ضَمُّ قبضة اليد
للشاعرة الفسطينية الأمريكية / نعومي شهاب ناي *

ترجمة نزار سرطاوي


للمرة الأولى، في الطريق الى الشمال من تامبيكو **

شعرت أن الحياة تنزلق خارجةً مني،
طبل في الصحراء، يصعبُ سماعه أكثر فأكثر.
كنت في السابعة، استلقيت في السيارة
أشاهد أشجار النخيل تدور كالدوامة مبتعدةً عن النافذة على نحوٍ يسبب الغثيان.
كان بطني بطيخةً قد انفلقت متوسعةً داخل جلدي.

سألت أمي بتوسل

"كيف يمكنك أن تعرفي فيما إذا كنت ستموتين؟
كنا قد أمضينا في السفر بضعة أيام.
ردّت بثقةٍ غريبة،
"حين لا تعودين قادرة على ضم قبضة يدك."

بعد سنوات ابتسم حين أفكر في تلك الرحلة،
الحدود التي يتعين علينا أن نعبرها كلّاً على حدة،
مختومين بمصائبنا التي لا حلَّ لها.
أنا التي لم أمت، التي لم أزل على قيد الحياة،
لم أزل مستلقيةً في المقعد الخلفي وراء كل أسئلتي

أقبض وأبسط يداً ضئيلة.
<!--

 

Making A Fist 
Naomi Shihab Nye 


For the first time, on the road north of Tampico, 
I felt the life sliding out of me, 
a drum in the desert, harder and harder to hear. 
I was seven, I lay in the car 
watching palm trees swirl a sickening pattern past the glass. 
My stomach was a melon split wide inside my skin. 

'How do you know if you are going to die?' 
I begged my mother. 
We had been traveling for days. 
With strange confidence she answered, 
'When you can no longer make a fist.' 

Years later I smile to think of that journey, 
the borders we must cross separately, 
stamped with our unanswerable woes. 
I who did not die, who am still living, 
still lying in the backseat behind all my questions, 
clenching and opening one small hand. 
<!--

 

 


* ولدت الشاعرة والروائية وكاتبة الأغاني نعومي شهاب ناي في 12 آذار / مارس، عام 1952، في سانت لويس بولاية ميسوري. لأبٍ فلسطيني (عزيز شهاب) وأم أميركية. بدأت تتعلم الكتابة منذ طفولتها المبكرة، متأثرة بوالدتها، التي كانت تقرأ لها دائماً.

 

حين بلغت الرابعة عشر من عمرها سافرت إلى فلسطين، حيث التقت بجدتها، وعاشت لفترة وجيزة في مدينتي رام الله والقدس وتلقت جزءاً من تعليمها الثانوي هناك. وقد تركت تلك الزيارة أثراً عميقاً في نفسها انعكس في كتابتها لاحقاً.

 

بعد عودتها إلى الولايات المتحدة أكملت الدراسة الثانوية في سان انطونيو بولاية تكساس. وحصلت لاحقاً على درجة البكالوريوس في اللغة الانجليزية والأديان العالمية من جامعة ترينيتي.

 

صدر للشاعرة العديد من دواوين الشعر منها "طرق مختلفة للصلاة" (1980)، "معانقة الصندوق الموسيقي" (1982)، "القفّاز الأصفر" (1986)، "الحقيبة الحمراء" (1994)، "الوقود" (1998)، و"19 فصيلة مختلفة للغزلان: قصائد الشرق الأوسط" (2002)، "أنت وما هو لك" (2005). وقد حصل هذا الأخير على جائزة إيزابيلا غاردنر للشعر. كما صدرت لها رواية بعنوان "حبيبي" (1999)


تعبر ناي عن تجربتها كأمريكية عربية من خلال قصائد مفعمة بالروح الإنسانية تتحدث عن التراث والسلام مع روح الإنسانية. وتجمع هذه القصائد، كما يقول الشاعر وليام ستافورد، "بين الحيوية المتساميه والألق إلى جانب الدفء وعمق الرؤية الإنسانية."

 

حطيت ناي بتقدير كبير تمثل في العديد من الجوائز  وشهادات الزمالة التي منحتها لها المؤسسات التي تعنى بالشعر والأدب. كما نُشرت قصائدها وقصصها القصيرة في كثير من المجلات في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط والشرق الأقصى. سافرت إلى الشرق الأوسط وآسيا ثلاث مرات كممثلة لوكالة الولايات المتحدة للإعلام لتعزيز النوايا الحسنة من خلال الفنون.

تعيش ناي مع عائلتها في سان انطونيو بولاية تكساس. وقد انتخبت في عام 2010 مستشارة لأكاديمية الشعراء الأميركيين. وهي متزوجة من المصور ميخائيل ناي. 
<!--

** تامبيكو ميناء تجاري مكسيكي يقع على خليج المكسيك.

 

 

 

 

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 258 مشاهدة
نشرت فى 2 أغسطس 2011 بواسطة nizarsartawi

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

48,659