النجاح لعلم المكتبات والمعلومات

التواصل بين طلبة علم المكتبات و المعلومات

<!--عرض موجز للمراحل التاريخية لبرامج تعليم وتدريب المستفيدين

<!--فوائد برامج تدريب استخدام المكتبة

<!--مبررات برامج التدريب

<!--أساليب برامج التدريب

<!--اهتمامات وتوصيات بشأن برامج التعليم والتدريب

<!--اشارة لبعض التطبيقات لبرامج تعليم وتدريب استخدام المكتبة

<!--<!--Lien<!--<!--Citation<!--<!--E-mail<!--<!--Imprimer<!--<!--Favori<!--<!--Ajouter cette page à des collections


عرض موجز للمراحل التاريخية لبرامج تعليم وتدريب المستفيدين

     يرجع الفضل في البدايات الأولى لتدريب وتعليم المستفيدين الى محاضرات رالف والد امرسون عام (1840م) التي تؤكد على ضرورة تعيين أستاذ للكتب   Professor of Books في الكليات المختلفة ، ولهذا كان الأمناء خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن التاسع عشر يستندون الى منطق امرسون هذا لتبرير نشاطهم في مجال تعليم مهارات استخدام المكتبة والتعريف بمحتويات الأعمال المرجعية .

    ومن بين المهتمين أيضا بموضوع أنشطة تعليم خدمات المكتبة في الولايات المتحدة  في آواخر عقد السبعينات من القرن الماضي (1870م)" فرانسيس هوبكنز" ، حيث شهد عقد السبعينات أحدث موجة في تعليم أنشطة خدمات المكتبات نتيجة للتأكيد عليها في المناهج الدراسية لطلبة الجامعات ، وقد حلت الحلقات التعليمية داخل وخارج المكتبات محل الزيارات التقليدية القصيرة . وبـدأ بعـد ذلك نظام إلقـاء المحاضرات التعليمية يتراجع أمام النظام الأكثر حركية .

     ومع حلول عام (1876م) ظهرت دلالات هامة وخطوات جديدة نحو التطور في هذا المجال حيث عقدت الجمعية الامريكية للمكتبات أول مؤتمر سنوي لها وصدرت في هذا العام أيضا الإصدارة الأولى لمجلة المكتبة الامريكية ، كما تبلورت في هذا العام فكرة الأمين كأستاذ ومرب وليس مجرد حارس على الكتب .

    وقد إستمر الحوار والمناقشة على مدى خمسين عاما عن طبيعة وأهداف برامج تعليم وتدريب استخدام المكتبة وتزامن هذا الحوار مع ميلاد العديد من البرامج والمحاضرات الرامية التي تدعم دور المكتبة حيث قام لامر جونسون (Lamr Johnson) في كلية ستيفنس حيث كان يشغل وظيفتي أمين مكتبة وعميد تعليم استخدام المكتبة ، حيث استطاع إقناع هيئة التدريس بالكلية بدمج استخدام المكتبة مع المقررات التدريسية ، ورغم ذلك ظلت هذه البرامج زمنا طويلا لاتعتمد على أساس فلسفي ونظري الى أن جاء التطور الفعلي المتمثل في  حركة لويس شورز المعروفة باسم كلية المكتبة التي تعتبر المكتبة محور العملية التعليمية فهذه الحركة تعتبر الـدعـم الفكـري والمصدر القوى وراء برامج تعليم وتدريب استخـدام المكتبة .

 

 ومن بين اهم الدراسات التي تـم إجراءها على أساس من الواقع الفعلي وفقا لخطوات البحث العلمي ، دراسات على المستويين  العربي والاجنبي:ـ

 

الدراسة الأولي :ـ (1986م) لإبراهيم عارف حول "تعليم استخدام الطلاب للمكتبات : دراسة تطبيقية على المكتبة المركزية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة " بهدف التعرف على مدى التفاوت في استخدام المكتبة باختلاف المستويات الدراسية ومدى أداء المكتبة المركزية لخدماتها ، خصوصا الخدمات المتعلقة بتعليم استخدام المكتبة ، وأيضا مدى إسهام دراسة مادتي مناهج البحث وطرق البحث العلمي في زيادة استخدام المكتبة ، وقد أظهرت الدراسة أن هناك تفاوتا في استخدام المكتبة باختلاف المستويات  الدراسية ، فهناك نسبة طردية بين المستوى الدراسي وزيادة استخدام المكتبة . فالمكتبة المركزية بمصادرها وتنظيمها قادرة على أداء خدمة تعليم المستفيدين لو توفرت لها القوة البشرية المؤهلة ، كما أظهرت الدراسة أهمية مادة مناهج البحث أو مايقوم مقامها في التعرف على الاستخدام الأمثل ، وأن الطلاب الذين درسوها أقدر على الاستخدام والإفادة من غيرهم ويجب الاهتمام بطلاب السنة الأولى لدراسة هذه المادة وذلك لتكوين خلفية جيدة عن كيفية استخدام المكتبة من أجل تحقيق الإفادة .

