السلام عليكم ورحمة الله
رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ
آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر:8- 11]
إن الحقد حمل ثقيل يُتعب حامله ؛ إذ تشقى به نفسه ، ويفسد به فكره ، وينشغل
به باله ، ويكثر به همه وغمه . ومن عجبٍ أن الجاهل الأحمق يظل تذكُّر
يحمل هذا الحمل الخبيث حتى يشفي حقده بالانتقام ممن حقد عليه . إن الحقد
في نفوس الحاقدين يأكل كثيراً من فضائل هذه النفوس ، فيربو على
حسابها.فالحقد إذاً هو إضمار العداوة في القلب والتربص لفرصة الانتقام ممن
حقد عليه.علاج الحقدالقضاء على سببه الأصلي وهو الغضب تذكُّر فضيلة
كظم الغيظ فإن عليه أن يكلف نفسه أن يصنع بالمحقود عليه ضد ما اقتضاه
حقدُهُ ، فيبدل الذمَّ مدحاً ، والتكبُّر تواضعاً ، وعليه أن يضع نفسه في مكانه ،
ويتذكر أنه يحب أن يُعامل بالرفق والوُدِّ فيعامله كذلك.من مضارِّ الحقدبإيقاد
نار العداوة في القلوب ، فإذا اشتعلت استمتع الشيطان برؤيتها وهي تحرق
حاضرَ الناس ومستقبلهم ، وتلتهم علائقهم وفضائلهم ، ذلك أن الشر إذا تمكن
من الأفئدة ( الحاقدة ) تنافر ودها ، وارتد الناس إلى حالٍ من القسوة والعناد ،
يقطعون فيها ما أمر الله به أن يوصل ، ويفسدون في الأرض.سلامة الصدر ..
طريق إلى الجنة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "كنا جلوساً مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من
الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علَّق نعليه بيده الشمال، فلما كان الغد قال
النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما
كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك
الرجل على مثل حاله الأول، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله
بن عمرو، فقال: إني لاحيت أبي فأقسمتُ أني لا أدخل عليه ثلاثاً، فإن رأيت أن
تؤويني إليك حتى تمضي فعلت، قال: نعم، قال أنس: فكان عبد الله يحدث أنه
بات معه تلك الثلاث الليالي فلم يره يقوم من الليل شيئاً غير أنه إذا تعارَّ تقلب
على فراشه ذكر الله عز وجل، وكبر حتى لصلاة الفجر. قال عبد الله: غير أني
لم أسمعه يقول إلا خيرًا، فلما مضت الثلاث الليالي وكدت أن أحتقر علمه
قلت: يا عبد الله لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجرةٌ، ولكن سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات: يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل
الجنة، فطلعت أنت الثلاث المرات، فأردت أن آوي إليك، فأنظر ما عملك،
فأقتدي بك، فلم أرك عملت كبير عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت، فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا م
رأيت غير أني لا أجدُ في نفسي لأحد من المسلمين غِشًّا ولا أحسدُ أحداً على
خير أعطاه الله إياه، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك".
االهم إنى أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن عين لا تدمع
ومن دعوةٍ لا يستجاب لها
يوميا أشياء تغضبنا وننساها بكظم الغيظ والتسامح ومساحة من فسحة النفس
للعفو والتسامح عند المقدرة.
منقووول
ساحة النقاش