authentication required

حوار جذب انتباهي

أثناء جلوسي على المقهى الثقافي المحبب لي في كل مساء وأنا أقلب في صفحات ديوان شعري أهداني إياه أحد الأصدقاء الشعراء الشبان فكنت أستمتع بموضوعاته المتنوعة وقصائد متباينة الفكر ومختلفة الاتجاه الايدلوجية والنظرة الموضوعية لمعالجة بعض القضايا الاجتماعية التي تطرق إليها شاعر وفجأة جذب انتباهي لبعض الأشخاص ما عرض فيه قضية استوقفتني مليا وأخذت أفكر فيها وفي حالنا وما وصلنا إليه من استهتار وعدم صدق وشفافية وأمانة في التعامل بيننا وبين بعضنا البعض هذه القضية أن أحد الأفراد اشترى قطعة من الأرض وأخذها وتركها فترة ثم عاد إليها  فوجد أن هذه القطعة تنقص في مساحتها عما اشتراه من هذا الرجل فعاد إلى الرجل ينبهه إلى هذا الأمر فلم يستجيب هذا الرجل بل ثار وهاج وماج وتمادى في ثورته كأنه أصيب بجنون تام ولكن الرجل هدأه قليلا وأخذ بخاطره وتناول حديثه بنوع من الرقة واللين وقال له بالله عليك  هذه القطعة لا تنقص مهما مر عليها الزمن فهذه أمانة يا أخي يجب أن ترد إلى صاحبها هكذا علمنا الإسلام وجاءت به الديانات السماوية وأقرت به جميع الأعراف الاجتماعية والخلقية فلم يعترف هذا الشخص فوجدتهم يوجهون لي دعوة للمشاركة في هذه القضية فنظرت إلى الاثنين ووجهت سؤالي لهما من الذي يؤثر أخاه على نفسه ونظرت إليهما نظرة فاحصة متأملة لقسمات وجهيهما فلم يرد علي أحد في بدء الأمر فقلت لصاحب الحق الذي أشترى هذه القطعة هل لك أن  تسامح في هذا الأمر فقال لي المسامح هو الله وأنا فوضت أمري إليه أما الثاني البائع فلم يعيرني انتباها ولم يجب على سؤالي فعندما ألحيت بالسؤال عليه وطلبت منه أن يرد باقي حق الرجل رفض بغرور وتكبر وأنكر ذلك فأحسست أنه غير صادق فقلت لصاحبنا يعوض الله عليك في هذا الأمر وتركتهما لأستكمل قراءتي لهذا الديوان مفكرا في هذه السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا بكل قيمه الحميدة هل هي أخلاقنا التي تربينا عليها ونأمل أن ينشأ عليها أبناؤنا حتى يكونوا لنا الفخر الطيب

مقالة بقلم: نبيل حزين

  • Currently 645/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
215 تصويتات / 273 مشاهدة
نشرت فى 7 أغسطس 2011 بواسطة nabils

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

13,839