كتبت /شيماء مأمون
"إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ " {الرعد:11}، قال السعدي: إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ من النعمة والإحسان ورغد العيش، حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ بأن ينتقلوا من الإيمان إلى الكفر ومن الطاعة إلى المعصية، أو من شكر نعم الله إلى البطر بها فيسلبهم الله عند ذلك إياها.. وكذلك إذا غيَّر العباد ما بأنفسهم من المعصية، فانتقلوا إلى طاعة الله، غير الله عليهم ما كانوا فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة وها نحن في أفضل شهور العام فلنجعله شهر التغيير والنهضة بالأمة كي تنهض شعوبنا، ولنبدأ بالنهضة داخل الأسرة وهذا ما قامت به منارات ويب فكان هذا التحقيق.
عماد النهضة
إن عماد النهضة الحقيقية تبدأ بإعداد إنسان صالح مسلم واعي لديه الصفات المؤهلة للنهضة أو لصناعة النهضة, فالإنسان هو الفرد والأسرة والمجتمع هكذا استهل الأستاذ عادل عبد الله هندي _ عضو الاتحاد العالمي لعماء المسلمين حديثه, مشيراً بأن عماد النهضة يبدأ ببناء الإنسان وبناء الإنسان يبدأ من بناء الأسرة لأن كليهما مرتبط بالآخر ، فإذا استطعنا أن نعد الأسرة ناهضة من داخلها نستطيع بأن نقول هناك مجتمعاً ناهضاً أو مجتمعاً يصل بنا إلى شاطئ النهضة .
ويتوجه برسالة قائلا :إن الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز والنبي صلي الله عليه وسلم في أحاديثه كان اهتمام القرآن والسنة منصباً على مسألة إعداد الأسرة المسلمة المتوازنة الفعالة في المجتمع وليست الأسرة المهمشة التي تحيا بشكل عادي تفقد فيها الترابط والاهتمام فيما بينهم, ولكن في الإسلام نتحدث عن أسرة فعالة, الإسلام يعمل على إعدادها من خلال الاختيار الحسن للزوجة, حتى من خلال اختيار أسماء الأبناء وتربيتهم تربية حسنة, إلحاقهم بتعليم متميز وهذا يعد من أساليب إعداد الأسرة واهتمام الإسلام بها .
وأكد على أن النهضه التي نريدها داخل الأسرة المسلمة تتمحور حول خمس محاور أساسية :
1. النهضه الإيمانيه : كل بناء إذا لم يتم على أساس الإيمان لن يصمد كثيرًا وكما قال الشهيد حسن البنا رحمه الله: إذا وُجد المؤمن الصحيح وجدت معه وسائل النجاح جميعًا أو صلاح المجتمع, نحن نتحدث عن نهضة إيمانية حقيقية بأن يكون قائد الأسرة أو رب الأسرة سواء كان الأب أو ألام يكون مسئولاً بشكل صحيح عن الأسرة " السؤال عن الصلاة وعن الأعمال الإيمانية في رمضان " من منطلق قول الله تعالى "﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].ولى الأمر أو الأب مسئول عن النهضه الإيمانية داخل الأسرة ، وفي خلال شهر رمضان فهو فرصة لارتفاع سهم الإيمان يعني بورصة الإيمان ترتفع في شهر رمضان, خاصة الناس ترتبط إيمانيا وقرآنيا وتعبدياً وصياماً وسلوكيات وأخلاقيات من باب التعبد لله في شهر رمضان, فنستغل رمضان داخل الأسرة في الإيمانيات بمعنى ممكن يعقد الأب مسابقة بين الأبناء فيمن يحافظ على قراءة ورد القرآن كل يوم, ويقوم بعمل كشف حساب لكل أسبوع ويحقق النسبة الأعلى يكافأ عليها, يعقد مسابقة مثلا على صلاة التراويح أو من يحافظ على صلاة الفجر من يوقظ أخواته للسحور ولصلاة الفجر ، هذه هي الإيمانيات وبهذا ربينا في الأسرة والأولاد الايجابية والمبادرة ونضيف لها تربيتهم على المحافظة على الإيمانيات .
2. النهضة الأخلاقية والسلوكية والتي من دونها لن تقوم نهضة لمصر أبداً وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ...فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ، مما يعني بأن الأمم لا تنهض بالماديات ولكن الأمم نهضتها وعمادها الأساسي في أخلاقياتها وسلوكياتها ، ونعني بنهضة أخلاقية نربي أبناءنا في رمضان كما أنه يصوم ويمتنع عن الطعام والشراب, نربي فيه أخلاقيا بأنه يشعر بحرمان الفقير طول السنة من الأكل والشرب ورسالة الإسلام واضحة " إنما بعث لأتمم مكار الأخلاق " ، نعلمه احترام الكبير وتوقير العلماء ، الادخار من مصروفه للإنفاق على الأيتام ، نريد أن نربي في أبنائنا خلال هذا الشهر حب الأخلاق واستخدام رب الأسرة لمبدأ المكافأة والتشجيع مع أبنائه سيخرج منهم قادة ومبدعين .
