النجاح لعلم المكتبات والمعلومات

التواصل بين طلبة علم المكتبات و المعلومات

المقدمة:
في المؤتمر الثاني عشر للمعلومات الذي أقامته الجمعية العراقية للمكتبات والمعلومات في رحاب الجامعة المستنصرية بالتعاون مع مكتبة المنصور الجامعة وجمعية المكتبات الأردنية في 18-19 نيسان 2001 وتحت شعار (الحصار المعلوماتي لن يمنع مواكبتنا لعصر المعلومات) عرض أحد المهندسين تفصيلاً عن نظام المكتبات الآلي لإدارة المكتبة العربية والذي أطلق عليه نظام الأفق (horizen)ذكر أن أكثر من ثلاثين مؤسسة في الأقطار العربية استخدمت هذا النظام إلى جانب جامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الجامعة الإسلامية الدولية في ماليزيا•
كان من خصائص ووظائف نظام الأفق أنه يقدم خدمات الفهرسة والتزويد، الحجز المتقدم، الإعارة، ضبط الدوريات، نظام الإعارة الاحتياطي، الإعارة بين المكتبات وغيرها من الخدمات المتعددة والتي تلبي كل طلبات وحاجات المستفيدين• في نهاية العرض تساءل عدد من الحاضرين في المؤتمر ماذا بقي للمكتبي يا ترى؟ هذا السؤال الغريب أثار جدلاً في المكان• لقد غاب عن أذهان السائلين أن وراء مثل هذا النظام مهارات فكرية بشرية وإن معدي هذا النظام هم أشخاص يملكون قدرات عقلية فائقة فالنظام هذا لم يأت من عالم الغيب أليس كذلك؟ إن هذا الحدث وأحداث أخرى مماثلة ونقاشات عدة في هذا الصدد دفعتني إلى تناول مثل هذا الموضوع للبحث من أجل الإجابة على الأسئلة التالية:
ماذا نعني بالمكتبة الإلكترونية؟
ما هي التحديات التي تواجهها المكتبات ومراكز المعلومات في عصر التقنيات الحديثة؟
كيف سيواجه المكتبي التغيير الهائل في أداء المكتبة ووظائفها في عصر التقنيات•
ماهو دور المكتبي؟ وما هي مقومات صموده أمام تحديات العصر؟
مفهوم المكتبة الإلكترونية
منظمة أو مجموعة منظمات تقدم مصادر المعلومات بمساعدة كادر متخصص في اختيار وبناء هيكل المعلومات• وتهيئة الوسائل المساعدة للوصول إليها والحفاظ عليها• والتأكيد على التواصل والاستمرارية لبناء المجاميع وتطويرها لكي تصبح جاهزة ومتوفرة بشكل اقتصادي للمستفيد وذلك عن طريق الأوساط الاجتماعية ذات العـلاقة (1)•
ولو افترضنا أن المكتبة الإلكترونية هي الوجه الآخر للمكتبة التقليدية فمن المرجح إذاً أن نضع لها المواصفات التالية:
المكتبة الإلكترونية هي المكتبة التي تضم مجاميع إلكترونية وأخرى تقليدية كما تضم مواد إعلامية ثابتة•
المكتبة الإلكترونية تضم كل الإجراءات والخدمات التي تشكل العمود الفقري لأنظمة المكتبات ومع ذلك فإن هذه الإجراءات التقليدية لابد وأن يعاد النظر فيها وتصعيدها ضمن مفهوم المكتبة الإلكترونية لإسعاف متطلبات المواد الرقمية أو المواد التقليدية fixed media•
المكتبة الإلكترونية تخدم مجموعة محدودة أو تابعة لها من المستفيدين كما تفعل المكتبات التقليدية في الوقت الحاضر بالرغم من أن هذه المجموعة قد تنتشر وتتداخل بشكل واسع•
يتطلب من المكتبة الإلكترونية أن تجمع بين مهارات مكتبية ومهارات أخصائيِّ الحاسوب (المبرمجون)•
