تُمثل الكتابة الشعرية والممارسة النقدية بالنسبة للروائي حسن نجمي، تجربة فريدة ومتميزة تصب في مجال الإبداع والنقد معا، وذلك نظرا لعمق حمولتها الجمالية والفكرية وعمق دلالاتها. فقد استطاع هذا الفنان أن ينحت اسمه في الوسط الفني المغربي والعربي، وذلك بحضوره الدائم والمتألق في الساحة الفنية سواء بكونه شاعرا يملك من الإحساس ورهافته ما يمكنه من ملامسة روح القصيدة واكتشاف أعطاب مجتمعه النفسية والثقافية؛ ومن إصداراته الشعرية نجد: "لك الإمارة أيتها الخزامى، سقط سهوا، الرياح البنية، حياة صغيرة، على انفراد، المستحمات، أدى كالحب، مفتاح غرناطة"، أو بكونه ناقدا تشكيليا متتبعا للتحولات الفكرية وقضايا الإبداع التشكيلي بوعي متوقد مُثقل بأسئلة نقدية صريحة و له مقالات وأعمدة من هذا النوع في جرائد ومجلات عديدة، أو بكونه ناقدا أدبيا له مجموعة من الدراسات النقدية من بينها: "الشاعر والتجربة"، أو بكونه روائيا يمتلك من المهارة ما يساعده على خلق وبناء عوالم متخيلة ورصد خصوصياتها الجمالية؛ ونجد له روايتين:"الحجاب" سنة 1996 و"جيرترود" سنة 2011. وناهيك عن كونه كاتبا للرواية والشعر، مفكرا، ناقدا ومحررا صحفيا. فهو أستاذ يحاضر عادة في الإبداع الشعري والتشكيلي والقضايا الإعلامية والديمقراطية وله العديد من المداخلات في الملتقيات الفكرية والأدبية والسياسية.

ولقد عبر حسن نجمي  في مجمل هذه الكتابات عن أفكاره ورؤاه بوصفه فنانا بالدرجة الأولى. يبحث عن خلق نموذج فني متحرر ومتكامل، يخرق المنطق الفني الجبار ولا يقبل أي انغلاق أو تقوقع. بعبارة أخرى؛ نستطيع القول أن حسن نجمي قد اعتمد على ما عرف به من ثقافة وسعة المعرفة، بكونهما الحجر الأساس، إلى جانب الموهبة للإنتقال نحو كتابة رواية يبرز لنا فيها مستوى إبداعه الأدبي وإسهامه في تصوير مجموعة من الموضوعات الفنية بأساليب جديدة، تعتمد على صور متلاحقة، متجانسة، سريعة الإيقاع، متواردة الصيغ، تقرب لغة النثر من لغة الشعر. 

ثم إن هذا التعطش، جعل من هذه الأصناف الخطابية المتفرقة مادة فنية خام، تُدمج بصورة سلسة كل هذه العناصر الأدبية والأجزاء الفنية، وتلقي بها في حمأة عمله الإبداعي "جيرترود"، الذي يحمل طابعا حواريا متجانسا وعمقا روائيا متجنبا به سفاسيف الكلام وسخيف اللفظ ورديءه."في لحظة من لحظات صفائه، اندفع إلي برغبته في أن أحرر له مذكراته. وكنت سعدت بأن لديه مذكرات شخصية قد تحتاج -كما فهمت- إلى مراجة، حين أخبرني بأنها غير مكتوبة أصلا وما زالت قابعة كوقائع صامتة في داخله، وأن المطلوب تحديدا هو أن أكتبها كتابة. عندئذ، قلت له بأنني شاعر في بداياتي الأولى ولا أعرف كيف يمكنني كتابة سيرة حياتك! صحيح أني أكتب الشعر وأنشر.. وقد اطَّلع القراء على بعض مما ظهر لي من قصائد وبعض نصوص نثر مفتوحة، لكنها لا تكفي لتؤهلني كي أنهض برغبة كبيرة كهذه. وكان رأيه أن ثقته فيَّ هي الأساس، فضلا عن أنه يرى ذلك الشعر القليل الذي نشرته (حسا حكائيا) كما قال."  

 وعليه يكون حسن نجمي قد استطاع بطريقته الخاصة بلورة تصور جديد للرواية العربية، وخلق نموذج فني يعبر فيه عن وعيه بضرورة انهيار الحد الفاصل بين الفنون والأجناس، وجعلها كيانا فنيا متكاملا من مواد غريبة عن بعضها البعض في قطعة فنية واحدة قادرة على هدم حدود الخطابات بشتى أنواعها و على اختلافها، وانصهارها في بوثقة واحدة وهي بوثقة السرد." أدهشني ذلك، وجعلني أفكر ليس فحسب في إلحاحه وتحقيق رغبته، ولكن أيضا فيما أكتبه وأفعله. لا أخفي أنني شككت في صدقِية رأيه، فأحيانا يأتي من يبالغ في مديح كتابة نثر لك فيما هو يريد في العمق أن يذم شعركَ" .

