بالفيديو قصة خطف الضابط مورهاوس ابن عم الملكة

  بلسان أبطالها

قنبلة فى رغيف العيش

 

سيد عسران: صحيح إحنا لم نكن عسكريين محترفين ولكننا كنا نجيد فن الدفاع عن الوطن وفن الدفاع عن الوطن حتى لو تم تدريسه في الأكاديميات أو الاستراتيجيات أو ما يقال عن التكتيك العسكري، الفن ده لا يملكه إلا الشعب والشعب روحه هي المقاومة الشعبية، السلاح اللي كنا بنصنعه.. كان القنابل التي كانت تصنع من زجاجات الكوكاكولا، بنحط فيها بنزين وغاز ومسامير وبيتحط فيها مية نار وكنا بنقعد تحت البواكي نصنع هذه القنابل ونستنى العربيات الإنجليزي ده من مرحلة ما قبل 1956، إنما كانت مرحلة 1956 كان فيها عمل نظامي، بيتنا القديم هنا، يعني بورسعيد.. عبد الناصر وهو في بورسعيد سبحان الله، معلش بعد إذنك لأن هو يستحق إني أتعب علشانه، حتاخذيها كمان دي؟ طب استنوا بقى، قوات الحلفاء اللي خرجوا من الحرب العالمية الثانية فرضوا علينا تمثال وأطلقوا عليه الجندي المجهول، كان حصان وراكب عليه واحد جندي، فطبعاً في 1956 إحنا شلنا الكلام ده وهي دي الناس اللي حاربت في 1956.


أحمد هلال: بدأت العملية دية من أول الثورة سنة 1952 يوم 2 وبدأت.. يعني زي ما تقولي فيه.. عبد الناصر دخل في قلب الواحد وبدأ الواحد يصدق، كل اللي يقوله يبقى.. يعني 100% لازم ده الصدق، إحنا كلنا مدربين من سنة لما حصل أن عبد الناصر الله يرحمه ألغى المعاهدة بتاعت اللي كانت بينا وبين الإنجليز وبدأت المفاوضات بينهم علشان يطلعوا من القنال، بدأت من.. إحنا بدأنا بقى ندرب من أيامها، بدأ أنه نرُوح للقاهرة نأخذ تدريبات ونرجع تاني وهنا نشاغب مع الإنجليز هنا.. يعني نخطف عربيات ممكن نخطف ده ممكن ندخل المعسكرات نسرق من جواها الذخيرة والسلاح كل الحاجات دية بقينا نعملها ونجحنا كثير يعني في الحاجات دي.

سيد عسران: هو يمكن عندنا تحولت المقاومة إلى أعمال سرية.. يعني مقاومة سرية، لأن أنت ما بتقدريش تحاربي وأنت لابسة الزي العسكري في وقت منتشرة فيه كل الجنود وإحنا لسه ما نظمناش نفسنا بعد الهجمة الشرسة بتاعة الطيران، لمدة أسبوع والمدفعية والطرادات.


أحمد هلال: كان فيه أسلحة رايحة فلسطين.. رايحة اللي هي سيناء في قطار وبعدين لما اتضح أن الإنجليز واليهود هجموا أخذوا سيناء، القطار جاء على بور سعيد وبور سعيد بالنسبة للقطار أخر محطة، يروح فين السلاح؟ فبقى تحمله عربيات الجيش كله وترميه في الشوارع عندنا هنا، فكل واحد مننا أخذ اللي هو عايزه وذخيرة وبتاع وده وده، فكان موجود سلاح كثير جداً والحلو والجميل إنه بعد ما خلصت المعركة إن كل السلاح ده إتسلم واللي كان أجمل منه ما كانش فيه في بور سعيد خاين واحد، حصل إنه واحد حصل خيانة منه الناس مسكته هو مش خيانة يعني بمعنى خيانة هو خيانة مثلاً كان فيه الناس بتخبي الأسلحة في بلاعات كده وبتاع فالولد ده قال للإنجليز إن.. فتحوا البلاعات لاقوا فيها سلاح، الإنجليز مشت من هنا وهو راح الناس مسكوه وطلعوه في رابع دور وراح حادفينوا من على السطح مات، أنا كان عندي بتاع اللي هو الكلاشنكوف ده الرشاش نصف أوتوماتيك والدبشك بتاعه كان بيتنا اللي هو الحتة الورانية دي ده كان جميل جداً.


تعليق صوتي: إيه ميزته بقى؟


أحمد هلال: ميزته أنه خفيف وبعدين ممكن بألبس بالطو وأخبيه تحت البالطو وأمشي به في الشارع.


تعليق صوتي: وحشك السلاح؟


سيد عسران: قوي وخصوصاً بعد اللي بيحصل ده، خصوصاً المشاهد اللي الواحد بيشوفها في غزة والصلافة والاستعباد والاستبداد المدعم بنظام عالمي غير محترم، نظام عالمي ما عادش يعطي للحق وللعدالة أي معنى، فجبت مقشة بتاعة كنّاس.. بتاعة الزبالة وقعدت أكنس من بعيد عنهم لغاية ما وصلت لهم بشوية زبالة وورق كثير قوي فقدرت أخش الشارع ده، ما هو ده كانوا مانعين أي حد يدخل فيه، فأنا علشان أدخل فيه عملت الحيلة بتاعة المقشة والزبالة ومشيت وبعدين جيت لغاية فين بأه، هي عند محطة الكهرباء، فالقنبلة كانت موجودة في جيب الجاكيت من جوه ومع الحركة دي ما تبانش الانبعاج بتاع القنبلة في الجاكيت لأن أنا حأبقى مميل إيدي كده بالمكنسة لغاية ما.. المهم قعدت برضه واحدة واحدة، عديت شارع واثنين وثلاثة علشان أبقى بعيد عن قوات الطوارئ وفي نفس الوقت، أجمع عدد كبير من الزبالة ويبقى المشهد اكتمل، عند المنطقة اللي اخترتها رحت رامي القنبلة، المهم حصل ارتباك، ضرب نار، رشاش، كنت أنا خالع من الشارع لأقرب مكان.. أقرب لي وهي الأبنية إني أنا أختفي فيها.


طاهر مسعد: أنا، أنا كنت الأول، سنة 1956 كنت عريف في الجيش الحربي، مجند، عسكري.. كان فيه مدرسة أسمها مدرسة ظايص السكان اللي قدامنا اتصلوا قالوا إن فيه عساكر نزلوا في المطار، فصحينا القائد، القائد كان لسه نايم وقلنا له قال كل واحد يأخذ سلاحه وينتشر، فانتشرنا، فبعد ما انتشرنا عاوزين نعمل عمل، عاوز أعمل حاجه أنا، ما لناش دعوة أنا بقى بالجيش، عاوز أعمل حاجة، فكان الله يرحمه ويحسن إليه محمد حمد الله كان صديقي من قبل.. يعني إيه من قبل 1956، فقابلته وقلت له يا محمد شايف هم عاملين يقبضوا على الضباط المصريين، قال لي طب ما نعمل بتاعة دي مجموعة ونخطف ضباط إنجليز جاية إيدي على إيدك.


علي زنجير: ياه.. ده أنت سواقتك ضعيفة قوي يا سيد.


سيد عسران: أعمل إيه؟


علي زنجير: تعمل إيه.. إيه!


سيد عسران: أمال أنت عايزني أعمل إيه بس؟ الناصية دي البيت اللي جنبها.


علي زنجير: في لوكاندة هنا.. فندق كان عايز يسميه مورهاوس، فقال لك لأ، فسموه نيوهاوس.


سيد عسران: يعني ده كان أصلاً بيت قديم، اللي حطوا فيه مورهاوس بعد ما خطفوه.


أحمد هلال: هو الفكرة دي جت على أساس إن كان في كام ضابط من الصاعقة مدنيين.. لابسين مدني وكانوا قاعدين في عيادة هنا، عيادة الدكتور حسن جودة في شارع صفية زغلول وقاعدين بالليل كده جت الإنجليز راحت معتقلاهم، على الرغم من إن هم لابسين مدني، اعتقلت السبعة دول، فإحنا يعني أوحى إلينا من قبل، أعتقد ناس في المخابرات إن إحنا نأخذ عدد من العساكر أو الضباط الإنجليز علشان نفرج على الناس اللي موجودة دي، فتصادف إن إحنا اصطدنا ده، ده لما قبضنا عليه وخدناه أفرجوا عن كل الأسرى اللي موجودين عندهم علشان.. على أساس إن دة يفضل حي وما حدش يجي جنبه.


خطف مور قريب الملكة



علي زنجير: أقسم بالله العظيم اللي حأقوله لحضرتك ده اللي حصل قلت لهم يا أولاد الفاتحة للنبي ربنا يرزقنا بحاجة سمينة.


أحمد هلال: أهميته إن هو قريب الملكة، فكان.. يعني حاجة.. يعني وإحنا ما كناش نعرف إن هو قريب الملكة، إحنا أخدناه على أساس إن هو ضابط عادي يعني وخلاص، بس هو كان رزل وقليل الأدب يعني، كان ماشي طول ما هو ماشي بالدورية بتاعته يشيل بالسنكي الصور بتاعت عبد الناصر من على الحيطة، أي واحد ماشي في الشارع يجري وراه ويضربه، أي واحد ماشي هنا يجري وراه ويضربه، ما فيش.. وما يخليش صورة بتاعت عبد الناصر على الحيطة، هو يشيل الصورة من هنا والشعب يعلق صورة ثانية.


علي زنجير: طلع عروسة كبيرة، فأنا قاعد بالصدفة كده على مقهى في شارع الثلاثيني، لاقيت أحمد هلال جايلي، أحمد هلال دة بتاع المخرطة، كان في صلة.. يعني وفي مصالح، فجاني وقالي أنا عايزك في موضوع، قلت له خير؟ قال لي عايزين في عملية حنقوم بها ونخطف أي حد من الإنجليز، أي حد من قوات الإنجليز، قلت وماله يا أحمد ما فيش مانع، قال لي معايا محمد حمد الله الله يرحمه وحسين عثمان الله يرحمه، ما كنتش أعرفهم بس اللي كنت أعرفه فيه صلة أحمد هلال هو اللي جابني وحسين عثمان وطاهر مسعد بس، كنا إحنا خمسة وقال طب عايزين عربية، قلت له موجودة كانت عربية سبعة راكب كبيرة أميركاني موديل 1949 رقمها 57 أجرة قنال، دلوقتي أنت بقى رايح على فين؟


سيد عسران: ما هو بدل الثلاثيني.


علي زنجير: طب أنت دلوقتي رايح فين؟


سيد عسران: أنا.. أنت ما تسألنيش أنا اللي أقول لك، فاهم؟


علي زنجير: علشان أقول لك شمال ويمين.


سيد عسران: لأ.


علي زنجير: ما أنت ما تعرفش حاجة في البلد يا سيد.


سيد عسران: أني كده رايح الجبانة، يبقى كده على طول صح؟ مش كده على طول؟


علي زنجير: تعرف كان المفروض إيه يا سيد؟ من أول ما طلعنا بالنسبة لخطف مورهاوس، من أول ما طلعنا من عند القهوة السعدية لغاية.. كان أوجيني طبعاً بنمشي فيه دلوقتي مش حانقدر نمشي في أوجيني.


أحمد هلال: إحنا خططنا على أساس حاجة وهي حصل حاجة، إحنا ماشيين في شارع صفية زغلول وجينا عند آخره كده وحودنا يمين ففي عيل عاكس الضابط ده فجري وراه بالعربية.


طاهر مسعد: فقلنا لعلي زنجير خش.. فيه شارع ضيق كده، خش في الشارع الضيق وإحود وتعالى من الشارع الواسع يمكن نجيبه.


علي زنجير: قالوا إطلع وراه، قلت لهم لأ ما أطلعش وراه سيبوني أنا أتصرف، شايفها اليافطة دية، الشارع ده فيه المطافي، اسمه شارع صلاح سالم، ابتدأنا إحنا نكتشفه من الشارع ده، العربية واقفة هنا، الجيب بتاعته واتجاهها رايح كده.


أحمد هلال: فإحنا جينا ورحنا ماسكين الولد ومحمد حمد الله قاله إحنا بوليس مدني وإذا عمل حاجة قول وإحنا نأدب الولد ده ونأخذه معانا.


طاهر مسعد: محمد كان واقف كده، أنا كنت واقف شماله، أحمد كان واقف يمين جنب العلبة اللي حط فيها الطبنجة.


علي زنجير: قمت أنا لافف بالعربية ومقابلهم، قام أحمد هلال.. كان همَّ واقفين يتكلموا معاه بقى ما أعرفش طبعاً بيتكلموا عن إيه، أنا ما أعرفش، أنا بعيد عنهم.


طاهر مسعد: حط رجله الشمال في العربية، عايز يمسك الدركسيون ويجي يحط رجله اليمين، راح أحمد جاله وراح خاطف الطبنجة.


أحمد هلال: بصيت لاقيت الطبنجة بتاعته فرحت خاطف الطبنجة بتاعته ورحنا متكتلين كلنا وجه علي زنجير بالعربية، العربية مفتوحة وروحنا زقينه جوة العربية.


طاهر مسعد: جعورته كانت قد كدة، رحت أنا خابطه بكعب الجزمة هنا فراح طرش الدم في أرض العربية اللي بقول لك عليها.


علي زنجير: كنت راكب العربية كدة وجئت أخش شمال لاقيت الشارع مقفول، رجعت ثاني وجئت دخلت من على اليمين كدة، ضرب الباب برجله، بيقاوم، كان سامع دوشة وبيقاوم، قمت دايس فرملة قام الباب مردود لان الباب بيفتح العكس، عكس العربيات بتاعت دلوقتي، فقام الزجاج مكسور وقام قائم الضابط ومسك يدي اليمين، أنا لسوء حظه أشول، أنا بأكلم حضرتك بكل صراحة، قام هو ماسك يدي عايز يعمل أي حاجة، حياة أو موت، قمت أنا ضاربه قام فاتح له شفته فبقى فيه دم على طارة الدركسيون وفيه دم على المخدة ودم على الأرض ودم وراء في الدواسة من الضابط، الباب بتاع العربية اتفتح هنا على الناصية دي.


أحمد هلال: خذناه ومشينا في شارع النهضة اللي هو.. وجئنا عند الأمن المركزي اللي هو.. ودخلنا من الباب الوراني.


طاهر مسعد: قمنا إيه قافلين الباب، طلعناه ما فيش يجي يمين يجي شمال رحنا مقلعينه، ما فيش إلا الفانلة والكلسون، فيه دولاب بيوزعوه للعساكر علشان يضعوا فيه هدومهم الداخلية، دولاب كدة عبارة عن دولاب صاج قد كده صغير كدة، قلت أنا.. رحنا مغميينه ومكممينه ورحنا حاطينه في الدولاب، طبعاً لما يتحط في الدولاب ركبه دي تيجي هنا.


أحمد هلال: وإحنا طالعين على الباب كنت أنا قاعد على الصندوق اللي فيه الضابط ده وعسكري ثاني قاعد جنب السواق وبعدين جاءت عربية دورية إنجليزي جيب بصوا لنا كدة قاله (Police man) قلت له (Yes Police man) أنا قلت آه وقعنا، ماهو لو أي حركة كدة حيعرفوا ده مين وقال له (ok) ورحنا ماشيين وأخذناه ورحنا في بيت في شارع عرابي، حطناه هناك وبعدين وإحنا بنحط الصندوق في البيت ده علشان نطلعه منه لاقينا الإنجليز راحوا محاصرين المنطقة، على أساس إن علي زنجير ما كانش يعرف البيت اللي إحنا حنحطه فيه، علي زنجير وقف العربيه على ناحية شارع الثلاثيني، فهمَّ شافوا العربية وشافوا فيها حبال وشافوا الموتور سخن فراحوا محاصرين المنطقة.


طاهر مسعد: ومصيبته السوداء أن من لبختنا حطينا دماغه تحت ورجليه فوق، ماكنا خايفيين.


أحمد هلال: وخرجنا.. وإحنا بنخرج لاقينا دوريتين، دورية جايه من هنا ودورية جاية من هنا، بيفتشوا بيت بيت وكل مايفتشوا بيت يكتبوا عليه (Clear) بالطباشير، وإحنا خارجين محمد حمد الله راح لاقط حتة جير كده وراح كاتب (Clear) ورحنا خارجين، فالدوريتان اتقابلوا قدام البيت ده، فبصوا لقوا كدة فالدورية اللي جاية من هنا قالت يبقى الدورية دي اللي كتبت والدورية قالت يبقى دي اللي كتبت وراحوا معديين من عليه وبعد فترة كده فكوا الحصار رحنا نشوفه، لاقيناه ميت أخذناه دفناه على البحر قدام الجبانة بتاعتنا.


سيد عسران: إستنى بس لما، طلعنا مورهاوس من تحت البلاط وحطيناه في تابوت.


علي زنجير: وديناه المستشفى الأميري.


سيد عسران: وديناه المستشفى الأميري ومن المستشفى إندفن فين بقى هنا؟


علي زنجير: في الحتة دي, دي الجبانة الإنجليزي دي، مطرح العمارة دي يا سيدي كانت أرض فاضية.. يعني مطرح العمارة دي ودي الجبانة الإنجليزي، ففحتنا وحطيناه هنا وجاء البوليس الدولي والبوليس المصري استلموه من المكان ده، قعدوا يدوروا في البلد على عربية.. كان قهوة بتاع بلياردو بنفس المكان، فمسكوا الرجل صاحب القهوة الجريجي ده، كان بيفتح لسة الصبح، فشفت ايه؟ شفت عربية سوداء، دوروا في البلد.. ما فيش، في جراجات البلد.. ما فيش.


طاهر مسعد: المهم قعدوا يعذبوا ناس هناك كثير والناس ماتعرفش، همَّ بس سمعوا، الناس تسمع، المهم إحنا كنا طبعاً في الشتاء يجيبوهم من المياه الساخنة للمياه الباردة، إن همَّ حد يقر؟ ماحدش يعرف منهم حاجة.


علي زنجير: دول أصدقائي بقى.. الناس الكبار البركة.. أعرفهم من ساعة القهوة مافتحت من 25 سنة.. رجل صايع.. معاشات بقى.. يالا يا سيد.. همَّ عثروا على العربية فتشوا وجدوا الموتور سخن وكان فيه شتاء، وجدوا آثار مياه عليها والعربيات كلها اللي مجرجة عادية، وجدوا الموتور سخن وزجاج مكسور فتحوا الأبواب وجدوا فيه دم هنا ودم هنا يبقى هي دي العربية، ما هو الثاني قال لهم عربية سوداء كبيرة، جابوا الدوسيه بتاع العربية، عرفوا عنوان صاحب العربية.


قنبلة في رغيف عيش




علي زنجير: فاللي بيدور مين؟ وليام. فمحمد حمد الله اتصل بسيد عسران وقال له يا سيد في ضابط عاوزين نضربه لأنه طالع يجيب علي زنجير أنا ما أعرفش السيد عسران في الوقت ده.


تعليق صوتي: ماكنتوش تعرفوا بعض؟


علي زنجير: لا ماكناش نعرف بعض هو كان 16 سنة وأنا كان عندي 28 سنة يعني ما فيش.


سيد عسران: مش ماشي كده على طول أنا؟ أنا بسألك أنت.. مش ماشي كده؟ الشارع ده مش ماشي؟


علي زنجير: آه ماشي ما هو.


سيد عسران: أُمال ما فيش حد ماشي فيه إلا أنا؟


علي زنجير: وإن ماكنش ماشي إحنا نمشي يا عم السيد.


سيد عسران: آه مانت مش حاتدفع حاجة، أصل أنا شايف ما فيش حد ماشي إلا أنا، أه محمد حمد الله جاني يوم 13 الصبح، اللي هو يوم الإنذارات وقال لي أنا عايز حتة سلاح، فأنا قلت له حتة سلاح يعني إيه؟ فقال.. يعني طبنجة ولا كده، ضروري والنبي يا سيد لأن الراجل ده لو قبض على واحد مننا كل العملية حتفشل وحنموت وحيلاقوا الضابط اللي إحنا مخبيينه، دا هو حيكون بكرة بيسأل السواقين بتوع التاكسي على صاحب التاكسي اللي هو خطفنا بيه مورهاوس، فقلت لمحمد سيب لي الموضوع ده وربنا يوفقنا ويوفقك، يوم 13 عدى يوم 14 الصبح قمت الصبح جبت رغيف عيش حطيت فيه القنبلة، لأن أنا بيتي في أول حي العرب ووليامز حيستجوب سواقين التاكسيات في حي الأفرنج في إدارة المرور، كان فيه دوريات إنجليزي كتير قوي.. يعني ما فيش شارع مافيهوش دورية رايحة ودورية جاية إنجليزي, فعلشان أغطي نفسي، كل ماتقابلني دورية كنت بأعمل نفسي إن أنا بأقضم رغيف العيش، لدرجة إن أنا نسيت مرة وقضمت، فبان الجزء ده، دخلت في حوش بيت ورحت مداري نفسي من تاني ورجعت أكرر العملية لغاية هنا، لأن المسافة بعيدة ويشتبهوا فيا يشوفوا حاجة، فطبعاً كانت حيلة يعني، طلع ويليامز بس باين عليه الزعل والعكننة، قمت أنا رافع الورقة، ماسك الورقة، ورقة عادية جداً مش متذكر يعني، فبعملها له كده، فكلم السواق، راحت مفرملة العربية، فلما فرملت العربية، بيفتح الزجاج بيمد إيده يأخذ الورقة، فمارضتش أديها له في يده، رحت راميها في الدواسة، بيوطي هو بيأخذ الورقة من الدواسة اللي هو يمكن بيتهيأ له إنها فيها المعلومات كلها، فلما وطى رحت أنا رامي القنبلة برغيف العيش جوه فوق ظهره على طول وأنا بأجري.. لوحدي الأول كنت، إنما لما حصل الانفجار، المكان كله والحي كله بقي بيجري، بقى كل واحد من الناس يبص للتاني ويقول له هو فيه إيه؟ أنا أقول له هو فيه إيه؟ في النهاية وصلت لبيت، بصيت لقيت فيه عربية جيب فيها اثنين عساكر إنجليز غير السواق وكل واحد معاه رشاش وجايين يجروا، أنا لأني عامل حاجة بيتهيأ لي إنهم جايين.. خلاص قفشوني، جايين يقفشوني يعني، فأتضح إن مش هي دي الحقيقة لأني لما دخلت البيت طلعت على الشارع التاني وما جوش ورايا، لحسن الحظ أو لسوء الحظ إن وليامز كان.. منير الألفي كان بيتعامل معاه بالسياسة فبعت المخبر يجيب له قهوة من قهوة البلياردو اللي هي قدام الشعبة، لما بعته يجيب له قهوة تأكدت إن المخبر ده هو عم محمد حسين القشطة وده من الشارع بتاعنا وشاف الموقف وشاف المنظر وشايفني وأنا واقف قدامه وأنا بأحط القنبلة، فسبقني جري بالعجلة بتاعته فلقيته واقف مع والدي عند المحل، فلقيت والدي بيتقدم لي وقال لي تعال هنا، تعال أنت عملت إيه؟ قلت له عملت إيه؟ قال لي عمك محمد شافك بنفسه، عم محمد قال لي يا سيد ده أنت قلبت الدنيا، ده الراجل ده أكبر واحد، ده قائد المخابرات بتاعهم، قلت له ما أنا عارف يا عم محمد طيب أعمل إيه؟ أسمع يابا أنت عمال تسألني علي أخويا الكبير فين؟ وأنا بأكذب عليك من يوم ما دخلوا الإنجليز، إنما أقول لك الحقيقة إن أخويا أستشهد تحت دبابات الإنجليز أول ما دخلوا وهم عاملين خديعة ورافعين العلم السوفيتي والأعلام الصينية اللي هي جاية.. بزعم أنها جايه علشان خاطر تقاوم الاستعمار مع الشعب المصري، فالناس طلعت تحيي القوات السوفيتية والصينية، ضربتهم بالمدافع وعدوا على جثثهم وما قدرتش أجيب الجثة ولا حاجة زي الناس اللي زي حالتنا، قال لي يعني أخوك آه.. طيب تعال وطلعت البيت وقال للست اللي أتجوزها بعد والدتي ما توفيت قال لها إوعي ينزل.. ما تخليهوش ينزل، المدينة قافلة بالكامل، حالة رعب حتى بعد الراجل ده ما مات، اليوم ده حصل شيء غريب جداً، بورسعيد ثلاث أحياء، حي الشرق وحي العرب وحي المناخ، تم الانسحاب من ثلثي المدينة، المناخ وحي العرب وأصبح تحت سيطرتنا إحنا رجال المقاومة، وصلت للمكان اللي تمت فيه العملية، بصيت لقيت في دم وشاش وقطن، والله أنا علشان أحس أن أنا عايش اللحظة، حطيت رجلي على الدم والشاش علشان أحس إن في حاجة فعلاً مش منظر، ماهياش صورة ولا حاجة وانهار حظر التجوال وأصبحت المدينة ثلثيها حر والناس فتحت المحلات بالليل ومشهد غريب جداً شوارع منورة وعربيات ماشية وناس بتزمر وطلقات بتتضرب في الهوا واللي مخبي بندقية بقال له شهرين طلعها.. يعني كان اليوم ده هو الانسحاب الأول. 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1017 مشاهدة
نشرت فى 12 فبراير 2012 بواسطة newegypt3

ساحة النقاش

newegypt3
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

104,242

المدينة الباسلة

 

Large_1238207239