يرويها لكم : أحمد الدهان المحامي

 نقابة المحامين من إبراهيم الهلباوي جلاد دنشواي

إلي سامح عاشور الخصم اللدود للإخوان 
 

     علي جدران غرفة اجتماعات مجلس النقابة العامة للمحامين تراصت صور نقباء المحامين بداية من النقيب إبراهيم الهلباوي وحتى النقيب الحالي سامح عاشور وضعت هذه الصور بعناية شديدة لتحكي قصة أول نقابة مهنية في مصر مر علي أنشائها في 1912م قرن من الزمان.
     فتحت نقابة المحامين أبوابها لكافة القوي السياسية ، حتى أنه كان يقل عن مجلسها عبارة "بين قوسين"لأنه ضم كل القوي السياسية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار، "حقوق دوت كوم" رصد تطور الحركة السياسية، داخل نقابة المحامين، بداية من نشأتها علي يد محامي الوفد، ونهاية بسقوطها في يد الأخوان، وصراعهم مع النقيب الحالي سامح عاشور، الذي سيستقبل الرئيس مرسي، يوم الخميس القادم، بمناسبة احتفالات النقابة، بمرور مائة عام علي نشأتها. 

 * محامو حزب الوفد ينجحون في إنشاء*

*أول نقابة في مصر للمحامين  *

     لعب حزب الوفد دور محوري داخل نقابة المحامين، فلم تكن تمر سنوات قليلة علي نشأة النقابة حتى اشتعلت ثورة 1919م بقيادة عدد من المحاميين مثلوا في ذلك الوقت رموز العمل السياسي والوطني ، فتحولت النقابة لأحد معاقل الثورة وتلاحمت مع كل قوي الشعب ظلت النقابة تلعب دوراً مناهضاً للاحتلال والملك طوال هذه الفترة عن طريق النقباء الوفديين .
     استخدمت السلطة سياسية الترهيب والترغيب في التعامل مع النقابة ، وظلت قضية الخدمات النقابية والحقوق المكتسبة للنقابة مثل مبني النقابة وزيادة اتعاب المحاماة وزيادة الدمغة أوراق ضغط في يد السلطة لاستئناس المحامين. 
     مع اشتعال ثورة يوليو تصادمت النقابة مع مجلس قيادة الثورة، عندما أعلنت تأيدها للرئيس محمد نجيب أثناء أزمة مارس 1954، فقام مجلس الثورة بإصدار قرار بحل مجلس النقابة بقيادة النقيب الوفدي عمر عمر، وتم تعين مجلس مؤقت.

     بالرغم من ذلك نجح النقيب عمرعمر، بتمرير قانون المحاماة عام لسنة 1957 من خلال المجلس المؤقت، وهو القانون الذي كان قد أعده المجلس قبل حله. 
     في انتخابات 1958 فاز النقيب مصطفي البرادعي- والد الدكتور محمد البرادعي- بأول دورة له نقيباً للمحامين علي حساب عبد العزيز الشوربجي الذي نافسه علي مقعد النقيب ولكن بعد أن مرور دورتين كما نص قانون المحاماة لم يتمكن البرادعي من الترشيح. 