  أكيد أنه أمام هذا الشكل الروائي الجديد، ذي الأسلوب الروائي المختلف، يجد المرء نفسه حائرا وهو يحاول أن يخرج بشيء مغاير، وبالفعل فلا تكاد تنهي الرواية، حتى تدرك أنها تنبني على خطة محكمة، هي أساس هذا العمل الإبداعي الذي يحمل أسلوبا مختلفا في رؤية العالم وتصويره، وإلاّ ما كان نجمي قد جمع بين فنون شديدة التنوع من أجل التعبير عن مآربه، وعكس أفكاره في الكلمة النثرية لتحقيق أهدافه الفنية، وقد نجح فعليا في ذلك. لهذا اختار الرواية كجنس أدبي مليء بكلمات متحررة، يسهل عليه فيه تناول هذا النوع من الأشكال الأدبية واللأدبية وكتابتها بألوان لفظية، غنية، مبنية على تسلسل الجمل، لا تتلخص في الأوزان والايقاعات كما الشعر"أنت شاعر لكنّك تعرف كيف تحكي" . زد عليه أن حسن نجمي وهو يكتب، كان مستوعبا لجميع الخصائص الجوهرية لهذا الصنف الإبداعي ويحيط به من خلال توسعه في اللغة وبراعته في فن الشعر، ما مهد له طريق الخوض في غمار الكتابة السردية. 

إن رواية "جيرترود" هي رواية طويلة النفس نسبيا، 335 صفحة، من الحجم المتوسط، متعددة الأصوات. يتماهى فيها الشعري والفكري مع النقدي والسردي ويتآلف كل هذا مع التشكيلي في شذرات "تتوزع تباعا وعطفا إلى أزمنة وأمكنة ناغلة بشخوصها وأمكنتها (الرباط، باريس، نيويورك، طنجة). تبتدئ من نقطة النهاية وترتد إلى الوراء لتدور حلزونيا (الحكي من الذيل)" . فهي تبتدئ من احتضار محمد الطنجاوي في المستشفى بعد أن عاد إلى طنجة كسير الروح يملأه الخذلان، ويتجرع المهانة، من وراء حبه "لجيرترود" التي أضعفته وألقته طريح الفراش"كنت أخشى أن أصل إليه فأجده قد مات. في الطريق إليه، كان يسبقني خوفي. والحقيقة أن المكالمة التي تلقيتها من إدارة المستشفى استعجلتني بإحاح. نزلت أقفز الدرجات نحو سيارتي المركونة في الشارع، وسارعت بكل ما أملك من خبرتي المتواضعة في السياقة ناسيا، كعادتي السيئة دائما، أن أضع حزام الأمان، بل حتى أن أتحقق من أوراق السيارة موجودة في جيب المعطف أو لا" .

 ثم إن الكاتب حسن نجمي قبل أن يكتب، "كان يعرف ما يكتب ومخططا له بشكل مدروس ودقيق، من أول حرف حتى آخر حرف في منتهى الرواية"، أي أنه كان عارفا بأن أحداث الرواية ستبدأ في المستشفى"ومن نافذة غرفته في المستشفى، لمحت كيف كانت السماء رمادية، لم أرَ أبدا غيمة سوداء مثل تلك التي رأيتها معلقة في سقف الكون، عالية هناك. كانت أنفاسه تصدر متقطعة محتبسة في شكل حشرجات مفزعة"  وأنها ستتكئ على وثائق تركها له محمد الطنجاوي "وأعطاني وثائقه الشخصية بيديه المعروقتين المرتجفتين اللتين علاهما كثير من النمش، وكأنه كان يلعب بآخر أوراقه لعبة مخاطرة"  ، وأنها ستنتهي هنا والآن "ثم طبعت قبلة حارة على جبينه وكان قد أخذ يتبرد. شيخ ومريد، واعتذار متأخر. كأنه مشهد سينمائي بئيس في شريط مصيري بالأبيض والأسود" ، وكان يعرف مسارات الرواية وتشعباتها  وكأنه جزء لا يتجزأ من تلك الفترة الزمنية، أو كأنه عاش بها حقا، من خلال "تعقبه "لجيرترود" في مغامراتها الإنسانية والأدبية، وتوسل إلى ذلك بكل الوثائق والملفات المعروفة"  ليثبت لنا، روائيا، أننا نستطيع اختراق العصور والعودة بأرواحنا إلى تلك العصورالساحرة التي عاش بها "بيكاسو، وماتس، وبراك، موديلياني، وأّبّولينير، وجان كوكتو، وهِيمِنغوَايْ، وسكوت، وفتزجرالد، وماكس جاكوب .. وآخرين"  في باريس. وحيث عاش الطنجاوي هناك أيضا فترة من الزمن "يستمتع محمد بوقته وهو يتجول في شوارع باريس، في أزقتها الخلفية الفارغة. بخطواته الهادئة، كان يقطع المسافة تلو المسافة متأملا معمار الأبنية والجسور فوق نهر السين ودفق الوجوه. كم يحس  هنا بثقل الحاضر وبغبار التاريخ على الجدران، الجدران الواقفة بشموخ وثبات أو تلك التي تآكل بعض حواشيها وواجهاتها المنحوتة. وكل شيء يجذبه، حتى حبال الغسيل والأقمشة الملونة، واصطفاف الحوانيت والمتاجر تحت أقواس البنايات العالية، وأسواق الخضروات، وباعة السمك ولحم الخنزير المشوي، وباعة الخضروات. ولعل أكثر ما يشده في باريس هو مشهد العربات المجرورة بالخيول وضاحية الغجر. إنه لا يخفي رغبة صامتة في أن تكون له سترة الجلد الدسمة التي لمولدوفان، وكمنجة تشبه كمنجته الألطو، أو ناي شجي مثل ناي إيميليان، وطبلة ناعمة الملمس كطبلة إيلينا.ولما لا يكون له حصان رصاصي ثقيل الحوافر على الإسفلت وعربة بعجلة مطاطية؟ لما لا يكون حوذيا غجريا يقضي النهارات في شوارع باريس ويرجع في المساء إلى ضاحية الغجر؟ 

