د/ نبيلة بن يوسف ،
من أين لك هذا؟ سؤال يجب الدولة ان تطرحه على كل مواطن... مهما بلغت درجته ومراتبه في الدولة .لا اله الا الله، عليها نحيا و عليها نموت ... لا قانون لا دستور قال الله قال الرسول.... كانت الشعارات اتذكرها ترددت في شوارع الجزائر على ألسنة الاسلامويين ... لكن فيما بعد تحولت الى واقع،،،  " من تحتها نديروا حانوت" (حانوت اي محل)... تجول أيها الجزائري في مختلف ولايات القطر الوطني وسترى محلات يعمل فيها ويديرها رجال ملتحون يرتدون القميص، أو من يسمونهم السلفيون، كما تجدهم قد احتكروا أنواع تجارية دون غيرها، فتح محلات لبيع لأعشاب والعسل الطبيعي، بيع الالبسة خاصة (قميص، طاقية، سبحة، سجادة الصلاة، انواع المسك، البرنوس...)،  ومحلات أخرى لبيع الكتب الدينية والأدوات المكتبية،أو محلات للمواد الغذائية.كما كان المنتمون والمتعاطفون مع جبهة الانقاذ الاسلامية لا يرغبون العمل في الوظائف الحكومية استمر السلفيون على نفس النهج، ويرون في التجارة بركة وحركة، كما يرى غيرهم أنها طريقة مثلى لغسيل الاموال.
من أين لهؤلاء المال ليفتحون محلات ملك، ويقتنون سلعا بالملايين، وهل هذه المحلات تاتي بغلتها لدفع رواتب من يعمل فيها؟ خاصة وان كل محل تجده يضم على الاقل شخصين عاملين فيه.
بداية هذه الالفية قد تكون  موعد فتح اكياس الاموال التي ارسلت من الدول العربية على راسها المملكة السعودية لمساعدة ودعم الجماعة الاسلامية الجزائرية. اضف اليها الاموال التي كانت تنهب من اصحاب المال بعد التهديد والوعيد، والاموال التي سرقت قبل عمليات الذبح والقتل، ناهيك عن الاموال  التي  وزعت من خزينة الدولة لتهدئة الأوضاع في اطار المسامحة والمصالحة.
يتساءل بعض المحللين السياسيين عن وصول الاسلاميين للحكم في الجزائر، ودخولهم معتركا سياسيا ام في حراك سياسي على غرار ما حدث في الجوار الاقليمي. ان الاسلاميون في الجزائر لم ينسوا فرصتهم في الحكم و لا يمكن ان يبتعد حلمهم عن فكرة الوصول للحكم . لكن التجربة جعلت السلفيون يؤمنون بمقولة الاقتصاد هو المتحكم في السياسة. وبالمال تشترى الشعوب والمناصب العليا في البلاد، لذلك لا نجدهم اليوم يحاولون أخذ زمام الحكم في الجزائر في انتظار جمع المال  اللازم ليكون طريقهم الاساسي للوصول لاعلى الهرم السياسي في البلاد.