 

الدراسة الثانية :ـ عام (1987م) لعمر همشري وأنمار الكيلاني بغرض معرفة العلاقة بين مهارات استخدام المكتبة لدى الطلبة الجامعيين في الأردن وبين تحصيلهم الدراسي ، وقد دلت النتائج على عدم وجود علاقة دالة على مستوى دلالة (0.05) بين مهارات استخدام الطلبة للمكتبة وبين تحصيلهم الدراسي ، كما بينت كذلك عدم وجود علاقة دالة بين المتغيرين السابقين تعزى لاي من الجنس أو المستوى الدراسي معا ولكل من الجنس والكلية معا لأغراضهم واحتياجاتهم الدراسية والبحثية وهي :ـ

 أولا:ـ أن المواد المكتبية المتوافرة في المكتبة غير مطلوبة لأغراض الطلبة الدراسية والبحثية

 ثانيا:ـ عدم توافرالوقت الكافي لدى الطلبة للذهاب الى المكتبة.

 ثالثا:ـ عدم معرفة الطلبة بالنواحي التنظيمية للمكتبة  .

 

 الدارسة الثالثة :ـ عام (1991م) لعمر الهمشري تحت عنوان " دراسة أثر مساق المدخل الى علم المكتبات والمعلومات في مجال استخدام المكتبة " لدى عينة من طلبة الجامعة الأردنية حيث حاول الباحث معرفة أثر المساق الجامعي في علم المكتبات والمعلومات ومهارات أقرانهم الذين لم يدرسوا المساق حيث تهدف الدراسة الى اختبار الفرضية الصفرية " لاتوجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.01 في مهارات الطلبة لاستخدام المكتبة في نهاية دراستهم مساق المدخل لعلم المكتبات والمعلومات ومهارات أقرانهم الذين لم يدرسوا المساق" ، ومن أجل ذلك عمل الباحث مجموعتين للمقارنة بينهما مجموعة تجريبية دراسة مساق علم المكتبات والمعلومات ، ومجموعة ثانية ضابطة دراسة مساق اختياري مدخل لعلم النفس ، وكشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط أداء المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة حيث وجد أن متوسط أداء المجموعة التجريبية قد ارتفع بشكل كبير بعد نهاية دراستهم لهذا المساق بينما متوسط أداء المجموعة الضابطة قد انخفض ، وبذلك يستنتج أن لمساق المدخل لعلم المكتبات والمعلومات أثرا كبيرا في تحسين مهارات استخدام المكتبة وفي تكوين وعي مكتبي بأهمية المكتبة في العملية التعليمية .

 

الدراسة الرابعة  :ـ (1983م) أجريت بجامعة أوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية بهدف تقييم مدى حاجة طلاب المرحلة الجامعية الأولى الى تعليم استخدام المكتبة ، حيث أوضحت الدراسة أن 58 % من الطلاب الذين لايترددون على المكتبة يشعرون وكأنهم في سجن كئيب ويريدون الهروب منه ، وأن 67 % من هؤلاء الطلاب أقروا أنهم يشعرون بالمعاناة عندما يدخلون المكتبة مما يجعلهم يرغبون في الحصول على مايريدون بأقصى سرعة كما أقر 79 % من الطلاب الذين يستخدمون المكتبة بشكل أكبر أن مدرسيهم يعتقدون أن لديهم خلفية كافية عن كيفية استخدام المكتبة بما يكفي لإنجاز أبحاثهم الفصلية ، كما يعتقد 60 % منهم أنه ينبغي على المكــــــتبة أن تقدم دورات تدريبية على استخدام المكتبة أو مايسمى بعيادات الأبحاث الفصلية " Term paper clinics " .

