<!--<!--

<!-- /* Style Definitions */ p.MsoNormal, li.MsoNormal, div.MsoNormal {mso-style-parent:""; margin:0in; margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:12.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-font-family:"Times New Roman";} @page Section1 {size:8.5in 11.0in; margin:1.0in 1.25in 1.0in 1.25in; mso-header-margin:.5in; mso-footer-margin:.5in; mso-paper-source:0;} div.Section1 {page:Section1;} -->

<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

الشقيقة الكبرى ....؟؟!!

 

اليوم تشرق على مصرالحبيبة شمس اليوم الثالث بعد موقعة السودان ( إن صح التعبير )

ومازالت أجواء الحزن تخنق الأنفاس ، وصرخات الغضب .. وصيحات الإستنكار تقرع الآذان ، ويتساءل الجميع عن ردة فعل الشقيقة الكبرى ، ورد الإعتبار للكرامة المهدرة .

وبكل أسف ومرارة أقول لأكثر المتفائلين أن الشقيقة الكبرى قد أصابها الوهن وشاخت قبل الآوان ، فتحجرت إرادتها وفقدت القدرة على الحركة ،ولم تعد مصر الكبرى التى نعهدها بعد أن تآكلت هيبتها وهانت على الجميع......

                    من يهن يسهل الهوان عليه ..... مالجرح بميت إ يلام

لقد تقزم دور مصر المحورى والقيادى فى العالم العربى بعد أن غيرت قناعاتها تجاه قضية فلسطين ، تلك القضية المصيرية التى توحدت خلفها جموع الأمة العربية فيما مضى ثم بدأ العقد ينفرط تدريجيا" وتحول الهدف المصيرى من قضية قومية إلى قضية إقليمية ..! فارتمت مصر فى أحضان الولايات المتحدة الأمريكية ، وسلمت إرادتها طائعة ونفدت إملاءاتها بنوع من الأسر الإرادى .

لم تعد مصر هى الشقيقة الكبرى بعد إتفاقية كامب ديفيد ، وتسليمها بالمقولة الكاذبة أن السلام هو الخيار الإستراتيجى الوحيد ، وأن حرب 73 هى آخر الحروب مع الكيان الصهيونى ؟!

لم تعد مصر هى الشقيقة الكبرى حين سمحت للقوات الأمريكية بإستباحة مياهها الإقليمية فى هجومها الغادر على العراق الشقيق ، وحين راحت تغلق الأنفاق التى حفرها الفلسطينيون بأظافرهم على خط الحدود بين مصر وقطاع غزة والتى كانت بواباتهم الخلفية للغذاء والعتاد   وحين تخلت عن المحاصرين تحت النار فى غزة فلم تفتح معبر رفح إلا تحت وطأة الغضب الشعبى الرافض لهذا النهج المتخاذل .

يا آيها المتفائلون أجيبونى ...؟!

أين مكانة مصر وهيبتها حين تصدعت فيها أكبر مؤسسة دينية ممثلة فى الأزهر برضوخها الخانع للضغوط الأمريكية فراحت تغير المناهج الأزهرية ، وتقلص حجم ودور المعاهد الأزهرية تحت الدعاوى الكاذبة لمكافحة الإرهاب.ثم أين هيبة شيخ الأزهر فيما نراه منه مواقف متخاذلة يضيق المقام عن ذكرها ، وفيما يصدر عنه من فتاوى مضللة ما أنزل الله بها من سلطان .

أخبرونى عن مكانة مصر حين يصبح الفن الهابط والرخيص هو سفيرنا فى المحيط العربى ، وحين لاتكف برامج التوك شو عن التراشق اللا مسئول عبر الفضائيات أو بالمعنى الأدق ( الفضاحيات ) وأن تكون مادتها اليومية هى تكثيف الخبر والصورة عن الفقر والجوع والمرض الذى يعشعش فى ربوع مصر؟!    

