عادة عندما نوصف الجو أو الطقس أو المناخ فأننا قد نصفه بأنه مشمس أو دافي أو جميل أو قد نصفه بأنه عاصف أو ممطر أو بارد أو سيئ أو غير ذلك من مختلف الصفات.
وفي مجال علم النفس الرياضي يمكن استخدام مثل هذه الصفات لوصف نوعية تفاعل الأفراد داخل الفريق الرياضي الواحد وطبيعة الاتصال بينهم وكيفية شعورهم بالانتماء للفريق ونوعية علاقتهم بالقيادة الرياضية للفريق وفي هذه الحالة فأننا نقوم بوصف أو تحديد المناخ (الجو) النفسي للفريق الرياضي.
ولقد أشار العديد من الباحثين في مجال سيكولوجية الجماعات إلى أنا مناخ الجماعة أو الفريق هو مكون أو تركيب نفسي وهو عبارة عن تمثيل أو تصور داخلي لكيفية أدراك الفرد للحالات وللعلاقات الداخلية بين أعضاء الجماعة أو الفريق والتي يستطيع كل فرد في الجماعة تقيميها بصورة واضحة. ومن ناحية أخرى فان ادارك الفرد للجو النفسي للفريق أو الجماعة من الأهمية بمكان لتأثيره على اتجاه وشعور كل فرد بالرضا وبالتالي البقاء كعضو في الجماعة وهو الأمر الذي ينتج عنه تماسك الجماعة أو الفريق بدرجة كبيرة .
وفي ضوء ذلك فان المسئولية الكبرى في العمل على أيجاد المناخ النفسي الايجابي والبيئة النفسية الصحية للفريق الرياضي تقع على كاهل قائد الفريق الرياضي الذي يمتلك قوة التأثير والتوجيه على أفراد الفريق الرياضي . وهنالك العديد من العوامل التي يمكن أن توثر على المناخ أو الجو النفسي للفريق الرياضي ويمكن تلخيص أهم هذه العوامل كما يلي:
أولا: التناغم الوجداني : ويقصد بها أدراك القائد الرياضي وبقية أفراد الفريق الرياضي لما يحس به كل لاعب من أفراد الفريق وتفهم انفعالاته وتقديرهم لمعاناته وبصفة خاصة في حالات خبرات الفشل بالرغم من بذل أقصى جهد.
ثانيا : الضغط لتحقيق الفوز : تعد الضغوط النفسية والتي تقع على كاهل ألاعب الرياضي من الأمور التي تستدعي القلق والتوتر والاستثارة العالية والتي تبعث في نفوس اللاعبين الخوف من ارتكاب الأخطاء وبالتالي خلق مناخ غير صحي بين اللاعبين يتسم بالانفعالات الزائدة والخوف من الفشل.
ثالثا : الاستقلالية للاعب : ويقصد بها إتاحة الفرصة للاعب الرياضي من الأداء أو السلوك بصورة مستقلة دون إجباره أو أكراه في بعض المواقف المعينة فاللاعب الرياضي يشعر بالمزيد من الرضا إذ أتيح له من وقت إلى أخر فرص اتخاذ القرار بنفسه وخاصة بالنسبة للاعبي المستويات الرياضية العليا.
رابعا : الاعتراف بالجهد الفردي : أن اعتراف القائد الرياضي بجهد اللاعب الرياضي من العوامل التي تعمل على زيادة ثقة اللاعب بنفسه وتساعده على تقوية العلاقات الاجتماعية ما بين اللاعبين وتعمل على ترقية مسئولية اللاعب تجاه الفريق.
خامسا : العدالة : أن العدالة والمساواة بين أفراد الفريق الرياضي الواحد من الأهمية بمكان لشعور كل لاعب بأنه يأخذ حقه كاملا. إذ أن تحيز القائد الرياضي لبعض اللاعبين يمكن أن تبعث على الفرقة وخلق المناخ غير الصحي في الفريق وتثير العداوة والبغضاء والكراهية بين اللاعبين.
سادسا : الالتزام : ويقصد به بان كل لاعب في الفريق عليه أن يبذل قصارى جهده نحو الارتقاء بمستواه في أطار العمل الجماعي للفريق وان يقوم بالتعاون مع بقية أعضاء الفريق بصورة ايجابية وان يشعر بالارتباط والانتماء للفريق ويفخر بتمثيله سواء داخل الملعب أو خارجه.
ساحة النقاش