 

الدراسة الخامسة:ـ عام (1983م) لكل من جيرترود جاكبسون وميخائيل البرايت "Gertrud Jacobson and Michael  Albright" ، بهدف معرفة أثر أشرطة الفيديو في تعديل اتجاهات الطلبة نحو مكتبة جامعة ولاية أيوا ، وقد دلت النتائج على أنه كان لأشرطة الفيديو أثرها الايجابي في تغيير اتجاهات الطلبة نحو المكتبة على اعتبارها وسيلة من الوسائل المتبعة في تعليم وتدريب الطلاب كيفية استخدام المكتبة .

 

الدراسة السادسة :ـ تحت عنوان " تقييم مايفضله الطلاب من طرق التوجيه المكتبي " لجيمس ريس " James Rice" حيث تم اختيار عينة عشوائية من طلاب السنة الأولى في كل من جامعتي أيوا وميسوري بالولايات المتحدة الامريكية وطبقت الاستبانة على 156 طالبا بالسنة الأولى من جامعة أيوا ، كما طبقت الاستبانة نفسها على طلاب السنة الأولى من جامعة ميسوري على 112 طالبا ،وكانت الاستبانة تتضمن أي طرق التعليم الثلاث أكثر فائدة وجدوى وهي :ـ

 1ـ استعمال شرائط الفيديو أوالشرائح في جولات الإرشاد .

 2ـ استعمال شرائط التسجيل أو الوسائل السمعية في الجولات الإرشادية .

 3ـ إتمام الجولات الإرشادية بمصاحبة أمين المكتبة .

       وقد أوضحت النتائج أن الجولات التي تتم بمصاحبة أمين المكتبة هي أحسن الطرق تليها استعمال شرائط التسجيل وأخيرا الوسائل البصرية للفيديو والشرائح . كما أوضحت أن الطلاب يفضلون الاحتكاك الشخصي مع المتخصصين ويفضلون التعامل المباشر مع المواد المكتبية حيث إن طرق الاستخدام العلمي لتلك المواد أفضل بكثير من المحاضرات .

 

الدراسة السابعة :ـ لذياني " المحاضر بقسم علوم المكتبات بجامعة راجستان ، جايبور " والدراسة كانت عن "حاجة القراء بجامعة راجستان بالهند الى ثقافة مكتبية " ، حيث أجريت الدراسة على 100 قارىء أو مستفيد بمكتبة جامعة راجستان بمدينة جايبور بالهند وذلك بهدف اقترحات لتحسين خدمة القراء بالجامعة . ومعظم المستفيدين في المكتبة من الطلاب والباحثين والمدرسين ، وقد لاحظ الباحث أن المستفيدين  يواجهون صعوبات متعددة في الوصول الى مايطلبون من معلومات وكثيرا ما يغادرونها بانطباع سيئ . أي بانه لايوجد بالمكتبة مايصلح لاستعمالهم والإفادة منه . ولذلك كانت هذه الدراسة لتحليل مقدار الثقافة المكتبية المتاحة .

 

   ويرى الباحث أن افتقاد الوعي المكتبي لايعزى الى عوامل بيئية بل إن أمناء المكتبات مسئولون أيضا عن ظاهرة عدم اهتمام المستفيدين بالمكتبات وعزوفهم عنها ، حيث كشفت الدراسة عن جهل عام بالاستعمال الموضوعي للفهرس حيث كان 15 من أفراد العينة لم يروا فهرسا ، و35 منهم رأوا فهرسا ولم يعرفوا كيفية استعماله والإفادة منه ، و25 عرفوا الفهرس واستعماله بمساعدة أصدقائهم ، و10 عرفوا الفهرس وإستعملوه بمساعدة من الموظفين بالمكتبة و 15 منهم عرفوا كيف يستعملون الفهرس .كما أن معظم المستفيدين لايعرفون غالبا كيفية استعمال الكتب المرجعية ومن ثم فلا يستطيعون الوصول الى المعلومات التي يطلبونها . أما بخصوص حاجاتهم الى تثقيف ووعي مكتبي فإن معظمهم لم يكونوا على علم بوجود طرق وأساليب لتعليم كيفية الاستعمال، حيث أبدي المستفيدون رغبة شديدة في هذه البرامج امتزجت بالدهشة لما تبين من وجود خدمة مرجعية تربط المستفيدين بالمكتبي ومن أهم التوصيات التي أسفرت عنها الدراسة :ـ

1) ينبغي في مستهل كل دورة دراسية تعريف الطلبة الجدد بالمكتبة وذلك عن طريق المحاضرات.

