أعرف أن الخائن تمكن من طعن الرئيس فى ظهره، وأعلم أن الانقلاب يعتقل الرئيس الآن، وأن الرئيس لم يتمكن من حماية نفسه وموقعه كرئيس من المؤامرة التى حيكت ضده بتحالف عشرات القوى والدول الكبرى.
ولكن المؤكد أن الانقلاب لم ينجح – ولن ينجح إن شاء الله – لأنه فى نفس اليوم الذى أعلن فيه اللص عن سرقة الكرسى، انتفض الشعب المصرى رافضا، وضحى الآلاف بأرواحهم دفاعا عن الشرعة وعن الرئيس، ومازال الخائن يقبع مذعورا فى أماكن مجهولة، ولم ولن ينعم الانقلاب باستقرار طالما أن الشعب يقول: لا، أنا صاحب الإرادة، وصاحب الاختيار (ولن نُسْتَعْبَد بعد اليوم).
إن نجاح الحرامى فى كسر باب شقتك وسرقة ما فيها فى جنح الظلام، لا يعنى أنك فاشل.
وإن نجاح اللص فى توليف مفتاح لسرقة سيارتك لا يعنى أنك فاشل.
وإن نجاح مجرم يترصد لك فى شارع مظلم، ويمسك بسكين ليطعنك فى ظهرك ، لا يعنى أنك فاشل، وحتى لو قتلك المجرم غدرا وغيلة، فسيظل هو المجرم وأنت صاحب الحق المعتدى عليه، والحكم عليك يكون من خلال سيرتك، ومبادئك وأعمالك، لا من خلال حكم المجرم عليك.
لا يقال عن الأستاذ الدكتور محمد مرسى أنه فشل بعد أن تفوق على منافسيه فى الانتخابات الرئاسية، لأنه قدم المشروع الأبرز، وأقنع الناخب بقدرته على استيعاب وحل مشاكل مصر.
لا يقال عن مرسى فاشل وهو الذى حرس الديموقراطية وحرية الرأى وعمل على بناء مجتمع المثل والمبادئ السامية.
مرسى هو الذى وفر معاشا للمرأة المعيلة، ورفع معاش الضمان من 200ج إلى 400ج.
وهو الذى خطط للاكتفاء الذاتى من القمح فى 3 سنوات، وزاد الانتاج 40% فى عام واحد.
وهو الذى قرر أن نتمكن من إنتاج سلاحنا وغذائنا ودوائنا.
هو الذى خطط لحل مشاكل الطاقة بالطاقة النووية والشمسية، ولا عجب فهو دكتور مهندس، مش فاشل ثانوية، ب50%.
مرسى هو الذى رصد 4.5 مليار جنيه لتنمية سيناء.
مرسى هو الذى بدأ مشروع محور قناة السويس ليصل دخله إلى 100 مليار دولار لمصر، اليوم سرقته الإمارات.
هو الذى اعتمد مئات الملايين لتطوير مصنع الحديد والصلب خلال زيارته لروسيا.
مرسى هو الذى استجاب لكادر خاص للأطباء وأساتذة الجامعة، والمعلمين، ومجلس الشورى أقر اقتراح حكومة مرسى للحد الأعلى والأدنى للأجور.
وزادت الأجور فى عهده 30%.
وهو الوحيد الذى لم يستهلك الاحتياطى الدولارى بل زاد 700 مليون دولار، فى حين استهلك المجلس العسكرى قبله 20 مليار، وجاء السيسى والزبلاوى بعد مرسى للقضاء على ما تبقى، وأصبحنا (مفيش .. مفيش).
مرسى لم يقل يوما للمطالب أو الأزمات (مفيش) لأن (مفيش) سببها اللصوص والحرامية.
إن الغدر برئيس والانقلاب عليه لا يعنى فشله أبدا.
ألا تذكرون العبقرى العادل عمر بن الخطاب، وقد قتله عبد مجوسى غدرا؟
ألا تذكرون الخليفة الراشد الثالث ابن عفان، وقد نجح اليهود السبئية فى تأليب الرعاع (والمتمردين) عليه حتى قتلوه.
ألا تذكرون أن الإمام الرابع سيدنا على قتله أحد الخوارج وهو ذاهب لصلاة الفجر.
ألا تذكرون عمر بن عبد العزيز وقد قتلوه بالسم لأنهم لم يتحملوا عامين من العدل؟
إن المعركة التى قادها الشعب المصرى فى ثورة يناير إنما هى معركة ضد فساد بالداخل وهيمنة من الخارج، الذى لن يستسلم بسهولة لضياع مصالحه لصالح شعوب العالم العربى والإسلامى.
وإذا نجح الخارج فى إشعال مائة معركة ضد هذه الأمة، بكل أسلحته واقتصاده وعملائه ، فإننا لن نستسلم ولن نضحى بديننا ولا وطننا ولا كرامتنا ولا عزتنا.
وقد فعل مرسى ذلك، وما زال صامدا – زاده الله عزا وثباتا.
المصدر: محمود عبد الرحمن
/ نافذة مصر
نشرت فى 14 مايو 2014
بواسطة news2012
صحافة على الهواء
نتناول الموضوعات السياسية والعلمية والدينية والإجتماعية على الساحة الداخلية والخارجية وتأثيرها على المجتمع المصرى »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
125,337