مـــوقــعـــــــــى الـــخـــاص/ نــجـــــوى مــــســـلم

موقع خاص بالتاريخ وكل ما يتعلق بالأحداث التاريخية

authentication required

نشأة الفلسفة الوجودية :

الوجودية فلسفة نظرية ومزاج وطرازٌ سلوكيّ, نشأت على يد الفيلسوف الدانمركي (كيركيجارد: 1813م - 1855م) الذي نحا فيها منحىً نصرانياً، ويمكن القول إن لها جذوراً أبعد لدى بعض الروائيين مثل (فلوبير)، و(دستويفسكي)، والشاعر الألماني الرومانسي (هولدرلين) الذي برز في أشعاره الحديث عن القدَر, ولكن الوجودية تبلورت كمذهبٍ في أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت لها تأثيرات واسعة في الأدب الفرنسيّ وفي كثير من الأدباء الأوربيين.

 ** تقوم الوجودية على البحث في مسألة الوجود الإنسانيّ وعلاقته بالوجود الخارجي (الكون والمجتمع) وموقفه من هذا الوجود.

 مبادى الوجودية :

وتتلخص مبادئ الوجودية في النقاط التالية:

1- الانطلاق من الذات التي هي مركز المبادرة ومقر الوجدان والشعور.

2- الإنسان موجود متكامل بعقله ومشاعره، وجسده وروحه.

3- المعارف والخبرات نسبية دوماً، ولا توجد حدود حاسمة نهائية لها؛ بل تبقى فيها ثغرات، وليس هناك حقيقة مطلقة.

4- تشتبك الذات الفردية بالعالم الخارجي اشتباك تفاعل، وكل من هذين الطرفين شرط لوجود الطرف الآخر؛ وهذا هو الواقع.

5- للواقع المَعيش، أي الراهن ( أهميةٌ مركزية):

 اليوميّ هو المهم ولا عبرة للماضي لأنه غير موجود، أما المستقبل فيجب أن نوجده، وشعار الوجوديّ: (أنا الآن وهُنا)، والفرد متواصل مع العالم الخارجي من خلال وجوده وحواسّه ومشاعره وجسده.

6- الحريّة لديهم هي الوجود الإنسانيّ، ولا إنسانية من دونها، والحرية لدى الوجوديين تعمل ضمن المعايير الفرديّة لا ضمن المعايير الأخلاقية والسياسية والدينية السائدة.

7- يتخذ الفرد قراره وموقفه, وهذا الموقف ذو قيمة مستقبلية لأنه اتجاه في عملية تجديد المستقبل حين تتلاقى القناعات والمواقف في نقطة واحدة.

8- ترفض الوجودية كلّ الأشكال الجاهزة والموروثة والسائدة لأنها قيود تحد الحرية الفردية، ولذا فهي ترفض الدين, أما الماركسية فلم تنسجم معها انسجاماً كاملاً، وإن كانت تلتقي معها في جوانب الواقعية, لقد أخضعَتها كغيرها للنقد واحتفظت بحق الفرد في المخالفة والانتقاء وحرصت على ألاّ تذوب حريته في إطار الجماعة.

9- هنالك وجوديات عديدة، بعدد منظّريها، ولكنها تتفق جميعاً في التركيز على موضوعات أساسية مثل: الحرية، الموقف الإرادي، المسؤولية، الفرد، الإثم، الاغتراب، الضياع، التمزّق، اليأس، السأم، الاستلاب، الخيبة، الرفض، القلق، الموت...

تشمل الوجودية قائمة المفكرين الوجوديين في القرن العشرين، وهم: 

• من فرنسا: (ألبير كامو، وجان بول سارتر، وجابرييل مارسيل).

• من ألمانيا: كارل ياسبرز، ومارتين هايدجر.

• من روسيا: المفكر الديني السياسي (نيقولاس بيردييف)، والفيلسوف اليهودي (مارتن بوبر) .

وتُعَدُّ الوجودية إلى حد كبير ثورة ضد فلسفة أوروبا التقليدية التي وصلت ذروتها لدى الفلاسفة الألمان: (إيمانويل كانط - أو عمّانوئيل كانت، وجورج ولهلم، وفريدريك هيجل) الذين مالوا إلى اعتبار الفلسفة علماً، وحاولوا أن يضعوا مبادئ المعرفة الموضوعية الصحيحة بصفة عامة ومؤكدة، في حين يرى الوجوديون أن المعرفة الموضوعية العامة والأكيدة هي مَثَلٌ أعلى لا يُمكن الوصول إليه، وهم يؤكدون حقيقة أن كل فرد، حتى الفيلسوف أو العالم الذي يبحث عن المعرفة المطلقة، هو كائن بشري محدود فقط.

والوجوديون أيضاً يرون أن المأزق موجود في قلب الحالة البشرية، فهم يرون الحياة مجموعة قرارات، وعلى الفرد أن يقرر باستمرار ما هو صحيح وما هو زائف، ما هو حقيقي وما هو خاطئ، وأيّ معتقدات تُقبل وأيها تُرفض، وماذا نفعل وماذا لا نفعل، ولكن لا توجد معايير موضوعية يمكن أن يلجأ إليها الشخص للإجابة عن مشكلات الاختيار، لأن المعايير المختلفة تقدم نصائح متضاربة، ويجب على الفرد أن يقرر أي المعايير يقبل وأي المعايير يرفض. 