3. النهضة الثقافية والعلمية : بالعلم والمال يبني الناس ملكهم ... لم يُبن ملك على جهلٍ وإقلالِ بداية أمة الإسلام اقرأ فهي أمة الثقافة والعلم كله ، ومن الممكن استغلال رمضان في نهضة ثقافية وهي متمثلة في عدة أشياء " ورد القرآن ،معاني كلمات القرآن ولو جزء بسيط أو ورد معين ، عمل لقاء للأسرة سواء يومي أو يوم ويوم ويمكن تسميتها جلسة الأسرة الثقافية أو الإيمانية .. ويكون فيها مناقشة لأحكام فقه الصيام وهكذا .
4. النهضة الاجتماعية : نستغل رمضان كونه يحمل التواصل الاجتماعي من خلال الزيارات والعزائم نستغل رمضان في نهضة اجتماعية في الأسرة, نعلم أولادنا بأن هذه الزيارات هي صلة رحم ليس الهدف منها الأكل والشرب ولكن الهدف منها التعبد وإدخال السعادة والسرور على قلوب الناس, ويمكن أيضا نجعل أبنائنا يحضرون جلسات الصلح بين المتخاصمين لا يتحدث ولكن يتعلم كيف يحل مشاكل الناس والتواصل مع المجتمع .
5. نهضة السعي والبذل والانتاج " العمل " : في رمضان يتكاسل لكن يمكن أن نجعل الابناء يمارسوا هوايه معينه ومصر الان تحتاج لنهضه اقتصادية فيجب أن نربي أبنائنا كيف يعمل ويشارك في هذه النهضه .
طرق ربط الأبناء برمضان
ويشير الأستاذ نزار رمضان _الاستشاري الاسري _ إلى الطريقة الجيدة لدفع الأطفال لتعلم عادات حسنة وربط ذلك بالصيام والأجواء الروحانية بالتدرب على العمل التطوعي وفنونه بشكل محبب للأطفال .
1 – أهمية تعليم الأطفال العمل التطوعي. الطفل جزء لا ينفك من منظومة مجتمعية يؤثر ويتأثر, يرى الفقير ويشعر به ويفرح بمساعدته هنا يحس الطفل بقيمته وكينونته بالمجتمع أنه فاعل لا مفعول, أنه محرك لا متحرك, نبني بتفاعل الابن الخيري والتطوعي ثقته بنفسه, نبني شخصيته الفاعلة, بل يزيد هذا الفعل التطوعي من انتمائه العملي للملكة وليس الانتماء النظري الذي لا يسمن ولا يغني من جوع, يرفع العمل التطوعي منسوب الاعتزاز بالعمل الخيري, وأن يعيش الطفل لنفسه ولغيره وأن يتعدى نفعه للغير, يقف بجوار المسكين ويزور المريض, ويطعم الفقير, ويفطر الصائم, وينظف المسجد ويطهر الحي ويبدع في العمل الخيري كلما كبر, لنجلس مع أبنائنا ببساطة ووضوح لنفقهم بالروحانية الاجتماعية برمضان, فرمضان مليء بهذا البعد, فلنربي أبناءنا عليه, نقول لهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن زيد بن خالد الجهني قال : " مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" . رواه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والألباني في " صحيح الجامع ". فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات . وقد قال بعض السلف : لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .
2 – أفكار بسيطة لتعويد الأطفال على العمل التطوعي في رمضان.
1- التهيئة وذلك من خلال تعريف الابن بلغة بسيطة ماهية العمل التطوعي وفوائده والغرض منه, مستند المربي على خطاب ديني رقيق لطيف وخطاب عقلي مقنع ظريف .
2- التدريب ثم ينتقل المربي لخطوة التدريب المتدرج من إطعام صائم, عمل عزومة لزملائه, زراعة شجرة أمام البيت, تنظيف سلم العمارة, المهم بدايات تدريب الطفل تكون من خلال محبوباته هو لا إجبار ولا تعنيف فهو يفرح بزراعة نبتة نكتب عليها اسمه نضع صورته بجوارها يقوم هو بالعناية بها, كذلك وهو يقوم بإفطار الجيران والفقراء والزملاء نصوره فيديو وهكذا يتفنن المربي في التوثيق التربوي والتحفيز المعنوي.
3- التحفيز وهذه الخطوة من أهم وأخطر الخطوات, يحتاج الابن كلمة حانية ونظرة مشجعة وإسناده والوقوف معه, ويا حبذا تنزيل الصور والمقاطع وهو يفعل الخير على الفيس بوك أو اليوتيوب .