لكل هذا دور أساسي ومهم في بناء الرواية؛ فقد "ظهر حسن نجمي وصَّافا مساحا، لا يترك شاردة ولا واردة إلا ووصفها كأنه عاش في باريس، وكأنه واحد من ضيوف صالون "جيرترود ستاين" الأدبي الممتلئ بكل المتناقضات: الحب، الجسد، الوحدة، الموت، الحياة" . "السبت عيد صغير في شقة الآنسة ستاين. كان الزوار يصلون متطيبين، ولكثرة أنواع العطور المستعملة كان بعضهم يصاب بنوبات عطاس مسترسلة. ففي فضاء حميمي أنيق كهذا، وفي زحمة الحضور يُخْشَى عَرَقُ الأجساد عادة فيستعان بكل المستحضرات الممكنة، ما يحرك الحساسية ويجعل العطاس والسعال يختلطات. ولكنهما لحظة سرعان ما تمحى فيعتاد الجميع روائح بعضهم البعض، ومثلما في الصالونات السابقة، تتكرر المشاهد ذاتها تقريبا، مشاهد العناق والبوس وتبادل الأيدي تدشينا لعلائق جديدة أو تأكيدا لصداقات قائمة. ودائما، لجيرترود موهبة أن تعرف رجالا على رجال أو نساء على نساء، وأحيانا تعرف نساء على رجال أو العكس. ولنا أن نخمن مدى ما يوفره هذا الفضاء من شحنات كهراباء جسدية!  . وعليه يمكن وضع رواية "جيرترود" في منزلة وسطى بين الرواية والسيرة أوالتخييل والواقع وهي بذلك تكون تعزف على أكثر من وتر واحد في الآن ذاته.

وهنا بصالون "جيرترود" أيضا بدأ كل شيء؛ بحيث بدأت لعبة الحوار والتبادل وخلق الشخصيات، وايقاظ الأحاسيس وكل ما له علاقة بالحب والجمال والابداع، إذ نجد أن أول ما يلفت النظر هو هذا التنوع غير الاعتيادي في الأنماط التعبيرية والتعدد الخطابي والثقافي "في الصالون، يلفت الانتباه الوجه اللامع لجيرترود وهي تعرض خدها لتلقي القبلات، وأليس خلفها تمد اليد كما لو كانت تنحدر بها من أعلى قبل أن تعود فتصعد بها، وتلك الابتسامات الغامضة التي يتبادلها أشخاص مع أشخاص لا يعرفونهم. من هذا؟ من هذه؟ أين سبق أن رأيت هذا الوجه؟ ومحمد يتأمل المشهد تلو المشهد، يكاد يعرف الجميع من كثرة ما التقاهم في اللقاءات السابقة للصالون أو أثناء ترددهم على الشقة أو خلال زيارات جيرترود لهم. ومع ذلك، فهو لا يكل عن أن يسترق النظر، للوجوه، للملاح، للملابس، لمقابض الشعر، للتصفيفات وأشكال الحلاقة، للإيماءات والغمازات، لتقاطعات الأفراد، وتشكل الحلقات" . 

وهو تنوع متعدد الاتجاهات والمستويات كذلك، ما يجعل من رواية "جيرترود" رواية متشعبة ومشبعة بالخطاب الثقافي والمتمثل أساسا في حوار الشرق (طنجة، الرباط) مع الغرب (باريس، نيويورك). وإن كان في الأصل ليس هناك شرق ولا غرب، وليس ثمة أصل ولا عرق حيث يلتقي الاثنان وجها لوجه أمام عرش الله، كما قال الشاعر الانجليزي روديارد كيبلينج.(*)      

