الذكاء ( تاريخه وقياسه ):
" يرجع تاريخ قياس الذكاء الى (2000عام) إذ وضعت في الحضارة الصينية مجموعة من الاختبارات الموضوعية التي استخدمتها السلطات المحلية في الأقاليم المختلفة بتوجيه من الإمبراطور لاختيار أفضل المرشحين للوظائف المختلفة على المستويين (المحلي والقومي), وتتألف هذه الاختبارات من اختبارات تقيس (الاستعداد للقراءة والكتابة والحساب والقانون).كما قدم أفلاطون على لسان أساتذة سقراط نظرية حول القدرات العقلية أذ قسم البشر الى ثلاث فئات, هي: (الحكام-الفلاسفة ,وهي في أعلى سلم القدرات العقلية, ثم القادة العسكريون, ثم العمال والفلاحون في أدنى السلم), ويعد افلاطون هذه التقسيمات محددة وراثياً .كما يقسم أفلاطون الناس على وفق نوع المعادن الى ثلاثة أقسام (فالحكام مصنوعون من الذهب, والقادة مصنوعون من الفضة, أمَّا العمال والفلاحون فمصنوعون من الحديد), وهذا التحديد الأفلاطوني هو الشكل النهائي غير القابل للتغيير, ولا يمكن مناقشته, لكن أرسطو رأى هذا القياس وعدَّ الناس معادن غير كافية, ما اضطره الى الربط بين الوظائف العقلية والمخ, ووجد أنَّ الذكاء يتكون من ثلاثة جوانب :(الجانب الأول نظري) يتعلق بفهم الجوانب المجردة, أما (الجانب الثاني) فهو عمل يتصل بالمهارة في الحياة العملية , (والجانب الثالث) إنتاجي, يتعلق بالقدرة على الإبداع والابتكار.
ولم يكن العرب بعيدين عن محاولات دراسة الذكاء: فقد ذكر "ابن الجوزي" جانبين رئيسين من الذكاء:
<!--أولهما الذكاء اللفظي, وهو ما يتجلى في الاهتمام بمعاني المفردات والقدرة على معرفة المعنى الواحد باختلاف الكلمات المعبرة عنه,
<!-- وثانيهما :الذكاء العملي, أو القدرة على حل المشكلات التي تعتمد على إدراك المشكلة وسرعة الاستجابة لها, وجاءت دراسة "إبن جوزي" في ضوء أهمية اللغة في حياة العرب قبل الإسلام وبعده .
وبعد النظرة القاصرة للذكاء, دخلت البشرية مرحلتها العلمية في دراسة الذكاء والقدرات العقلية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين, على يد الإنكليزي (فرنسيس غالتون) والفرنسي (ألفريد بينيه) .
وسيكون هناك قدر كبير من الاختلاف في الرأي , إذا طلب من الكثير من علماء النفس الذين يبحثون في العمليات العقلية أن يعرفوا الذكاء إذ يفترض علماء السلوك ان " الذكاء في جوهره قدرة عامة واحدة ، بينما يحاول آخرون البرهنة على انَّه يعتمد على كثير من القدرات المنفصلة, ويعد العالم الشهير( تشالز سبيرمان) (1863-1945) هو صاحب وجهة النظر القائلة بأن الذكاء عبارة عن (قدرة عامة واحدة ) وبين أن المهام العقلية جميعها تتطلب خاصتين الذكاء العام والمهارات الخاصة بمفردات تللك المهام ,
أمَّا ثيرستون (1887-1955) مهندس الكهرباء الأمريكي الذي أصبح مصمم اختبارات شهير, فقد اعتنق وجهة نظر ( القدرات المنفصلة ) وذكر أنَّ عامل الذكاء العام لدى (سبيرمان) كان في الواقع عبارة عن سبعة مهارات متميزة وهي " :
<!--الجمع والطرح والضرب والقسمة
<!--الكتابة بيسر
<!--فهم الأفكار المقدمة في صور مكتوبة
<!--الاحتفاظ بالانطباعات
<!--حل المشكلات المعقدة بالإفادة من الخبرات السابقة