إن التعريف أعلاه لمفهوم المكتبة الإلكترونية إنما يمثل أقرب منطق مقبول لدى المكتبيين، وذلك لأنه يصور المكتبة بأنها تطوير وتوسيع وانتشار للمكتبة التقليدية مع الحفاظ على تخصيص المكتبيين ودورهم القيِّم في تعاملهم مع تكنولوجيا جديدة ومادة إعلامية جديدة•
إن بناء المكتبة الإلكترونية يطرح تحديات جدية لأن حالة الجمع بين المواد التقليدية ونصوص الوثـائق في شكلهـا الإلكتروني يتطلب تقنيات ومهارات، من هذه المتطلبات: (2)•
ـ التصميم التكنولوجي الذي يتطلب بناء شبكة اتصال عالمية السرعة وارتباط سريع بشبكة إنترنيت•
ـ إعداد قواعد بيانات متعددة الأطراف قادرة على إسناد مختلف المواد الإلكترونية•
نصوص كاملة من بحوث تكشف وتوفر مداخل للمعلومات•
خدمات متنوعة مثل خدمات web وخدمات FTP•
إدارة الوثائق الإلكترونية بإمكانها أن تساعد في تقديم المعرفة المطلوبة ولما كانت المكتبة الإلكترونية عبارة عن مجموعة من الأنظمة المتفرقة ومصادر معلومات مربوطة بشبكة موحدة بمدخل واحد فإن المصادر التي يراد ربطها بهذه المكتبة هي:
1- قاعدة معلومات ببليوغرافية•
2ـ كشافات وأدوات كشف عن المعلومات•
3ـ أدلة•
4ـ مصادر أولية متنوعة
5ـ صور
6ـ مجلات إلكترونية•
فوائد هذه المكتبة ومزاياها
تمكن المستفيد من الاطلاع على الوثائق والمعلومات التي يتطلبها وهو في مكان عمله أومنزله أو مكتبه•
يطِّلع عدد كبير من المستفيدين على نفس الوثيقة في آن واحد•
تعدد الاستخدام للوثيقة الواحدة يوسع من نطاق الفائدة•
سهولة استرجاع المعلومات وفقاً للموضوع المحدد حيث أن المعلومات تكون مصنعة هرمياً فبإمكان المستفيد الانتقال خطوة فخطوة لكي يصل إلى الموضوع المطلوب وقد يستعين بمحركات البحث للوصول إلى موضوعه المحدد•
سرعة الاسترجاع للمعلومات وذلك حين تتحول الفهارس والكشافات والوثائق المختلفة إلى شكلها الإلكتروني مما تمكن المستفيد من استرجاعها بثوان فقط•
سهولة البحث إذ يمكن للباحث أن ينفذ من بعد إلى مجاميع المكتبة الإلكترونية وبإمكانه أن يصور مقالات أو أجزاء من وثيقة متاحة مجاناً إذا كان يملك الإلمام بأسلوب الإتاحة•
تكون السيطرة على أوعية المعلومات أكثر دقة وفاعلية وهذا ينعكس على مرونة استرجاع البيانات أو المعلومات•
إذاً ما دام الباحث يرمي إلى الحصول على المعلومات بنصها الكامل أو بالصورة والصوت أحياناً فالمكتبة الإلكترونية هي التي تهيء له كل ذلك (3)•
التحديات التي تواجهها المكتبات في عصر التقنيات الحديثة:
إن التحديات التي تواجهها المكتبات ومراكز المعلومات في شتى أنحاء المعلومات في هذه الحقبة من الزمن (الألفية الثالثة) لا يمكن أن نتجاهلها أو نتفاداها إذ نحن نعيش عصر المعلومات وثورة الاتصالات، عصر تتدفق فيه المعرفة بكم هائل يصعب السيطرة عليها من قبل الباحثين والمستفيدين لذا تمخض عن ذلك تأسيس الشبكة العالمية للمعلومات (انترنيت) حيث سهلت هذه الشبكة الاتصالات والنفاذ إلى مصادر المعلومات عبر حواسيب المستفيدين الشخصية p.c أو من خلال الطرفيات المتصلة بشبكة المكتبة أو من خلال المؤسسة العلمية التي ينتسب إليها الباحث وأصبح من الخدمات المتاحة أيضاً عبر هذه الشبكة، خدمات البريد الإلكتروني E.mail وكذلك النشر الإلكتروني للمعلومات حيث يعتبر الثاني من أحدث التطبيقات في مجال السيطرة على ما ينشره من مطبوعات سواء كانت الدوريات أو الكتب أو النشرات أو التقارير وغيرها•
