<!--<!--<!--

يعد الفلك علماً له قواعده العلمية وأجهزته التكنولوجية ومعادلاته الرياضية ودلالاته الفيزيائية

نسمي التنجيم فناً يتلاعب به من يشاء بأسس وطرق مختلفة غالباً ما يفتقر إلى الأسس العلمية

تأثير الأشعة الكهرومغناطيسية و قوى الجذب على الكائنات الحية

أولاً : ما هي الأبراج ومنطقة الأبراج وما أثرها على الإنسان ؟

قبل أن نتعرف على الأبراج لا بد لنا أن نعلم بأن السماء المرئية ( الكرة السماوية ) مقسمة فلكيا إلى تشكيلات نجمية أو تجمعات نجمية ظاهرية ( Constellations ) ، وكل مجموعة متقاربة من النجوم الظاهرية يربطها شكل (تخيلي ) معين يسمى كوكبة نجمية أو تشكيلة نجمية ، وتحمل هذه التشكيلات النجمية أسماء حسب ما تظهر للراصد , فبعض منها يحمل أسماء حيوانات مختلفة مثل الدب أو الكلب أو العقرب أو الحوت أو الأسد .. الخ ، وبعضها يحمل أسماء أبطال الأساطير مثل الجبار أو المرآة المسلسلة أو الراعي .. الخ ، وبعضها الأخر يحمل أسماء أدوات لها علاقة بحياة الإنسان مثل القوس ، الميزان ، الكرسي .. الخ . وقسم أخر يحمل أسماء أخرى جزئية مثل فم الحوت و قلب العقرب ، و آخر النهر .. الخ .

 نظمت هذه التشكيلات (التجمعات النجمية ) في عام 1928 من قبل الاتحاد الفلكي الدولي إلى 88 مجموعة لتغطي السماء الظاهرية مع تثبيت مواقعها واحداثياتها وتنسيق الحدود المناسبة لها تسهيلاً للأرصاد الفلكية .

وبسبب دوران الأرض حول الشمس مرة واحدة كل عام ، يخيل إلينا وكأن الشمس تدور حول الأرض لتكون مساراً (مسقطا ) ظاهرياً يسمى بمنطقة ( حزام ) الأبراج التي تعد الحزام الوهمي الذي تتواجد وتتحرك فيه الشمس وكواكبها ، ويغطي هذا الحزام حسب التقسيم القديم (12) اثنتا عشرة تشكيلة نجمية من ال (88) تشكيلة في السماء تسمى بالأبراج  Zodiac .

ثانياً : هل لهذه الأبراج تأثير على الإنسان ؟

بناءً على ما جاء في الفقرة (1) نجد بأن التشكيلة الظاهرية النجمية  التي تكون البرج الواحد بعيدة جداً عن الأرض ، تبعد عشرات أو مئات أو ربما آلاف السنوات الضوئية عن الأرض (السنة الضوئية = 9.45 × مليون × مليون كيلومتر) وحتى نجوم البرج الواحد تبعد بعضها عن البعض الآخر مسافات شاسعة جداً وليست متقاربة كما يراها الإنسان ظاهرياً ( أي ان نجوم البرج الواحد مشتركة مع بعضها في الموقع الظاهري للمشاهد فقط ) .

 لذلك فإن الأبراج أو النجوم التي تحويها هذه الأبراج ليس لها أي تأثير يذكر على الإنسان إطلاقا ( آي أن الأبراج ليس لها علاقة بالإنسان) ، وبهذا نستنتج بأنه ما يكتب في الصحف والمجلات عن الأبراج ليس له أي أساس علمى إطلاقا فالمعلومات تكتب بأشكال وطرق مختلفة وتنقل من هنا وهناك ، فعلى سبيل المثال لو قراءنا الأبراج في عدد من الصحف لليوم الواحد .. نجد أن المعلومات الواردة لكل برج تختلف عن المعلومات لنفس البرج في الصحيفة الأخرى وربما تناقضها فكيف لنا أن نصدق ذلك ؟

وتأكيدا على عدم تأثير الأبراج على الإنسان نود أن نوضح أن موقع البرج الواحد ومدة مرور الشمس فيه متغيرة كل 2000 سنة تقريباً ، بسبب الحركة البدارية لمحور الأرض , آى دوران محور الأرض (المخروطي) في الفضاء (تسمى هذه الظاهرة بالترنح وأن مدته لإكمال دورة واحدة تعادل (25800) سنة تقريباً).

