بالأمس القريب أنتهت فعاليات تدريب نظمتة النقابة العامة للإعلام الإلكترونى ببورسعيد , للتدريب على كتابة الخـــبر الصحفـــى ، وإعداد التقـــرير التليفزيونـــى المصــور ، و كان ذلك فــى الفتـرة مـــن 1 ديسمبر حتى 3 ديسمبر 2014 بكلية التربية النوعية ، بالتعاون مع جامعة بورسعيد ، و بحضور رئيس جامعة بورسعيد الأستاذ الدكتور علاء الدين حامد .
و فى ختام التدريب قاد الإعلامى الأستاذ طارق حسن الحاضرين من إعلاميين بورسعيد ، تلاوة ميثاق الشرف الإعلامى ، ليُحملهم أمانة الكلمة التى يقدموها للمجتمع ، و التى من شأنها أن إعلاء كلمة الحق أو طمسها و تزيفها ، و كانت أمانة الكلمة هى ما قصده الاستاذ طارق حسن تحديداً عندما قرأ على الحاضرين قصيدة ” كلمة ” للشاعر الجليل عبد الرحمن الشرقاوى ، من مسرحية الحسين ثائراً ، و هو يدرك أن كل من ردد القسم فى تلك القاعة ، سيخرج و هو يتذكر اللحظة التى أقسم فيها بالله أن يحمل تلك الأمانة ، و لا يخون فيها ربه أو ضميره المهنىي .
مشهد من المشاهد الرائعة ، و لكن غاب عن المشهد إعلام المؤسسات الحكومية ، إعلام مُتهم بصناعة الفراعين ، و تأليه المديرين ، إعلام يجعلك ترى كل شئ بعين وردية ، و الحقيقة مؤلمة ، إعلاميو هذه المؤسسات فى الغالب لا يتم أختيارهم وفق أسس مهنية أو علمية ، ربما يتم إختيارهم وفق علاقتهم بمديريهم ، وقدرتهم على الإطراء و الثناء ، لا يتلقون تدريبات لتصقل الجانب المهاري لديهم و تجعلهم يمتلكون أدوات العمل الصحفى بما يشمل من مهارات الكتابة و التصوير .
و من ان إلى أخر تطالعنا نوادر تلك المقالات الصادرة عن المؤسسات الحكومية ، و فى الحقيقة هى كوارث تجعلنا نتسأل … إلى أين يسير بنا إعلام تلك المؤسسات الذى يعكس ضحالة الفكر ليس الإعلامى فحسب بل فكر القيادات أيضاً ؟ ، و هل يمكن لهذا الفكر أن ينهض بالمؤسسة الحكومية ؟ ، و بالتالى هل تلك المؤسسات تمتلك القدرة على النهوض بهذا الوطن الذى بات متعثراُ فى جميع النواحى و المجالات ؟ .
و النهاية نجد تساؤل أخر يطرح نفسه ، هل يمكن أن يكون للنقابة العامة للإعلام الإلكترونى دوراُ فى النهوض بإعلام تلك المؤسسات و إكساب القائمين عليها الخبرة و المهارة اللازمة ، و وضع ضوابط للعمل المهنى و إلزامهم بها و إنهاء عضوية النقابة حال مخالفة أسس و ميثاق الشرف الإعلامى ؟ .
ربما يقول البعض : لا يمكن لهؤلاء أن يصبحوا حياديين فهم على دين ملوكهم ، يتقاضون رواتبهم من تلك المؤسسه ، فكيف لهم أن ينشرو ما هو مخالف لسياستها ، أو يضر بمصالحها ، و هنا أذكر مقولة الإعلامى الاستاذ أحمد الجمال أثناء المحاضرة بالتدريب : ” لا يوجد فى العالم إعلام محاييد فدائما الإعلامى يتبنى فكر المؤسسه التى يعمل بها ” ، و هى مقوله واقعية و صادقة ، و لكن هنا يجدر القول أنه ليس من المطلوب من الإعلام الحكومى أن يتصادم مع مؤسسته ، و يخالف سياستها ، بل أنه لن يستطيع ذلك ، و لكن عليه ألا يزيف الحقائق ، أو يقوم بصناعة الفراعيين ، أو يدلى بتصريحات كاذبة ، عليه أيضا أن يمتلك أدوات العمل الصحفى الناجح ، و عليه القيام بدور خدمى للمجتمع و إلا أصبح عبئ على هذا المجتمع .
و فى النهاية بإمكان النقابات المهنية الإرتقاء بمستوى الأداء ، و أن تكون أداة ضاغطة للتمسك بأسس العمل و ميثاق الشرف المهنى ، بدلا من تركها للإنهيار ، و الإكتفاء بدور الشجب و الأستنكار ، و مع إنهيار المؤسسات حتماُ سينهار الوطن ككل طالما أننا نقول ” إن مصر دولة مؤسسات ” .