من عاش لنفسه عاش صغيراً ومات صغيراً ومن عاش لغيره عاش كبيراً ومات كبيراً وبقي طويلاً ،ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن ننعزل في محراب اللأنانية بحجج واهية وافتراضات بالية رمضان جاء فرصة استثمارية عظيمة لتنمية روح الاجتماعيات والعمل التطوعي وحب الغير وحب الخير.والبعد الإجتماعي بعد رئيسي في عبادات الإسلام لا ينفصل عن أي عبادة، ورمضان مليئ بهذا البعد فلنربي أبنائنا عليه نقول لهم يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن زيد بن خالد الجهني قال : " مَن فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء " . رواه الترمذي وابن ماجه وصححه ابن حبان والألباني في " صحيح الجامع ". فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويرونه من أفضل العبادات . وقد قال بعض السلف : لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا " رواه مسلم هكذا يشعر الابن بتلك الروحانية الإجتماعية فيرى الأب يطعم الطعام ويرى الأم نفعها ليس على حدود بيتها ، فيرى الطفل ذوبان الحدود الإجتماعية المصطنعة ويرى انهيار الفوارق الإجتماعية المميتة . ثم يعلم حق الجار وهو يهديه طبق من الطعام أعدته الأم بنفسها فيستأنس بحديث النبي صلى الله عليه وسلم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أتدرون ما حق الجار إن استعانك أعنته وإن استقرضك أقرضته وإن افتقر علته وإن مرض عدته ولا تستطيل عليه بالبناء فتحجب الريح عليه إلا بإذنه وإن اشتريت فاكهة فاهد له فإن لم تفعل فأدخلها سراً ولا يخرج بها ولدك ليغيظ بها ولده ولا تؤذه بقتار قدرك إلا أن تغرف له منها فما زال يوصيهم بالجار حتى ظننا أن سيورثه" وعن أنس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما آمن بي من بات شبعاناً وجاره جائع بجنبه وهو يعلم به). فليكن لدينا هذا الحس الجمعي ونخلع عن أنفسنا صفة الفردية الأنانية التي لا تفكر بالآخرين وكل أسرة بما تقدر عليه يومياً توزيع تمر ماء حليب وليكن كل يوم 5 ريالات الطفل يوزع بنفسه في اشارات المرور في المسجد على عمال النظافة ..... ، وهذا توظيف جيد للطاقات التي تهدر أمام التلفاز وغيره من الملهيات غير التربوية فالمعسكر الذي تسوده البطالة تسوده المشاغبات اجعل ولدك يفكر ماذا نقدم للفقير ؟ من أين نشتري؟ اجعله يعبأ ويختار الأماكن ، انزل معه , صوره وهو يوزع لتكن منارة له في المستقبل وذكرى محمسمة له دوماً،اجعله يشارك في توزيع التمر بالمسجد ،اجعله يعزم زملائه وأن كان صغيراً ؛ لتشعره بالرجولة ومحبتك له واحترام خصوصيته، اجعله يخدم الآخرين بطرق مختلفة _ فكر أنت وولد بتلك الطرق _ وسترى طرقاً جديدةً مبدعةً تناسبك وتناسب حالك رمضان يجمع الأصول الثلاثة للتربية الاجتماعية فهو منهج ومربي وبيئة محفزة ونموذج مثالي ورائع لتربية أنفسنا وأبنائنا على حب الخير للغير .وذلك من خلال : -
- وجود القدوة العملية أمام الابن ( أب -قريب - شيخ - جار ...... ) وهو يفعل التطوع التبرع الإطعام السقيا الزكاة.
- وجود بيئة كاملة التحفيز من أقوال النبي صلى الله عليه وسلم من ملاحظة نتائج العمل من فرحة الفقير والمسكين من سهولة التنفيذ والتطبيق .
- التنافس الشريف بين المسلمين في إطعام الطعام وافطار الصائم وزكاة الفطر .
- التهيئة النفسية للطفل والمحيطين به لممارسة العمل التطوعي .
ولغرس العمل الاجتماعي وحب الخير للغير يلزم على المربي خماسية : -
1- التهيئة وذلكمن خلال تعريف الابن بلغة بسيطة ماهية العمل التطوعي وفوائدهوالغرض نه مستند المربي على خطاب ديني رقيق لطيف وخطاب عقلي مقنع ظريف .
2 - التدريب ثم ينتقل المربي لخطوة التدريب المتدرج من اطعام صائم عمل عزومة لزملائه زراعة شجرة امام البت تنظيف سلم العمارة المهم بدايات تدريب الطفل تكون من خلال محبوباته هو لا إجبار ولا تعنيف فهو يفرح بزراعة نبتة نكتب عليها اسمه نضع صورته بجوارها يقوم هو بالعناية بها كذلك وهو يقوم بافطار الجيران والفقراء والزملاء نصوره فيديو وهكذا يتفنن المربي في التوثيق التربوي والتحفيز المعنوي.
3- التحفيز وهذه الخطوة من أهم وأخطر الخطوات يحتاج الابن كلمة حانية ونظرةم مشجعة واسناده والوقوف معه ويا حبذا تنزيل الصور والمقاطع وهو يفعل الخير على الفيس بوك أو اليوتيوب .
4 - التركيز و أقصد بالتركيز أي المداومة والاستمرارية حتى يصبح العمل الخيري جزء من شخصية الابن فيضع المربي جدولاً وخطة مناسبة سهلة غير معقدة بحيث يصبح العمل الخيري صفة أسرية مثل تبرع بريال أسبوعياً تنظيف المسجد شهرياً المشاركة في جمعية للعمل التطوعي إطعام مسكين أسبوعياً وهكذا حسب إمكانيات الأسرة المادية والزمنية .
5 - التنشيط يحدث للأنسان فتور من حين لآخر ومع الانشغال بالماديات الحياتية قد ننسى الآخرين لانشغالنا بأنفسنا وهنا يأتي دور الفعاليات التنشيطية وليكن رمضان موسم التنشيط وذو الحجة ورجب كمواسم خير وبيئات مهيئة.
ابدأ أيها المربي الفاضل بالروحانية الاجتماعية الرمضانية كبداية للعمل التطوعي وسترى بركة التربية الإجتماعية الرمضانية على جميع أفراد أسرتك وخصوصاً طفلك.
مع تمنياتي بتربية راقية
أ . نزار رمضان
محبكم دوماً الخبير التربوي والكاتب الصحفي بجريدة عكاظ
مجلة رؤى - مجلة الدعوة الإسلامية
والمشارك التربوي بقنوات دليل - الرسالة- السعودية الأولى
فور شباب - عيون جدة -إذاعة جدة -الشباب
مدرب تنمية بشرية ومستشار أسري
مخطط استراتيجي أسري ومعالج سلوكي للطفل والمراهق
بانتظار أفكارك وآرائك
للتواصل التربوي والاستشارات
المملكة العربية السعودية
شمال جدة حي الشاطئ
ج السعودية/ 00966508705124 موبيل مصر /0020124277270
ايميل / [email protected]
[email protected]
[email protected]
ساحة النقاش