2)عمل كتيبات تعريفية بالمكتبة وخدماتها .

3) زيــادة الاحتكـاك بيـن المستـفيد والمكتبي لخلق جو من التعاون والتفاعل بينهم وكسر الحواجز.

     وبالإضافة الى ذلك هناك العديد من الدراسات الأخرى في هذا المجال مثل الدراسة التي أجريت في استراليا والتي تشير الى أن 100 %  من الجامعات و98 % من المعاهد العليا التي شملتها الدراسة تنظم برامج توجيهية للمستفيدين من المكتبات وأن جميع الجامعات و 89 % من المعاهد العليا تنظم مساقات دراسية في استرجاع المعلومات لطلبة المرحلة الجامعية الأولى وأن 65 % مــن الجامعات تنظم مساقات دراسية في استرجاع المعلومات لطلبة الدراسات العليا .

  والدراسة التي أجرتها المكتبة القومية للإعارة في انجلترا لمعرفة مدى الحاجة لبرامج تدريب استخدام المكتبة ، حيث تبين أن نسبة 3 %  من الباحثين المترددين على المكتبة بهدف البحث عن المعلومات فشلوا في الحصول على مايطلبونه من معلومات ، وأن حوالى 66 %  منهم لم يحاولوا الرجوع الى فهرس المكتبة أو استشارة أمين المكتبة المختص بمعنى أنهم لم يحاولوا الاستفادة من الإرشاد المكتبي المتوفر بالمكتبة ، وقد أوضحت دراسة أخرى أجريت في بريطانيا أن أكثر من 25 % من طلاب المرحلة الجامعية لايعرفون أنواع الفهارس الموجــودة في مكتبات جامعاتهم ولهــذا فان من أهــم النتائج التي تم التوصل إليها ضرورة الإسراع بإدخال برامج تعليم استخدام المكتبة .

 

   ومن بين  اهم الأفكار والاجتهادات  التي اعتمدت أساسا على الملاحظة والخبرات الشخصية في مجال  تعليم وتدريب المستفيدين كيفية استخدام المكتبة من أجل تحديد الأساليب والطرق التي يمكن اتباعها لهذه البرامج ، مايلي :ـ

 

 فوائد برامج تدريب استخدام المكتبة

   إن الزيادة الهائلة في المعلومات أدت الى أحداث وثورة في مجال المعلومات الأمر الذي يزيد من التعقيدات في علم المكتبات والمعلومات ، ممايتطلب من كل المعنيين بالمناداة باستمرارية التعليم ، وبالتحديد تعليم المستفيدين على كيفية استخدام المكتبة والاستفادة منها .

   فاستمرارية التعليم يجب أن تؤسس على نظرية علمية أي تكون مبنية على أسس وقواعد  سليمة ، فالمسؤلية النهائية لإستمرارية التعليم في هذا القطاع تقع على مهنة المكتبات فالمستفيدون لهم الحق أن يتوقعوا من موظفي المكتبات أن يمدوهم بأقصى ما يمكن من خدمات المعلومات بأكثر الطرق سهولة وسرعة وأقل تعقيدا .

   فتعليم المستفيد له عدة فوائد تعود على المكتبي والمستقيد معا أولا المكتبي يكون عنده مستقبله كمسؤل عن المكتبة مأمون في أن المكتبة لن تفقد رسالتها وجوهر وجودها ، أما عن المستفيد فأن تعليميه تعليما مناسبا له عدة فوائد أهمها يصبح لديه نظرة جديدة للمكتبة تكشف قيمتها الحقيقية، ويتعلم كيفية التحكم في تقنيات البحث عن المعلومات واسترجاعها ، فالجهل عن هذه التقنيات يعتبر جهلا عن طريقة الاستخدام والإفادة فهذه البرامج من شأنها التعريف بمنهجيات البحث وإمكانية الإفادة منه.

