استخدام المدخل الاسكندنافي في تحسين جودة حياة الأشخاص الصم المكفوفين

 

 " تجربة جمعية نداء في مصر  "

 

 

إعداد

 سهير عبد الحفيظ عمر

[email protected]

ماجستير في التربية ( صحة نفسية )

أخصائية تأهيل الصم المكفوفين بجمعية نداء .

 

 

 

مقدمة إلى

 

المؤتمر الدولي السادس

“تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة"

رصد الواقع واستشراف المستقبل

معهد الدراسات التربوية ـ جامعة القاهرة

 

 

منهج الدراسة :

   يتحدد منهج الدراسة وفق طبيعة المشكلة المراد بحثها والهدف منها ، وتستهدف الدراسة الحالية التعرف على دور الشركاء السامعين المبصرين في بناء وتنمية التفاعلات مع الأشخاص الصم المكفوفين ، ولتحقيق هذا الهدف تستخدم الباحثة المنهج الوصفي التحليلي  لنماذج من المواقف التفاعلية بين الأطفال الصم المكفوفين وشركاء تفاعلهم السامعين المبصرين و المسجلة بالتصوير المرئي في جمعية نداء مع استخدام تحليل التصوير المرئي كأداة مهمة حيث أشارت مارتينس وآخرون Martens et al. (2003 ) إلى ضرورة وأهمية استخدام تحليل التصوير المرئي  للمزيد من فهم التفاعل بين الأصم الكفيف وشريكه في عملية التفاعل ،  وتم جمع البيانات اعتمادا على ملفات الأطفال الصم المكفوفين في جمعية نداء .

 

عينة الدراسة :

      ثلاثة من الأطفال الصم المكفوفين هم الحالة (1) والحالة (2) والحالة (3) مع ثلاثة من الشركاء السامعين المبصرين  هم ( م ) ، ( أ ) ، ( س ) .

 

    الحالة (1) لأنثى  مولودة عام 1989 ، التحقت بجمعية نداء عام 2003 وتم تقييمها وتشخيصها كصماء كفيفة ولديها بقايا سمعية وبصرية ، ولها شقيقة تعاني الصمم وكف البصر أيضا ، وهذه الحالة لديها فقد سمعي متوسط عند الترددات المنخفضة في الأذنين وعميق عند الترددات العالية ، وتعانى كتراكت ومشكلات طبية في البصر ،  وأشار آخر التقارير الوظيفية لحالة البصر عام 2007 إلى أن الطفلة ترتدي معينا بصريا وتستطيع رؤية الأشخاص على مسافة حوالي 4 متر مما لا يعوق توجهها وحركتها في المكان عدا في مواقف قليلة عندما يقل التباين اللوني   ،  كما تستطيع رؤية التفاصيل الدقيقة مثل الخيوط الرفيعة من أدوات التقييم على مسافة 20 سم تقريبا ، أما حالة السمع فترتدي معينا سمعيا بكلتا الأذنين ، وهي تعي وجود الصوت وتستجيب إلى الأصوات الخارجية إيجابيا .

 

  أما الحالة (2) فقد التحقت بجمعية نداء عام 2004 و هي لأنثى ولدت عام 2003 في عملية قيصرية قبل الموعد الطبيعي بثلاثة أسابيع ، وحدث نقص في الأكسجين لمدة خمس دقائق أثناء الولادة أدى إلى ضمور بسيط في المخ ولديها فقد سمعي شديد في الأذنين ، ومشكلات في المجال البصري ، وأشار التقرير الوظيفي إلى قدرة الطفلة على تثبيت الرؤية والتتبع وإمكانية رؤية الأشخاص حتى 4 م ،  كما أنها تعي مصدر الصوت وتنتبه له .

 

      أما الحالة (3) فهي  لذكر ولد 1997 ، وأصيب بالصفراء بعد الولادة ، ولديه عيب خلقي في العين والأذن من حيث الشكل الخارجي فالعين اليمنى صغيرة الحجم خلقيا ولا ترى ، أما العين اليسرى فبها نقص في التكوين للشبكية ويرى ببقايا الشبكية ، ولديه فقد سمعي متوسط بالأذن اليمنى وشديد بالأذن اليسرى  ، وأشار التقرير الوظيفي المتتابع  إلى استمرار فقده للبصر التدريجي ويمكنه رؤية بعض التفاصيل الخفيفة ويستطيع تتبع الضوء ويدرك الشمعة على مسافة 5 م ، ويفضل سماع الموسيقى ويسمع اسمه على مسافة 2 م ، وقد التحق بجمعية نداء عام 2003 .