لذلك فإن موقع الأبراج بالنسبة للأرض والشمس وفترة مكوث الشمس في كل برج قد تغيرت عن السابق ، واستناداً إلى الدراسات الفلكية فإن المسار الظاهري للشمس الآن يمسح ثلاثة عشر برجاً ( لأدنى سمك من حزام الأبراج ) بدلاً من اثنتا عشرة برجاً حيث أضيف برج الحواء ، وكذلك فترة مكوث الشمس في كل برج قد تغيرت بسبب إضافة البرج الثالث عشر (وإذا آخذنا اقصى سمك لحزام الأبراج فنجد ان عدد الأبراج قد تصل إلى 23 برجا تقريبا ) . والجدول التالي يبين فترة الأبراج الثلاثة عشرة مع مدة مكث الشمس في كل برج ، ونلاحظ أن هذه الأبراج تختلف عن الأبراج السابقة من حيث الموقع ومدة مكث الشمس في كل برج . .

ثالثاً : تأثير الأجرام السماوية القريبة على الإنسان :-

بعد أن لاحظنا بأن النجوم التي تشكل البرج الواحد ليس لها أي علاقة أو تأثير على الإنسان بسبب بعدها الشاسع عن الأرض ، نجد أن الذي يؤثر حسب الإحصائيات العلمية هو الشمس والقمر وبعض الكواكب السيارة القريبة (الكواكب المرئية بالعين المجردة ) عندما تكون في البرج المعني ، فعندما يولد الشخص (س) مثلاً ، فإنه سيولد في وقت ومكان معينين ، وستكون الشمس والقمر وبعض الكواكب القريبة من الأرض في موقع ما تكون الأبراج خلف مسارها لذلك يسمى الشخص (س) باسم البرج الذي كانت الشمس فيه عند لحظة ولادته . تصل الوليد عند الولادة كم من الطاقة الشمسية والأشعة المنعكسة من القمر وبعض الكواكب القريبة ، لذلك فإن نمو جسمه سيتناغم مع هذا الكم من الأشعة والطاقة وأن التأثيرات هنا ستكون بايولوجية وفسيولوجية وصحية ونفسية وليست تأثيرات توضح مستقبل هذا الشخص ، وهناك طرق وأدوات رياضية لحساب الخارطة الصحية لهذا الشخص من معرفة وقت ولادته وموقعها الجغرافي وبالتالي تحديد موقع الشمس والقمر والكواكب القريبة عند لحظة ولادته وبالتالي حساب كم الطاقة الواصلة إلى جسم الوليد ( تكون هذه الحسابات عادة تقديرية).

تعطي هذه الخارطة معلومات تقريبية عن صحة وبايولوجية وطبيعة هذا الشخص إلا أنها لا يمكن أن تعطي المستقبل والأحداث التي تحصل لهذا الشخص فالله سبحانه وتعالى هو الوحيد العالم بالغيب وبمستقبل الفرد .

