موقع الاديبة الفلسطينية ناديا كمال / عطر الورد

العلاقة بين الحب ..والزواج \ ناديا  كمال  \  القدس  \  فلسطين


الحب  ،  هذا الشعور الإنساني  البحت ،  الذي  لا تحده  مسافات ولا  حدود  ولا  سدود ،  ولا يعرف  المستحيل  أبدا  مهما  كانت  الإعاقات والصعوبات ، هو  جاذبية مطلقة يحرك  القلوب  كيفما  يشاء ، ويجعلها  تدور في  فلكه  الخاص  به ،هو ذلك السياج   الذي  يداعب الإحساس  ويغازل  العيون  ويعانق  الأرواح  في  عالم مليء بالأحلام  الوردية الساحرة الجميلة ،  وأسمى أنواع  الحب  هو حب  الله  ورسوله  الحبيب  وبعده  يأتي   الحب  في   الله وله  وحده  ،  حب  كل  الأشياء وكل  الناس  ،  وحب  الرجل  والمرأة ايضا  من  أجمل  وأقدس  أنواع  الحب  اذا  ما  حلّق  في  سماء من الطهر والنقاء  وسما  عن  تفاهات  الحياة ورغباتها  الدنيوية البائدة ... 




وأروع  الحب بين  الرجل  والمرأة  هو الذي  يتكلل بالزواج  هذه  العلاقة المقدسة التي  جعلها  الله  من  أسمى وأقدس   العلاقات  الإنسانية ، ليجمع  فيها  روحين  على المحبة والألفة  والإحترام  المتبادل والرضا بقدر الله  ،  لينتج  عنها أبناء  وبنات ويكمّلون مشوار الحياة  عبر علاقات  إنسانية واجتماعية متنوعة  ،  فيتكوّن  هذا  المجتمع  الراقي  الجميل  الذي  نحلم  به  جميعا  ..حيث  قال  سبحانه وتعالى في  كتابه  العزيز :  ’’ واللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً ’’  وقال  أيضا  جلّ  وعلا  :’’
 
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً  ’’ ...
في  هذه  الآيات الكريمة  تبياناً  واضحاً  على  أن  الزواج  يجب أن   يحتوي  على الألفة  والرحمة  بين  الزوجين ، وأنه  ليس  علاقة عابرة فقط  كعلاقة الأنعام  بعضها  ببعض  ، فالمحبة والألفة هما  اللّذان  يكفلان  إستمرار هذه  العلاقة  إلى النهاية  ،  وتتويجهها بالبنين  والبنات والأحفاد  وتكوين أسرة  كاملة متكاملة ، زادها  المحبة والتقوى  والرحمة  بين الجميع  ...



وقد  حثّ  ديننا  الحنيف  على الزواج  لما  فيه  من  حفاظ  على  طهارة المسلم ونقائه  وأخلاقه  ومبادئه الإسلامية  وغض  للبصر  وحماية للفرج  حيث  يقول  رسولنا  الكريم   صلى الله عليه وسلم; ’’ يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، فإنه أغضّ للبصر وأحصنُ للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء’’ 





و
 يقول الله تعالى في سورة النور : قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30 النــور} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ... الآية. 




مما  سبق  تتضح  قدسية الزواج  وأهميته  ، 

ولكن  للأسف  الشديد  أن  الكثير منا  يجهل  هذه  القدسية ومكانتها  العظيمة  في الإسلام  وأهميتها  في  بناء  حياة سليمة  خالية  من  المنغصات  والعقبات  والمشاكل  الطويلة المدى  التي  إذا  لم  تؤد  إلى الطلاق  في  كثير من الحالات  فهي  تؤدي  إلى برود  العلاقة الزوجية وفقدها لأجمل المعاني  وأسماها  ..وهي  الحب  والإحترام  بين الطرفين  ،  لتتحول إلى علاقة  متحجرة  بل  شبه  حيوانية خالية من  المشاعر والإحساس  إلا بتلك  الرغبة الشهوانية  ،  ولجوء  كثير من  الأزواج  والزوجات  الى البحث  عن  بديل  يعوضهم  ويحتوي مشاعرهم  المكبوتة ..
.(مع  العلم  أن  الحياة الزوجية لا  تخلو من  المشاكل  العادية العابرة التي  لا تلبث  تبدأأ  الى أن  تنتهي  بالتفاهم  والحوار الراقي   ) ..   
إنني  لأعجب  من كثير من  الزوجات  اللاتي  عندهن  أزواجا  رائعين  مميزين  يقدرون الحياة الزوجية وقدسيتها  ،  ويراعون  مباديء الإسلام  وقوانين  الحياة الزوجية  بكل  تفاصيلها  ويتعاملون  مع  زوجاتهم بكل  لطف  وإنسانية  ولا  يجدون  في  المقابل  الا  كل  جحود  ونكران  ،  وتصرفات  غبية لا   تؤدي  إلا  الى البرود   في  العلاقة  من  كافة الجوانب ، فتستكثر عليه أبسط  الأشياء  ليس  في  المشاعر  فقط  بل  في  تفاصيل الحياة البسيطة  التي  أقرها  ديننا  الحنيف  كخدمته  والقيام  بواجباته  العادية ،  فبعضهن  حتى  إن  طلب  كوب  ماء  منها  لا تناوله  إياه  وتقول  له   أحضره  لنفسك  ...!! ومنهن  أيضا  للأسف  الشديد  من  تهمل  في  تربية أبنائها على   إحترام  الأب  والقيام  بخدمته  بأبسط  الأمور فنجد  هؤلاء الأبناء  لا يحترمون آباءهم  ولا يقدرون تعبهم  وحقوقهم  عليهم  ويتعاملون  معهم  بقلة احترام ولا  مبالاة    ..!! وأعجب  أيضا  من هؤلاء الأزواج  الذين  لا يرجون  من  زوجاتهم  إلا  الرغبة والشهوة  ويتناسون  أهم ما  فيها  من  المشاعر والأحاسيس العاطفية ،  فيتجنبون  هذه  النواحي  المهمة التي  تعبر عن  أهم  شيء  في  هذه العلاقة وهو الحب  ،  لتشعر المرأة انها   تجرّدت  من  إنسانيتها  ومن  مشاعرها فما أن  تنتهي  هذه  العلاقة  إلا  وتجده   يدير ظهره لها   وكأن  شيئا  لم  يكن  ..كالأغراب  ..  وتتحول  هذه  العلاقة شيئا  فشيئا  الى  واجب  عليها  تأديته  فقط  لتشبع  غريزة رجلها  دون  مراعاة لمشاعرها  وإحساسها  .. فتكون  كما الأنعام  ...........