في عصر المعلومات أصبحت عملية بث واستثمار المعلومات هي القوة الأولى في العالم وتغيرت مهام المكتبات ومراكز المعلومات من مؤسسات تحفظ المعلومات إلى مؤسسات تبث هذه المعلومات إلى من يحتاج إليها في الوقت المناسب وبالشكل المناسب• وأصبح معيار تقويم المكتبات مبني على مدى مساهمتها في تزويد المجتمع بخدمات متجددة ومتطورة شكلاً ومضموناً، وذلك أن التقنيات الحديثة التي دخلت على المكتبة الإلكترونية غيرت الطبيعة التقليدية كخدمات المكتبات والمعلومات في جميع مراكز المعلومات ومؤسساتها حيث طرأت تبدلات كثيرة على مكتبات اليوم نلاحظ منها مايلي:
ـ قلة استخدام المواد المطبوعة
ـ انخفاض معدلات الإعارة•
ـ امتياز الأجهزة والبرمجيات والنظم•
ـ الصرف على رخص الإتاحة للمصادر الإلكترونية•
ـ إلغاء الاشتراك بالدوريات•
ـ التأكيد على تطوير المكتبيين وإعداد العاملين ذوي المهارات الإدارية والتكنولوجية عالية المستوى•
ـ التقليل من الوظائف الكتابية والتقليدية (4)•
من خلال التطور الكبير الذي طرأ على المكتبة التقليدية نجد أن دور المكتبي قد تأثر كثيراً بهذا التغير فلم يعد دوره تقليدياً كما كان معروفاً في السابق فبعد أن بدأت المكتبة باقتناء مصادر المعلومات الإلكترونية تغيرت الطبيعة التقليدية لخدمات المعلومات سواء في المكتبات الأكاديمية أو البحثية أو غيرها من مراكز المعلومات•
دور المكتبي في المكتبة الإلكترونية:
إن المكتبة الإلكترونية لا تعمل إلا إذا توفر لها مكتبيون على درجة عالية من التخصص يملكون القدرة على استيعاب قدرات تكنولوجيا المعلومات يعرفون جيداً كيفية استخدامها ليقدموا خدمات أفضل للمستفيدين• إذاً من سمات المكتبات الإلكترونية أن تجمع بين مهارات المكتبة والتكنولوجيا، فهناك مهمات عدة يتطلب من المكتبي إعدادها:
تحضير وتجهيز المجموعة ويتم ذلك عن طريق الاختيار المدروس للمجموعة التي سيتم وضعها على الشبكة وذلك بمساعدة لجنة استشارية للاختيار•
ـ الإتاحة: وضع أسلوب للإتاحة إما بواسطة الكشاف، الفهرس، المستخلص، قائمة المحتويات، الإتاحة الجزئية أو الكلية للنص أو بواسطة الملف المقلوب للنص•
ـ المعالجة والتي تتمثل بـ :
أ) تنظيم المجموعة، هيكلتها، ترتيبها•
ب) الحفظ: إجراء الاصطلاحات اللازمة للمواد لضمان وضعها واكتمالها•
ج) الوصف: إيجاد فهرس أو أية وسيلة بحث أخرى•
الإجراءات التي تتعلق بـ:
اتخاذ قرار حول الملكية الفكرية أو أية تحديدات أخرى لتحديدات الاستخدام الفعلي مثلاً•
ب) وضع محددات للإتاحة•
ج) الاتصال بالمالكين الحقيقين لحقوق النشر•
ـ التخزين: يتم تخزين معظم الملفات المجهزة في مستودعات المكتبة بعد تدقيقها•
بث المعلومات بالأسلوب الذي يساعد على سرعة النفاذ إلى المعلومة المطلوبة•