    حيث تحرص معظم الجامعات العصرية على أن يتعلم الطالب كيفية البحث وطرق استرجاع المعلومات وزيادة مهاراته في الحصول على المعلومات حتى بعد أن يتخرج من الجامعة وذلك لايكون إلا عن طريق برنامج استخدام المكتبة فهدف برامج تعليم استخدام المكتبة هو إفادة المستفيدين مدى العمر فالتعليم هو نموذج لحل المشكلات ، فمركز مصادر المعلومات بمثابة المختبر التعليمي عن طريق التعليم الفردي المباشر حيث يعاون أخصائي المعلومات الطلاب ويوجههم للمصادر وكيفية الحصول على المعلومات اللازمة لحل مشكلاتهم العلمية

   فالهدف الأساسي لجميع الجهود التي تبذل من قبل المهتمين بموضوع تدريب المستفيدين ، هو تنمية المهارات الأساسية للتعامل مع المكتبات ومراكز المعلومات وإكساب المستفيدين الحاليين والمحتملين القدرة على تحقيق الإفادة الفعالة من مصادر المعلومات ، كما أن معرفة طلاب الجامعة لكيفية استخدام فهارس المكتبة وكيفية الإفادة من المراجع العامة والمتخصصة وكافة الأدوات الببليوغرافية، من شأنه تحقيق عدة أهداف :ـ

 أولا إكساب المستفيدين القدرة على الإفادة الفعالة من موارد المكتبة .

 ثانيا تهيئة القراء والباحثين للاتصال بمرشدي وأخصائي المراجع وفي الوقت ذاته يشعر المستفيد بقدر كبير من الإستقلالية في حل مشكلاته مع أوعية المعلومات.

  ثالثا مساعدة المستفيدين في التعرف على كيفية استعمال الوسائل البصرية المستخدمة  لمعالجة واسترجاع المعلومات .

    والمستفيد باعتباره عنصرا رئيسيا في نظام المعلومات حيث لم تنشأ المكتبات إلا لخدمته ولهذا نجد برامج التدريب تعد من أجله بهدف تعويده على ارتياد المكتبة للبحث عن المعلومات وسهولة الحصول عليها بأسرع وقت وأقل جهد .والاتجاه السائد يركز على الاستخدام والإفادة فبرامج التعليم والتدريب من شأنها إثراء وتدعيم المنهج الدراسي فهي وسيلة لمتابعة الدراسة وزيادة الفهم لحل المشكلات التي تواجههم ، فنجاح هذا التعليم المشروط بتكامله مع العملية التعليمية من شأنه إعداد الشخصية المتكاملة القادرة على الإبداع وتكوين مهارات وخبرات علمية من شأنها تنمية التفكير المنطقي . فالتدريب من أهم ضمانات الإفادة الفعالة من ثورة المعلومات ، وهناك اتجاه يدعو الى التحول من النظر الى المستفيد في حياة المكتبة الى النظر الى المكتبة في حياة المستفيد وهو عبارة قابلة للتطبيق في تعليم مستفيدى المكتبة حيث بوسع برنامج تعليم المستفيدين الذي يعتمد على مباديء نظرية التعليم على نحو كبير وتقديم العون للمدرسين في مجال المكتبات في تحقيق الهدف المنشود وهو إيجاد المستفيد المعتمد على نفسه في حل مشكلاته المعلوماتية البحثية  .

     ويظهر أثر أو نتيجة عملية التعليم والتدريب على هيئة تغيير وعن طريق تعديل في المفاهيم والعادات والمهارات وإحداث تطورات الى الاحسن في السلوك ممايجعل استخــــدام المكتبة استخداما إيجابيا والوصول الى المعلومات أسرع وعملية البحث أدق ، فالهدف الأول والأخير لبرامج تدريب المستفيدين هو تطوير مهارات المستفيدين وقدراتهم على استخدام المكتبة والإفادة منها أفضل استفادة ممكنة .

 

 مبررات برامج التدريب

         لقد أصبحت مشكلة انفجار المعلومات مشكلة ملحة ليس فقط عند المكتبيين وأخصائي المعلومات فحسب بل وعند الباحثين أيضا حيث أصبح الأمر يتطلب انتقاء واختيارا دقيقا لأوعية المعلومات ، وكذلك ظهرت ضرورة الأخذ بأساليب تقنية حديثة قادرة على تجميع وتحليل وتنظيم واسترجاع معلومات تلك الأوعية ، وكذلك دعت الضرورة الى اكتساب مهارات بحثية معينة للباحثين للتعامل بها مع أدوات التحكم والضبط للمعلومات مثل الكشافات والفهارس وأجهزة الحاسوب .