فنحن فلكياً لا نوافق ولا نؤمن بالتنجيم إطلاقا فهو فن يتصرف به بعض الأشخاص حسب ما يشائون , لذلك نجد المنجم يكون بارعا بالكلام وفن الإقناع بمعني آخر أن المنجم ليس هو الفلكي أو الفيزيائي الفلكي الذي يعتمد في حساباته على الأرصاد الفلكية الدقيقة ولكن أغلب المنجمين يطلقون على أنفسهم بأنهم فلكيون وهذا غير صحيح . ولكن هناك بعض الأشخاص يتمتعون بقدرات خارقة قد تكون هذه القدرات بالرياضيات أو بالموسيقى أو بالرياضة أو بالفلسفة أو بالتنبؤ أو بإمكانية معرفة معلومات عن الشخص المقابل ، هنا ستكون المعلومات المعطاة من قبل الأشخاص ذوي القدرة لها نوع من الصحة .

تشير الإحصائيات بأن 1% من الأشخاص تقريباً لهم إحدى القدرات الخارقة المذكورة في أعلاه ، فالأشخاص الذين لهم قدرات خارقة بتحليل الشخصية ، يستطيعون إعطاء معلومات عن الآخرين فيها بقدر من الصحة  , واغلب هؤلاء يكونون في نهاية المطاف من المنجمين أو المتنبئين . وطبعاً يشمل هذا الموضوع أمور كثيرة بضمنها قراءة فنجان القهوة أو الكف أو الوجه أو الجبين .. الخ فالقراءة ناتجة عن مقدار القدرة الخارقة التي يتمتع بها هذا الشخص أو ذاك وليس كما يتصور الشخص القارئ بأنه يقرأ العلامات الموجودة في الفنجان ، غير أنه في الواقع له قدرة استلام الأشعة غير المرئية من الشخص المقابل ، التي تجعله يتكلم بطلاقة عن الشخص المقابل من خلال فنجان القهوة.

رابعاً : تأثير الأجرام السماوية على الإنسان :

يعلم الجميع بقوى الجذب الموجودة بين كل جسمين ( يجذب كل جسمين في الكون احدهما الآخر بقوة تتناسب طرديا مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسيا مع مربع المسافة بينهما (قانون الجذب العام لنيوتن ) )، فالأرض مثلاً تجذب إليها القمر بقوة كافية تحفظ له مساره , والقمر بدوره يدور حول الأرض مرة واحدة كل 27.3 يوماً تقريبا (الدورة النجــمية ) , أو 92.53 يوماً تقريبا (الدورة الاقترانية) . أما الكرة الأرضيـة فتعطي القمر كل أوجهها كل 24.8 ساعة وهذا يعني أن مياه الأرض كلها تتعرض لجاذبية القمر مرة كل يوم تقريباً ، فتجذب مرتفعة ثم تسقط ثانية كلما ابتعدت عن مواجهة القمر وهذا ما نسميه بظاهرة المد والجزر العاديين .

تستجيب كل نقطة ما في المحيطات  لهذه القوة و يشعر كل كائن أو نبات بحري بهذا الإيقاع ، فيؤثر هذا الشعور والإدراك على حياة هذه الكائنات ، وبصفة خاصة تلك التي تعيش على شاطئ البحر فالمحار مثلاً .. يفتح صدفتيه ليتناول طعامه أثناء المد ، ويغلقها عندما يحل الجزر تفادياً للضرر والجفاف .

كذلك فان إيقاع الإنسان اليومي الطبيعي , يتوافق بشكل كبير مع دورة اليوم القمري , الذي يحدد حركة المد والجزر فيه مع اليوم الشمسي , لذلك تحدث العديد من الدورات المتزامنة بايولوجـيا ( Chronobiologic  ) إيقاعا في أوقات مختلفة من النهار أو من الليل , أي إيقاع الحياة في النباتات مثلا أو في بعض الحيوانات , وتفتح بعض الزهور تويجاتها وتغلقه في أوقات معينة من اليوم , وتزهر النباتات في الوقت ذاته من كل يوم , وتهاجر الطيور في هذا الفصل أو ذاك.....الخ .

