يــوتــوبْــيـا

=======--------------------- الشاعر حسن منصور

***

تَعــالَيْ نَعِــشْ في بِلادِ السّـلامْ || تعــالَيْ نُغـادِرْ صـراعَ الأَنــام

تعـــالَيْ نُغَــنِّ نَـشـيـدَ الْـحَــيـاةِ || نشيدَ الْمَــحـبّـة، لَحْـنَ الغَــرام

تعالَيْ نُعـانِقْ زُهــورَ الـرَّوابِي || فـفي الرّوحِ شوْقٌ وفــيها هُيام

تَعــالَيْ لِـنَشْـربَ طَــلَّ الصّباحِ || ونُطْـفئَ في الــرّوحِ هذا الأُوام

فهـذا الرَّحــيـقُ وهـذا العَـبـيـرُ || بكأسٍ منَ النّـورِ تُحْـيي الْعِـظام

تُـعـــيـدُ الْحَــيـاةَ إلى مُــدْنَــفٍ || تَـعَــوَّدَ مـنهـا العَــنا والْخِـصام

***********

تعــالَيْ لـعَـلَّ الْـحــيـاةَ هُـــنـاك || بِهــا راحـةٌ مـن لـَيالِي الشَّـقـاء

فـكـمْ طالَ شـوقُ الـفُـؤادِ لـيَـومٍ || يشاهــدُ فــيه السَّــنا والصّـفــاء

تعـالَيْ، سَـنـمْـضي إلَـى جَــنّـةٍ || يعــيـشُ على أرْضِهـا السُّعَـداء

بِهــا نَمْـلــكُ الأمْـــرَ، لا ســادَةٌ || يَـنـالـــونَ مــنّـا ولا أوْصِـــياء

إذا داعَــبَـتْـنـا الْمُــنى لـيْــلـــةً || رأيْنا الْمُـنى قـمــراً في السَّمـاء

يُضيءُ الدّروبَ ويُحيي النُّفوسَ|| ويَبعـثُ في القلبِ أحْلى الرَّجاء

***********

تعــالَيْ نُعِـدْ بَعـضَ عـمْرٍ قَـديمٍ || مضى بَينَ خـوْفٍ وبيْنَ انْتِظـار

وبـيـنَ أمـانٍ بـدَتْ كالـنُّــجـــومِ || تُنـيـرُ الدّروبَ لِساري القِـــفــار

تـعـالَيْ فـإنَّ الـنّجـــومَ تــوارَتْ || ولَمْ يَـبْـقَ مــنْهـا سِوى الادِّكــار

ولَـمْ يـبْـقَ مـنهــا سِـوى نَجْـمـةٍ || تـلـوحُ وتَـخْــبـو بغــيـرِ قَـــرار

تُحَــرِّكُها الـرّيحُ شـرْقـاً وغـرْباً || ويَحْــجـبُـهـا الغــيْـمُ لـيـلَ نَـهــار

تعــالَيْ فَــذاكَ بَـصيـصٌ يلــوحُ || وراءَ الـغــــيـومِ، وراءَ السِّــتـار

************

تَـعـالَيْ نُسـافِــرْ بعــيداً بعـــيـداً || نَجــوزُ الْحُـدودَ لأرضِ الْخَــيال

إلى أرضِ خَــيرٍ ثَراهـا طَهورٌ || وتُـنْـبِـتُ دَوْحــاً ظَـلـيلَ الظِّــلال

ولا يَجــدُ الشّــوكُ فــيهـا مَكاناً || ولا لِـلعــقـــاربِ فـيـهـا مَـجـــال

ولـيسَ بِـغــابـاتِــهـــا ثَعــلــــبٌ || ولا أيُّ ذئْـبٍ يَـجــوسُ الْخِـــلال

ولا أرْنبٌ يَحْفـرُ الأرضَ سِـرّاً || ولا أيُّ كـلْـــبٍ طَــويـلُ القَـــذال

ولا أيُّ أفْـعى اكْتَستْ بالْحَـريرِ || ولا زائـــرٌ مــنْ وراءِ الــتّـــلال

************

تعـالَيْ ولــوْ بعـضَ يومٍ هُــناكَ || فــكُـلٌّ لــهُ فـي ذُراهــــا مَـــكانْ

فلا الـذّئْبُ يَحْــتلُّ بيْـتَ الأُسودِ || ولا الـلّيْـثُ يسكُنُ في بيْتِ ضان

ولـنْ تَجِـــدي عــنْـدهــا بُلْــبُـلاً || يُعـــالِــجُ فـــوه لِـجــامَ حِــصـان

تسـيرُ الْـحـياةُ بغــيـرِ الْـتـــواءٍ || ويَـنْـعــمُ كُــلٌّ بِـطَـعْــــمِ الأَمـــان

تعـالَيْ، فـكـمْ طالَ هـذا الزَّمانُ || وضاقَ الْـجَــنـانُ وشُـلَّ الـلّــسان

فـهــيّا نَسِرْ مَعَ نَـجْــمِ الصّبـاحِ || تَـــولّــى الــظّــــــلامُ وآنَ الأَوانْ

********************************************

الشاعر حسن منصور

من المجموعة السادسة، ديوان (عندما يكبر الأسى) ط 1 دار أمواج ـ عمّان 2014م، ص35

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 21 يونيو 2017 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

85,229