بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأما ما يتعلق بالحب بين الرجل والمرأة فإن هذا يحتاج إلى شيء من الإيضاح والتمهيد، فلا بد أن يُعلم أولاً أن هذا الدين هو دين الفطرة ودين الرحمة ودين المحبة، بل هو مكمل لهذه المودة ولهذه المحبة فإنه لا يبيحها فقط، بل ويرتب عليها الأجر العظيم والثواب الجزيل، بل إن الله جل وعلا قد جعل العلاقة بين الزوج والزوجة علاقة توجب الأجر العظيم، ولو كان ذلك في العلاقة التي في الفراش، والتي يكون الحامل عليها هو الشهوة الفطرية، حتى قال صلى الله عليه وسلم: (وفي بُضع أحدكم صدقة) يعني الجماع، فقالوا: أيأتي أحدنا شهوته ويؤجر على ذلك؟ فقال: (أريت إن وضعها في حرام أيكون عليه وزر؟ فكذلك إن وضعها في حلال يكون له أجر)، روه مسلم.
بل إن في اللمسة الحانية والمداعبة اللطيفة أجرًا عظيمًا، بل لقد سمَّاه صلى الله عليه وسلم صدقة من الزوجة لزوجها ومن الزوج لزوجته، كما قال صلوات الله وسلامه عليه: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة تضعها في فيِّ امرأتك) متفق على صحته.
والمقصود أن الحب بين الرجل والمرأة لا يمنع منه هذا الدين الكريم ولكن ومع هذا فإنه يضع هذا الحب في المكان المناسب الذي يليق به، لا مكان مناسبًا ملائمًا له إلا مكان واحد!.. إنه الزواج.. نعم الزواج الذي تنطلق فيه هذه المشاعر انطلاقتها الرحيبة الفسيحة، حيث الرحمة الندية والحنان الدافئ والسكينة التي تجمع الزوجين لتظللهما بظلها الوارف المديد؛ قال الله تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم ومودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
فكل علاقة من هذه العلاقات خارج حدود الزواج هي علاقة ممنوعة محرمة في شريعة رب العالمين وأحكم الحاكمين، فتأملي كم تنجي هذه العلاقات من المفاسد والفضائح والمخازي التي يندى لها جبين الإنسان، بينما تكون علاقة الزواج هي الموضع السليم الذي ينمو فيه الحب الصادق العفيف البريء؛ فهكذا فلتكن الفتاة المسلمة كريمة تُطلب من بيت أهلها عزيزة معظمة محترمة مصونة، وأما العلاقات خارج إطار الزواج فلا سبيل إليها، ولا طريق توصل إلى العفيفة الكريمة من أمثالك، فمن أرادك فها هو بيت أهلك يسع الكرام أصحاب الدين وأصحاب الخلق، فهذا هو عربون الصدق ودليل النية الصالحة، وقد قال الله تعالى: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، فاليسر في اتباع شرع الله، والعسر في مخالفة أمره ونهيه.
فاحرصي على نبذ كل علاقة خارج إطار الزواج المشروع وخذي بهدي كتاب ربك وسنة نبيك، وكوني أنت الفتاة المؤمنة المتحجبة الصالحة التي قال الله في أمثالها: {فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله}.
ساحة النقاش