إعداد التغذية اللاحقة من خلال آراء المستخدمين والمستفيدين من المكتبة من أجل تطوير نوعه أو توسيع مصادرها•
مايجب أن يتوفر للمكتبي في المكتبة الألكترونية:
1ـ المعرفة المتخصصة في مجال علم المكتبات والمعلومات•
2ـ المستوى العلمي للفرد والذي يفترض فيه أن يكون مؤهلاً علمياً لأن عمله في المكتبة يتطلب جهداً عقلياً وإدراكاً عالياً للوظيفة التي يؤديها•
3ـ متابعة كل جديد في علم المكتبات والمعلومات والتعرف على ما نجد من تقنيات حديثة في هذا المجال•
4ـ إخضاع العاملين في المكتبات الإلكترونية وغيرها إلى مبدأ التعليم المستمر من أجل الإلمام بتقانة العصر وخاصة فيما يتعلق بعلم المكتبات والمعلومات والاتصالات•
5ـ تدريب العاملين في المكتبات لفهم كامل إمكانات تكنولوجيا المعلومات وتطبيقها في مجال المكتبات•
6ـ تدريس تكنولوجيا المعلومات وتدريب أمناء المكتبات على استخدام الشبكة العالمية للمعلومات (إنترنيت)•
خلاصة البحث:
إن نجاح المكتبة الإلكترونية وخدماتها الفاعلة للمستفيدين إنما يعتمد بشكل أساسي على كفاءة العاملين ومدى قدرتهم على التعامل مع أدوات المعلومات وأجهزتها واستثمارها لصالح المستفيدين• فقد يخطئ من يعتقد أن مكننة أية مكتبة يتطلب تجهيزها بعدد من الحواسيب• إن التجهيز بالحواسيب ما هو إلا جزء يسير من نظام المعلومات الذي يتطلب أنظمة وبرمجيات معدة بشكل جيد ومكتبيين متخصصين ذوي كفاءة عالية يدركون جيداً آلية العمل في مكتبة إلكترونية وذلك ليتمكنوا من أداء فاعليتهم من وظائف يحسنون تقديم خبراتهم المكتبية إلى المستفيدين عبر برامج تعليمية خاصة• فالمكتبيّون وأخصائيو المعلومات هم الجنود المجهولون وبدونهم لا تعمل المكتبة الإلكترونية أو التقليدية وإلغاء دورهم في المكتبات أو مراكز المعلومات يعني توقف وتجميد كل قنوات بث المعلومات لأنهم المجهزون للوثائق والبيانات وهم المفهرِسون والمصنِّعون والمكشِّفون•

المصادر:
1.waters,donalaj.(et.al.) what are diguta whraver CIIR.issueo no.4
July/Ang.1998.http.www.Clir org/pubs/issuro.htmg.
2 • منى محمد علي الشيخ• المكتبة الإلكترونية: المفهوم والتحدي المجلة العربية للمعلومات مج1ع1/2000 •
3 • النادي العربي للمعلومات نظم المعلومات الحديثة في المكتبات والأرشيف دمشق، تموز 2000 • ص59 ـ 60 •
4 • ليلى عبد الواحد• المكتبات الرقمية (بحث غير منشور)•
5. computers in libraries. Internet librarian feb.98.
6. Aram w.y.(1995) key concepts in the Architecture of the digutal whrary D.L. magazine july 1995.
7. Lynch.C.A. (1997) shearching the unternnet scientific American.March 1997.

المصدر: منى محمد علي الشيخ ( 2003-01-06 )
nassirmoussi

نصير موسي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 840 مشاهدة
نشرت فى 17 فبراير 2012 بواسطة nassirmoussi

ساحة النقاش

نصير موسي

nassirmoussi
نصـــير موســــي تكنولوجيا جديدة وانظمة المعلومات الوثائقية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

403,820