خامساً : الإيقاع الشهري للمد والجزر :

يتبع هذا الإيقاع دورة القمر حول الأرض بالمدة 29.53 يومياً من اكتمال البدر وحتى اكتمال البدر التالي ، ولمرتين خلال هذه الدورة ، يحدث أن يصطف القمر والشمس والأرض في خط واحد , وبهذا تزداد جاذبية القمر بما يضاف إليها من جاذبية الشمس ، فيحدث على الأرض المد والجزر أقوى من المعتاد وعندما تعاكس جاذبية الشمس جاذبية القمر ، يحدث أيضاً لمرتين خلال دورة القمر . أي ينخفض المد والجزر على معدله المعتاد .

يعتمد بقاء جنس بعض الأسماك واتصال سلالتها على استجابتها الدقيقة لحركة القمر. فبعد اكتمال القمر خلال الشهر ، تظهر هذه الأسماك على الشاطئ وما أن يكتمل البدر ويحدث المد الأكبر ، حتى تخرج هذه الأسماك مع الأمواج إلى الشاطئ الرملي. إذ تضع بيضها على الرمال المبتلة ، وبعد اسبوعين تماماً تحل موجة المد العالي التالية ، فعندما يصل الماء إلى موقع البيض الذي يكون قد تهيأ للفقس . ومع اللمسة الباردة الأولى للماء يفقس البيض ويندفع السمك الصغير ( البلاعيط ) إلى الماء . ونجد كذلك بعض الديدان (التي تعيش في صخور البحار ) في جزء من ذنبها خلايا تناسلية , تتحرر لتصعد إلى السطح خلال يومي الربع الاخير للقمر في شهري تشرين الاول/نوفمبر وتشرين الثاني/ديسمبر , كما أجريت تجارب على البطاطا والجزر وبعض ديدان التربة وعلى الطحالب , فإذا عزلت في أحواض صلبة معرضة لضغط وحرارة ثابتتين فإنها ستظل تستهلك الأوكسجين وفقا للإيقاع القمري , أي استهلاك آدنى عندما يكون القمر هلالا , واستهلاك أقصى عندما يكون القمر بدرا

 

سادساً : تأثير القمر على الإنسان ( إحصائيات  فقط ) :

الارتباط بين القمر والولادة : تشير بعض الإحصائيات بوجود زيادة في عدد المواليد مع زيادة القمر بحيث تصل أعلى معدل لها بعد اكتمال القمر مباشرة ، واقل معدل مع مولد القمر الجديد.

وهناك علاقة بين الولادة وظاهرة المد والجزر. ففي المجتمعات التي تعيش على ساحل البحر ، ترتفع نسبة المواليد عادة مع المد العالي . ( معنى ذلك أن الذي يتحكم في انقباضات الرحم ، ليس هو المد والجزر في حد ذاته ، لكنه القمر الذي يؤثر على الظاهرتين معاً ) .

يرتبط موعد الولادة مباشرة بموعد الحمل ، وهذا يرتبط بالدورة الشهرية عند المرآة وقد لوحظ ان الدورة الشهرية عند المرآة اكثر ما تكون عندما يكون القمر صاعدا ( أي بين البدر والهلال ). ( من الملاحظ أن هناك تطابق بين متوسط مدى الدورة الشهرية عند الأنثى وبين الزمن الذي يمضي من اكتمال البدر حتى البدر التالي ) . أن التطابق بين دورة القمر والدورة الشهرية للمرآة , وكذلك التشابه بين شكل الهلال والمرآة الحامل

قد يكون السبب في ذلك هو أن :

المنهاج الذي يعد بداية دورة الشهر الأول للحيض وليس الحدث البيولوجي الأكثر أهمية ، الا وهو إطلاق البويضة القابلة للتخصيب. تعيش البويضة أقل من 48 ساعة ، وما لم تقابل حيواناً منوياً يخصبها خلال هذه الفترة ، تموت. وهكذا ترتكز احتمالات الحمل عند الأنثى خلال هذه الفترة الزمنية القصيرة .

