<!--

<!--<!--

عيون بورسعيد || وفاة اول مصاب من احداث السجن وعلام عنه " الغلبان مبيشبعش غلب كان شقيان في حياته واتصاب بدون ذنب والمسئولين اهمله في علاجه وهيتنسي بعد مماته" 

رانيا السادات
رابطة صفحات ومواقع بورسعيد"عيون بورسعيد"

يصعب علي القلم ان يكتب اخر وصية لاي انسان بعد وفاته خاصة اذا كان هذا الانسان احد مصابي احداث سجن بورسعيد , فيكتب القلم ويروي عن اوجاع وألام مدينة بأكملها وليس فقط حبر لمجرد كلمات , تلك الوصية التي تركها " الحاج احمد " وكان صدره يتنفس بها الصعداء ليقولها لابنائه في اخر دقائق من حياته لما كان يعانيه من صعوبة التنفس لتوقف رئته اليسري عن العمل , فضلا لألام خروج الروح الي بارئها وبالرغم من هذا تحمل ليوصي بها ابنائه ويقول لهم " صوروني ووصلوا رسالتي بعد وفاتي " وبعدها بدقائق لاقي ربه الكريم الاحن والاكرم عليه من جميع اهل الارض وانتهت معاناته مع مرض اصابته الذي اصيب بها دون اي ذنب اقترفه في الحياة .

كان قد توفي الي رحمة الله احمد محمد حسن محمد حجاج من قرابة اسبوع مضي عن عمر يناهز ال 60 عام بعد معاناة مع المرض لمدة تقترب من 3 اعوام من وقت اصابته في احداث 26 يناير والمعروفة اعلاميا باحداث سجن بورسعيد

تعود قصة الحاج احمد عندما كان يبلغ من العمر 57 عام ويعمل كما تروي زوجته " ارزقي علي باب الله " ويعول ابنائه محمد ورحاب وقصة اصابته يوم الاحداث في حقيقة الامر لا تختلف كثيرا عن الف قصة اخري يرويها ابناء بورسعيد من المصابين او اسر الشهداء في مواقع الاحداث المختلفة السجن اوالمديرية واخيرا قسم العرب

كان الحاج احمد رحمه الله يوم الحادث الموافق 27 يناير مستقلا طريقه باحثا عن قوت يومه كعادته واستقبل رصاصة استقرت في البطن شخص الاطباء حالته وقتها بتقارير طبية تحمل نفس تاريخ الاصابة وهي طلق ناري ادي الي جرح نافذ بالبطن والطحال ادي الي نزيف داخلي تم علي اثره استئصال الطحال وقد اثرت العملية علي اعصاب قدميه واعاقته عن الحركة كما اثرت علي التنفس بعد توقف الرئة اليسري عن العمل , ومن ثم خرج الحاج احمد رحمه الله دون ان تتماثل حالته الصحية لمرحلة الشفاء الكاملة وطلب منه الاطباء وقتها عمل عمليات جراحية اخري لكي لتساعده علي التماثل للشفاء , ولكن عجزت الاسرة عن تكاليف العمليات بل وساءت حالته وقدرته عن الحركة , واستمرت اسرة الحاج احمد واقرانه من مصابي الاحداث في شخص ائتلاف المصابين في نداء المسئولين لعلاج الحالات الاولي بالرعاية من بين اعداد المصابين والذي كان من بينهم حالة الحاج احمد غفر له الله .

وكانت اخر وصية " للحاج احمد " لابنائه قبل دقائق من فراقه الحياة ان يصوروه ويوصلوا برسالته للاعلام ليعلم جميع ابناء بورسعيد انه انسان كان يعيش في حاله , لم يطلب من احد ان يساعده حتي علي قوت يومه او يعاونه اي شخص علي مشقة الحياة وكأن ظلم الحياة استكثر عليه وعلي اسرته حياتهم المليئة بالصعاب ليضيفوا لها اهوال اخري عندما رمي والدهم برصاص طائش دون اي ذنب ولم يكتفوا بهذا فقط بل وصموه بالمجرم والبلطجي حتي اق حقوقه بعد الاصابة العلاج استكثروه عليه بل بخلوا به عليه حتي مات

ويقول السعيد علام رئيس ائتلاف مصابي احداث بورسعيد , حاولنا علي مدار اعوام معاناة الحاج احمد مع المرض من وقت اصابته يوم الاحداث ان ننادي المسئولين لتبني الحالات الحرجة بيننا فضلا ان جميع المصابين لهم كل الحق بالرعاية الطبية الكاملة ولكن كنا نحدث انفسنا ونحليها بالصبر , ولكن لم يطول صبرنا علي تلك الحالات الحرجة التي كان من بينها الحاج احمد حجاج رحمه الله وغيره , ممن فيهم الرصاص مستقر باجسادهم حتي الان ويحتاجون لعمليات جراحية ولم تتم لوقتنا هذا , وها هو حجاج قد مات ولم نستطع ان ندخله حجرة العمليات قبل دخوله القبر .

