صفحات الكاتب نظمي محمد القواسمه

من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه

كاسك يابلدي.........نظمي محمد القواسمه ..

بلدي أيتها القرية الحبيبة التي كلما أتذكر أيام طفولتي عندما كنتي هادئة آمنة رائعة بليايك التي كليالي ألف ليلة وليله تنهمل دموعي عندما أتذكر أيام صباي فتى نشأت بين اهليك الطيبين وياما درجت قدماي على هضابك الراسخات  وتبخترت في أوديتك الرائعة الذي تبدو لمتأملها كلوحه رُسمت بإبداع رباني فكل صخرة من صخورك إلا وكان لي بفيئها قيلوله ولا حجراً إلا ولأناملي عليه بصمه ولا بئر ماءً إلا وارويت منه ضمأي ولا شجرة إلا وكانت لعيوني عليها نضره فكل ركن من أركانك ؛ يابلدي إلا وله في مخيلتي

مساحه وكم كانت أيامي آنذاك لذيذه وكم كانت تبد ولي لياليك الساحرة كليالي بغداد الفاتنة وكم تأملت نجوم سمائك المتلامعه  وكم تخيلت صورتك المهيبة تتوسط بدرك وقت السحر عندما كنت أتوق لسماع ؛ أقبل الليل يابلدي ليلك الساحر الأخاذ   فكانت عقارب الساعة تخذلني عندما يفل القمر فتنتابني الاهىآت ويتغشاني  الإحباط من بُخل الليل متوسلاً..أن لاتنجلي أيها الليل ولكن كانت تتسارع تلك العقارب الخاذلة رغم توسُلي له قائلاً..

ياليل دوم  لي لا اريد رواح  

                      حسب  بوجه  حبيبتي مصباح

حسبي بها روحي وحسبي اسمها

                      قلبي و حسبي عطرها   فواح

ولكن عبثاً فلم يرضى ليجُد وسرعان ما يصيح بعارضيه النهار الذي لم يبخل بالطول ليفسح لأرى جمال بلدي الذي كنت أتخيلها وكأن عباءة من الزيتون والرمان تلُفها ومهما قُلت فيك ومدحتك وقبلت تُرابك لن أوفيك حقك يابلدي ولن اتنازل عن انتمائي لأهلك وترابك ولكل زيتونة من كرومك ولكل حجر وصخرة من ربوع ثراك الذي أودعت فيه أمي وأبي وأختي ولن ابخل عليه بنفسي وبأولادي وإخوتي وأني على يقين أن لاتراب ولا وطي على الأرض احن وارق من ترابك العطر يابلدي؛كم  كانت تقتلني الغربة عندما كنت أُغادرك سواحاً في سقاع الدنيا فكنت كالتائه وكنت أحس وكأن قلبي يٌنتزع

من بين ضلوعي شوقاً وحنيناً ليعود إليك ففجر القاهرة مخُتلف عن صباح بلدي وضُهر أبو ضبي وعصر اسطنبول ومساء تونس وسحر بغداد فلا تُغنني عن وقفة تأمل في بعض إرجاء بلدي  ففجر بلدي وظهرها وعصرها ومسائها وسحرها جميعاً لها رونق وسحر ونقاء وصفاء ذات  تميُز فالصباح سحر والمساء سحر ولليلها وهواها مذاق فريد ؛ فكم التقيت بأبنائك يا بلدي في بغداد في الرياض في الإمارات في مصر في البلاد لاجنبيه وهم يقرؤون  الآن ويسترجعون تلك الذكريات فكم كان بعظهم يبكي ويبتسم  فرحاً ودموعه تنهل من مقلتيه قائلاً أهلا بريحه سوم وأهل سوم فكنت أحس وكأن العين قرت

والنفس استقرت  وأعصابي بعد توتر استراحت وتجلت  فكنا كلنا نتبادل الاهآت كتبادل الأنخاب وكانت كل أحاديثنا تدور وتحكي عنك وكل همساتنا كانت تُناجي أهلك ياسوم كنا نستعيد ذكرياتنا وأيام كنا صبية نتحادث عن عادات أهلنا وطباعهم الممتزجة بين الماء والهواء والتراب والزيتون والعنب  وكأن بلدنا ضيعة مساهمة لكل منا فيها نصيب فيها  وكلنا تغنى بجمال لياليها وكنت قد قلت قيها شعراً جميلا تستحقه..

رُب ليال فيك يا بلدي غازلت

                      فيها نجوم الليل إلى في السحر؛

وملأت روحي من محبة اهلك

                       آهات  على   بعدهم   وضجر 

ملكت لحاظي من بهاء كرومك

                  وشاهدت في إرجاءك أحلا الصور..

