كيف نزرع الثقة في أطفالنا ؟

هناك الكثير من الوسائل التي يمكن أن يقوم بها الأب وتقوم بها الأم منها على سبيل المثال لا الحصر

<!--منح مساحة كبيرة من الحرية في الاختيار بحياته وممارساته مثل اختيار شكل الملابس واللون والألعاب والطعام وغيره من الممكنات المتاحة والتي لا تضير الأسرة ولا تنهكها أبواب الخير كثيرة ودروب الخيارات متنوعة فلماذا نحاول أن نضع أبنائنا في قالب واحد غير قابلين لهم أن يتشكلوا بما يتناسب مع ميولهم واستعداداتهم لماذا لا نفتح لهم أبواب الحريات والخيارات ؟ لماذا تكون الإجابة واحدة فقط ؟إن القاعدة التربوية بقوله تعالى( ولكل وجهة هو موليها ) تنادي بأعلى صوت وبأفهم بيان لكل مربي أن أبنائنا مختلفون في مواهبهم أن أبنائنا لهم خصوصيتهم وكأنها تقول احترموا فكرهم احترموا آرائهم، وتنبه كل مربي أن لولدك مساحة من الإبداع والاختيار  المتخصص ولكل منهم وجهة فيبدع في هذه الوجهة ويسمو في تلك الزاوية. ومن الأخطاء التربوية القاتلة قصر الابن على فعل معين أو توجه معين أو دراسة معينة لقرارة  بنفس المربي ورغبة منه، ولم يضع في اعتباره حرية الاختيار، وتنوع الخيارات، واحترام شخصية الابن، وهنا يكون الإفساد أكثر من الإصلاح حيث لم يستمر الابن في وجهة إبداعه، ولم يتميز فيما قصر عليه

<!--منح مساحة كبيرة من الحرية في الحوار المنضبط المهذب والذي يعطى فيه مساحة من النقد والنقاش والسماح بكلمة " لا " حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ فقال للغلام أتأذن لي أن أعطي هؤلاء فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا قال فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده" مسلم الطفل وجد الحب وجد الحرية فاستطاع أن يقول بكل خلق لنبي الله " لا " لرأي وحاجة يريدها .

<!--منح مساحة كبيرة من الحرية في إبداء الآراء ولو مخالفة مادامت في حدود العرف والدين دعه يعترض دعه يحاور يرفض .

<!--مشاركة الأطفال في مجالس الكبار بما يسمح لهم بالحركة والمداخلات وسماع أحاديثهم  عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: «كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: «أخبروني بشجرة تشبه ـ أو كالرجل ـ المسلم، لا يتحات ورقها، ولا، ولا، ولا، تؤتي أكلها كل حين» قال ابن عمر: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبابكر وعمر لا يتكلمان، فكرهت أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئاً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «هي النخلة»، فلما قمنا قلت لعمر: ياأبتاه والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم؟ قال: لم أركم تكلمون، فكرهت أن أتكلم، أو أقول شيئاً، فقال عمر: لأن تكون قلتها أَحَبَّ إليَّ من كذا وكذا».

<!--تكنية الطفل منذ الصغر ومناداة الصغير بأبي فلان أو الصغيرة بأمّ فلان ينمّي الإحساس بالمسئولية، ويُشعر الطّفل بأنّه أكبر من سنّه فيزداد نضجه، ويرتقي بشعوره عن مستوى الطفولة المعتاد، ويحسّ بمشابهته للكبار، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكنّي الصّغار؛ فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: { كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ – قَالَ: أَحسبُهُ فَطِيمًا – وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ: يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟! } (طائر صغير كان يلعب به) [رواه البخاري: 5735].

<!--السماح لهؤلاء الأطفال بتحمل المسؤولية تدريجيا في أمور حياته تسمح له بالنجاح مع وجود تحدي مثل مسؤولية تنظيم حفلة منزلية أو رحلة أسرية

<!--عمل مجلس شورى عائلي حر يدلو الجميع بالرأي والحوار وله خصائص من الحرية والاحترام والتنفيذ

<!--وثيقة تفاهم وتعاون وتكامل لدور الأب والأم بحيث لا يحدث تذبذب في الشخصية بأن يجد رأي وموقف عند الأم وآخر مضاد له تماماً عند الأب .

