كتب الأستاذ / عماد عفيفي المحامي
مواطن مصري في مطار دبي عند التخليص الجمركي تأخذ موظفة الجوزات جواز سفره كي تضع ختم الدخول عليه :فنظرت إليه وهي تبتسم ...وسألته: من تحب أكثر مصر أم الاماراتفقال لها:الفرق عندي بين مصر و الإماراتكالفرق بين الأم والزوجة ....فالزوجة أختارها ..أرغب بجمالها ..أحبها .. أعشقها ..لكن لا يمكن أن تنسيني أمي ..الأم... لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها ..لا أرتاح الا في أحضانها ..ولا أبكي إلا على صدرها ..وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها ..
فأغلقت جواز السفر ونظرت إليه باستغراب... وقالت: نسمعُ عن ضيق العيش فيها...فلماذا تحب مصر؟قال: تقصدين أمي؟فابتسمت وقالت: لتكن أمك ...فقال: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب. لكن حنان أحضانها وهي تضمني...ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني ...
قالت: صف لي مصر..فقال: هي ليست بالشقراء الجميلة ،لكنك ترتاحين اذا رأيت وجهها ..ليست بذات العيون الزرقاء ...لكنك تشعرين بالطمأنينة اذا نظرت اليها ..ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها ....الطيبة . والرحمة ..لا تتزين بالذهب والفضة ،لكن في عنقها عقداً من سنابل القمح والشعيرتطعم به كل جائع ..سرقها اللصوص ولكنها ما زالت تبتسم ..!!مصر ..باقياً للابد واللصوص لمزبلة التاريخ ..مصر..باقياً طول الدهر رغم القهر .......مصر.. باقياً ققلعة للعرب ....
أعادت إليه جواز السفر ...وقالت: أرى مصر على التلفاز...ولكني لا أرى ما وصفت لي ..!!فقال لها: أنت رأيت مصر الذي على الخريطة ...أما أنا فأتحدث عن مصر الذي يقع في جوفَ قلبي