يستنتج الوجوديون أن الاختيار البشري عملية ذاتية لأن الأفراد في النهاية يجب أن يمارسوا اختياراتهم بدون تأثير من المعايير الخارجية كالقوانين، وقواعد الأخلاق، أو التقاليد، وهم بذلك أحرار، ونظراً لأنهم يختارون بحرية فإنهم "مسؤولون" تماماً عن اختياراتهم. ثم يؤكد الوجوديون أن الحرية تقترن بالمسؤولية، ولكون الأفراد مجبرين على الاختيار لأنفسهم فهم بالضرورة أحرار.

 تُعدُّ المسؤولية من وجهة النظر الوجودية الجانب المظلم للحرية، وعندما يدرك الأفراد أنهم مسؤولون كليةً عن قراراتهم وأعمالهم ومعتقداتهم، يتملكهم القلق، فيحاولون الهروب بتجاهل أو إنكار حريتهم ومسؤوليتهم، أي إنكار موقفهم الحقيقي، وبهذا ينجحون فقط في خداع أنفسهم، وينتقد بعضهم هذا الخداع الذاتي، ويصرون على قبول المسؤولية الكاملة من أجل سلوكهم مهما كانت هذه المسؤولية صعبة.

 وقد عبّر كثير من المفكرين الوجوديين عن آرائهم في إنتاجهم الأدبي وفي اعتقادهم أن الفلسفة تشبه الفن أكثر من شبهها العلم، وأدخل الوجوديون أنفسهم في المنازعات الاجتماعية والسياسية معتقدين أن مسؤولية كل الأشخاص تفرض عليهم أن يشتركوا في هذه المنازعات وأن يتخذوا منها موقفاً.

أخيراً:

لا يحاول اللاهوتيون الوجوديون أن يؤسسوا الدين على الأدلة العقلية، فالمعتقد الديني في رأيهم ليس مشكلة تتطلب إثباتاً أو رفضاً، ولكن تتطلب قراراً مثل جميع القرارات البشرية الأخرى، وهذا القرار يجب أن يتخذ بحرية كاملة بوساطة كل فرد في غياب الدليل المقنع لهم.

االفرق بين الفلسفة الوجودية وغيرها من الفلسفات؟ 

  الوجودية: هي تلك النزعة الفكرية التي تفضل الاهتمام بالوجود الحاضر او الكيان الواقعي على الماهيات او جوهر الاشياء . 

 ولد هذا الفكر كنتيجة لنزوح الفكر الفلسفي في القرون الاخيرة الى المثالية المجردة والتصورات العامة التي الغت الاهتمام بالواقع ومشاكل الانسان في الحياة اليومية كما اسلفنا ، فهو مذهب لاهوتي وفلسفي معا، حاول ايجاد اجوبة اخرى لحيرة  وقلق الانسان امام ماهيات التي وضعها  افلاطون وتجريد ارسطو والعقلانية المطلقة لهيجل.

ولهذا يعتبر البعض كل من القديس اوغسطينوس  وتوما الاكويني والعالم باسكال من مؤيدي هذا الفكر على الرغم سبقهم تاريخ ظهوره .

لهذا الوجودية اعتبرت  ثورة على فكر السلطات الخارجية والقيم الاخلاقية المستبدة التي حرمت الانسان من الحرية وملئت حياته من الضجر بسبب  الشعور بالعبودية الملقاة على عاتقه فاصبح سجين لهذه القيم والمبادئ والتي كانت مملوءة من الغموض والضبابية  . فالوجودية تريد من الانسان ان يعيش واقعه الحاضر دون الشعور بالقلق من المستقبل  او القلق بسبب الماضي  ، فالانسان الفرد هو مركز موضوع الفلسفية الوجودية  وعليه  تقع مسؤولية وضع القيم الخاصة به حسب واقعه دون الخضوع الى السلطات الاستبدادية المتوارثة من الفكر الفلسفي التقليدي او الديني ..

المصدر: اعداد الباحثة / نجوى مسلم
nagwamoslm

قال العقل للعلم انا الرحمن بي عرف فرد العلم قائلاً انا الرحمن بي اتصف فايقن العقل ان العلم سيده فقبل العقل رأس العلم وانصرف

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 896 مشاهدة
نشرت فى 24 مارس 2013 بواسطة nagwamoslm

موقعـــــــى الـــخـــاص / نـــجــــــوى مـــســــلم

nagwamoslm
حاصلة على ليسانس تاريخ جامعة الازهر الشريف كلية / الدراسات الانسانية »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

832,125

حياتى كلها لله

قال لقمان لابنه:يابني!....اياك وكثرة النوم والكسل والضجر,فأنك اذا كسلت لم تؤد حقاً,واذا ضجرت لم تصبر على حق. 


كن على حذر: 
من الكريم اذا اهنته,ومن العاقل اذا احرجته,ومن اللئيم اذا اكرمته,ومن الاحمق اذا مازحته.
 


 قال علي رضي الله عنه((البر ثلاثه:المنطق والنظر والصمت,فمن كان منطقه في غير ذكرٍ فقد لغا,ومن كان نظره في غير اعتبارٍ فقد سهاً,ومن كان
صمته في غير تفكر فقد لها))
 


افضل الجهاد جهاد النفس.