<!--مدارسة ومشاهدة سيرة الأطفال الأبطال القدامى والتاريخ والسيرة النبوية . " يقول سعد بن أبي وقاص"كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله كما نعلمهم السورة من القرآن".

<!--الثقافة الذاتية للآباء والأمهات من كتب التربية والدورات التي تساعد على إكساب المهارات الحياتية وبناء الشخصية وهي منتشرة الآن بالأسواق العربية .

<!--منحهم مساحة كبيرة من الاعتماد على النفس في المذاكرة الشراء الذهاب الإياب

<!--توفير البيئة الآمنة في البيت والمدرسة ودور العبادة بحيث يكون الأب والأم والشيخ والمربي مصدراً للأمن والأمان والثقة .

<!--القدوة الطيبة أن يتحلى الوالدين بالثقة والشخصية والتوازن التربوي بالحياة . .

<!--الاستقلالية أن يكون له خصوصيات من ممتلكات وأسرار وأصحاب وأشياء .

<!--الأسرار بين الآباء والأبناء تعطي عمق تربوي ضخم وثقة عالية جدا
مثال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاته لفاطمة: ادنو مني يا فاطمة – وجميع زوجاته جالسات- وتقترب منه فيقول لها كلمة في أذنها فتبكى السيدة فاطمة، وعندما يراها تبكي قال لها: ادنو مني يا فاطمة، فيقول لها كلمة في أذنها فتضحك، فتسألها السيدة عائشة: ماذا قال لك؟ فترد: ما كنت لأفشى سر أبي. انظروا معنا كيف فعلها النبي صلى الله عليه وسلم لدرجة أن السيدة عائشة أثيرت بالموضوع، فبعد موته صلى الله عليه وسلم سألتها السيدة عائشة: ماذا قال لك؟ قالت: قال لي في الأولى إني ميت الليلة، وفي الثانية قال أنتِ أول أهلي لحاقا بي فضحكت.(ضحكت مرحبا بالموت لحاقا بأبي ورسول الله).

<!--تقبله كما هو بقوته وضعفه وذلك باستثمار نقاط القوة وتعديل واحتواء مواطن الضعف

<!--التركيز على الانجاز في حياة الطفل ليشعر بالوجود وبالقيمة وبالحياة . وظيفة المربي الفعال اكتشاف وجهة الطفل واستثمار إبداعه في هذا الجانب وتطويره وترقيته في مقامات الإبداع المتخصص وهذا توظيف جيد لطاقات الابن وذلك بوضعه حيث يجيد وحيث يحب فضع ولدك بالمكان والوجهة المناسبة؛ فالذكاءات متعددة فمنهم من يمتلك ذكاءً رياضياً، وآخر لغوياً، وثالث اجتماعياً، ورابع تجارياً، فلا يصح أن نضع من يمتلك موهبة أدبية نضعه ببرنامج علمي ونطلب منه التميز والإبداع

<!--الإكثار من عبارات الثناء والانجاز والثقة والإيجابية ( حاول – ممتاز – بطل – رائع – كريم .... ) .

<!--لمسات حانية ونظرات راقية وقبلة موجهة أن الأقرع بن حابس أبصر النبي صلى الله عليه وسلم يقبل حسينا فقال إن لي عشرة من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم تعزز الثقة من الحضن عن عبد الله بن عمر"كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقة من السيراء أهداها له فيروز فلبست الإزار فأغرقني طولا وعرضا ولبست الرداء فتقنعت به فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يعانقني والتربيت واللمس والهمس"بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع راكبان ، فلما رآهما قال : كنديان مذحجيان . حتى أتياه فإذا رجلان من مذحج ، قال : فدنا أحدهما إليه ليبايعه ، قال : فلما أخذ بيده قال : يا رسول الله أرأيت من رآك فآمن بك وصدقك ثم اتبعك ماذا له ؟ فقال : طوبى له ، فمسح على يده فانصرف ، ثم أقبل الآخر حتى أخذ بيده ليبايعه فقال : يا رسول الله أرأيت من آمن بك وصدقك واتبعك ولم يرك ؟ قال : طوبى له ثم طوبى له ثم طوبى له . قال : فمسح على يده وانصرف الراوي: أبو عبدالرحمن الجهني واللعبكان الحسن والحسين يركبان على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه ويقومان على الأرض ، فلما فرغ أجلسهما في حجره ثم قال : ابناي هذان ريحانتان من الدنيا.