     فجاء الشوربجي نقيباً للمحامين في دورة 1962، استقبل الشوربجي الزعيم جمال عبد الناصر وألبسه ثوب المحاماة باعتباره المحامي الأول للأمة العربية. 
     وفي انتخابات 1964 عاد البرادعي مرة أخري كنقيب للمحاميين وخاض معركة شرسة ضد التنظيم الطليعي بعد أن طرحت فكرة تحويل النقابات لهيئة تابعة للدولة، ووقف ضد فكرة انضمام محامو الشركات والهيئات إلي النقابة.
     وفي انتخابات النقابة عام 1968فاز أحمد الخواجة بكرسي النقيب، وسمح لمحامى الإدارات الهيئات الحكومية الانضمام للنقابة وفتحت أبواب النقابة للتيار الناصري واليساري. 
     مع بداية عصر الرئيس السادات طالت ثورة التصحيح نقابة المحامين، فتم حل مجلس النقابة في عام 1971، وبعد ثلاثة أسابيع من حل المجلس أجريت الانتخابات، التي رشح فيها السادات أحد رجاله وهو الدكتور محمد مصطفي القللي، ضد مصطفي البرادعي وعبد العزيز الشوربجي، تم دعم البرادعي من أحمد الخواجة وأنصاره فتمكن من الفوز بهذه الانتخابات. 
     وعندما عادت النقابة إلي الوفديين كانت النقابة أحد أهم معاقل الهجوم علي الحقبة الناصرية. 
      وفي انتخابات 1975 ترشح أحمد الخواجة بمساندة من عبد العزيز الشوربجي ضد مصطفي البرادعي وعلي منصور، جسدت هذه المعركة الصراع بين الناصريين الذين ساندوا الخواجة ، والوفد الذي مثله مصطفي البرادعي والذي نجح من حسم المعركة لصالحه مرة أخرى. 
      وقبل أن يكمل البرادعي دورته توفي في عام 1978، ففتح باب الترشيح لانتخاب نقيب المحامين، وتصادف ذلك توقيع اتفاقية كامب ديفيد، فخاض مصطفي الشوربجي المرشح علي منصب النقيب معركة شرسة ضد الاتفاقية ، ألتف حوله المحامين وطلبوا من أحمد الخواجة، عدم خوض الانتخابات في هذه الدورة وتنازله للشوربجي ، ولكن بضغوط من الدولة استمر الخواجة في الانتخابات ولاقي كل الدعم من أجهزتها ليفوز الخواجة في هذه الدورة.

* المحامون الناصريون يواجهون تشويه ثورة يوليو *

     تصدي التيار الناصري لحملة التشويه التي شنت ضد الحقبة الناصرية ، فكانت نقابة المحامين أحد معقل الدفاع عن الناصرية ، خاصة بعد أن ألتحق بعضوية النقابة طلاب كلية الحقوق في فترة السبعينات الذين تأثروا بعبد الناصر. 
           وفي عام 1978 تأسست جماعة شباب المحامين، والتي ضمت شباب المحامين الرافضيين لسياسات السادات وعندما بدأ الصدام بين النقيب عبد العزيز الشوربجي والسادات تم أنشاء ( جماعة المحامين الناصريين) والتي ساندت النقيب الشوربجي. 
      وفي انتخابات 1985 نجح سامح عاشور بالفوزبمقعد الشباب كممثل لهذا التيار وعندما أسس الحزب الناصري في عام 1992 اعتمد هذه الجماعة لتمثل الحزب في نقابة المحامين، والتي تولي إدارتها سيد عبد الغني وسيد شعبان. 
      مثلت هذه الجماعة التيار القومي داخل النقابة، وساهمت مع باقي التيارات في رفع الحراسة التي فرضت علي النقابة في 1994. 
     في تلك الفترة بزغ بشدة اسم سامح عاشور أحد رموز التيار الناصري داخل النقابة، وعندما فتحت الانتخابات في عام 2001 ترشح عاشور كممثل لهذا التيار وتمكن من حسم المعركة لصالحه.
     دخل عاشور في صراع مع القوي الدينية والأخوانية داخل النقابة، وتمكن بمساعدة الدولة والتيارات السياسية الأخرى داخل النقابة من تحجم دور الأخوان.
     وفي انتخابات 2005 حاولت الجماعة إسقاطه ولكنه تمكن من الفوز بفارق ب 16 ألف صوت، عن أقرب منافسيه رجائي عطية المدعوم من الأخوان بكل قوة. 
     كان عاشور يسعى بكل جهد لاستئصال الأخوان من داخل نقابة المحامين، فقام بإعداد قانون جديد للمحاماة رفع من خلاله عدد أعضاء المجلس إلي 46 عضو، ضم ممثلين عن النقابات الفرعية بهدف تفتيت كتلة الأخوان التصويتية. 
     وسانده في ذلك بعض رموز الحزب الوطني من أعضاء مجلس الشعب وعندما فتح باب الترشيح في انتخابات 2008، خاض عاشور الانتخابات بقائمة ضمت رموز الحزب الوطني والمحسوبين علي النظام لضرب الأخوان نجحت خطة عاشور في تفتيت كتلة الأخوان الذين تمكنوا من أسقاطه في هذه الانتخابات بمساندتهم خصمه حمدي خليفة، فسيطر الحزب الوطني بقيادة خليفة وأعضاء المجلس علي مجريات الأمور داخل النقابة، وعندما هبت عاصفة ثورة يناير منع المحامين أعضاء الحزب الوطني من الدخول للنقابة وتحولت النقابة لمعقل للثوار.