 إلا أن واقع الأمر يثبت لنا و بقوة، هذا الاختلاف والصراع  بأشكال مختلفة، نجسده فعليا من خلال الرواية: "كمن يقف وحيدا في صف طويل ويخشى أن يفوته الدور، يتحرك ببطء خطوة خطوة، مُفتَّح السمع ليعرف ويفهم كل ما يدور حوله، وليتعرف من لا يعرفه من هؤلاء الرجال والنساء الذين يلبسون كل هذا اللباس، ويشربون كل هذا الشراب، ويتناولون كل هذا الخِوَان الدسم الرائق من المطبوخات التي لا يعرف أسرار وصفتها غير أليس. كم تغبطها العبارات المجاملة (يبدو لي، الآن وأنا أفتح عيني على الجمع الحاشد في صالة الجناح وفي فضاء المحترف، أن هذه الشقة، هذا الوقت بالذات، كثفت كل أضواء باريس.. وما دونها ظلام. قد أكون مبالغا، كثيرا أو قليلا، لكنهم جميعهم هنا، كل صناع الضوء في باريس هنا، كل صناع الجمال والإبداع والفكر فيها حاضرون الليلة هنا. يعجبني هذا المشهد، تعجبني هذه اللحظة، تعجبني نفسي لأنني هنا، ولأنني جدير بذلك. لما لا؟"  . ولعل هذا ما تُبيّنه العلاقة العشقية التي جمعت محمد الطنجاوي -الدليل السياحي-  ب"جيرترود" بعد زيارتها للمغرب -طنجة- ودعوتها له إلى زيارتها في فرنسا -باريس- بعد أن أحبته وأحبها ونشأت بيننهما علاقة حميمية، ما شجعه على ترك عمله واللحاق بها: "منذ لقائه الأول بجيرترود في طنجة. ولم يتجدد اللقاء بها. وحين يئس أو بدا له أنها قد تنساه قرَّ عزمه أن يسافر. وكأنما ذهب إليها في باريس حيث كانت تقيم، فقط ليتأكد من يأسه" ؛ فأخذت تستغله استغلالا غير مألوف ينتهك أخلاقه، وكرامته وكبرياءه، وذلك كأن يكون حارسها وخادمها وعشيقها، تحركه كيفما تشاء ووقتما شاءت وبالكيفية التي تحقق وجودها، حتى ولو لزم الأمر أن يتوسط سريرها مع صديقتها المثلية أليس، وهي مساعدتها ورفيقتها وصاحبتها وعليمة بشؤونها: "أمس وهو يدخل صامتا ودونما جلبة فجعه أن يسمع صوت قيلولة الآنستين، 'تعجبني رجفة صوتكِ.. آهْ أليس، آه.. وهزة رأسكِ هكذا، هكذا.. مثل ديك مبلل آه ه ه ه ه.. أليس.. أليس، عيناك مثل عيني بقرة ترعى في المرج  الأخضر، وهي ترفع قرنيها لترى من يعبر.. آه يا بقرتي..  آه يا أليس... توقف قليلا، ثم أسرع الخطو صاعدا الدرجات، وفي داخلهك الخنزيرة، لا تستطيع أن تفعل شيئا بدون أن تتكلم" .

وتستمر الأحداث والعلاقة المتوترة بين محمد و "جيرترود" لا زالت قائمة. رغم محاولاته الذكية في الانتساب إلى عالمها الفكري و الانخراط في مجتمعها، إلا أن الحظ لم يطاوعه في فعل ذلك" ففي عزلة غرفته، تلك القيلولة والعشية كاملة، سمح محمد لنفسه بالبكاء. بكى بكاء رجل في ذروة انكسار النفس. وقد غطى رأسه بالوسادة. وحين وقف أمام المرآة والمغسلة ليغسل الوجه والدمع كان يفرك بشرته بالماء محاولا أن يقنع نفسه بأن الدمع انفجر فجأة بسبب نوبة حنين" .

ولو تحقق هذا الانتساب ما كان لشيء يثير استياءه ويفكر في الخروج عن طوع إرادتها وقبضة يديها والتوجه إلى حيث يقطن الغجر"صارت الضاحية الباريسية ملاذا آخر لمحمد إما تجده ذاهبا إليها أو عائدا منها، كأنه عثر على قبيلة له هناك، بين أولئك الغجر المقتلعين" ، وكأنه بذلك يحاول أن يبين لنا أنه ما استطاع أن يتواجد في عالمها ولا التأقلم مع محيطها، وأنه من المحال أن يفعل ذلك. كما أنه يدرك جيدا عجزه على تجاوز الهوة التي تفصلهما عن بعضهما البعض،  ف"جيرترود" كانت "تصر على فرض سيطرتها وشخصيتها على كل المحيطين بها" . ولذلك كان من الواضح جدا أن تتوتر العلاقة بينهما أكثر وتؤول إلى  الزوال و الانتهاء، خاصة بعد أن علمت بخروجه الدائم والمستمر إلى الضواحي الغجرية حيث البساطة والإنسان. ما أثار حفيظتها واستيائها وجعلها تقوم بتحقيره:"كانت جيرترود هي التي فتحت الباب حين نقر محمد الجرس من جهة المحترف. بالكاد أخرجت رأسها كما لو كانت بصدد تشخيص دور على الخشبة. نظرة متباطئة من فوق لتحت، إلى محمد، وإلى أناييس الواقفة خلفه مباشرة. بدت كما لو كانت جاهزة لمشهد حضرت له نفسها، كما لو كانت تنتظر فقط أن يعود محمد من خرجته  إلى ضاحية الغجر... وقف يتأمل عينيها رافها رأسه وقد كانت لا تزال تنظر إليه من أعلى. بدت له نظرتها رخوة متباعدة. تغير لونها فجأة من ألق حمرة ساخنة إلى شحوب بارد. وجه جعله يرتدع حتى قبل أن تردعه قسوة الكلمات " . 