<!--تنمية روح القراءة وخصوصا البطولية والبوليسية والسيرة النبوية والمجاهدين الأبطال والأنبياء . تسجل إحصائية حديثة لمنظمة التربية والثقافة والعلوم ( اليونسكو) أن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز ست دقائق في السنة. وبين التقرير أن مجموع ما تستهلكه كل الدول العربية مجتمعة من ورق ومستلزمات للطباعة أقل من استهلاك دار نشر فرنسية واحدة - لا تعليق - يقول الله سبحانه وتعالى " اقرأ " وواقعنا في القراءة مر أليم وتسجل دراسة مصرية جامعة الأسكندرية أن القراءة تؤثر في بناء الثقة والذات بنسبة تصل 20% بالنسبة للمؤثرات الأخرى

<!--ضبط المشاهدات التلفزيونية بحيث لا تقع عيون الطفل وهو صغير على مشاهد الذل والانكسار وخيبة الأمل بنشراتنا وأحوالنا من ضرب وعنف وقهر وظلم واستبداد .

<!--التربية بالستر والتغافل تتيح مساحة كبيرة من الثقة بالنفس والحب عن يزيد بن الأصم ، قال : '' كان رجل من أهل الشام ذا بأس ، وكان يوفد إلى عمر بن الخطاب ، ففقده عمر، فقال: ما فعل فلان ؟ فقالوا : تتابع في الشراب، فدعا عمر كاتبه، فقال: من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك، أما بعد، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو '' غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير '' غافر: 30ثم قال لأصحابه: ادعوا الله لأخيكم أن يُقبِل بقلبه ويتوب عليه. فلما بلغ الرجل كتاب عمر، جعل يقرأه ويردده، ويقول: '' غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ''  قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي.فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى، ثم نزع فأحسن النزع ـ أي تاب فأحسن التوبة ـ فلما بلغ عمر خبره قال ''هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم زلّ زلة فسدّدوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه''موقف تربوي باهر وحكمة عمرية راشدة تنادي بكل مربي أن الستر التربوي طريقة فذة لعلاج المشكلات بل الكبائر وأن النصح الهادئ وأنت بمجال السلطان أوقع .أليس من الأولى ستر أبنائنا عند رؤية أخطائهم ؟ أليس من العيب أن نفتح ملفات الماضي والحاضر والمستقبل ؟ لماذا تعودنا أن نثير ما مضى وما قضي عليه ؟ لماذا نقتل الحياء ونتعمد ذلك بحرق جميع أوراق الستر ؟ لماذا لا نستر هفوات الأبناء كنوع من مراعاة المشاعر والأحاسيس ؟

<!--ممارسة الرياضيات القوية ممارسة الرياضة فوائد عظيمة وقد دعى الاسلام و حث الرسول عليه الصلاة والسلام على الرياضة البدنية، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسابق أصحابه، ويسابق عائشة – رضي الله عنها – وكان يعلم أصحابه الرماية، ويحثهم على ركوب الخيل. وقد ورد عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه : 
" علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل ". وعن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كل شيء ليس من ذكر الله لهو ولعب، إلا أن يكون أربعة : ملاعبة الرجل امرأته، وتأديب الرجل فرسه، ومشي الرجل بين الغرضين، وتعليم الرجل السباحة"

مع تمنياتي بتربية راقية

أ . نزار رمضان

 محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ

مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية

والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى

فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب

مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري

مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق 

بانتظار أفكارك وآرائك

 للتواصل التربوي والاستشارات

المملكة العربية السعودية

شمال جدة حي الشاطئ

 ج  السعودية/    00966508705124                          موبيل مصر /0020124277270

 ايميل / [email protected]

[email protected]

[email protected]

 

 

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 335 مشاهدة

ساحة النقاش

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

392,305