          فنجاح أي مكتبة إنما يقاس بمدى الإفادة منها وهذه الإفادة لاتتحقق إلا بتدريب المستفيدين على كيفية استخدام أوعية المعلومات والاستفادة منها ومن هنا تصبح الحاجة ماسة الى التدريب على كيفيـة التعامـل مع مصادر المكتبة والتعرف على مفاتيح الوصول الى المعلومات ، فنتيجة لضخامة كم المعلومات التي تصدر يوميا ونتيجة لعجز نظم التعليم في معظم الدول عن تنمية القدرة على القراءة الواعية وعدم التركيز على الكلمة المكتوبة باعتبارها مصدرا أساسيا للمعرفة . هذه جميعا تعتبر بمثابة المبررات لإدخال تدريب المستفـيـديـن فـي مقـررات دراسـية لتنمـيـة حــب القـراءة عـنـد الأجيال وإكسابهم الإفادة الفعالـــــــــة .

 

   وبهذا فالحاجة ماسة الى تدريب المستفيدين . فكما أن الطالب هو محور العملية التعليمية بكل مستوياتها فإن المستفيدين من خدمات المعلومات محور جميع جهود أخصائي المعلومات وهدف كافة الإجراءات والتنظيمات لبث المعلومات فكما يقول المثل الصيني (إذا أعطيت إنسانا سمكـة فقد قدمت له طعاما لساعة واحدة أما إذا علمته الصيد فإنك تضمن له طعام كل ساعــــة) فهذا يعتبر مبررا نظريا للأهتمام بتدريب المستفيدين .

 

         ويشير راى ليستر "Ray Lester " في مؤتمر جمعية المكتبات الخاصة ودائرة المعارف "Association of Special Libraries and Information Bureau  (ASLIB)" في جامعة ستيرلنج ،بأسكتلندا عام 1983م عن تعليم المستفيدين أن الفكرة الأساسية هي تعليم المستفيدين الحاليين والمحتملين للمكتبات من أجل إيجاد المعلومات التي يحتاجونها وبهدف الإفادة منها فان السبب في ذلك يرجع الى أن المكتبات معقدة وصعبة الاستعمال أو لأن المستفيدين ليسوا بارعين أو متمكنين من الاستعمال الأفضل والوصول الى مايريدون بأسرع وقت ممكن  ، وكذلك من ضمن برامج تعليم وتدريب المستفيد استخدام مصادر المعلومات ، تعليمه كيفية التعامل وتشغيل الحاسوب إذ يعد إعزداد وتدريب المستفيد من أهم الجوانب الأساسية لأي مشروعتحسيب فالمستفيد ينبغي أن يحاط علما بذلك عن كيفية التشغيل وكيفية استعماله ، فلابد من أن يعطــي بعض الإرشـادات مثلما هـو الحـــال مــــع الفهرس على الميكروفيش والإتاحـة المباشرة .

 

   كذلك يجب أن تشمل برامج التدريب كيفية البحث على الخط المباشر فالبحث بالاتصال المباشر بمثابة جزء طبيعي من أنشطة المراجع بدلا من كونه نشاطا متفردا فهو ملحق بالخدمات التقليدية ، فمهارة البحث المباشر مهارة جديدة ينبغي عليهم اكتسابها إن كانوا ينشدون الفاعلية وذلك بإدخالها في برامجهم التعليمية فالتعامل مع الآلة وأساليب البحث وخصائص قاعدة البيانات هو جوانب سهلة فالامر الصعب هو المعرفة والتحكم في التعقيدات النفسية للمستفيد ومدى تفاعله وتقبله لهذه الأنواع من التدريبات ولهذا لابد من إدخاله في برامج التدريب، فبرامج التعليم والتدريب تصمم لتتمشى واحتياجات الدارسين والمستفيدين من المعلومات، لهذا السبب نجدها في الإنتاج الفكري تلحق بدراسات الإفادة والمستفيدين  مباشرة. 

 

    فالتعليم والتدريب من مبرراته العمل على توفير استخدام أفضل لمكونات المكتبة كميا ونوعيا . فالاستخدام الأفضل للمكتبة ممكن بإدخال مهارات البحث عن المعلومات لخدمة القارىء إضافة الى أنها تبرر وجود المكتبات وتدفع الى إحراز التقدم في المهام فهذا النمو المتزايد في المواضيع العلمية هو ظاهرة يستوجب على كل من أمناء المكتبات والمستفيدين مواجهتها في المستقبل ، وبتطبيق برامج التعليم بشكل ملائم فإنها تسهل من عملية الفهم وتساعد المستفيدين على الإفادة من المعلومات الوفيرة  .       

