جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
الفساد في معاجم اللغة هو في (فسد) ضد صَلُحَ (والفساد) لغة البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ واضمحل، ويأتي التعبير على معانٍ عدة بحسب موقعه. فهو (الجدب أو القحط) كما في قوله تعالى (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) (سورة الروم الآية41) أو (الطغيان والتجبر) كما في قوله تعالى (للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً) (سورة القصص الآية83) أو (عصيان لطاعة الله) كما في قوله تعالى (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً إن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم عذاب عظيم) (سورة المائدة الآية33) ونرى في الآية الكريمة السابقة تشديد القرآن الكريم على تحريم الفساد على نحو كلي، وإن لمرتكبيه الخزي في الحياة الدنيا والعذاب الشديد في الآخرة.
أما الفساد الادارى ، فليس هناك تعريف محدد للفساد بالمعنى الذي يستخدم فيه هذا المصطلح اليوم، لكن هناك اتجاهات مختلفة تتفق في كون الفساد هو إساءة استعمال السلطة العامة أو الوظيفة العامة للكسب الخاص.
ويحدث الفساد عادة عندما يقوم موظف بقبول أو طلب ابتزاز رشوة لتسهيل عقد أو إجراء طرح لمناقصة عامة. كما يمكن للفساد إن يحدث عن طريق استغلال الوظيفة العامة من دون اللجوء إلى الرشوة وذلك بتعيين الأقارب ضمن منطق (المحسوبية والمنسوبية) أو سرقة أموال الدولة مباشرةً ,
و عندما نحاول التعرف على اسباب فساد المجتمع الوظيفى فى مصر نجد ان الفساد فى طبيعته سلوك و كل سلوك له دافع و عندما حللت كل الدوافع وجدتها تكمن فى دافعين أولهما المال و محاولة التحايل للكسب من خلال استغلال الوظيفة اما السبب الثانى و هى الكرسى سواء فى محاولات الحصول عليه او محاولات الابقاء عليه و فى سبيل هذين السببين يدفع الانسان كل ثمين و غالى ربما يضحى بضميرة و زملائه و اصدقائة و دينه و الواقع المصرى الذى ادى إلى الثورة ابرز شاهد على هذا .
أما النوع الثالث و هو نوع مختلف من دوافع الفساد و هو لاشخاص تفتقر الى كاريزما النجاح فهم لا يستطيعون الوصول الى المناصب و لا يستطيعون ابراز نجاح فى اى مجال لافتقارهم الى اسس المعرفة و العلم و الثقافة و لم تتح لهم الفرصة لكسب المال و هؤلاء يسعون الى تعظيم انفسهم بالتقليل من شأن غيرهم يحاولون عرقلة اى ناجح و ارجاع نجاحة الى اسباب بعيدة عن الاسباب الحقيقية للنجاح .
فربما نجح هذا الموظف للباقته فى الحديث و ربما نجحت تلك المرأة لجمالها و ربما نجح هذا الشاب لاناقته و زيه الفاخر و ربما نجح هذا لانه يقدم خدمات لغيره وهكذا دائما محاولات من تزييف الحقائق .
و ربما يأخذ حزب أعداء النجاح اسلوب اخر و هى وئد النجاح قبل ان يظهر الى النور و اكبر شاهد على هذا ان العالم احمد زويل اتهمه استاذة بانه طالب فاشل و انتهى الحال ان زويل حصل على نوبل و عندما احب ان يساعد وطنه و يقدم له العلم من اجل تطوير مصر كانت توضع امامه العراقيل و لا اعلم ان كان سيتطيع ان يحقق شيئا فى مصر ام لا .
هكذا نجد ان فساد المجتمع الوظيفى المصرى لا يسمح بأى حال بإفراز سياسات ناجحة اذا ما إفترضنا ان المجتمع الوظيفى هو القاعدة العريضة للوزارات المصرية ففاقد الشئ لا يعطية فلابد من ان نتطهر جميعا من داخلنا و ان نعمل لمرضاة الله قبل المال و الكرسى و ان نسعد لنجاح غيرنا و ننساندهم اذا لم نستطيع تحقيق النجاح فاذا خلصت النوايا صلح العمل
بقلم نانى محسن أحمد عبد السلام