***** أزهار وجمار *****

 

بـِربـيـعِ   وَجـهِـكِ  كُـلّـهـنَّ    حَـيـارى

جَـمـعٌ  غـفـيـرٌ  جـاءَ  كـي   يـتـبـارى

 

مِن فوقِ عرشِ الحُسنِ ضَجَّ نفيرُهُم

وتَـشَـوّفـوا  واسـتقـرؤوا   الأخـبـارا

 

مَـن أقـلـقَ  المَلـكـاتِ  فـي أحـلامـها

حتّـى اسـتباحَ حِمـى الجَمالِ جـِهارا ؟

 

فـتَخـدّروا  وتـَزلـزَلـوا واسـتـعـذَروا

لَـمّـا  ازحـتِ  عـنِ  الجَـمـالِ  سـِتـارا

 

قـالوا: فأنـتِ على الحِسـانِ  مَليـكـةٌ

نَـرجـو الـرِّضـا  وَلْـتَـقـبلـي الأعـذارا

 

*   *   *   *   *   *   *   *   *     *

 

مـالي وقد رَبـطَ المشـيبُ عَمـامَـتي

والـقلـبُ  يُشـوى بـالجَـمـالِ  مــِرارا!!

 

مـازلـتُ فـي وَهْـجِ الـرَّبيـع  مـُقـيّـدًا

إنْ هَـبَّ أيقـظَ في الخريفِ  جـِمارا

 

وتشـبُّ فـي تِـلكَ الجـذورِ  صـَبـابـةٌ

تَـزدادُ   مِـن   عِـطرِ  الـزّهــورِ  أُوارا

 

كَـمُـتـيّـمٍ   ضـربَ  الـهَـوى أعــمـاقَـهُ

فَـجَـرى يُكـابدُ في الهـوى الأخـطارا

 

يا قلـبُ ذاكَ الثـّلجُ يخطفُ هـامـَتي

هـَلّا  تَـركـتَ بِـذي المَـشـيبِ وَقـارا ؟

 

فَـأَجـابنـي: لا صَـبـرَ   لـي  أبـدًا...إذا

خَـطـرَ  الجَـمـالُ أخـالـُني   مُـنـهـارا

 

وأدورُ  حَــولَ  رِحـابِــهِ    مـُتـبرّكــًا

عـَلّـي  أُغـازلُ   بِالـرُّؤى    الأزهــارا

 

ويـَهُـزّني وَجـدٌ يُذيـبُ  حَشـاشـتي

والـرّوحُ مـنـهُ تَـقـطـّعـتْ  أشــطـارا

 

وأصـيرُ طـيرًا في السـّماءِ مُحـلّـقـًا

فـوقَ  الجـِنـانِ  أســابقُ  الأطـيـارا

 

والشـِّعـرُ تُـزهـرُ  بِالبَـهـاءِ   بُـحـورهُ

والحـَرفُ  شـَدَّ على البديـعِ  عِذارا

 

والمـوجُ  يُلـقـي لٍلشّـواطئ ِ كَـنـزَهُ

دُرَرًا   تَـلألَأُ   بالضـِّيـا      ومـَحـارا

 

ومَـراكـبٌ  حملـَتْ  جـِرارَ عَطـُورِهِ

شـُـمُّ  القـوافـي  ترتـديـهِ   خِـمـارا

 

مَـن لامَ  مُلـتاعًـا  بِـوَردٍ  والشـّـذى

فـقَـدَ التـّذوّقَ  واقـتَـفى  الإعسـارا

 

مـا  لاحَ لـي  غُصـنٌ  وقَـدٌّ  أهـيـَفٌ

إلّا    نَسَـجـتُ    بقَـدّهِ   الأشــعـارا

 

وأَصوغُ من زُهـرِ الحروفِ قَـلائـدًا

تبقـى  علـى مَــرِّ  الـزّمـانِ  شِــعارا

 

*    *   *   *    *    *   *   *   * 

 

رَبّــاهُ هــذا القـلـبُ أضـنـاهُ  الـنّـوى

والأهــلُ فـي داجِ الهُمـومِ  حَيـارى

 

ويَسـومـُنا  بـاغـي الشـّرورِ بـِبَغـيِـهِ

بِتْـنا عـلى جَـورِ   الـزّمـانِ  أَســارى

 

فَمـتى تَعـودُ  الـدّارُ  مـلأى بِالـهـَنـا

مُـلِئـتْ  أَســىً أفـيـاؤها  ودَمــارا

 

وتعـودُ أســرابُ  الطـّيورِ  لِـعُـشـّها

لَفـَظـتْ حـَواصِلُها  الشـّرابَ مَـرارا

 

أستـودِعُ الرّحمـنَ رَيحـانَ الحـَشـا

بِـالحِـفــظِ يكـلأُ ساحَـهـم  ودِيـارا

 

#بقلمي: يحـيـى_الهــلال

 

22/10/2019

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 71 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2019 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

85,211