طريق الزاهدين : بحر الوافر

 

أعدَّ الرّحلَ إنّ الرّكبَ غادِ

وخُذْ ما شئت من صبر وزادِ

 

قوافلُ كلّ يومٍ في رحيلٍ

عن الدّنيا ، تُقِلُّ بلا عِدادِ

 

فمن غَنِمَ الحياةَ بفعلِ خيرٍ

وأقصى الخير رهنٌ بالجهادِ

 

فلا يخشى عن الدنيا ارتحالا

هناك يَقَرُ  مرفوعَ   العِمادِ

 

جِنانُ الخُلْدِ طُهرٌ فوقَ طُهرٍ

ودنيانا تضِجّ مع  الفسادِ

 

فإنّ العيشَ للزّهادِ   طَوعٌ

يلينُ لهم بميسور  القيادِ

 

فمن أَلِفَ الحياةَ على المعاصي  

فليس يُريحُهُ طول الرّقادِ

 

فعش ما شئتَ إنّ  الموتَ آتٍ

لتحملَ ما جنيت من الحَصادِ

 

فلا جاهٌ يُفيد ولا   قُصورٌ

ولا وجهٌ شديد الحُسنِ بادِ

 

إذا لم تغنمِ الأيامَ  نوراً

فتحتَ الأرض تغرقُ في سَوادِ

 

فأَوِّبْ يا  أخا لُبٍّ  حكيمٍ

ولا تقضِ الحياةَ على  عِنادِ

 

هناك نعيمُ ربٍّ لا يُجارى

وليس لهُ  فناءٌ في العبادِ

 

تعيشُ وحولكَ الأهلون ظلّوا

رداءك في العصيّاتِ الشّدادِ

 

وفي الجنّاتِ كلُّ النّاسِ أهلٌ

وما فيهن من سَغبِ وصادِ

 

فأَعدِدْ  للقا ما كنتَ تجني

ودعْ نَهَمَ الغُلاةِ على ازديادِ

 

أيتركُ جنّةَ الأخرى  حصيفٌ

يهيمُ مع الحياة بكُلّ  وادِ

 

هنا نقتاتُ من تعبٍ  بقدرٍ

وفي الأخرى نُقات بلا نفادِ

 

بهذا  قد تنزّلَ قولُ  حقٍّ

مع القرآنِ فينا خير  هادِ

 

وخيرُ النّاسِ جاء به  لنحيا

كراماً حيث نرحلُ   للمرادِ

 

ويومَ الحشرِ يندَمُ كُلّ  باغٍ

إذا ما صارَ شيئا من رمادِ

 

شاعر المعلمين العرب

حسن كنعان/ أبو بلال

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 16 يناير 2020 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

85,248