4- التركيز و أقصد بالتركيز أي المداومة والاستمرارية حتى يصبح العمل الخيري جزءاً من شخصية الابن فيضع المربي جدولاً وخطة مناسبة سهلة غير معقدة, بحيث يصبح العمل الخيري صفة أسرية مثل تبرع بريال أسبوعياً, تنظيف المسجد شهرياً, المشاركة في جمعية للعمل التطوعي, إطعام مسكين أسبوعياً, وهكذا حسب إمكانيات الأسرة المادية والزمنية .
5 - التنشيط يحدث للإنسان فتور من حين لآخر ومع الانشغال بالماديات الحياتية قد ننسى الآخرين لانشغالنا بأنفسنا وهنا يأتي دور الفعاليات التنشيطية وليكن رمضان موسم التنشيط وذو الحجة ورجب كمواسم خير وبيئات مهيئة.
3 – مقوِّمات العمل التطوعي الناجح.
لا بد لنا أن ننتقل بأبنائنا من مجرد العاطفة إلى الفكر ليس بمجرد أن يرى دمعة الفقير يتحرق ثم يتحرك, نحتاج أن يدقق أن يفكر, أن نضع أموالنا وعملنا بالعمل الخيري الفعال الذي له أولوية بمملكتنا ومن العشوائية إلى التنظيم يحدث تضارب وتداخل بين العاملين بالحقل الخيري, فالكثير يصر على الإطعام مثلاً بتواجد أكثر من جمعية وأكثر من أفراد يتكلف هذا الأمر مما يحدث إهداراً للطاقة الخيرية وإهداراً لحقوق المحتاجين, ومن السطحية إلى العمق, الكثير يعطي المحتاج السمكة ولا يعلمه كيف يصطاد تلك السمكة, العمل الخيري في أشد الاحتياج لكي يستثمر في الفقير يخرج قدراته ومواهبه وإمكانياته, ومن التنافس إلى التكامل يحدث بين الأفراد وبين المؤسسات الخيرية تنافساً شريفاً, ومع التنافس يحدث التركيز على عمل خيري واحد وإشباعه بطريقة كبيرة جداً وإهمال منافذ خيرية أخرى من تعليمية وفكرية ودعوية, في أمس الحاجة نحتاج تكاملاً شريفاً
كيف يمكن للوالدين تنمية الحس الخيري والتطوعي ؟
تربية الأبناء على الخير ودعم المشاريع التطوعية من خلال مجموعة من الفعاليات الهامة والمتنوعة والمختارة بل والمجربة : -
1. إمكانية شرح فوائد العمل التطوعي عن طريق كلمات مبسطة وحدوتة محبكة وصور معبرة مناسبة للطفل مثل حدوتة.
2. تسمية غرف الأبناء بمسميات تربطهم بالعمل التطوعي مثل: فارس الخير,عمدة الخير, بطل التطوع وهكذا ليرتبط بالعمل الخيري شكلا وموضوعاً .
3. يوسم الطفل بوسام العمل الخيري أو يتوج بتاج التطوع عند فعل أي عمل إيجابي يسهم بفاعلية بالعمل التطوعي .
4. تصميم مسابقة "خيري على طول " بين الأبناء حول سمات الشخصية الخيرية التي يحددها الأب مثلا " نظافة المسجد - تبرع بملابس - العمل المجتمعي .... الخ ويمنح الطفل شهادة خيري " يسر إدار منزل ....... أن يمنح النهضاوي الكبير ..... شهادة خيري على طول وذلك لفعله النهضوي ..... ( سلوك تربوي تطوعي ) سائلين المولى عز وجل أن يستمر على طريق الخير, مدير منزل النهضة ماما وبابا .
5. تعليق بوسترات عن العمل التطوعي والخيري بالبيت والمكتب والسيارة لتتكون صورة ذهنية وخيالية وواقعية بقلب الطفل وعقله ما بين تكرار للصورة وتكرار للفعل وتكرار للكلام لتصبح جزءاً من سلوكيات وقيم الطفل .
6. عمل حفلة إنجاز نهاية العام لإنجازات العمل الخيري والتطوعي بالبيت للعائلة أو المدرسة أو الحي أو المسجد .
7. سماع أناشيد عن العمل الخيري وأغاني تصب بمشروع الخير لتحمسهم وتقرب الصورة لهم وهي منتشرة بالفضائيات وكذلك الشبكة العنكبوتية .
8. ابتكار سلسلة حواديت حول مشروع العمل الخيري تأليفاً من الوالدين أو تحويراً لبعض القصص التربوية وتسمية البطل بفتى الخير وبطل التعاون ليحدث هوس عاطفي تربوي بعمل الخيروالعمل له .
9. مشاهدة أفلام كرتونية تحث على العمل الخيري .
More Sharing ServicesShare|Share on facebookShare on myspaceShare on googleShare on twitt |
ساحة النقاش