وروي عنه علام فاضاف , كل ما حاولنا توفيره لحالة الحاج احمد بعد اصابته وقبل وفاته , هو تقديم العون له في الحصول علي رعاية طبية في فترة تولي الدكتور حلمي العفني مديرا لصحة بورسعيد قبل وفي وقت تولي اللواء سماح قنديل محافظا لبورسعيد طالبنا بتوفير كرسي طبي يساعده علي التنقل بعد فقد قدرته تماما عن الحركة بسبب سوء حالته بعد الاصابة وبالفعل قد وافق , فيما رفضت مديرية الصحة وقتها تقديم اي عون طبي لحالته وحالات كثيره غيره

واوضح علام عن الفترة الحالية لتولي اللواء مجدي نصر الدين محافظا لبورسعيد وعن اهتمامه بهذا الملف لعلاج مصابي احداث بورسعيد من عدمه فقال " اللواء مجدي نصر الدين قام بمقابلتنا وتحويل ملفنا بخطاب رسمي ومذكرة لمدير الصحة لبحث الحالات ثم عرض الموقف عليه خلال 40 يوم لتبني المحافظة نفقات العلاج والعمليات الجراحية

ومن بعدها ذهبنا للدكتور اسلام رمضان مدير الصحة ببورسعيد باوراق الحاج احمد حجاج من ضمن 15 حالة مابين عمليات جراحية وعلاج لفترات طويلة تتعدي ال6 شهور خاصة بعد ان نما لعلمنا ان المحافظ قام بالغاء العلاج علي نفقة المحافظة والمتاح لنا الان هو فقط العلاج علي نفقة الدولة وتلك من اختصاصات مديرية الصحة

فترددنا علي مكتب الدكتور اسلام حيث انه باب الامل لنا بعد الله عز وجل, اكثر من 5 مرات في فترات متباعدة بدءا من تاريخه 19-5-2015 لنتواصل معه بشان الحالات الصعبة بيننا وفي كل مرة يقال لنا ليس موجود وكل مرة " حجة شكل مرة بيمر مرة عنده تفتيش مرة مجاش مرة مرة ومرة ومرة بيمر من شهرين معلقا " هما الشهرين مابيخلصوش ولا المرور بيخلص " علي حد تعبيره , حتي سئمنا من الامر لحين وفاة الحاج احمد فتقلبت امواج احزانا من جديد وكأننا بلا سعر بلا ثمن بلا حق في رعاية طبية لاصابات ليس لنا فيها اي ذنب "

واكمل علام " انا ايه اللي يميزني عن اي بني ادم تاني او اي مريض تاني بيروح يخبط علي باب محافظ ولا مديرية يشحت علاجه رغم ان اي مواطن كمان ليه الحق في العلاج ولكن احنا ناس اصحاب قضية وملناش اي ذنب في اللي حصلنا ولا اللي حصل لاخواتنا اللي ماتوا حديقولي من المسئولين انا كده متميز عنهم بايه ؟ اتصابت واتبهدلت وتحملت الم وفي النهاية زيي زي غيري "

ووصف معاناته ومعاناة جميع المصابين متحدثا عنها " هما ضربونا واتهمونا اننا بلطجية والدولة والمحافظة رافضة تعالجنا ورافضة تعتبرنا شهداء ومصابي ثورة باعتبار اننا كنا حاملين سلاح طيب البلطجي ولا اللي شايل سلاح مش مفروض مسجل بلاش مسجل المفروض انه شاب عم احمد حجاج الله يرحمه الراجل صاحب ال60 سنة دا شاب , الغلبان اللي كان بيجري علي لقمة عيشه وعيش ولاده دا بلطجي هما لا فرقوا بين شاب ولا رجل ولا طفل ولا مسن ولا بنت ولا حتي المشلول شفاه الله زمينا بائع المناديل اللي ضربوه احنا كنا بنعامل علي اننا يهود في مدينتنا واقسم بالله اليهود ماتعمل معاهم كده وقضيتنا كبيرة ومش هتنتهي ومش هتتقفل طول مافي ناس بتموت فينا من غير ماتاخد حقها "

وتسائل علام " الراجل اللي مات دا فين حقه ودا هيتحسب بعد وفاته مصاب ولا شهيد حقه راح فين وحق عياله اللي كان بيعولهم بعد معاناة مع مرض اصابته 3 سنين ضربوه وعجزوه وشلوه وموتوه وفي النهاية عياله اتيتمت "

وانهي علام " كل مصاب فينا عايش عاجز مستني يموت في اي لحظة احنا مش مستنيين معاش لينا ولعيالنا بعد ما نموت ويتيتموا احنا عاوزين علاجنا باحترام وبكرامة احنا مش بنشحت من مسئول بيشتغل عشنا عاوزين الحالات الصعبة تتعالج وترجع علي الاقل لنص حالتها اللي كانت عليها , ومش عاوزين علاج التذكرة اللي بجنيه من الاميري احنا عاوزين امر من مسئول بعمل كنسولتو متكامل لجميع الحالات والمحافظة او الدولةتتكفل بحالتنا بعد عمل لجنة طبية ولو مش مستحقيين يبقوا مايعالجوناش , وحسبنا الله ونعم الوكيل وربنا يرحمك يحاج احمد ويرحمنا برحمته "

التغطية لعيون بورسعيد بالتعاون مع الشبكة الاعلامية رابطة عيون بورسعيد " صفحات ومواقع وجروبات " جريدة عيون بورسعيد جريدة جيل الثوره بورسعيد الباسلة بورسعيد ارض الفداء

المصدر: رانيا السادات
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 169 مشاهدة
نشرت فى 28 يونيو 2015 بواسطة newegypt3

ساحة النقاش

newegypt3
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

100,925

المدينة الباسلة

 

Large_1238207239