 

  أساليب برامج التدريب

     ينبغي أن يتفق المكتبيون على أسلوب خاص لتعليم وتدريب المستفيدين للإفادة من مصادر المكتبة وخدماتها ، ويشترط أن تنطلق من خلال احتياجات واهتمامات المستفيدن من أجل التخطيط لتلك البرامج .

    فبرامج تعليم وتدريب المستفيدين تتأثر بعوامل معقدة ومختلفة ، ولهذا لابد من أن يكون المكتبيون يتمتعون ببصيرة نافذة لتفهم واستيضاح الحاجات الحقيقية والمشكلات وينبغي أن يقوم برنامج التدريب على الظروف الخاصة بالمستفيدين أنفسهم وليس على أساس مايظن المكتبيون أنفسهم أن المستفيدين في حاجة الى معرفته ، وهناك أساليب كثيرة وصور متعددة لبرامج التدريب فقد يتخذ برنامج تدريب المستفيدين على استخدام المكتبة شكل دروس في المكتبة أو محاضرات وتصاحب الدروس تطبيقات عملية أو واجبات دراسية ، وكذلك يمكن تدريب الأفراد على استعمال المكتبة من خلال كتيبات تنشرها المكتبة نفسها أو من خلال توصيل مايراد تعليمه للمستفيدين عن طريق لوحات الإعلان والإرشــــــاد داخــل المكتبة.

 

   هناك أيضا جولة المكتبة "LIBRARY TOUR" حيث تتم تحت إشراف المكتبي ، وقد يستعان أيضا بشرائط مسجلة في أماكن محددة يتم التوقف عندها للتعريف بتلك الأماكن وعلى الرغم من إيجابية هذه الطريقة التي يؤديها الأمناء بدافع من أنفسهم إلا أن تلك الجولة تتم في وقت لايشعر الطالب فيه بأهمية المكتبة لعدم حاجته اليها وكــذلك تأتـي ضمـن برنامج متخم بالأنشطة الجامعية ممايؤدي الى سرعة نسيانها وزوال أثرها .

 

        كما أن جولة المكتبة وحدها قليلة الفائدة وعيوبها أكثر من مميزاتها فقد ثبت بأن هناك أساليب اخرى أفضل بكثير منها ، وهي المحاضرة التوجيهية ويشترط أن يتبعها تدريس طرق إستخدام المكتبة ويجب أن ياتي التعليم المكتبي على قدر المستطاع أثناء الشهرين الأولين من السنة الدراسية ويكون المقرر الخاص باستخدام المكتبة ومصادر المعلومات لمدة ساعة واحدة أسبوعيا في فصل دراسي واحد وأن معاونة أمناء المكتبات للطلاب بالطريقة الفردية مازالت تعتبر من أهم الوسائل التعليمية على استخدام المكتبة .

 

          ويمكن أن يكون تعليم استخدام المكتبة أكثر فعالية عندما يعد برنامج وينفذ من خلال المشاركة والتعاون بين أعضاء الهيئة التدريسـية وبين العاملين بالمكتـبة حيث تقوي الرابطة بين المكتبة وبين المنهج الدراسي ، أي أن تكون الدراسة هدفا مشتركا بين هيئة التدريس التي تهيئ الدافع عند الطالب لاستخدام المكتبة وتحدد المستوى الملائم لنوعية مصادر المعلومات وبين المكتبي الذي يهيئ للطالب بأي وسيلة ممكنة أفضل الطرق لإيجاد تلك المصادر.

 

    ويمكن أن يكون برنامج التدريب على صورة منهج دراسي يقوم بتدريسه متخصصون بحيث يمكن تدريب الطالب مند بداية تعليمه كيفية استخدام المكتبة وفي نفس الوقت من أجل تنمية عادة القراءة وعندما يصل الطالب الى المرحلة النهائية في دراسته يصبح قادرا وواعيا لكيفية الاستخدام السليم .

