عن يزيد بن الأصم ، قال : '' كان رجل من أهل الشام ذا بأس ، وكان يوفد إلى عمر بن الخطاب ، ففقده عمر، فقال: ما فعل فلان ؟ فقالوا : تتابع في الشراب، فدعا عمر كاتبه، فقال: من عمر بن الخطاب إلى فلان بن فلان، سلام عليك، أما بعد، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو '' غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير '' غافر: 30ثم قال لأصحابه: ادعوا الله لأخيكم أن يُقبِل بقلبه ويتوب عليه. فلما بلغ الرجل كتاب عمر، جعل يقرأه ويردده، ويقول: '' غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ''  قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي.فلم يزل يرددها على نفسه، ثم بكى، ثم نزع فأحسن النزع ـ أي تاب فأحسن التوبة ـ فلما بلغ عمر خبره قال ''هكذا فاصنعوا إذا رأيتم أخاكم زلّ زلة فسدّدوه ووفقوه وادعوا الله أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانا للشيطان عليه''موقف تربوي باهر وحكمة عمرية راشدة تنادي بكل مربي أن الستر التربوي طريقة فذة لعلاج المشكلات بل الكبائر وأن النصح الهادئ وأنت بمجال السلطان أوقع .أليس من الأولى ستر أبنائنا عند رؤية أخطائهم ؟ أليس من العيب أن نفتح ملفات الماضي والحاضر والمستقبل ؟ لماذا تعودنا أن نثير ما مضى وما قضي عليه ؟ لماذا نقتل الحياء ونتعمد ذلك بحرق جميع أوراق الستر ؟ لماذا لا نستر هفوات الأبناء كنوع من مراعاة المشاعر والأحاسيس ؟

أحب من الأخوان كل مواتي * ** وكل غضيض الطرف عن عثراتي

{وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ } . قال الحسن : "ما استقصى كريم قط قال الله تعالى "عرف بعضه وأعرض عن بعض "فهنا يرسي القرآن قاعدة تربوية راقية وهو غض الطرف عن بعض الهفوات والأخطاء  والبعد عن إحصائها فكثير من الآباء عندما يخطأ الابن يعدد أخطاء الماضي والحاضر ويلوح بالمستقبل وكذلك المعلم مع تلميذه  .فلماذا التعاتب المكفهر لأبنائنا؟ كلٌ منا يطلب من ابنه أن يكون معصوماً .يقول الراشد بتصرف(أليس الستر أولى وأطهر وأبرد للقلب ؟!أليس جمال الحياة بأن تقول لأبنك كلما صافحته : " رب اغفر له" ؟!أو ليس عبوس التعاتب تعكيراً للحياة ؟

من اليوم تعارفنا *** ونطوي ماجرى منا
فلا كان ولا صار *** ولا قلتم ولا قلنا
ثم يأبى إلا أن يزيد مرحه ، فيبدل نغمته :
تعالوا نطوي الحديث الذي جرى *** ولا سمع الواشي بذاك ولا درى
من اليوم تاريخ المحبـة بيننــا *** عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى
ثم يبدّل نغمته ثالثة ، ويتملق  ليديم محبة  لذيذة قد ذاق طعمها الفريد ، فيقول :
تعالوا نخل العتب عنا ونصطلح *** وعودوا بنا للوصل والعود أحمد
ولا تخدشوا بالعتب وجه محبة *** له بهجة أنوارهــا تتوقــد
فلا تخدش أيها الأب – بالله عليك – وجه محبة منيرة لا زلت فذاً فيها والناس من حولك تستهلكهم العداوات ، وإلا وضعت نفسك على شفير الاستهلاك .. إن الستر خير .)
 

وللحديث تتمة ضوابط الستر التربوي .

مع تمنياتي بتربية راقية

أ . نزار رمضان

 محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ

مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية

والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى

فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب

مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري

مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق 

بانتظار أفكارك وآرائك

 للتواصل التربوي والاستشارات

المملكة العربية السعودية

شمال جدة حي الشاطئ

 ج  السعودية/    00966508705124                          موبيل مصر /0020124277270

 ايميل / [email protected]

[email protected]

[email protected]

 

 

 

  • Currently 118/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
37 تصويتات / 638 مشاهدة
نشرت فى 3 يناير 2011 بواسطة nezarramadan

ساحة النقاش

saas279

بالصراحة موضوع جميل جداً

وفقك الله لما يحبه ويرضاه

نزار رمضان حسن

nezarramadan
مدرب تنمية بشرية بالمملكة العربية السعودية / مدرب معتمد في الكورت من معهد ديبونو بالأردن / متخصص رعاية موهوبين وهندسة التفكير/ مستشار في حل المشكلات الأسرية والشبابية / معهد اعداد دعاة / عضو شبكة المدربين العرب /مدرب في نظرية سكامبر/مدرب في نظرية تريزمن معهد ديبونو بالأردن / دبلوم برمجة لغوية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

392,260