جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
|
مع دخول فصل الصيف وما يصاحبه من ارتفاع في درجة حرارة الجو ونسبة الرطوبة تظهر بعض الأمراض التي يصاب بها الناس خلال هذه الفترة التي تمتد لعدة أشهر وخاصة أولئك الذين يشتغلون في مجال الأعمال الميدانية. ويوصي الأطباء في هذا الصدد بأخذ الحيطة والوقاية خلال هذه الفترة بغية التعايش مع الحرارة المرتفعة جدا واشتداد أشعة الشمس خاصة وأن درجة حرارة جسم الإنسان تضطرب في حال ارتفاع درجة الحرارة الخارجية بنسبة كبيرة مع ازدياد الرطوبة التي تقلل من فعالية العرق في خفض درجة حرارة الجسم. وتسمى الوعكات الصحية الطارئة التي تحدث في الصيف ب(الطوارئ الصيفية)، ويأتي في مقدمتها ضربات الشمس والإعياء الحراري والنزيف الأنفي وبعض متاعب القلب المفاجئة التي تحدث لأول مرة. وأخطر ما يتم في هذه الحالات الطارئة أنها تحتمل الكثير من التصرفات الخاطئة والاجتهادات غير المبنية على العلم والمستندة إلى الخبرات المشوشة والجهد التطوعي العفوي من جانب البعض. ضربات الشمس وتعرف ضربات الشمس بأنها حالة نادرة ولكنها خطيرة يمكن أن تحدث لأي شخص يبقى في طقس حار ورطب لفترة طويلة جدا حيث يفشل العرق في تبريد الجسم بسبب توقف مراكز تنظيم الحرارة بالمخ مؤقتا عن العمل فترتفع درجة حرارته إلى درجات خطيرة تصل إلى 40 درجة مئوية أو اكثر مما يستوجب معالجة المصاب بسرعة أو يتعرض للوفاة. والإصابة بضربة الشمس لها أسباب عديدة ومن أهمها ارتفاع درجة حرارة الجو المصحوبة بالريح الجاف أو المصحوب بالرطوبة العالية مسببة زيادة في درجة حرارة الجسم وانعدام العرق بالإضافة إلى ضيق مجرى التنفس، كما يمكن أن تحدث ضربات الشمس عندما يتعرض الشخص للإجهاد خلال العمل تحت حرارة الشمس. ولضربات الشمس عدة أعراض تظهر في العادة بصورة فجائية حيث يفقد الشخص وعيه من غير سابق إنذار، ويسبق ذلك أحيانا ارتفاع في درجة حرارة الجسم واحمرار في الوجه وسخونة واحمرار وجفاف في الجلد والتهاب في العين وإرهاق يصاحبه صداع في الرأس، وتقلصات عضلية بالإضافة إلى الشعور بدوار مع استفراغ وشعور متزايد بالارتباك، والهذيان يؤدي إلى فقد الوعي وسرعة وقوة في النبض مع تنفس غير طبيعي ومزعج. ويمكن تجنب الإصابة بضربات الشمس في الصيف، وذلك عن طريق تجنب العمل تحت أشعة الشمس المباشرة عندما يكون الجو حارا وتقليل الأماكن المفتوحة المتوقع ارتفاع درجة حرارتها في أوقات الصيف وتكثيف تهويتها إلى جانب تعويض الجسم بالماء الذي يفقده عن طريق شرب كميات كثيرة وكافية من الماء وغيرها من السوائل على فترات متقاربة وتجنب أكل وجبات الطعام الثقيلة وارتداء الملابس الخفيفة مع تغطية الرأس وتجنيبه التعرض بشكل مباشر للشمس. ويقول الأطباء: إنه في حال أصيب شخص ما بضربة شمس فلا بد من تبريده بأسرع ما يمكن وخلع ملابسه ولف جسمه في شرشف أو ملاءة رطبة وباردة معا والتهوية على وجهه بمروحة كبيرة حتى تنخفض درجة حرارته وترطيب جسم المصاب بالماء مع قياس درجة حرارته كل خمس دقائق وإعادة تبريده إذا ارتفعت الدرجة مرة أخرى على أن يتم استدعاء طاقم الإسعاف فورا ونقله إلى أقرب مركز صحي. أما الإعياء الحراري فيصيب الإنسان نتيجة للتعرض للطقس الحار غير المتعود عليه مما يؤدي إلى نقص الماء والأملاح في الجسم، وبالتالي حدوث الصدمة وفشل جهاز تنظيم الحرارة في الجسم. وتشتمل أعراض الإعياء الحراري على حدوث صداع شديد وشعور بدوخة وغثيان وجفاف في الجلد وشحوب وبرودة الوجه وسرعة في النبض والتنفس وتصبب عرق بارد مع ألم عضلي وإمكانية حدوث صدمة مع فقدان الوعي واحتمال الإصابة بالإسهال. وتكمن خطوات إسعاف الإعياء الحراري في وضع المصاب في مكان بارد مع إعطائه شرابا باردا مع إضافة نصف ملعقة ملح طعام لكل نصف لتر ماء إذا كان المصاب يعاني من زيادة التعرق، ومن ثم نقله إلى أقرب مركز طبي. نزيف الأنف (الرعاف) وتكثر في فصل الصيف أيضا احتمالات حدوث نزيف الأنف أو ما يعرف بالإصابة بالرعاف فهو أكثر الحالات شيوعا في هذه الفترة، ويحدث نتيجة الحر خاصة لدى الأطفال، وهو يصيب من لديهم استعداد شخصي لذلك. وينصح الأطباء والمختصون بضرورة وضع رأس المصاب بنزيف الأنف فوق حوض أو آنية موضوعة على منضدة بحيث يستطيع أن يريح مرفقيه ثم يميل بجسمه للأمام ورأسه لأسفل ويضغط على فتحتي الأنف ليغلقهما تماما مع الاستمرار في الضغط لعشر دقائق والتنفس يكون من الفم فقط مع تكرار المحاولة إذا استمر النزيف أو التوجه إلى الطبيب خاصة إذا كان هذا النزيف تاليا لضربة في الرأس. ولفصل الصيف الحار بعض التأثيرات على الجلد ومنها الحروق الجلدية التي تظهر فجأة بعد التعرض المفاجئ للشمس خلال فترات طويلة حيث تظهر تلك الحروق على شكل احمرار حاد في الجلد مع حرقان شديد أحيانا وارتفاع في درجة الحرارة وشعور بالغثيان أو قيء وتنتهي بتقشر الجلد. ويمكن الوقاية من حروق الجلد عن طريق عدم التعرض للشمس إطلاقا واستعمال الحمام بالماء البارد والإكثار من شرب السوائل إلى جانب أنه يفضل ألا يكون الطعام ساخنا أو حراقا.
..... الرجوع .....
|
ساحة النقاش