طفـلى الصـغير .. أنت لا تتكـلم ولكننـا نتواصـل


سنتكلم فى هذا العدد عن أحد أساليب التواصل مع الأطفال بصفة عامة والأطفال ذوى الإعاقة السمعية بصفة خاصة ... تلك الأساليب التى تنحصر فى :-
1)    اللغات
2)    الأنظمة المساعدة
3)    التعبيرات الطبيعية

تواصل ما قبل اللغة:-
فقبل إكتساب الطفل للغة يوجد نظام معقد للتواصل غير لفظى بينه وبين من يرعاه ، ويتمتع كافة المواليد – بغض النظر عن إصابتهم بإعاقات من عدمه – بنظام وراثى معين يبدو مصمم لدعم التواصل بين الطفل وأمه.

وخلال الشهور والسنوات الأولى من حياة الطفل يزداد الحوار غير اللفظى تعقيداً بين الطفل وأمه، وقبل أن يتفوه الطفل بالكلمات الأولى يستطيع أن يعبر عن نفسه بطرق عدة من خلال الضحك والبكاء وتعبيرات الوجه والشد أو الإسترخاء العضلى ، الإيماءات مثل بسط اليد والإشارة للأشياء ، حركة الرأس والجسم مثل الإبتعاد عن أو الإقتراب من الأشخاص أو الأشياء ، وكذلك من خلال مجموعة متنوعة من السلوكيات (رفض القيام بشئ ما على سبيل المثال ، أو المحاولات غير اللفظية للحصول على ما يريد من خلال أى من الوسائل المتاحة) وتعد كثيراً من الألعاب الخاصة بالصغار أشكال للحوار غير اللفظى (فالألعاب مثل " بخ ") تنطوى على تبادل من وإلى ، وكل هذه الأشكال من التواصل وتحدث فى توافيق عدة بالنسبة للأطفال المعاقين حسياً أو غير المعاقين.


التعبيرات الطبيعية Natural Expression
تتميز علاقة الطفل بالأم منذ ولادته بالأحتواء الإنفعالى والوجدانى الذى يمثل بالنسبة له قاعدة الشعور بالأمان وأساساً لإدراكه لخصائص العالم من حوله (على أن يراعى فى تلك العلاقة المحافظة على إنتباه الطفل أثناء المواقف التفاعلية ذات الدافعية بالنسبة له " الأكل ").

ولقد إكتشـف علماء اللغة التفسيين أن الأطفال الرضـع يتمتعون بما يطلق عليه إنعكاس المـص " القائم على الإندفاع ثم التوقف " ، فإن الطفل الذى يرضع طبيعياً أو صناعياً عادةً ما يتوقف بعد فترة عن المص ، والغرض من هذا التوقف هو مشاركة الأم أو من يتولى رعاية الوليد فى تفاعل مماثل للحوار مع الرضيع ، ويتعين على الأم الإستجابة للطفل الرضيع أثناء هذه الوقفة لتشجيع الطفل على معاودة المص مرة أخرى ، وهكذا يبدأ الحوار رغم أنه حوار بدون لغة رسمية فالطرفان يشاركان فى الحوار وهما يتواصلان على المستوى الأساسى بأسلوب غير لفظى.

ومنذ الولادة يبدأ الطفل حواره غير اللفظى مع الأم من خلال قنوات متعددة ومتنوعة مثل :- الضحك ، البكاء ، تعبيرات الوجه وحركة الجسم ، وهذا ما يطلق عليه بالتعبيرات الطبيعية، التى لها وظيفة معرفية وتحمل فى طياتها معنى ... فالإنطباعات التى تتكون لدى الطفل من الخبرات التى تتعرض لها يصاحبها خلق صور ذهنية لهذه الخبرة، ويقوم الطفل بالتعبير فى المواقف المشابهة والمتكررة بتعبيرات طبيعية تعتمد أساساً على إنطباعه البدنى وإحساسه بمواقف الخبرة.