إحساسه بالإهانة لم يتوقف عند هذا الحد فقط، و" لم يكن فقط بسبب التخلي عنه وانصرافه من شقة جيرترود، وإنما تخطاه إلى ما هو أكثر. فقد توصل لاحقا بطرد بريد من باريس، وحين فتحه عثر على صوره التي كانت له مع جيرترود وقد اجتزأت الآنسة وجهها من كل الصور. كان ذلك إعلانا رسميا عن بداية النهاية» أخرجتني الخنزيرة لا فقط من شقتها، بل من حياتها «!" .

 تحيل هذه الفظاظة في التعامل على العلاقة بين الغرب والشرق إذ غالبا ما تنتهي بالجفاء بسبب التفاوت، ما يسبب شرخا يستحيل رتقه، وأيضا أنه لا يمكن لأي علاقة بينهما أن تستقيم حتى ولو كانت تنبني على الحب اسمى تجليات الحضارات على اختلافها."تقفت أناييس للحظة. وتوقف محمد.(تعال، لا تتعب نفسك مع إمرأة لا تعرف كيف تفكر، ولا كيف تتصرف خارج ذاتها)." 

حاول محمد الطنجاوي بعد عودته إلى المغرب كسيرا مهانا أن يكتب، ليخفف وطأة آلامه وخنقه، "ولكنه أخفق في أن يفعل ذلك. منعه طول الانقطاع عن الكتابة، ربما، أو الخيبة أو الخوف من أن يكون مقصرا فيما يكتب. وربما منعه العجز وتواضع الموهبة" ،  فطلب من صديقه حسن أن يكتب نيابة عنه لأن "الكتابة ليست دائما ممكنة لنجدها جاهزة طوع الرغبة أو في متناول اليد حين نُقبل عليها. الكتابة ليست سهلة الانقياد كما يتصور الكثيرون، وهي ليست مجرد تحضير أوراق وطاولة وتخصيص وقت، لكنها قبل كل شيء كيمياء روحية، استعداد جسدي. وقد تكون الكتابة ممكنة حين تُقبل من أفق فتتمنع فجأة وتنفلت وتهرب حين نرغمها على القبول بالذاكرة. وقد تأتي الكتابة طازجة حيت تتهيأ لها التلقائية والوداعة والحب، ثم فجأة تتلاشى حين تنبثق في داخلنا روح الانتقام من شخص أو مكان أو من ذاكرة" . بهذا الاحساس المفرط كان يعلم محمد أن حسن من ذاك النوع الذي لن يخذله وسيوافق شاء أم أبى على طلبه المتعلق بكتابة سيرة حياته"وقد اصطفاني للأمر، لثقته في أو في كتاباتي أو لسبب آخر. لا أعرف بقيت أتردد، أجامل، أجد الأعذار، وربما كنت أصيبه طويلا بالخيبة، وأظن أنني أخطأت نوعا ما فليتني كنت تجاوزت تلكؤاتي وانتبهت؛ كانت شهادته الحية ستخفف الكثير من العبء بدلا مما أحاول أن أفعل الآن. ولكن الأمور بخواتمها" . وقبل وفاة محمد استودع صديقه حسن حزمة أوراق سجل عليها بعض التفاصيل، أفكار غير تامة، مسودات شبه مبتورة، قصاصات الصحف وأسماء من التقى بهم وتعرف عليهم أثناء الفترة التي قضاها في باريس، فكان آخر ما قال وترسبات الألم تعتلي تجاعيد جبهته قبل أن يخطفه الموت: "لا أريد أن يموت ألمي مع كل ما سيموت معي. تألمته كثيرا وحدي، وعشته طوال حياتي بالدقائق والساعات لا بالأيام والأشهر والسنوات فحسب. ولم أقوَ على كتابته كما كنت آمل. لقد انهزمت فانتصر لأخيك" . ثم أضاف أيضا فيما يشبه الرجاء "استودعتك وديعتي، وقد تعهدت لي.. أرجو أن تجعل ذاكرتي تتلبسكَ، أن تمضي إلى أقاصي المصير" . 