 

أدوات الدراسة :

1-    استمارة بيانات ديموجرافية عن الطفل وجنسه وعمره والتقييم الوظيفي للسمع والبصر

2-    ثلاثة مواقف تفاعلية مسجلة بالتصوير المرئي على اسطوانة DVD.

 

وصف مواقف التفاعل :

الحالة (1) وشريكتها ( م )

بيئة التفاعل:

 

   غرفة التأهيل بجمعية نداء حيث توجد منضدة فوقها عدد من الحلقات البلاستيكية الملونة بها فراغ دائري في المنتصف  ، و بعض أقراص الكمبيوتر المضغوطة  وعمودين يمكن إدخال الحلقات أو أقراص الكمبيوتر بهما ، والطفلة تجلس على كرسي ويمكنها الوصول للحلقات والأقراص ورؤيتها ، وترتدي نظارة طبية وكذلك سماعتي أذن ، والإضاءة معتدلة ، والشريكة تجلس على يسار الطفلة .

 

موقف التفاعل :

     تضع الطفلة حلقة بلاستيكية في العمود الخاص بأقراص الكمبيوتر ، تشير الشريكة بإصبعها ـ  أمام عينى الطفلة حيث يمكنها رؤيته ـ وهي تقول لاا مش كدا ..تنتبه الطفلة وترفع الحلقة البلاستيكية من العمود وشريكتها تشير بالإصبع إلى العمود الآخر فتستجيب الطفلة بوضع الحلقة في موضعها مع الحلقات البلاستيكية ، فتصفق الشريكة للطفلة .

 

    تضع الطفلة يدها على الحلقات البلاستيكية وتحضر حلقة ، في نفس الوقت تأخذ الشريكة اسطوانة كمبيوتر وتعرضها أمام بصر الطفلة بحيث تكون في مجال رؤية الطفلة  ، ثم تحاول الشريكة إدخال الاسطوانة في عمود الحلقات ،  الطفلة تتابع ببصرها وتهز رأسها يمينا ويسارا ( بما يعني من خلال قاموس الطفلة لا ) ، تهز الشريكة رأسها مقلدة حركة الطفلة وهي تقول : لأاه لأاه وهي تحرك الاسطوانة بعيدا عن العمود و يضحكان ، وتكرر الشريكة تحريك رأسها يمينا ويسارا ( كتأكيد على فهم الإشارة من خلال التقليد ) وهي تشير للطفلة بقبضتها رافعة الإبهام إلى أعلى وهي تقول : شاطرة ، وتسألها : أحطها هنا ؟ وهي تشير إلى عمود الاسطوانات فتشير الطفلة برأسها إلى أسفل ـ علامة الإيجاب والموافقة ـ  وتكرر الطفلة وضع الحلقات البلاستيكية في العمود عدة مرات .

 

    تحضر الشريكة حلقة بلاستيكية وتبدأ في وضعها رأسيا على المنضدة ومحاولة تدويرها باستخدام الإبهام والسبابة ، تنتبه الطفلة للنشاط وتوقف بيدها دوران الحلقة البلاستيكية وتأخذها لتضعها في العمود وهي تضحك ، تأخذ الشريكة الحلقة البلاستيكية وتكرر تدويرها حيث تمسكها الطفلة وتوقف دورانها ..تفكر الطفلة قليلا ، ثم تمسك الدائرة وتلفها بنفس طريقة عمل الشريكة.

=*&



الشريكة تصفق وهى تقول برافو برافو ، ثم تحضر الشريكة حلقة أخرى وتكرر حركة التدوير ، والطفلة تكرر التدوير بحلقتها التي اختارتها .

