في مملكة العشق
قراءة نقدية في ديوان
( مولاتي )
للشاعر المصري / حمدي الروبي
بقلم الناقد الأدبي المصري/ عاطف عزالدين عبدالفتاح
****************************************************
هذه جولة مجانية يدعونا فيها الشاعر المصري / حمدي الروبي من خلال ديوانه ( مولاتي ) ، لزيارة مملكة العشق .
عنوان الديوان :
العنوان هو عتبة النص كما يرى الناقد أ . د محمد عبد المطلب ؛ وعنوان الديوان هو ( مولاتي ) ، وهذا العنوان يجعلنا أمام قصيدة رومانسية ، ففيها يناجي الشاعر محبوبته ويطلق عليها اسم " الأميرة " فيناديها : " مولاتي " ، وهذا تعظيم للمحبوبة التي يهيم بها الشاعر
قصيدة ( سلطان العاشقين ) :
عنوان القصيدة :
عنوان القصيدة هو ( سلطان العاشقين ) ، وهذا العنوان يعكس لنا كقراء اقتدار الشاعر حمدي الروبي وتمكنه من أدواته الفنية ؛ وذلك لأن الشاعر يخاطب " أميرة " فيختار له صفة تبرز عشقه ، فإذا كان عشاق كثيرون يهيمون بمحبوبته ، فالشاعر هو ( سلطان العاشقين ) ف( سلطان العاشقين ) في مملكة العشق
يقول الشاعر في مفتتح قصيدة ( سلطان العاشقين ) :
( من قبلك كنت سلطان العاشقين
أغزل تيجان فرح للمغرمين
أعصر زيتون صبر للمجروحين
أرسم للحب قصورا ودواوين )
يقول الفليسوف اليوناني الشهير " أفلاطون " :
( إن من تتسنى له فرصة فهم الشاعر الإغريقي هوميروس _ مؤلف الإلياذة والأوديسة _ يهيمن على أساليب الفنون جميعا هيمنة تامة )
ويقول الناقد أ . د أحمد عتما نفى كتاب " الأدب الإغريقي " عن هوميروس :
( هو ينبوع الأدب الإغريقي والروماني ثم الأوروبي والعالمي .
صارت أشعار هوميروس بمثابة كتابات مقدسة توجز جوهر المعرفة الإنسانية وتجسد التفوق البشرى )
ومفتتح قصيدة ( سلطان العاشقين ) يحيلنا إلي ملحمة " الأوديسة " من خلال شخصية " بينلوبي " زوجة " أود يسوس " ، التي تعللت بغزل القماش كي تمنع الذين تقدموا إليها ليتزوجوها لأنهم واثقين من موت زوجها في حرب طروادة .
والشاعر في مفتتح القصيدة يواجه أميرته التي يحبها فهي إذا كانت أميرة ، فهو سلطانا للعاشقين إذ لا يفوقه أحد في عشق من يحبها و يهواها ، فيغزل الشاعر تيجان فرح لكل المغرمين محفزا و مشجعا لهم ليواصلوا العشق في " مملكة العشق " ، عاصرا " زيتون صبر " ؛ وكأن هذا العصير هو الترياق الذي يشفي المجروحين في هذه المملكة .
يعترف الشاعر للقراء أنه لا يكتب إبداعا شعريّا لكنه يصور _ عن طريق الرسم _ قصورا ودواوين لكل العاشقين و المجروحين الذين يتعاطف معهم الشاعر
وفي ختام قصيدة " سلطان العاشقين " يقول الشاعر :
(وردةً في مفرق شعرك
نسمةً حانية تعبث في جسدك
قبلةً تذوب في رحيق شفتيك ..
ثم تنساب على خديكِ ..
تتسلل إلى صدرك ..
فتنام في سكون
سلطانك يا مولاتي قد صار أسيرك
يترقب عرشك ملهوفا
فأنا أعشق فيكِ كبرياء المرأة )
يتحول الشاعر إلي وردة في مفرق شعر أميرته التي يهواها ، وهو كالنسمة الحانية التي تعبث في جسدها بعيدا عن الغرائز والشهوات لأن الشاعر يعكس مشاعره نحو أميرته من خلال الحب العفيف العذري ، لذا يتحول الشاعر إلي قبلة تذوب في رحيق شفتيّ أميرته ، فتنساب القبلة علي الخدين ثم تتسلل إلي الصدر فتنام في سكون وسلام و أمان أي أن الأميرة هي سكن وملاذ الشاعر ، وهي كالأم بالنسبة للطفل الرضيع .
يقر الشاعر _ سلطان العاشقين _ بأنه صار أسيرا لدي أميرته مرتقبا و ملهوفا أن يكون لديها سلطانا ، فهو يعشق في أميرته كبرياءها كامرأة .
إن ديوان " أميرتي " للشاعر المصري حمدي الروبي يجعلنا أمام شاعر متمكن من أدواته ، و مما لا شك فيه
أن القارئ كان سعيدا في الرحلة المجانية التي تمتع فيها مع " سلطان العاشقين " .
الناقد / عاطف عز الدين عبد الفتاح
فريق العمل
- الشاعر علــي تمـام .. المستشار الثقافي.
- المحامية سوزان أحمد..االمستشار القانوني.
- الشاعرة حنان أبوزيد..نائب رئيس مجلس الإدارة/رئيس التحرير.
- الأديب حمدي الروبي .. رئيس مجلس الإدارة.