أمام هذا الإصرار والإلحاح والأمل الكبير وجد حسن - السارد- نفسه أمام وعد والتزام أخلاقي، ينبغي أن يفي به لصديقه. فقرَّ عزمه على تنفيذه إلا أن الأمر كان يحتاج إلى مزيد من المعلومات والمعطيات ومزيد من التدقيق حتى لا ينجرف بعيدا أثناء كتابته. وأثناء بحثه وتنقيبه على ما يمكن أن يساعده في جلب المعلومات التقى بـ ليديا وهي مستشارة إعلامية، تعمل بالسفارة الأمريكية، عرفه عليها صديق طفولته مصطفى السلاَّمي بعد أن صادفه ذات عشاء مناقشة نظمته دار أمريكا بالرباط."وفي قاعة المكتبة، في مصادفة أسعدتني، إلتقيت مصطفى السلامي، صديق الطفولة، الذي يشتغل هناك. كانت فرصة سانحة جددت ذاكرتي وأعادت الحياة إلى صداقة قديمة" . هكذا وقد استلت الأحداث وتناسلت، حتى وجد نفسه  مع الوقت جالسا في مكتب ليديا:"حيتني يدا بيد بحرارة كما لو كنا نتعارف من قبل... ثم جرى بيننا حديث أولي ممتع عن جيرترود. ياه، كم تعرفها ! وحاولت أن أحيطها بتفاصيل انجرافي إلى هذا البحث وكيف أصبت بنوع من عدوى الشغف بهذه الكاتبة الأمريكية وفاء لصديق ميت. فتأثرت،SORRY !"  .

 هذا اللقاء وضعنا من جديد أمام حوار ثقافي آخر يبين تعددية الأصوات الروائية وتنوع المواضع التي استلهم منها نجمي روايته من أدب ورسم وتشكيل، وسياسة وفوتوغرافيا وموسيقى. "جلستْ قبالتي بحرية كاملة، دون تكلف... كانت لغتها الفرنسية بطيئة وراقية وقد زانتها لكنة خاصة... فقد تشابكت الاهتمامات من جيرترود، ومحمد، والرباط، وطنجة، إلى المتوسط وإسبانيا والأندلس والموريسكيين والإسلام.. وإلى المغرب وأمريكا، والتبادل الحر والهجرة، ثم عرجنا على الأدب الأمريكي و"أوراق العشب" لوَالت ويتمانْ، وفولكنر وغِينسبيرْغ وكيرواك وغريغوري كورْصو وفيرلينغيتي وبُّول أوستير وطوني موريسون وهوليود والماكدونالد وكل شيء.." . 

يلاحظ أن هذا الحوار المتعدد الجوانب الذي جاء في رواية "جيرترود" يرصد مجموعة من الكتاب الأجانب دون التطرق لكاتب مغربي واحد، ما يدل على أنه حوار مختل لم يأت في الرواية جزافا ولا عبثا ليملأ صفحاتها وحسب، وإنما جاء ليراد به ترسخ فكرة تضفير عنصر الاختلاف بين فضاءين جغرافيين متباعدين، وهويتين لا علاقة لهما ببعضهما البعض، فهما حضارتان متناقضتان ومختلفتان. 

 إذ يمثل "محمد/حسن" الشرق العبودي المتقوقع، المنعزل الراضخ للانمحاء الإرادي في حضرة تواجد امرأة غربية، حتى وإن كان يحمل في أعماقه الرغبة في الثأر والتمرد. وتمثل "جيرترود/ليديا" الغرب المتلذذ بطعم انتصاراته وتفوقه وغطرسة انفتاحه. وهذا ما يتبين لنا واضحا من خلال الفقرة الحواية بين حسن وليديا: "ولكن ماذا تعرفين عن البلاد؟ الديبلوماسيون لا يعرفون إلاَّ ما يريدون أن يعرفوه، هي استمارة مفترضة يحملونها في رؤوسهم فيملؤونها بالأجوبة الحذرة التي يتلقونها شفويا.. رأيي أن معرفة الشعوب العميقة لا تفي بها الأسئلة المكملة للاستمارات الجاهزة، تلك التي تلقنها المعاهد الديبلوماسية. "ولكننا نعرف أكثر مما تعرف عن بلادكَ" .

إن ما يمكن قوله عن شخصية ليديا أنها شخصية روائية  ديبلوماسية مثقفة ساعدته على النبش والتحري وجمع المعطيات التي تخصه من أجل الكتابة، إذ كانت في كل مرة تضرب له موعدا تجلب له معها موسوعة، صورا، كتابا، مستنسخا، أو مخطوطا يساعده في التقرب من جيرترود أكثر والتعرف على أصولها، تاريخ عائلتها، هواياتها، كتاباتها، اهتماماتها."وتواصلت لقاءات حواري مع ليديا. هيأت لي مستنسخات لصفحات وصفحات عن جيرترود من موسوعات أمريكية خاصة بالأعلام والمشاهير، وفصولا من كتب. كما أعطتني رواية جيرترود (ثلاث حيوات) بالانجليزية، وفي ترجمتها الفرنسية، وكتبا عن جيرترود وأليس طوكلاس، لفت انتباهي منها كتاب (الوردة الثالثة) وكتاب (الدائرة المتألقة: جيرترود ستاين والجماعة)، وكتاب ( كل أحد كان لا أحد) كما جمعت لي صورا لجيرترود متقطعة أو مستنسخة من كتب ومجلات وموسوعات. تدريجيا، صرت أبتعد عن اليابسة وأنغمس وأغرق. أخذتني ليديا أبعد مما كنت أتوقع، وكدت أشم أنفاس جيرترود من كثرة ما اقتربت منها، من أصولها من تاريخها، من روحها، من كتاباتها، من تكوينها، من صداقاتها، من أسفارها" ، بل و أكثر من هذا فقد اقترحت هي ومساعدتها سوزان اسمه "ضمن الإعلاميين المرشحين  للسفر إلى أمريكا ضمن برنامج الزوار الدوليين"  حتى يحظى بفرصة الاطلاع "على المعلومات من مصادرها، في متاحف المدينة التي تضم مقتنيات جيرترود وأعمالها وصورتها" .