استطاع أحد الباحثين أن يصل إلى علاقة ثابتة بين القمر ووقت انطلاق البويضة. واستطاع أن يثبت أن قابلية المرآة البالغة للحمل ترتفع في حالة القمر المناظرة للحالة التي كان عليها لحظة ولادتها هي ،  إذا كانت قد خرجت إلى الحياة عندما كان القمر بدراً ، فإن أعلى احتمالات الحمل عندها عندما يكتمل البدر( جاءت هذه المعلومة  باستخدام الطرق الاحصائية وليس العملية) .

سابعاًُ : تأثير الشمس :

الشمس عبارة عن نجم ذا  كتلة ضخمة من الغازات الملتهبة المتوهجة ، إذ يبلغ حجمها بما يعادل 1.3مليون أرض ، تبعث طاقتها بسبب الاحتراق النووي الداخلي الذي يسبب حرق الهيدروجين لتحويله إلى هيليوم ، اذ يتحطم في كل ثانية أربعة ملايين طن من نوى الهيدروجين ، لترفع درجة حرارة مركزها إلى 15 مليون درجة مئوية ، ويندفع لهيبها إلى آلاف الكيلومترات في الفضاء بجميع الاتجاهات.تندفع الرياح الشمسية على شكل عواصف ساخنة يتخللها سيل من الإلكترونات الساخنة ذات الحركة السريعة لتصطدم بالأجسام التي تصادفها في مجموعتنا الشمسية ( Solar System ) ، والأرض كأحد الكواكب السيارة التسعة تقع تحت طائلة تلك التأثيرات الشمسية ، وتتعرض بصفة دائمة للتغيرات التي تحدث داخل ذلك القرص الملتهب .

وتنتشر على طبقة الفوتوسفير (الطبقة المرئية) بقع سوداء ( Sun Spots  ) تدعى بالكلف الشمسي ذات نشاط أكثر قوة ، تهيج وتلتهب من وقت لآخر ، يقدر معدل حجم الواحدة من هذه البقع بقدر حجم الأرض أو أكثر. وعندما تهيج هذه البقع الشمسية ، تتولد العواصف المغناطيسية التي تهدد الغلاف الجوي .

هذه العواصف المغناطيسية القادمة من الشمس ، هي المسؤولة عن اختلال الاستقبال الإذاعي والتلفزيوني ولها تأثير واضح على الاتصالات الفضائية وحتى على الأقمار الصناعية الموجودة في مدارات حول الأرض ، وكذلك مسؤولة عن الاضطراب الكبير في الطقس . كما أن نشاط البقع الشمسية يزيد من احتمال الأعاصير والزوابع فوق المحيطات. وقد وجد العالم هرتشل في عام 1801، بان نشاط البقع الشمسية يتبع دورة تتكرر كل 11 سنة ، وقد ثبت علمياً بأن لهذه الدورة ارتباطاً وثيقاً بكثير من مظاهر الحياة، فتؤثر على مستوى الماء في البحار والبحيرات ، واشتداد الجفاف في المناطق الجافة .

ويمكن أن نشاهد تسجيلاً دقيقاً لهذه الدورات في مقطع أي شجرة، فالمعروف أننا إذا قطعنا جذع الشجرة رأينا في المقطع عدداً من الحلقات متحدة المركز، وكل حلقة من هذه الحلقات تدل على سنة من عمر الشجرة ، ومجموع هذه الحلقات يحدد لنا عمرها . وقد لاحظ العلماء أن الحلقة الحادية عشرة ومضاعفاتها تكون أكثر سمكاً من غيرها ، كونها مرتبطة ارتباطاً تاماً بالدورات الشمسية .

وقد تمكن العلماء من قياس هذه الظاهرة بشكل أكثر دقة عن طريق دراسة طبقات الطمى المتحجرة في الحفريات ، وقد تبين في بعض الأبحاث حول حفرية يرجع عمرها إلى 500 مليون سنة. يخضع سمك طبقاتها لدورة تتكرر كل 11 سنة .