    تخبط الطفلة الحلقة البلاستيكية بعد أن كادت تقع ، تكرر الشريكة الخبطة على الحلقة وهي تشير إلى أسفل المنضدة وتقول : كانت هتقع ..الطفلة تضحك بصوت مرتفع  ، تكرر الشريكة تدوير الحلقات وتمسكها قبل أن تقع ، ثم تشير إلى الطفلة بإصبعيها بحركة تشبه حركة الأصابع عند التدوير( وكأنها تطلب تكرار النشاط ) تستجيب الطفلة وتمسك الحلقة  وتبدأ بتدويرها ، تكرر الشريكة النشاط بهدوء أمام عينى الطفلة والطفلة تتابع ، يتكرر التدوير عدة مرات مع ملاحظة أن الطفلة أصبحت تحيط الحلقة أثناء دورانها بيديها كي لاتسقط على الأرض .

 

=*&


     تبادر الطفلة بوضع الحلقة البلاستيكية في وضع أفقي مع وضع سبابة يدها اليسرى في الفراغ الموجود بمركزها وتبدأ بتدويرها في وضعها الأفقي ، تعدل الشريكة من وضع حلقتها الرأسي وتقلد حركة الطفلة تماما ، الشريكتان تحركان الحلقتين على المنضدة بنفس الطريقة .

= *؟&

تحرك الطفلة الحلقة بتنويعات وكذلك تقترح الشريكة تنويعات على الحركة ، تسقط حلقة الطفلة فتتابعها ببصرها وتمد يدها إلى أسفل وتحضرها إلى المنضدة ، الشريكة تشير إلى الحلقة وتشير إلى الأرض وهي تقول وقعت وقعت ..

الحالة (2) وشريكتها ( أ )
بيئة التفاعل : غرفة التأهيل بجمعية نداء . حيث تجلس الطفلة وشريكتها على أرض الغرفة وأمامهما ( الترامبولين ) في وسط الغرفة وفوقه دمية ( تمثل عروسة كبيرة الحجم لطفلة ) ، وخلف الحالة (2)  ( زحليقة)  بلاستيكية .

موقف التفاعل :
يبدأ الموقف ويد الطفلة اليسرى فوق اليد اليمنى لشريكتها وتكاد تلمسها ، وتقوم شريكة الطفلة بتحريك يدها اليمنى وهي تمسح بها على رجل ( العروسة ) وتلمس أثناء المسح رجل الطفلة أيضا وهي تقول :  أدعك رجل العروسة .. أدعك رجل (...) وتذكر اسم الطفلة ، ثم تلمس رجل العروسة وهي تخبط عليها وتقول : رجل العروسة ،  ثم تلمس رجل الطفلة وتقول رجل (...) وتذكر اسم الطفلة

=*&^


الطفلة تضع يدها اليمنى على الجبهة ( قد يكون علامة التفكير والتركيز ) ويدها اليسرى مستمرة فوق اليد اليمنى لشريكتها وتشارك في الحركة .

     ترفع الشريكة يدها ( ومعها يد الطفلة ) في حركة دائرية وهي تسأل الطفلة تانى ؟ الطفلة تأخذ يد الشريكة وتضعها على رجل العروسة ( بما قد يعني استجابتها للشريكة وطلبها تكرار النشاط ) ، تستمر الشريكة في تحريك يدها ( ويد الطفلة معها ) فوق رجل العروسة والطفلة معا وهي تردد : أدعك رجل العروسة ،  أدعك رجل (......) وتذكر اسم الطفلة . تكرر الشريكة النشاط وهي تصفه صوتيا ولمسيا .

     تلتفت الطفلة خلفها وتنتبه لوجود الزحليقة فتضع يدها اليسرى عليها ( وتظل يدها اليمنى ملامسة للترامبولين ، ثم تلمس الطفلة بيدها اليسرى يد الشريكة ( وكأنها تطلب منها مشاركتها اهتمامها الجديد ) تستجيب الشريكة وتخبط على الزحليقة بيدها اليمنى