نتج عن هذا التوافق والتفكير المشترك، اهتمام متبادل جعلها يقتربان أكثر من بعضهما البعض" تواترت أحاديثي مع ليديا، لم نعد ندشن حديثا جديدا حين نلتقي مجددا، وإنما نكمل نقاشا لم ننهه في اللقاء السابق.(لقد فاتني أن أقول لك عندما سألتني...)، (في الحقيقة، كان الكلام قد أخذني بعيدا، ولم أكمل الفكرة. كنت أريد أن أقول..). صرت أحدق فيها عميقا فتجفل، كما لم تعد تخفي عني الرعشات في نظرها، لأول مرة، أحس بامرأة في حياتي، تلتحم بي وتفكر فيما أفكر، تهجس بما أهجس" . ولقد كان هذا التقارب و الإنجراف بينهما بادئ الأمر أقل حدة "كنت أعرف أن اللحظة نضجت، وسوف لا يمر وقت طويل لننتقل إلى بيتها كي نكمل نقاشاتنا. والآن، وأنا في طريقي إليها حيث تسكن في الجهة الأخرى للرباط، فكرت في كل شيء. لا ينبغي أن ينجرف المرء بسهوله مع أول دَفْق" ، ثم صارا أكثر قربا مما كانا عليه "جلستُ حيث أشارت إلي أن أجلس، واتكأت قبالتي وفي عينيها تلك النظرة الواعدة التي يتوقع منها المرء أفقا... كان يومض في عينيها وهي تنظر في عيني، وهي تكلمني، وهي تسهو عني قليلا لتستدرج كلماتها المنفلتة وذكرياتها البعيد. كأنه انعكاس ظاهر داخلي يخرج لتوه من شغاف القلب أو من أثلام روح متشظية " . حتى أصبحا أخيرا شيئا واحدا، شيئا متلاحما ومتجاسدا "سمحت لنفسي بأن أمد يدي من خلف ظهرها، لأربت على كتفها بشكل توددي ومواساة بدت لي صادقة، أحسست فعلا بكوني مسؤولا عن إثارة موجعة للتذكرات، ثم خالجني شعور بأن حركة يدي لم تكن تماما بريئة. وكما لو كانت ليديا تتوقع مني إيماءة كهذه، التفتت إلي وعانقتني. حاولت أولا أن تبتدئ كما لو كانت في حاجة فقط إلى سند لتتخلص من احتدامها الداخلي وتكفكفَ الدَّمع، فعمَّقت العناق شيئا فشيئا وطوقتني بذراعيها ثم قبلتني... وكان ما كان بيننا للمرة الأولى ولا حاجة لأن أقول بالكلمات ما حدث بعد ذلك" .

نستشف إذن، أن الرواية تنبني على حكايتين متوازيتين، حكاية أولى وطرفاها محمد الطنجاوي وجيرترود ستاين، وحكاية ثانية  تجمع بين حسن الشاعر، الكاتب والصحفي مع الإعلامية الأمريكية المِيسْ ليديا ألتمان، وهما حكايتان تتقاطعان فيما يبنهما وتتشابه من حيث الشخوص، إذ نجد أن هناك تشابها كبيرا بين "محمد وحسن" وبين "جيرترود وليديا"، وقد أردف السارد قائلا: "كأنني سُحرت فجأة. صرت وكأن جيرترود أصبحت صديقتي، ولم أعد أميز في بعض اللحظات بين ليديا وجيرترود. هل تلبستني أنا أيضا الحالة الأميركية؟