إن التعبيرات الطبيعية ولغة الجسم هى التعبيرات الأولية للتواصل التى يعبر بها الطفل عن نفسه وعن إستجاباته للأحداث من حوله ، وعلى الأم (أو الشريك) أن تتعرف على تلك التعبيرات وتتفاعل معها وتتجاوب لها حتى تتطور قدرة الطفل التعبيرية إلى أن تصل إلى المستوى الرمزى (اللغة) .. فهذه التعبيرات تعد أنواعاً متأصلة من النشاط تكتسب صبغة إجتماعية مع إستجابة الشريك لها، فأى نشاط يقوم به الطفل يمكن تحويله إلى تواصل وذلك عندما تستطيع الأم (الشريك) إكتشاف هذا النشاط والتصرف كما لو كان الطفل يتواصل بالفعل ، وقد يكون إستجابة هذا الشريك لنفس الحدث مختلفة لذا لابد أن يحترم أسلوب التواصل هذا ، وما يعبر عنه من معنى من قبل الطفل ، ولا تفرض على تعبيرات الطفل الطبيعية أو لغة جسمه المعنى أو التفسير التابع من خبراتنا الخاصة أو إستجابتنا لهذا الحدث.

وهناك تعبيرات طبيعية قائمة على أساس بيولوجى (عندما يجوع الطفل يبكى .. فإذا إستجات الأم تحول هذا التعبير الطبيعى إلى سلوك إجتماعى) .. وهناك تعبيرات إنفعالية قائمة على أساس إجتماعى وذلك عندما يتولد لدى الطفل الشعور بوجود الأم (الشريك) فى الموقف الإنفعالى بإعتبارها جزء منفصل عنه فيتوقع الطفل أن تستجيب له، وعندما تحدث التبادلية يبدأ الطفل فى إصدار تعبيرات لما يريد.

ومن الجدير بالذكر أنه من خلال التواصل وما تحدث فيه من تنظيم مشترك لعمليات التقارب بين الشركاء وعمليات الإستكشاف الناجح بالإضافة إلى الخبرات السارة للتفاعل الإجتماعى تعد كلها أساسية لبناء تعبيرات إيمائية ووجدانية تعمل على تأكيد عملية التواصل وإستمراريتها.

أمثلة للتعبيرات الطبيعية :-
الحـركات الجسـدية Body Movement :-
مثل تحريك الرأس بالموافقة أو الرفض.

العـودة إلى الأمـاكن Go Back to Places :-
عودة الطفل إلى مكان معتاد لنشاط معين مثل مكان الأكل كمحاولة من الطفل للتعبير عن الجوع.

الإيمــاءات – أوضـاع بدنية Gestures :-
الإيماءات تتم عن طريق الذراع أو كف اليد أو الرجل أو كل الجسم.


وقد يتواصل الأطفال بتعبيرات طبيعية غير مرغوب فيها مثل الصراخ والرفس .. هنا يجب على الأم / الشريك أن تقوم بتعليمه مهارات تواصل أكثر فعالية ومقبوة إجتماعياً.

 


هل ستنجح الأم  / الشريك فى عملية التفسير للتعبيرات الطبيعية للطفل؟
إن أى نشاط يقوم به الطفل يمكن تحويله إلى نشاط تواصلى وذلك عندما تستطيع الأم (الشريك) إكتشاف هذا النشاط والتصرف كما لو كان الطفل يتواصل بالفعل (من خلال التعبيرات الطبيعية).

  •     لأنها يعرف الطفل والروتين المتبع معه.
  •     لأنها يعرف ما يحدث أو ما سيحدث.
  •     لأنها يستطيع التخمين من الموقف ككل فيما يفكر الطفل.
  •     لأنها يبحث عن إيجابات فى حركة ولغة جسم الطفل ككل وفى البيئة المحيطة به.
  •     لأنها على دراية بطبيعة إعاقة الطفل.
  •     لأنها قبل كل شئ يحرص على فهم الطفل والتواصل معه.


فالطفل يتعلم التواصل مع الآخرين عندما يكون مع شريك كفء

  • Currently 170/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 639 مشاهدة
نشرت فى 8 ديسمبر 2009 بواسطة nidasociety

ساحة النقاش

جمعية نداء

nidasociety
لتأهيل الأطفال الصم وضعاف السمع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

223,178