     فمساق البحث المكتبي ولو لساعة واحدة اسبوعيا يساعد الطالب على تعليم المهارات الأساسية لاستخدام المكتبة فهو من الأساليب المتبعة خاصة إذا امتد على فصل دراسي كامل تحسب ساعاته ضمن الساعات المطلوبة لحصول الطالب على شهادته فمثل هذا المقرر يتيح للطالب فرصة استيعاب استخدام المكتبة تدريجيا فيتعرف على مصادر المعلومات وطرق الإفادة منها للاحتياجات الدراسية والبحثية وعلى نظام التصنيف المتبع وعلى خطوات البحث العلمي وتوثيق المعلومات .

         كذلك هناك أيضا " إعداد مناهج لتعليم استخدام المكتبة للطلاب في المرحلة الأولى من الدراسة الجامعية والطلاب المتخصصين بالمرحلة النهائية واعتبار هذه المناهج جزءا من الدراسات الجامعية ويقوم بتدريسها أعضاء هيئة التدريس في الجامعة وموظفو المكتبة المؤهلون كل ضمن تخصصه . ومن أفضل الطرق لتعليم المستفيدين تعليم المستفيدين المتكامل "Integrated User Education" حيث يعتبر إدماج تعليم المستفيدين في مختلف المقررات الدراسية بالنسبة للأمناء قمة النجاح لمهمتهم ، حيث يتطلب عناصر ثلاثة وهي:ـ

     1ـ اتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحو ذلك . وكفاءة ومهارة المسؤلين والقائمين بالعمل على المكتبة.

     2ـ ربط هذا التعليم وجعله متعلقا بالمقررات الدراسية .

     3ـ دور المكتبة الأكاديمية في تدعيم وتعزيز مايقدم في هذه البرامج .

   فالعنصران السابقان يرتبطان بكفاءة المكتبة واستعدادها لتخصيص وقت ومصادر أكثر لتعليم المستفيدين ، أي تكون عملية التعليم عملية مشتركة بين الهيئة التدريسية وأخصائي المعلومات معا .

    ويمكن بناء على ماذهب اليه ويسنبرجر WiessenBerger أن الطلبة كمستفيدين يجب أن يكون برنامج تدريبهم على استخدام المكتبة مقسما الى 3 وحدات رئيسية ومن الممكن للبرامج المنظمة على أساس ساعتين أسبوعيا أن تشمل المحاضرات والتمرينات العملية والزيارات الميدانية، وكذلك نتيجة لارتفاع عدد الطلاب الجدد وأحيانا يصل الى بضع مئات أو الآف ، حيث بدأت هذه المشكلة تتبلور في كثير من الجامعات وبذلك جاءت فكرة وسيلة البث المرئي التعليمي وأثبت جدارته في التعرف على كيفية استخدام المكتبـة فـي زمــــن قياسي .

 

    وهناك كثير من المكتبات تكتفي باستخدام الأدوات المرشدة دون الأخذ بأي أسلوب تطبيقي في التعليم وترىفوزية عثمان أنه من الأفضل أن تختار المكتبة أولا الأسلوب التطبيقي وبعد ذلك تدعم العمل باستخدام الأدوات المرشدة . أي يكون أسلوب التعليم تطبيقا بحثا ، كما تعد الآدلة الإرشادية من أنجح الوسائل في تعريف المستفيد كيفية الوصول الى مقتنيات المكتبة فهي وسيلة دعاية تساهم في تغيير بعض الأفكار الخاطئة عند الكثير من المستفيدين عن المكتبة ودورها فهي تفيد في التغلب على مشكلة النقص في القوى البشرية المؤهلة القادرة على الرد على الاستفسارات ، وقد اتجهت كثير من المكتبات الى تقديم المعلومات التي ترغب في توصيلها الى المستفيدين في شكل كتيبات .

 

       اهتمامات وتوصيات بشأن برامج التعليم والتدريب</str

المصدر: منقول للافادة من مصدر ورقي : * حنان الصادق بيزان. اتجاهات المستفيدين من المكتبات الجامعية: دراسة ميدانية .ـ إشراف ابوبكر محمود الهوش.جامعة الفاتح، كلية العلوم الاجتماعية، 1996. (رسالة ماجستير غير منشورة).
nassirmoussi

نصير موسي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3478 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2011 بواسطة nassirmoussi

ساحة النقاش

نصير موسي

nassirmoussi
نصـــير موســــي تكنولوجيا جديدة وانظمة المعلومات الوثائقية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

390,836