وهناك إحصائيات تشير الى أن حوادث السير(السيارات ) تزداد إلى أربعة أضعاف عند الهيجان الشمسي أي ان لظاهرة الكلف الشمسي علاقة وثيقة بزيادة حوادث الطرق على الأرض , بسبب تأثر المجال المغناطيسي الأرضى جراء زيادة عدد البقع الشمسية , والتي تسبب الأزمات عند بعض الأشخاص الذين يختل توازن الجهاز العصبي لديهم , وذلك لان الغدة الصنوبرية في دماغ الإنسان تقوم (كما اسلفنا ) مقام قطب مغناطيسي يجعل الإنسان أكثر بطئا في الاستجابة للمؤثرات الخارجية , مما يسبب في سوء القيادة ( أي عدم السيطرة ) . كما ان للشمس تأثير كبير على التغيرات الجوية (الطقس ) الذي يؤثر بدوره على الإنسان , وهناك علاقة وثيقة بين المناخ وصحة الإنسان , إذ ظهر العديد من البحوث عن معدلات الوفيات , ومعدلات الإصابة بأمراض متعددة وعلاقة ذلك بالمتغيرات المناخية , وقد جرت دراسات مكثفة عن الخصائص المناخية لعدد من المنتجات الصحية المعروفة ,كما تجري دراسات لمعرفة تأثير كهربائية الجو والضجيج في عدد من مراكز البحوث العلمية , اذ تم بناء غرف كبيرة مكيفة المناخ تتسع لأعداد كبيرة من مرضى المستشفيات لأغراض دراسة تأثير المناخ على مختلف الحالات .

يقول عدد من الباحثين , إن الأوبئة الخطرة مثل , الطاعون والكوليرا في أوروبا ، والتايفوئيد في روسيا والحصبة الوبائية في أمريكا  (التي حدثت سابقا)، كلها حدثت عند أوج النشاط الشمسي الذي يحدث كل 11 سنة . وأظهرت بعض النتائج الطبية ان النشاط الشمسي يؤدي إلى زيادة في عدد الولادات الطبيعية , والى زيادة في نسبة الزلال في الدم , وهبوط نسبة الخلايا اللمفاوية في الدم عن معدلها الطبيعي , وهذا يؤدي إلى زيادة عدد المرضى الذين يعانون في نقص الخلايا اللمفاوية, وهناك العديد من الأمراض الأخرى التي تتأثر مباشرة بالعواصف المغناطيسية التي يسببها الكلف الشمسي مثل :-مرض الجلطة , والتدرن الرئوي ,من هنا وجد ان الكثير من وظائف الجسم تتاثر بالتغيرات التي تحدثها الشمس في المجال المغناطيسي الارضي , وهنا, يجعلنا نتوقع التاثير الاكبر الذي يكون منصبا على الجهاز العصبي , لاعتماده اساسا على نظام خاص من المنبهات والمؤثرات الكهربائية .

وعلى سبيل المثال فان الدورة الاخيرة للهيجان الشمسي كانت الدورة (23) , استمرت حوالي سنتين ، وصلت ذروتها في الشهر الخامس من عام 2000م ، لذلك كان الارتفاع بدرجات الحرارة للسنوات 2000 ,2001 , على الكرة الأرضية واضحاً بسبب التلوث الكبير الموجود في الغلاف الأرضي والذي سبب احتباساً حرارياً غير طبيعياً .

سبب تأثير الشمس على الكائنات الحية :

من المعروف أن الماء مركب كيميائي , يتألف من عنصرين أساسيين هما : الأوكسجين والهيدروجين فالماء من المــواد القليلة جداً التي تكون أثقل في حالتها الصلبة  ( الإنجمادية )ولهذا يطفو الثلج فوق الماء. والماء يتفاعل في نفس الوقت كحامض وقاعدة . وبهذا يمكن للماء أن يتفاعل مع نفسه تحت ظروف خاصة .