من  هنا   نجد  أن  الكثير من  الأزواج   والزوجات  يبحثون  عن  ملاذ  لهم  ،  يبعدهم  عن  شبح  حياتهم  الروتينية القاتلة ،  فيبحثون  عمن  يعوضهم  ،  ويحتوي  مشاعرهم  الدفينة  في  أعماقهم ،  وغالبا  ما  يتوج  الرجل  حبه  الجديد  بالزواج  بما ان  الشرع  حلل  له  التعدد  ، طبعا اذا  سمحت  الظروف  له  ولمحبوبته  بذلك  ،  وإذا لم  تسمح  فيكتفيان  بالحب الروحاني  الطاهر  في  بعض  الحالات  ،  وبعضهم  يلجأ  الى العلاقات  المحرمة  أعاذنا  الله  منها  جميعاا ..
 




عزيزي الرجل  ..  عزيزتي المرأة ..
 

لماذا  لا  يحتوي  كل  منكما الاخر  ،  ويحاول فهم  مشاعره  وأحاسيسه ، وإحتوائه  بكل  ما  فيه  من  متناقضات  وميزات ؟  لماذا  لا تحاولان  التفاهم معا 

والإرتقاء  بعلاقة    هي  في  الأساس  مقدسة  ونبيلة بل  هي أسمى وأرقى العلاقات الإنسانية ؟  أنتِ  ..لماذا لا  تقدرين  زوجك  وتعطينه  حقوقه  البسيطة  التي  لا تكلفك  شيئا  سوى  إبتسامة   جميلة  ،  وكلمات  معبرة نقية  مليئة بالحب  والحنان  ، والإحترام   ثم  الإحترام  ثم الإحترام  ، تعاملي  معه  بذكاء  ولا تعطيه  مبررا   ليجد  هذه  الأمور   عند  غيرك  ...كوني له  كل  النساء  ،  احتويه  بكل  قدراتك  ، أحبّيه  احضني  آماله   إحلمي  معه  ،  عيشي  له  وبه  .......وأنت  أيها الرجل  :  لماذا لا تحتوي  زوجتك  وتقدر  مشاعرها وإنسانيتها  قبل  كل  شيء ؟  لا  تدع  رغبتك  تقتل  مشاعرك  وتحولها  الى  حجر  تدور  في  رحى  شهوة  حيوانية  بائدة ...لا  تتركها  حبيسة الألم والحزن   بالشعور أنها   مجرد  الة حيوانية بين يديك  ،  لا  تعطها المجال  أن تبحث  عن  الحب  والمشاعر عند  غيرك ،  لا  تطلق  العنان  لقلبها  كي  يتحول  في إتجاه  غيرإتجاهك أنت ،  فالمرأة كائن  حي ،  إنسانة مفعمة بالمشاعروالإحساس  ،  إذا لم  تقدرها أنت  فغالبا  ستبحث  عمن  يقدر ،  وسيتعلق  قلبها  بغيرك  ،  وعندها  ستكون  أنت الملام  الأول  لأنك  تركتها  حبيسة  مشاعرها  وأحاسيسها  ،  وحوّلتها  من عالم الإنسان الى  عالم الحيوان  وجعلتها  تبحث  عن  رجل  يعيد  لها  إنسانيتها ..وستكون  النتائج  وخيمة عليكما  وعلى  أبنائكما  وكل  من  له  علاقة بكما  ...




وأخيرا  أقول  : أن الحب  والاحترام  المتبادل  وتبادل الآراء  ... هي  اساس  البيت الناجح  والسعادة الزوجية ...

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة
نشرت فى 4 يوليو 2012 بواسطة nadia-alwardhmh

ساحة النقاش

ناديا كمال / عطر الورد

nadia-alwardhmh
فلسطينية الاسم ,,,,,فلسطينية الكلام والصمت ,,,,فلسطينية الوشم ,,,,,فلسطينية الاحزان والجرح ,,,,, نعم فعِنْدَمَآ يَقُولُونَ لِيْ : يَآ فَلَسْطِينـِــــيْة ... ..أشْعُرُ وَكَأنِّيْ ' مَلِكـة ' فِيْ هَذَآ الكَوْنْ ..! وأقول لاعدائي :عذِّبوني، هجِّروني، و ان اردتم حتى اقتلوني و لكن … من ارضي ابدا لن تقتلعوني !! »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

15,654