<!--<!--

<!-- /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0in; margin-bottom:.0001pt; text-align:right; mso-pagination:widow-orphan; direction:rtl; unicode-bidi:embed; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} @page Section1 {size:8.5in 11.0in; margin:1.0in 1.25in 1.0in 1.25in; mso-header-margin:.5in; mso-footer-margin:.5in; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} -->

<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

وهدأت العاصفة ..؟؟!

 

ها قد رحل ذلك اليوم العصيب فى السودان ، وخمدت ما بعده من تداعيات.... وهدأت الإنفعالات ....وسكنت العبرات .... وعلت دعوات التهدئة فوق كل الأصوات .... فكثرت الوساطات .... ومافات قد مات ... فلا تذهب نفسك على مامضى حسرات ....؟؟؟!! وعجبى عليكى يامصر ... ياأم الدنيا ، وياكبيرة الأخوة والأخوات ، تمخض جبلك فصاد فأرا" ..!!

فرأس الدولة والذى تعلقت عليه الآمال فى رد الإعتبار للكرامة المهدرة  انساق وراء تيار التهدئة والعقلانية فلم تخرج ردة فعله عن العبارة الرنانة .." كرامة مصر من كرامة المصريين "  وخطوة سحب السفير للتشاور ..؟؟ فماذا كانت الإنعكاسات ..؟؟ 

دخل الرئيس بوتفليقة فى شرنقة الصمت ، وكابر ولم يعتذر، وتمادت القيادة الجزائرية فى غيها ولم يصدرعنها أى بيان رسمى يدعو إلى التهدئة أوالتشاور لوأد الفتنة ، ولم ترد أى إشارات عن تعويضات للدولة وللمستثمرين المصريين عن الأضرار التى لحقت بمصالحهم وممتلكاتهم هناك وإنما على العكس من ذلك راحت الدولة الجزائرية تطالب شركة أوراسكم بالمليارات من الدولارات تحت بند الضرائب دون وجه حق.؟،ولم تتم مساءلة محدثى الشغب فى السودان ومحاسبتهم قضائيا"، ولم تصدر أى توجيهات رئاسية لوقف حملات التصعيد والتحريض من الإعلام الموتور الذى استمر على نهجه فى اختلاق الأكاذيب والشحن العصبى  اللامسئول للجماهير المسعورة.

وهكذا ... إستأسد الحمل حين سبق الجمل ..!!وهاهى جريدة الشروق الجزائرية ، تلك الجريدة الرخيصة التى أشعلت فتيل الفتنة فى البداية ،تستمر فى حملات الكذب والإفتراء ، والتشهير عملا" بالمبدأ المشهور لجوبلز وزير الدعاية والإعلام للزعيم النازى هتلر   :   " كلما كان الكذب أضخم .... كلما كانت فرصة تصديقه أكبر..!! أو بمعنى آخر : اكذب ... ثم اكذب حتى يصدقك الناس ..؟؟! فنرى هذه الجريدة وقد نشرت  مؤخرا" بعض الصور للطلبة الجزائريين العائدين من مصر على كراس متحركة ..؟؟!! وكتبت تحتها زورا" وبهتانا" ( الطلبة الجزائريون يعودن من مصر وقد بترت أطرافهم ..؟؟!! فهل هذه صحافة مسئولة ..؟؟ وهل يمكن أن نصدق استمرار حملات التصعيد بهذا النهج السافر إلا إذا كان هناك تحريض مستتر ، وغض للطرف من السلطات العليا ؟!

يقول مارتن لوثر : لايستطيع أحد ركوب ظهرك ...... إلا إذا كنت منحنيا" ..؟؟!! وقد انحنينا أمام العاصفة ، فلا نحن استفدنا من رياحها ، ولا نحن استفدنا من السكون الذى يعقبها ..!!

إذا هبت رياحك فاغتنمها ..... فبعد كل عاصفة سكون

 

وهكذا طغى الكلام اللين فوق الحق البين ، فماجدوى التهدئة والعقلانية إذا طمست الحقيقة ، وضاع الحق ...؟؟ وإذا كنا نكرر نفس الأخطاء دوما" فكيف لا نتوقع نفس النتائج ...؟؟؟؟!! الذى أعرفه أن البدايات تصنع النهايات وأنه إذا كانت البداية "سوداء" ..... فلن تكون النهاية أبدا" " بيضاء" إلا إذا ..............!!!!!!!!!!

