التنمية البشرية الاسلامية (نبيل طة)

محاضرات --مقالات- اسلاميات-

عبادة الحب في الله

 

الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله محمد بن عبد الله ، وبعد :

 

أحبتي في الله :

عبادة عظيمة وأجر وافر يغفل عنه كثير من الناس مع أن الحاجة ماسة إلى تلك العبادة في كل حين ، وفي الآونة الأخيرة أشد .

 

لقد عملوا للحب عيدا ً ، ولا يخفى ما فيه مما لا يرضي الرب جل وعلا .

 

، فما أحوجنا نحن المسلمون إلى تلك العبادة الأصيلة .

 

فما هي تلك العبادة ؟ ، وما فضلها ، وشروطها ، وواجباتها ، وتعالوا نمتع الآذان بشيء من أخبار المتحابين في الله .

 

الحب أصله في لغة العرب الصفاء لأن العرب تقول لصفاء الأسنان حبب .

وقيل مأخوذ من الحـُباب الذي يعلوا المطر الشديد .

وعليه عرفوا المحبة بأنها : غليان القلب عند الاحتياج للقاء المحبوب .

وقيل مأخوذ من الثبات ومنه أحب البعير إذا برك .

، فكأن المحب قد لزم قلبه محبة من يحب فلم يرم عنه انتقالا ً .

، وقيل غير ذلك .

 

أحبابنا في الله :

الحب من طبيعة الإنسان ، فالحب عمل قلبي ، ولذا كان الحب موجود منذ وجد الإنسان على ظهر هذه الأرض ، فآدم يحب ولده الصالح ، وابني آدم كان ما بينهما بسبب المحبة ، وتظل المحبة على وجه الأرض ما بقي إنسان .

، ولما كانت المحبة بتلك المنزلة جاء الإسلام ليهذبها ، ويجعل هذا الرباط من أجل الله ، فالمؤمن يحب من أجل الله ويبغض لله يوالي له ويعادي له ، وهكذا الحياة كلها لله " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له "

وقد امتن الله عز وجل بهذا التأليف للقلوب قال سبحانه وبحمده " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءا ً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون "

ـ وقال جل وعلا : " وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ًما ألفت بين قلوبهم " .

 

" محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم "

 

هذه المحبة امتدت لتشمل من رأيناهم ومن لم نرهم .

تأم

 

  • Currently 33/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 81 مشاهدة
نشرت فى 23 مارس 2011 بواسطة nabiltaha

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

5,799