أصبحت عملية الرقمنة مبادرة لها قيمة متزايدة مع مرور الوقت بالنسبة لمؤسسات المعلومات على اختلاف أنواعها، كما أنها تتمتع بأهمية كبيرة بين أوساط المكتبيين وأخصائيوا المعلومات، حيث يستلزم تشيد مكتبة رقمية أن تكون محتوياتها من مصادر المعلومات متاحة في شكل إلكتروني.

ولتحديد استراتيجية عامة للرقمنة، ينبغي على المكتبة أو مؤسسة المعلومات الراغبة في رقمنة مصادر معلوماتها أن تتخذ القرار عما إذا كانت عملية الرقمنة ستتم في الداخل أي في رحاب المكتبة وذلك داخل أماكن معدة مسبقاً ومجهزة للقيام بهذه المهمة، أو في الخارج بحيث تعهد المكتبة إلى شركة أو مؤسسة متخصصة في رقمنة مصادر المعلومات للقيام بهذه المهمة خارج المكتبة.

وتعتمد إشكالية الاختيار بين الرقمنة في داخل أو خارج مؤسسة المعلومات في المقام الأول على الاستراتيجية أو السياسة العامة التي يتم تبنيها فيما يختص بعملية الرقمنة، وكذلك على حجم الميزانية والاعتمادات المالية المخصصة للقيام بهذه العملية، ومدى توافر الهيئة العاملة المدربة، وحجم العملية ومقيدات التقنيات المرتبطة بطبيعة مصدر المعلومات، ونقل مجموعات النصوص، والتقنيات والتجهيزات المادية المستخدمة والخبرات والتجارب السابقة للمؤسسة والمسافة الفاصلة بين أماكن ورش عمل المؤسسة الخارجية القائمة على الرقمنة وبين أماكن تواجد مصادر المعلومات داخل المكتبة إلى جانب التكاليف والتحكم في مدى جودة مصادر المعلومات التي يتم رقمنتها خارج المكتبة إلى غير ذلك.