أنا الطفل الفلسطيني \ ناديا كمال \ القدس
أنا الطفل الفلسطيني ..
صفتي إنسان ..
في كل أرض لي
إسم .. ولي عنوان ..
إلا وطني ..
سرقه مني الطغيان ..
إغتصبوا مني طفولتي
براءتي ..
عمري ..
سنيني ..
وشرّدوني في كل مكان ..
أطفالهم يلعبون ..
يضحكون ..
يمرحون ..
يتعلمون ..
ويتجوّلون في كل مكان ..
وأنا في المعتقل ..
أسيرٌ أعاني ظلم السجّان ..
وفي القبر لي جسد
معطر بدمي ..
ومعي دفتر رسمي ..
والألوان ..
وما زالت اثار القصف
تدمي جسمي النحيل
المقسوم نصفين ..
قسم في حضن أمي ..
وقسم تحت الركام ..
هذا مصيركل فلسطيني
يحلم بالشمس تشرق عالأوطان ..!!
أنا الطفل الفلسطيني
سلبوا حقوقي ..
حرّيتي ..
ما عاد لي أمان ..
تقدمت إلى لجنة حقوق الطفل
..والعدالة ..والحرية ..
والإنسان ..
قالوا لي :
ما حجتك .. وما البيان ..
قلت لهم :
سرقوا بيتي ..
دمّروا مدرستي ..
حرقوا كتبي ..
حذفوا من عمري الأزمان ..
حجبوا الشمس عن يومي ..
صادروا مني الأمان ..
أجابوني :
هذا ليس دليل ..
ولا يؤخذ بالحسبان ..
إليكم بيانات أخرى ..
هذه دمائي
تلون الحيطان ..
وأشلائي مبعثرة
وأمنياتي محطمة
وحلمي الذي كان ..
وفي الأقصى
مسرى الحبيب ..
لي صلاة ..وسجود
لله رب الأكوان ..
وفي الكنيسة لي ترنيمة
عن مريم العذراء ..
ولي تراتيل في بيت لحم
مهد الأديان ..
ولي في الأمس أغنية
مطلعها يقول ..
موطني ..موطني ..
غيّروا فيها الألحان ..
حتى أصبحت ..كان موطني
وكان يا ما كان ..!!
قالو لي إرحل يا هذا ..
ليس مسجلا لك عندنا
إسم ..ولا عنوان ..
سنبحث في أمرك ..
وانتظر منا بيان ..
انتظرت وانتظرت ..
وطال الإنتظار ..
والنتيجة ..ضعت أنا
وضاعت الأوطان ..!!
يئست منكم يا أنتم ..
وقررت أن أنتزع حقي
من فم الثعبان ..
هذه كفي ..
كبرت قبل الأوان ..
تلتقط الحجر
من بطن الأرض
وترد به العدوان ..
وعلى جبين الشمس
ترسم الأحلام ..
وتكتب حكايتي
وحكاية الأوطان
لترعب المحتل
وتقهر الطغيان ..
حقي أن ألعب ..
أن أتعلم ..
أن أحلم ..
وأعيش بأمان ..
مثل أطفالكم
يا بني الإنسان ..
أنا مثلكم إنسان ..
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش