إن المواطنين ألأردنيين كافة يتحدثون عن ألفساد ويسمونه بأكثر من مسمى لدرجة أن ألمواطن مل هذه ألاسطوانة وبدأ يعزف عن قراءة أي موضوع يتضمن كلمة – فساد – كل الكتاب يكتبون عن الفساد ؛ وكل الفضائيات تزودنا بأخبار الفساد وغالباً ما تكون أخبارها غير دقيقه ؛ نحن في ألأردن لدينا مشكلة الواسطة والمحسوبية ؛ وهذا لا يختلف عليه اثنان ؛ فأي أب منا يريد توظيف ابنه في مؤسسه يسأل أولا من هو مدير الشركة ؛ وأين يسكن ؛ ومن يمون عليه ؛ وبنفس ألأسلوب يسأل عن الضابط المسئول عن شعبة
التجنيد ليبحث عن الشخص الذي يؤثر عليه وقس ذلك على باقي الشركات والمؤسسات والوزارات ومختلف قطاعات العمل والمحاكم والقضاة ؛ هناك سؤال يطرح نفسه ؛ من الذي يوجد العنصر الفاسد أليس نحن ؛ ومن الذي يقوم بدفع الرشا أليس نحن ؛ هناك أناس متخصصون لعمل الواسطات وهناك سماسرة للذين يدفعون الرشاوى ؛ نحن لسنا بأغبياء ولسنا متخلفين نحن نعرف بأن الواسطة والمحسوبية هي من أقبح أفاعيلنا لأنا لم نسمع بأن أحد الضباط أو القضاة أو المدراء والوزراء عرض على أحد منا جل خدماته
مقابل الرشوة بل نحن نستجديهم لقبولها كهدية أو رد جميل مقابل إسداء خدمه ؛ يجب أن لا ننكر بأنا نحن من يغذي هذه ألآفات ألقاتله والتي تحرم صاحب الحق من حقه ومستحقه لتمنحه لغير مستحقه ؛ إن ألتاجر يتعامل مع رجال ألجمارك والرقابات بدفع الرشا ؛ وكل ألا غذيه والمواد الغذائية الفاسده تدخل البلد بواسطة دفع العمولات والرشاوى والهدايا ؛ لسنا نحن فقط من نستحق بأن نوصف أنفسنا بالفاسدين بل هم الذين يقبلونها فاسدين ولا يراعون ذممهم ولا تستفزهم ضمائرهم ؛ لقد دخلت البلد ألاف ألأطنان من
اللحوم والأسماك العفنة والتالفة وتم إدخالها بشهادات صحية موثقة مقابل بيع ألمختصين لضمائرهم وانحطاط نفوس مستورديها ؛ إن الكثيرين من التجار الذين يستوردون مادة السكر وألارز وباقي السلع القابله للتسوس ينشرونها تحت حرارة الشمس ليغادرها السوس والعفن ثم تكيس وتباع للمواطن بسعر السوبر؛ إن الفساد له دوافعه ومناخا ته وهناك من يدفع بالصالح ليضعه في صفوف الفاسدين ؛ وهناك من يهيئون المناخ الملائم للفاسدين بل ويدعموهم ؛ إن ألأقلام لم ولن توجد لنا حلاً لأن ألفساد يتم التداول به وكأنه مادة مخدره يتوجب ترويجها بسرية تامة وكلنا نعرف بأن ألأردنيين بارعين في ألترويج لبضائعهم بالسرية التامة ولديهم المقدرة على إخفاء أيه أدلة ربما توصلهم للمسائلة يوما ما ؛ نحن
بحاجة لحلول جذريه من خلال استصدار قوانين أشد صرامة من المعمول بها حالياً كما نتمنى على الدولة عدم التلكؤ والمماطلة وتلبيس الطواقي وتقوم بإطلاق يد القانون لتطال كل من تدور حوله شبهات الفساد والتعاطي بالرشا ؛ ولابد من دور للشرفاء من ألأردنيين بهذا المضمار لأنهم هم الذين يستطيعون إبراز كل الفاسدين والراشين والمرتشين ؛ إن مشكلتنا لا يمكن حلها مادامت الواسطة والمحسوبية تلعب دورا بارزاً في كل شؤون حياتنا أليوميه …
ساحة النقاش