اقتلني إن شئت >>> للشاعرة الفلسطينية ناديا كمال
اقتلني إن شئت
*******************
|
اقتلني إن شئت >>> للشاعرة الفلسطينية ناديا كمال
اقتلني إن شئت
*******************
|
وعلى جداركِ يا قُدس
كتبت حروف قصيدتي
عطّرتها مِسكاً وعنبر
وعلى سُورها القديم
ِ
نقشتُ إسمي وعنواني
فلسطينيةُ الأصلِ أنا
فلسطينيةُ الطّين
ِ
الهويةِ .. والانتماء
ِ
فلسطينيةُ الوجود
فلسطينيةُ الهواء
من ذا الذي ينساني ؟
!
انا الأسيرة ُفي رحابِ عشقكِ مَدينَتي
ورغمَ القَيْدِ رُغْم َالأسرِ ما زلت ُعَلى عَهْدي
بفلسطينيتي أعتزُ أنا .. و أفخر ْ ..
أهواك ِقيدا ً فِي مِعصَمي ..
أهواكِ سلاسلاً تلفّني
عزاً .. صموداً .. وكبرياء ْ ..
أبتَهِلُ في صلاتِي
وأدْعو أنْ يَرْعَاكِ ربّ السّماء
ْ
أهواكِ وَعْداً على جبينِ الشمس
ِ
خطتْه بنادقُ الأجدادِ مجْداً وفداءْ
أهواك ِ عطرا يخترقُ شذاه ُ هذه الرُبَا
يمتدّ عبْر مساحاتِ المدى ..
يفوحُ من كفيّ زيتا وزعترْ ..
أهواكِ جدولَ ماء ٍ نقيٍّ طهورٍ
مجبولاً بدمِ الشّهَداءِ ..
يروي عَطَشَ هذهِ الأرضَ
لِتَزهِرَ عَلى القُبورِ شَقَائِقُ النّعْمانِ
حتى إذا ما مرّ بِها الغرباء
ُ
تبسمّت المقابر ُ.. ولقُلُوبَهُم تَقْهرْ ..
أهواكِ زيتونةً قُدْسيّةً تَشُقّ الغَيْمَ
تعلو وتعلو
وفوقَ الدُنَا تَكْبُرُ ..تكبُرْ ..
أهْواكِ بَسْمَةَ طِفلٍ
يَرنُو الى ذاكَ الحُلُمِ الأخْضَرْ
قالوا : هذه جريمة ٌكبْرى
بلْ هيَ الأَكْبَرْ !
قلتُ : إذا كان عِشْقِي لمَدِينَتي في شرْعِكُمْ
جُرْمٌ لا يُغْفَرْ ..
فَلْيُسجّلُ التّاريخُ في صَفَحاتِهِ
أنني في هوى مدينتي .. وموطني .. أُتَهَم
وأنني بجريمَتي أعتزّ أنا .. وَأفْخَر ْ!!
ولِعُيُونِكِ يا قدسُ ..
أَرْتَضي السّجْنَ والعَذَابَ المُرْ ..
ولأجلِكِ يا حبيبَتي
سأجعلُ حروفي سنابلا
ً
تُورقُ في سمائِكِ مشاتلَ حريّة
وتَمْطِرُ عليْكِ نَصْراً مؤّزَرْ ..
وسأجعًلُ كلماتي رصاصاً وبنادِقاً
تشْعِلُ الأَرْضَ ثَوْرة ..
وسطوري قنَابِلاً تفجّرُ ليْلَ مغتصِبِي ..
وَتَعودِي أنْتِ حُرّة ..
وفوق رؤوسِ الطّغاة ِحَتْمَاً ستَعْلُو
الله أكبرْ ..
اللهُ أكبَرْ ..
وجع يعانق وجه حبيبتي هذا الصباح ..
جرح أدمى مدامعي ..
قهر يشعل النار في جوارحي ...
وعطر الياسمين يعبق بالأسى ..
يملأ الدنيا أنيناا .. وغضب ..
يشعل في الروح نارا من لهب ..
يرتد صوت الاذان حيا على الصلاة في مسجدي ..
يجتمع الأحبة على بوابة المسجد يرجون العبور ..
تشتد العقبات في دروبهم ..وتنتصر جموع الغرباء
ويكبر في الاعماق هذا الاصرار المعجون بالإباء ..
وصوت مهتريء المعاني ، يسأل : أين جواز المرور ؟؟!!
يتسابق العاشقون من يعتلي سُلّم الكبرياء ..
تمتليء الروح غضبا واشتياق ..
ونار الدمع تنهمر من الأحدااق ..
ويمتد الحزن على حدود مدينتي ..وتكبر الجراح
وتتساءل ورودٌ عانق الالم اوراقها .. ولقداستها استباح ..
من هذا الذي أعطى الأمر لملعون جبان ..
أن يُدَنّسَ في مدينتي .. روح الإنسان ؟!!
أن يخطو بنجاسة القدم باحات مسجدي ..
أن يُعَمّقَ الجرح َ ، ويزيد في مدينتي الأحزان ؟!!
من هذا الذي قتل الأمل ، خنق الحلم
ادمى السنابل ، دنس الجداول ، وعلا صوته بالنباح ؟!!
يرتد صوت العاشقين ، واصوات الحزن تعلو بالصرااخ ..
الله أكبر فوق كل ظالم ، متجبر ،
الله أكبر فوق كل خائن ، لعين غدار ،
الله أكبر بها نرد جموع الغاصبين والحاقدين ..
الله أكبر بها حتماا سينتصر الكفاح ..
عدد زيارات الموقع