  نعم أنها صور الأردنيات  السوميات أمي وخالتك  ذي الأثواب الحبر والطفخات  وصور الهدهد والفلاحين الأُصلاء والسهول والمواصي والكروم والخير الوفير أنا أصدقكم القول مٌقسماً بجلال الله أنني لم أهنأ بنومه ولو ليلة واحده وأنا بعيد عن بلدي ووالله لم استمرئ بلقمة في مكان غير سوم والله عندما كنت ادخل الحدود الأردنية كنت أحس بأن رجلاي تتسابق مع عجلات سيارتي وكلما اقتربت من بلدي كنت أحس بخفقان ليس بطبيعي ويتخيل لي أن قلبي يكاد يصفق  ويقعقع مابين الضلوع عندما أرى قطرات المطر تتراقص على زجاج سيارتي وقلبي مصراً  لدخول بلدي الحبيب قبل جسمي

وكنت أحسه يتراقص طرباً ونشوة ... فمن يلمني على حب بلدي ومن بالكون يستطيع أن يمنع يداي إذا ما أمسكت القلم لتكتب أروع الكلمات والسطور الوافيات والذي لم ولن تعبر إلا عن أقل مايكنه قلبي لحبك ياعشيقة الروح والفؤاد ؛ فلا يزايد أحدا علي ولا يحق لأحد ولو مجرد التلميح أو الشك بانتمائي لبلدي ولكم  كُلنا يحب وسوم وجميعنا يعشق ويتعشق فيك يابلدنا  وكلنا لترابك ولأهاليك منتمون وعاشقون ومحبون...جميل أن يُزاود علي بعض أبنائك ممن هم إخوتي ويشكك في وطيد محبتي وانتمائي وعلاقتي

بترابك والأجمل أن تسير بنا المزودات لتتحول لجدال عنيف فاعلمي يابلدي أن كل مايدور إنما هو من أجل أن نثبت لبعضنا أننا نتصارع من أجل محبتك أكثر فأكثر فأنا وأنت أيها الأخ العزيز لم نكن يوماً رعاة أغنام تعشق سوم بفصل ألربيع لتتراجع عن عشقها بفصل الشتاء فالراعي يشده عشق مرا بعه لينعم يدفئها أما نحن فنعشق بلدنا  بكل الفصول والأحايين ؛... بلدي الجميل الذين نحبه جميعاً ونحترمه نحب تلاله وجنباته    وكل ناحية فيه ولقد أحبه أجدادنا وآبائنا وأمهاتنا ولم نزل نتوارث هذا الحب جيلاً بعد جيل ثم نورثه لخلفنا وكأن بلدنا عبارة عن قطعة شعرية رائعة نظمت منذ نشأة الكون فيستخلص

كل  من يتعمق في قراءتها أن كل معاني الكرامة والشهامة ترسخت وتجذرت في قوافيها والعشق والحب لثراها رُتبت بين سطورها ومعانيها حروفها منضمة كنظم ألؤلؤ فلا إستفهامات فيها واضحة رقيقة حنونة لكل من يتغزل فيها؛ لعصافيرها صُداح عذب ولحمائمها هديل فريد ذو ُِشُجي عجيب ؛وكأن الشهامة والنخوة والعزة نُسبت من دون المواطن إلى كل أهليها فتبدو السماحة والوداعة والمروءة لكل قريب وبعيد فهي الوطن والبيت والملاذ الوحيد حين يجور الزمان وتلعب الأقدار بالأوزان فهي المنشاء والمقر والمستقر إلى ماشاء الله تعالى ...ولكن أنت أيها السومي في أمريكا والخليج

وأينما كنت مغترباً ألا تُحب بلدك وتحن لأهلك ولماذا عندما تحط في المطار أو مركز الحدود تقول الحمد لله أنا الآن أتنفس هوى وطني الكبير ولماذا تحاول إجبار موظف الجمارك من اجل أن يسارع بإنهاء معاملة دخولك وبعد ما تدوس تُراب وطنك ينتابك توتراً متمازجاً بأصدق ألابتسام وتود لو طارت بك سيارتك لتقطع المسافة بسرعة قياسيه لتحط في بلدك .. إذاً فأنت وأنا وكلنا في البلد والمهجر يتوجب علينا أن نقف دقيقة واحدة بلحظة واحدة  مرددين.......؛

كاسك ياسووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووم...

http://kenanaonline.com/posts

nazmimuhammad

حرر بقلم نظمي القواسمه

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 256 مشاهدة
نشرت فى 26 أغسطس 2012 بواسطة nazmimuhammad

ساحة النقاش

نظمي محمد القواسمه

nazmimuhammad
الكاتب نظمي محمد القواسمه من بلدة سوم في المملكة الاردنية الهاشميه وله عدة كتابات اجتماعية تم نشرها على صفحات هذا الموقع »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

213,089

كلمات بين السطورعن سوم

 نظمي محمدالقواسمه


اتمنى ان يلاقي قلمي اعجابكم 

نظمي القواسمة 2

سوم هي إحدى قرى محافظة إربد في الأردن. يبلغ عدد سكانها قرابة 9 آلاف نسمة وتقع إلى الغرب من مركز ‏الالمحافظة وعلى بعد 6 كيلو متر من مركز المدينة، ضمن بلدية غرب إربد (كفر يوبا، بيت يافا،ناطفة، هام، جمحا، ‏كفر رحتا، زحر، دوقرة، ججين، سوم). ويوجد بها مقام الصحابي الجليل "أبي الدرداء" الذي روى بعض الأحاديث عن النبي ‏.‏

يتسم سكان البلدة بالبساطة ويشتهرون بزراعة الزيتون والمحاصيل الصيفية والتجارة. ويتجه الشباب إلى التعليم فقد حققت أعلى ‏نسبة خريجين من الدراسات الأكاديمية على مستوى محافظة إربد.‏

إن العشائر الموجودة في سوم هي كل من عشائر الشناق والمعابرة والخمايسة والقديسات والمراشدة والطعامنة والدغيمات ‏والكيلاني والقواسمه, وكل هذه العشائر ترتبط براوبط المصاهرة والنسب مع عشيرة الخمايسة التي تعتبر أول من سكن قرية سوم ‏في العصر الحديث.‏