نحن نعلم بأن الماء مادة ضعيفة التركيب ، قابلة للتغيير تحت ضغط أضعف المؤثرات. فهو يشكل 75% تقريباً من وزن الجسم (كمعدل) ، وهو الوسيط الأمثل لإتمام العمليات الحيوية في الجسم .

وقد بينت التجارب أنه يمكن تغيير قدرة الماء على توصيل الكهرباء بتعرضه لمجال مغناطيسي ضعيف . كما أجريت عدة تجارب في مركز أبحاث الفضاء بكولورادو ، تثبت أن الماء شديد الحساسية للتغيرات الكهرومغناطيسية. وهو حساس لأقل هذه التأثيرات ، قادرة على التغير والتبدل والتكيف الذاتي عند أي تغيير في محيطه، وبشكل لا يتحقق لأي سائل آخر. بل أن الماء يصل إلى أعلى قدرة له على التغيير والتكيف بين درجتي 35 ، 40 درجة مئوية ، وهي درجة حرارة الجسم عند الكائنات الحية النشيطة .

ثامنا : تأثير الكواكب السيارة القريبة :

وهناك تأثير أخير قد يكون قليلاً إلا أنه لا بد من أخذه بنظر الاعتبار وهو تاثير اصطفاف كواكب المجموعة الشمسية , فإن الكواكب التسعة تصطف ( أي تكون على خط مستقيم ) مع الشمس كل 176 عاماً .

وقد شاهدنا في الخامس من آيار من عام 2000م اصطفاف خمس كواكب مع القمر والشمس وهم عطارد والزهرة والمريخ والمشتري وزحل وبالرغم من أن تأثيرها كان قليلاً جداً يكاد لا يذكر إلا أنها ظاهرة فلكية مثيرة تستحق الدراسة وقد سبق وأن حدث مثل هذا الاصطفاف عام   1962 أما بالنسبة لتأثير كل كوكب على الكائنات الحية فيكاد ولا يذكر .

تاسعاً : ماذا عن آثار انعدام الجاذبية :

فبالنسبة لآثار انعدام الوزن والجاذبية على الإنسان ( لناخذ على سبيل المثال  رواد الفضاء ) ، نلاحظ بأن القلب يضعف عن توزيع كمية الدم داخل الجسم بأجزاءه المختلفة ، وينتقل ما يتراوح بين لتر إلى لترين من الدم من الجزء السفلي للجسم لتتركز في الرأس والعنق والصدر ، وهذا يفسر تورم وجوه رواد الفضاء وتقلص الأطراف السفلى ( مثل أرجل الدجاج) ، إذ تؤدي هذه التغيرات إلى تغير في إفرازات الغدد الصماء (تغيرات هرمونية) وأخرى (كيميائية / أيضية) ونتيجة لذلك ، يحصل فقدان في الماء والمعادن وزيادة افراز البول ونقص في كمية البلازما ، وهكذا بعد أيام قليلة يتوقف الماء ويصبح الوزن ثابتاً (بسبب تكييف الجسم مع الظروف الجديدة ).

وكذلك يتأثر الجهاز الحركي (أي العضلات والهيكل العظمي ) ، بمعنى حصول إرتخاء جزئي في الهيكل العظمى والعضلات ، فتتمدد الأقراص الموجودة بين الفقرات مما يسبب زيادة في الطول ، قد تصل إلى عدد من السنتمترات ، فضلاً عن حدوث ظواهر الضمور في الهيكل العظمي والعضلات . ومن المحتمل أن تحدث تغيرات في الدم والجهاز الهضمي وفي مناعة الجسم ، كما يتوقف توازن الشخص ووضع جسمه وانضباط حركاته على الظواهر الانعكاسية التي تنشأ في العضلات والأوتار والمفاصل والجلد والعينين … الخ . 