ولم تتحقق إذا ...؟؟!!

فقد مرت الأيام ، وانتظرت الجماهير المصرية المبادرات المدوية ، مثل طرد السفير الجزائرى ( رأس الفتنة ) كمطلب شعبى عاجل يضمد بعضا" من الجروح المعنوية الغائرة التى أدمت جسدها غدرا"،ومثل تجميد العلاقات الدبلوماسية إلى حين ،وسحب الإستثمارات المصرية من الجزائر ، ولكن على النقيض من ذلك راحت الدولة تنسى ، أو تتناسى ما حدث ، وتستجيب لدعوات الوساطة من السودان وليبيا ، ونداءات التهدئة من جامعة الدول العربية ، وراح زخم ماعهدناه من مصطلحات جوفاء مثل الثبات الإنفعالى والتعقل والإتزان والتروى و .... و...... ؟؟!! يغشى العيون ...ويصم الآذان.!

ومما يؤسف له هو أن تيار التهدئة قد تسرب إلى الهيئات، والنقابات ، ومنظمات المجتمع المدنى والتى كنا نعول عليها كثيرا" فى ردود الأفعال الرادعة التى ترتفع إلى مستوى الحدث الجلل، فرأينا دعوات المقاطعة تتحول إلى تجميد .... وإعادة نظر ... واقتراحات ..... وتوصيات لامكان لها من الإعراب ، وشيئا" فشيئا" هدأت النبرة العالية، كعادتنا دائما" ننفعل ونثور إلى درجة الذروة والغليان ثم مانلبث حتى نهدأ وتتجمد االغضبة الإنفعالية إلى ماتحت الصفر ..!! تماما" مثل فقاعات المياة الغازية التى تفور لحظات ثم تتلاشى سريعا" ..!!

ورويدا" رويدا"  تقفز إلى سطح الأحداث صيغ المنفعة ، والمصالح المتبادلة لتصبغ اللوحة الدرامية باللون الوردى ،ولاعجب ، فهكذا دوما" المصالح  تتصالح ....؟؟؟!!

أما عن شعرة معاوية المتمثلة فى ملف اتحاد الكرة والذى قدم إلى الفيفا فى الوقت الضائع ،فأنى أرى أنه لن يفضى إلا إلى صفر آخر يلحق بشقيقه  صفر المونديال ...؟؟؟!! لأنه كما تقول الحكمة الإنجليزية : Too little ………..Too late  

 

ويارجال اتحاد الكرة المصرى ألا تدرون أنكم قد فرطتم فى طلب "الحق"  وقد أمكن .... ورحتم تسعون فى طلبه وقد " فات " ....!!!!  فهل أدركتم  قول الشاعر :

 

فرطت فى الزرع وقت البذر من جهل ..... فكيف بك عند حصاد الناس تدركه ...؟؟!

 

وأخيرا" ، وليس آخرا" ..... ليكن معلوما" يقينا" أننى لاأطالب بالقطيعة الدائمة ، ولا بفك رباط التلاحم الإسلامى وكسر طوق الوحدة العربية ، ولكننى أطالب بعدم تجاوز الحدث دون حساب ، ودون رد الإعتبار للكرامة المجروحة على المستوى الرسمى والمستوى الشعبى .

 نعم للتهدئة ولكن معى إظهار الأنياب ...!!

 

إذا رأيت أنياب الليث بارزة ....... فلاتظن أن الليث يبتسم ..؟!

ولا للتصالح قبل القصاص العادل.......؟!

 

" وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن . والجروح قصاص "     صدق الله العظيم \  المائدة ( 45 )

 

دكتور \ نعمان البرديسى

6\12\2009

المصدر: بقلم د. نعمان البرديسى
  • Currently 117/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
39 تصويتات / 271 مشاهدة
نشرت فى 6 ديسمبر 2009 بواسطة noaman

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,886