفالها، أو أنها ليست سعيدة في بيتها .. ولكن معناه، أنها تريد أن تخرج من هذا "القفص" الذي تجد نفسها فيه، حبيسة وسط جدرانه، على أن تعود إليه مرة أخرى، فهي لا تريد أن تهجره، ولكنها تريد فقط ان تقتل "الروتين" وهي لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا إذا وجدت الفرصة لكي تصنع بحياتها ما تريد أن تصنعه بها، بعيداً عن تلك القيود والواجبات التي تفرضها عليها حياتها في بيتها بين زوجها وأطفالها .
وليس معنى هذا أنها تريد أن تفترق عنهم، فهم قد أصبحوا جزءاً من حياتها، بل هم حياتها كلها، ولكن معناه، أن تذهب بهم ومعهم بعيداً لفترة تشعر معها بانطلاقة، تعود بعدها إلى بيتها، أكثر ما تكون شوقاً إليه وحنيناً لكل ما تحمله لها هذه العودة من قيود وواجبات، تصورت يوماً أنها لن تستطيع منها فكاكاً" .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نشرت فى 2 سبتمبر 2011
بواسطة nooooooooo
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
19,786
ساحة النقاش