محاكاتي لأبيات لعمر بن الفارض (سلطان العاشقين), أثّرت في نفسي عميقاً منذ أيام الصبا , 

فرددت عليها الآن بعد إن عشتها , يقول إبن الفارض :

 

أذاب الحشا في عمق إيلامه البعدُ

و مزَّقَ قلبي في خناجرهِ الصدُّ

وهذي جروحي لم تزل تنزف الدما

و تذرف قيحاً كلَّما وقعَ الجهدُ

وما كنت أدري والحياة تجاربٌ

بأن رفاقي لا يدوم لهم عهدُ

فقد عقَّني كلُّ اللذين عرفتهم

فما حنَّ لي عمرٌ ولا زارني زيدُ

------------------------------

فكان ردّي (محمد فرج الخلفاوي):

 

أذاب الحشا صبري وأسكتَ صرختي

وأخفى جراحاً قد يضيقُ بها العَدُّ

 

لظىٌ وصلهم والصدّ لهبٌ مسعَّر

وحسبك في دمج التواصلُ والصدُّ

 

تلصَّصَ خلف الأكمِ برقُ عيونهم

لعلّي نهابٌ طُعم أفواههم أغدو

 

فلا من طَوىٍ فيهم لأعذرُ آكلي

وغايتهم آهي يُزادُ بها المدُّ

 

خبرتُ بهم طبع الأراقمِ في الدجى

فليت لقلبي عن مودَّتهم بدُّ

 

فكم مخلب كهل تلطَّخَ من دمي

وإن أظهروا الأنياب بعضي بها يبدو

 

ولكنَّني أوكلت نفسي لندِّها

إذا ضجرت, صبراً أشار لها الندُّ

 

فأوجِزُ حسراتاً عميقاً مسارها

وأُسهبُ في صمتٍ ينازعهُ الجهدُ

 

ودنيا رأيتُ العُجْبَ في ثكناتها

إذا بطشتْ كفٌّ يصافحها خدُّ

 

ولو إن قرداً زانهُ ثوب وادع

تبارى بنو آوى , جميلٌ هو القردُ

****************************

 

المهندس محمد الخلفاوي

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 200 مشاهدة
نشرت فى 4 فبراير 2019 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

85,629