أخبرونى عن مكانة مصر حين تتخلى الدولة عن دورها الرقابى على الفنادق والملاهى والمواخر الليلية ، ومايحدث فيها من كبائر ومعاصى يندى لها الجبين ، وإلا مارأينا هذه اللافتة البذيئة التى رفعها الغوغاء من المشجعين الجزائريين " مصر بلد العاهرات والزنا " ...؟؟!!

يا آيها المتفائلون .....؟؟!! حين تشتد سطوة العصا وتصبح السلطة مطلقة فلا تسألوا عن الشقيقة الكبرى..!! وحين يحدث ذلك الزواج غير الشرعى بين السلطة ورأس المال وينخر سوس الفساد فى جدار وسقف البيت ، وتموت الضمائر ، وتفسد الزمم ، وحين يكون 60% من الشعب المصرى تحت خط الفقر وحين تنتشر البطالة ويهرب الشباب اليائس إلى أحضان الموت غرقا" على شواطىء بلاد الأحلام ..  فلا تسألوا عن مكانة وهيبة مصر...؟؟!

هذا قليل من كثير وبعض عن كل عن أسباب تراجع مكانة وهيبة مصر ، أما فيما يتعلق بقضية الكرامة المهدرة ، ورد الإعتبار لهذه الشريحة من شعب مصر التى أهينت على أرض السودان ، فإنى أقول لهم  احتسبوا الأمر عند الله فهو وحده سبحانه وتعالى الذى سيقتص لكم إما فى الدنيا وإما يوم الحساب ، وأنتم قد ضربتم المثل للعالم أجمع فى مدى رقيكم وتحضركم وروحكم الرياضية العالية ... أما إذا كنتم تأملون فى رد الإعتبار لكرامتكم المجروحة فقد خاب ظنكم ..؟؟؟!!! وإن غدا" لناظره قريب ..!! فلن تخرج ردود الفعل الإيجابية عن حدود المبادرات الفردية والشعبية من النقابات وهيئات المجتمع المدنى ، أما عن الموقف الحكومى الرسمى فلن يخرج عن دعاوى الإستنكار والشجب والإدانة ، ثم دعوات التهدئة وضبط النفس، والمناشدات الممجوجة بالتعالى فوق الصغائر ...؟؟!! فمنذ متى والمسئولون فى دولتكم المحروسة تعنيهم كرامة المواطن المصرى ، وتعالوا نرجع بذاكرتنا إلى بعض الأحداث التى مرت بنا ، وساأذكر بعضا" منها على سبيل المثال وليس الحصر :

ملف الأسرى الشهداء فى حرب 67 ودما ئهم الزكية التى سالت على رمال سيناء حين داست عليهم جنازير الدبابات الإسرائيلية خارقة بذلك  كل الإتفاقيات والأعراف الدولية ، وعلى الرغم أن هذا الملف لايسقط بالتقادم إلا أن الحكومة المسئولة تقاعصت عن المطالبة بحقوق هؤلاء الشهداء، ولايسقط من ذاكرتنا مشهد نعوش ابنائنا الشهداء فى العراق وهى تصل أفوجا" إلى مطار القاهرة ، ومشهد جموع العمال البسطاء على الحدود المصرية الليبية بعد أن طردهم القذافى ، وإخوانهم بحظائر الترحيل اللاآدمية فى إدارة الجوازات بالسعودية ، وواقعة الحكم بالجلد على الطبيبين المصريين بنفس الدولة ، والكثير من الأمثلة التى يضيق المقام عن حصرها .

فياآيها المتفائلون ..؟! إذا كنتم تنتظرون الإجابة فهى فى قول الثور الأسود الذى قال فى حسرة :

 

"قتلت يوم قتل الثور الأبيض ..!!! "

 

دكتور \ نعمان البرديسى – 21\11\2009

 

المصدر: بقلم د. نعمان البرديسى
  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 149 مشاهدة
نشرت فى 21 نوفمبر 2009 بواسطة noaman

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

2,979