هذا التشابه لم يقتصر على الشخوص فحسب، وإنما تعداه إلى عدة مستويات من حيث الحضارة أولا، والمشاعر والأحاسيس والأفكار ثانيا، ثمَّ المصائر ثالثا. إلا أن الاختلاف الوحيد بينهما هو تلك الفترة الزمنية التي تفصل بين الحكايتين (ماضي/حاضر)، وكأن نجمي أراد لـجيرترود و محمد أن يجيئا من الماضي ليعشيا حياة جديدة: "وقد عاد –محمد- ليرافقني هذه الأيام، فلا يكاد يبرحني مطلقاً. أتجوّل في الرباط، فيتجوّل معي. أكون في السوق فيتسوّق معي، وأكاد ألمَس سلّة الخضر التي يحملها وهو خلف أليس التي تسبقه خطوات...وأراه، وهو يمرُّ بالحلاق لْويدْجي، إيطالي ودود، كريم النفس...أكاد أسمع الجلبة في صباح باريس، عبور العربات فوق الإسفلت الحجري الصلد، وأصوات الحوذيين وعمال التنظيف والباعة المتجولين والفتيان باعة الصحف. ولا بد أن يمر ببائعة الورد في زاوية الشارع غير بعيد عن سان سولبيس...وأراه يقف على باب مخبزة صديقه الجزائري سي إبراهيم الونَّاس... فقد صار يقضي وقتا لا بأس به بين هؤلاء حين يكون عليه أن يخرج ليتمشى قليلا أو يقضي سخرة البيت.تقول جيرترود لأليس لا نكاد نسمع صوته. ها أنت ترين، لم يزعجنا في شيء. إنه هنا، بكل بساطة... أكاد أراه يدخل ويخرج على أطراف أصابعه. تماما مثل أليس والخادمات. تفرض جيرترود إيقاعا صامتا داخل الشقة الواسعة... تتحرك الخادمات حافيات في الممرات حتى لكي لا يزعج الآنسة هسيس النعال أو صوت الأحذية..." . ونفهم من استغراق السارد في استحضار حياة فائته على أن الرواية تحاول إعادة تشكيل معيش متكرر لحياة "جيرترود"، ونقصد بالتكرار هنا؛ هذا التناظر المزدوج الذي يجمع الشرق بالغرب، ما جعله موضوعا إشكاليا شغل بال العديد من المهتمين بالكتابة والنقد، خاصة علاقة الحب التي جعلت الرواية تنطوي على توليدات حوارية غنية بالأفكار والآراء وُظفت لصالح  السرد.

 إذن، نحن أمام "رواية متقنة بقدر ما هي محبوكة، ومبنية بقدر ما هي مبتكرة، وغنية بقدر ما هي حية، ومشوقة بقدر ما هي كاشفة" . أضف إليه أن هناك بعد روائي يتحدد في حوار الشخصيات المتقابلة، كما في حوار الأماكن، وهو بعد فني جمالي يشرح لنا تلك العلاقات المتشابكة بين ما هو أعلى وما هو أدنى سواء فيما يخص الحضارات أو العلاقات "يمكنني أن أتخيل تلك النظرة الأولى التي يمكن أن تكون لشاب مغربي، من وسط معين، تجاه امرأة أمريكية تعيش في أوربا، في باريس تحديدا، امرأة أرستقراطية فضلا عن ذلك. أفهم جيدا ذلك التناظر بين ما قد يتبدى كأنه أعلى وما يظهر كأنه أدنى في الحضارة أو في العلاقة، ما قد يجعل ذلك الشاب البسيط يحك يديه فرحا، ويعيد اكتشاف وجهه في المرآة، وتصعد درجة حرارة جسده، ويبلل شفتيه، وتلمع عيناه، ويشرق سمته أكثر" . إلا أن هذا الحوار الحضاري والثقافي "يفصل بينهما كل شيء تقريبا، باستثناء تماس الحروب والانفجارات والمقايضة على الأسلحة" . وعليه يكون حسن نجمي قد اختار "جيرترود" عن وعي حتى يخلق الاختلاف ويترصد فرصة استعراض مهاراته الثقافية وأرائه حول الشعر والرسم والأدب والموسيقى، وحتى يخلق فرصة لتلاقي رموز الفن في العالم من شعراء ورسامين وأدباء مثل: همنغواي، إميل زولا، بيكاسو، هنري ماتيس، جاك جاكوبسون، بول بولز، محمد شكري وغيرهم  في خط روائي سطر بشعرية سردية دافئة/ دافقة. 

_______________

المصادر والمراجع:

- تودروف (تيزفتان)، مخائيل باختين:المبدأ الحواري، ترجمة فخري صالح، المؤسسة العربية للدراسة والنشر، بيروت، ط2، 1969.

- نجمي (حسن)، رواية جيرترود،المركز العربي للنشر، بيروت، ط الأولى2011

- الواغيش (إدريس): رواية تشي بما لم يفصح عنه الخبز الحافي http://elaph.com/Web/Culture/2011/12/704159.

- الأشعري (محمد) منفى العودةhttp://www.maghress.com/almassae
- (*)- كيبلينج (روديارد): (1865-1936): شاعر وكاتب وقاص بريطاني، ولد في الهند البريطانية. من بين أهم أعماله كتاب الأدغال ومجموعة من القصص تضم قصة ريكي تيكي ريفي وقصة كيم والرجل الذي أصبح ملكا، وله أيضا مجموعة من القصائد: "مندالي، جانجا دين وقصيدة إذا". 

المصدر: من رسالة الماجستير: حوار الفنون والأجناس في السرد الروائي وآفاق التلقي.. رواية "جيرترود" لحسن نجمي أنموذجا.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 113 مشاهدة
نشرت فى 30 سبتمبر 2017 بواسطة nayazik

عدد زيارات الموقع

628