=*&

 ثم تمسح على الزحليقة من أعلى إلى أسفل ( كما يحدث  أثناء التزحلق ) وهي تردد : هنا بنتزحلق ، الطفلة تتابع ببصرها حركة يد الشريكة وتحرك يدها اليسرى على الزحليقة .تخبط الشريكة على الزحليقة خبطتين .. الطفلة تخبط بيدها ، تقلد الشريكة حركة خبط الطفلة وحركة يدها على الزحليقة وتنتظر (لتعطي الفرصة للطفلة لأخذ دورها والتبادلية ) تخبط الطفلة ..تشارك الشريكة الطفلة الخبط والحركة وهي تقلدها تماما وتقول ( أخبط )
..  تنوع الطفلة في طريقة الخبط والحركة حيث تستخدم أطراف الأصابع في الخبط وتقلدها الشريكة وتشاركها وتتوقف مع توقف الطفلة ، ثم تلتفت الطفلة إلى الترامبولين وتضع يدها اليمنى على جبهتها وتأخذ وقفة طويلة ( قد تكون للتفكير وإعادة بناء أو تنظيم الموقف في ذهنها ) تحترم الشريكة الوقفة ولا تتدخل .

    تعود الطفلة إلى الزحليقة ( حيث كانت الشريكة تضع يدها ) وتلمس يدها وتعود بها إلى رجل العروسة ، تسألها الشريكة أعمل إيه ؟  وتصف النشاط السابق لمسيا بتكرار تحريك اليد في الهواء بحركة تشبه حركتها على رجل العروسة  ، وتحرك يدها دائريا في الهواء وهي تقول : أدعك تانى ؟ ( مع ملاحظة أن يد الطفلة اليسرى فوق يد الشريكة اليمنى وتقرأ حركتها طول الموقف )
   تضع الشريكة يدها فوق رجل العروسة وتنتظر ، تحرك الطفلة يد الشريكة فتكرر النشاط تلتفت الطفلة إلى الزحليقة وتضع يدها فوقها وتخبط ..تعود الشريكة لمشاركتها وتقلد حركة خبط الطفلة.

 الحالة ( 3 ) وشريكته ( س )
بيئة التفاعل :
    في غرفة التأهيل بجمعية نداء حيث توجد منضدة عليها أقلام تلوين ، وأوراق بيضاء للرسم ،  وكتاب بكتوجرام ( وهو يحتوى صورا بارزة  يمكن التعرف عليها من خلال اللمس وهى سوداء على خلفية بيضاء لتحسين درجة التباين لتناسب البقايا البصرية لدى الطفل ) الطفل يجلس على كرسي ويمكنه الوصول للأقـلام والكتاب ، والشريكــة على يمين الطفـل ( للاستفادة من بقايا السمع الأفضل في الأذن اليمنى ) في مواجهته قليلا ، والإضاءة قوية

موقف التفاعل   :
     تعرض الشريكة على الطفل استخدام اللون الأخضر للرسم والتلوين بعرض القلم على الطفل وسؤاله صوتيا : نلون ؟ الطفل يأخذ القلم بيده اليسرى ويضمه إلى بقية الأقلام على ورقة الرسم ولا يبدو أنه انتبه لما تريده الشريكة .. يأخذ الطفل ألوان من على المنضدة ويضمها إلى ورقة الرسم ، فتضع الشريكة يدها اليسرى برفق لتلامس يد الطفل اليمنى وتسأله لفظيا  يالاا نلون ؟ يحرك الطفل يده اليمنى أعلى وأسفل على الألوان ويبدأ بالاستكشاف ببصره ولسانه .. تنتظر الشريكة .

      يبدأ الطفل بتحريك أقلام الألوان على ورقة الرسم بدفعها بكلتا يديه لتتحرك (  أماما وخلفا ) تقترب الشريكة بيدها اليمنى فيسمح لها الطفل بإبعاد يده اليسرى ، ويترك لها مساحة للمشاركة ..تنبهه بلمسه خفيفة من يدها اليسرى أثناء مشاركة يدها اليمنى له في تحريك الأقلام وهى تناديه باسمه ..بتعمل إيه ؟ بنعمل كدا ؟ وتحرك الأقلام بنفس طريقة تحريك الطفل لها  فيعود الطفل ليشاركها ( حيث تقوم بتقليد حركة الطفل كالمرآة )

=*&

     تبعد الشريكة يدها وتترك الطفل يمارس النشاط ..تشاركه تحريك الأقلام مرة أخرى ثم تمسك القلم الأخضر وتحركه أمام عين الطفل وتلمس يدها اليسرى يمين الطفل برفق وتقول :  اللون الآخضر آهو لكن الطفل لايستجيب ، ويستمر في النشاط المفضل له في تحريك الأقلام .