 

عاشرً :  بايولوجيا الفلك / علميا وفلكياً :

بايولوجيا الفلك :

هو العلم الذي يهدف إلى فهم أصل بناء الخلايا الحية وكيفية تجمع مركبات الجينات الحيوية لتكوين الحياة ، كيف تأثرت وتطورت هذه الجسيمات أو الخلايا الحية بالمحيط في هذا الكون الواسع ؟ وكيف يمكن أن تكون الحياة في كواكب أخرى في المجرة أو في الكون وماهي طبيعتها وأشكالها.

 

علماء بايولوجيا الفلك  Astrobiologyists :

وهم الذين يبحثون ويهدفون إلى كيفية توفير فلسفات وبرمجيات دراسات وبحوث  الخلية الأولى وموقعها وكيفية توطن الحياة في الكون.

كما قال آينشتين : " للكون أسرار وغرائب ، لذلك فعلى علماء بايولوجيا الحياة  عدم التوقف عن البحث لمعرفة طبيعة وأسرار الحياة في الكون " 

الأسئلة المطروحة في بايولوجيا الفلك :

1      - كيف استقرت الحياة وتأثر بعضها على البعض الآخر في الكون ؟

2-  ما هو تأريخ تكون الحياة ؟

3-  ما هي الخطوات اللازمة والأساسية لتكوين الحياة من أبسط تفاعلاتها الكيميائية ؟

4-       كيف ولماذا  تكونت الحياة على سطح الأرض ، وما احتمالية وجود حياة مشابهة في الكون ؟

5-       ماهي المقاييس الكوكبية الكبرى ، وما هو النظام البيئي المطلوب لإتلاف وتكوين الخلايا الحية ؟

6-       ما هي عوامل الحماية للبيئة الكوكبية ؟

7 - كيف تكونت الكواكب الخارجية خارج نظامنا الشمسي وما وضعها البايولوجي ؟

 8 -  ما إمكانية الاتصال بحياة ذكية أخرى إن وجدت داخل المجرة وخارجها ؟

9 - كيف تطور الإنسان على كوكب الأرض ، وما هو نظامه العصبي، وكيف تناغم (وتتطبع ) مع المؤثرات ( البيئة) الكونية الأخرى ؟

10-          ماذا يحصل لأنظمة العظام والعضلات في الانسان في بيئة فقدان الوزن " الجاذبية " ؟

11 - هل عملية تكوين الحياة طبيعية مع تكوين الكواكب ؟

11-          كيف تكونت الحياة البدائية وتوزعت وتكررت في الكون ؟

12-          ما هي أصغر مستويات الحياة ، وكيف تأثرت وتناغمت مع الجاذبية ؟

14- ما هي الظروف المناسبة التي تجعل الحياة الخارجية تتكيف مع البيئة الفضائية وعلى سطوح الكواكب الخارجية الأخرى ؟

15-       كيف تتطور وتتكيف طبيعة الانسان مع بيئة الكواكب الخارجية ؟

16-       ماذا يجعل الانسان طموحا لترك الأرض والتحليق في الفضاء لاستكشاف الكون ؟

- وهكذا فهناك الكثير والكثير من الأسئلة التي تتراود للإنسان ولابد من الإجابة عليها .

في الواقع ان علوم بايولوجيا الفلك من العلوم الحديثة والمهمة جدا للانسان وتقوم على اساس علمي وتجريبي وأرصادى باستخدام احدث التقنيات الأرضية والفضائية ومن نتائج أبحاث هذه العلوم فقد تمت الإجابة على العديد من الأسئلة أعلاه والمشابهة لها ، ليس مثل التنجيم الذي بقى منذ قديم الزمان فنا يتلاعب به من يشاء باسس تفتقر الى أسس علمية  وتكنولوجية ولكن لازال الكثير من الناس يؤمنون به ويمارسونه ويعتبروه اقوى من علم الفلك .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 385 مشاهدة
نشرت فى 22 يناير 2012 بواسطة nohagamal

ساحة النقاش

noha gamal

nohagamal
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

151,079