    يمسح الطفل بيده اليمنى على ورقة الرسم ذهابا وإيابا .. الشريكة أكدت نفس الحركة ( بالتقليد ) وهى تقول نرسم ؟ نرسم إيه ؟ أجاب الطفل : إييي. وضعت الشريكة يدها اليسرى فوق يد الطفل اليمنى وهى تقول : نرسم إيد ؟ ( وهي تؤكد ماتظن أن الطفل يعنيه باللمس والصوت )  ، مد الطفل يده وأمسك كتاب البكتوجرام ، تتابع الشريكة اهتمام الطفل   وتشاركه  تقليب الصفحات وهى تسأل نرسم إيه ؟ وهو يتابع ويستكشف باللمس والبصر ..فتحت الشريكة صفحة ومد الطفل يده إلى صفحات الكتاب  فوضعت الشريكة يدها اليسرى فوق اليد اليمنى للطفل ( كنوع من التأكيد على الوجود والمشاركة )  والطفل يستكشف باللمس ويمسح يده عدة مرات على الرسم المطبوع للعين والشريكة تسأل لفظيا نرسم إيه ؟ وتصاحب السؤال بلمسة خفيفة من يدها اليسرى ليد الطفل اليمنى وفي نفس الوقت تقلد حركة الطفل في استكشاف الصورة بتحريك يدها اليمنى عدة مرات والطفل يجيب بالصوت : إيين ..

=*&

الشريكة تقول : برافوا برافو ،  وتبدأ بمسك القلم بيدها اليمنى وهي تقول للطفل :  بص ياللا نرسم ؟ الطفل يشارك بمسك القلم مع الشريكة باليد اليمنى ، وكانت اليد اليسرى للشريكة فوق يد الطفل وتكاد تلمسها . تتحدث الشريكة أثناء الرسم وتكرر نرسم عين ،  والطفل يتابع ببصره ( في مجال رؤيته ) ومنتبه للنشاط ..

=*&^

تكرر الشريكة نرسم إيه ؟ وترفع إصبع يدها اليسرى ليلمس عين الطفل وهي تردد نرسم عين يتحرك الطفل للخلف ( ربما فاجأته اللمسة ) تأخذ الشريكة يد الطفل وتضعها على عينه وهي تردد نرسم عين ،  ثم تأخذ يد الطفل وتعود بها إلى صفحة البكتوجرام وتساعد الطفل ليلمس الصورة المطبوعة للعين وهي تسأل إييه ؟ يكرر الطفل ( إيين) ثم تأخذ يده وانتباهه إلى مارسماه معا وتسأله دي إيه ؟ فيجيب : إيين

النتائج : تفسيرها ومناقشتها 
  من خلال تحليل التصوير المرئي للمواقـف التفاعليـة في الحالات ( 1) ، (2) ، (3 ) مع شركائهم السامعين المبصرين بهدف التعرف على دور الشريك في بناء وتنمية التفاعلات مع الأطفال الصم المكفوفين يشير التحليل إلى مايلي :

  •     الشريك مسؤول عن إعداد وتعديل بيئة التفاعل ـ الفيزيقية والتكنولوجية ـ لتكون أكثر ملائمة لاحتياجات الطفل البصري (كتحسين الإضاءة واستخدام البكتوجرام )  أو السمعية ( كارتداء المعين السمعي للحالتين (1) ، (2)  ، إضافة إلى المعين البصري للحالة (1))  وإعداد  الأدوات المقترحة  ـ وفق روتين الطفل ـ أو التي يتوقع أن تجذب اهتمامه وفق ما يملك من بقايا بصرية أو سمعية  .

 

  •     الشريك يتبع مبادرات الطفل أو اهتماماته ويؤكد عليها ويستجيب لها .. استجابت الشريكة ( س ) لعدم متابعة الحالة ( 3 )  لطلبها الرسم في بداية الموقف ، وتابعت اهتمامه حين بادر بتحريك يده على الورقة ، كما اتبعت الشريكة ( أ ) اهتمام الحالة ( 2 ) بالزحليقة  ، وتابعت الشريكة ( م ) تنويع الحالة ( 1 )  في استخدام تدوير الحلقة بطريقة مختلفة وقامت بتنويع هذه الحركة .

 

  •     الشريك يتقبل مبادرات الطفل بالطريقة التى قدمها الطفل ، وقد أشار تشاتشيا و سوجي  Sugai & Tsuchiya (2001) إلى أن التقبل يخلق فرصا للتفاعل ،  ومن خلال المواقف التفاعلية يمكن تصنيف التقبل فيما يلي :

1-    التقبل كاستجابة ( نعم لقد فهمت ) كما في موقف الحالة (3 ) وشريكته ( س)
2-    التقبل بالتقليد ( هل تفعل مثل هذا كما في الحالات الثلاث وشركائهم )
3-    التقبل بعرض تنويعات ( كما اقترحت الشريكة ( م ) تنويعات على استخدام الحلقات البلاستيكية ، واختلاف إيقاع الحركات.
         

  •     الشريك ملاحظ جيد وحساس يعلق على النشاط ويستجيب للطفل بالطريقة والشكل الذي قدمه و يمكن للطفل أن يدركه ( لمسيا أو من خلال استغلال البقايا البصرية أو السمعية ) كما في ( م )  مع الحالة ( 1 )  عند وقوع الدائرة وحرصها على التأشير بإصبعها في مجال رؤية الطفلة  ، والشريكة ( أ ) وهــي توضح للحالة

     ( 2 )  إشارة تكرار النشاط لمسيا   .

  •     الشريك يحترم اهتمام الطفل وطريقة استكشافه ويعطيه الفرصة ليستكشف ويفكر كما يتضح  في  موقف الحالة ( 2 ) مع شريكتها ( أ )  .

 

  •     أخذ الدور هو الموقف الذي يؤدي إلى التفاعلات التبادلية وتتفق نتائج تحليل المواقف الثلاثة مع ما أشار إليه تشاتشيا و سوجي  Sugai & Tsuchiya (2001) من وجود أربعة أنماط من أخذ الدور يمكن وضعها في الحسبان هي  أخذ الدور من خلال التقليد أو كالمرآة mirroring. ، و أخذ الدور من خلال تداخل التفاعل overlapping interaction ، أخذ الدور من خلال المتابعة المتكررة  repeated follow-up ،  أخذ الدور من خلال خلق تنويعات creation of variation.


     إن الشراكة هي جوهر التفاعل ، والشريك السامع المبصر يحث الطفل الأصم الكفيف على الاستجابة من خلال النداء ( باستخدام الأصوات الملفوظة واللمس والاهتزازات وزفر الهواء ) وهي خطوات مهمة للتفاعل ، فإذا كان الأطفال السامعون المبصرون يستجيبون للنداء من خلال وجه الشخص الذي يمكن رؤيته أو الصوت الذي يمكن سماعه ، فإن الصم المكفوفين لديهم الإمكانية لتحسين الاستجابة للنداء من خلال اللمس والاتصال الجسدي وهو ما حرصت عليه الشريكات الثلاث واتضح في المواقف السابقة .


    وترى الباحثة أنه لاسبيل إلى جودة حياة للشخص الأصم  الكفيف بلا شريك واع لاحتياجات هذا الشخص ،  وهو مالا يمكن حدوثه تلقائيا بلا تدريب جيد أو دراسة متعمقة وممارسة صحيحة وهو ما يشير إلى أهمية تجربة جمعية نداء في مصر في إعداد كوادر عاملة في مجال الصم المكفوفين ، وعلى الرغم مما رصدته الباحثة من إيجابيات لتلك التجربة إلا أنها توصي بالمزيد من الاهتمام بإعداد وتدريب أسر الأشخاص الصم المكفوفين ، والحرص على تمكينهم من القيام بدور الشريك الكفء لأبنائهم الصم المكفوفين كسبيل أساسي لتحسين جودة حياة هؤلاء الأشخاص .

 

المصدر: جمعية نداء
  • Currently 135/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
45 تصويتات / 775 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2010 بواسطة nidasociety

ساحة النقاش

جمعية نداء

nidasociety
لتأهيل الأطفال الصم وضعاف السمع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

217,020