<!--ادراك الاحجام والعلامات المكانية بدقة
<!-- سرعة مطابقة الأشياء ودقتها
مفهوم الذكاء:
كما هو معروف فإن فكرة اختلاف الأفراد في القدرات فكرة مقبولة على نطاق واسع , وعلى أساس هذه الفكرة يمكن تسمية الفرد بأنه ذكي أو أكثر ذكاءً أو أقل ذكاءً , " وإنَّ الاتفاق على تعريف محدد للذكاء أمر صعب فمثلاً يطلق معلم الرياضيات على طالب معين بأنه ذكي في حل المعادلات الرياضية ، في حين أنَّ هذا الطالب نفسه لا يتمكن من الاستمرار في الحديث مع طالب آخر أكثر من ثلاث جمل , لذلك فإن الخبراء غير محصنين من الاختلاف حول ماهية الذكاء إذ طلب من مجموعتين من الخبراء تحديد ماهية الذكاء في مدتين متباعدتين , الأولى كانت عام (1921) والأخرى عام (1986) وأعطت هاتان المجموعتان تعريفات متباينة للذكاء أمكن تلخيصها بمحورين أساسيين , هما:
المحور الأول : الذكاء هو القدرة على التعلم من التجارب
المحور الآخر : الذكاء هو القدرة على التكيف مع البيئة التي يعيش فيها الفرد ".
وإنَّ فكرة تباين الأشخاص من حيث الذكاء موجودة منذ زمن ، وتولد جدل كبير حول معنى الذكاء ، وإنَّ علماء النفس لم يتوصلوا الى اتفاق محدد حول مفهوم الذكاء على الرغم من تعدد المفهوم واختلافه الذي يكونه كل عالم حول الذكاء، إلاَّ أنَّ التعريفات معظمها تتحدث عن قدرة الفرد ، وإنَّ هناك عدم اتفاق على القدرة التي تشير اليها هذه التعريفات ، ويقصد به " مجموع قابليات الفرد للعمل المجدي والتفكير المنطقي والتعامل المستمر مع البيئة "
ويعرف الذكاء بأنه " القدرة الكلية للفرد على العمل الهادف والتفكير المنطقي والتفاعل الناتج مع البيئة "
" ويعد مفهوم الذكاء من أكثر المفاهيم السيكولوجية التي يدور حولها الحوار والجدل، ليس فقط بين علماء النفس والمشتغلين بالقياس، وإنما يبين مستعملي اختبارات الذكاء والمختبرين، ويرجع ذلك إلى ما ترتب على هذا المفهوم وأساليبه القياسية من تعدد وجهات النظر في المجالين التربوي والاجتماعي, غير أنَّ ذلك لم يمنع علماء النفس من الاستمرار بقياس الذكاء وبناء اختبارات تتميز درجاتها بالثبات وفاعليتها في التنبؤ بما يدل على أنَّ هذه الاختبارات تقيس شيئاً معيناً إذ أظهرت اختبارات الذكاء ارتباطات مرتفعة تصل إلى (80%) بين البعض منها وهذا ما يؤيد وجهات نظر بعض علماء النفس الذين يؤيدون استعمال اختبارات الذكاء لقياس القدرات الفردية للأشخاص المختبرين"
ويعرف بأنه " القدرة على اكتشاف الصفات الملائمة للأشياء، وعلاقة بعضها ببعض وهو القدرة على التفكير في العلاقات أو التفكير الإنشائي الذي يتجه الى تحقيق هدف ما "
وعرفه ( وكسلر Wechsler ) بأنه قدرة الفرد الكلية لأن يعمل في سبيل هدف, وأن يفكر تفكيراً رشيداً, وأن يتعامل بكفاية مع بيئته . "
ويشير(عبد المجيد نشوان)الى أنَّ " اهتمام علماء النفس ببحث مفهوم الذكاء لارتباطه بالسلوك وبواعثه ودوافعه المختلفة ومظاهر النشاط العقلي كالتعلم والتفكير وحاول الكثير منهم تعريفه، والمفهوم الحديث للذكاء يقوم في جوهره على أنَّه (موهبة المواهب وقدرة القدرات أو هو المحصلة العامة للقدرات العقلية والمعرفية جميعها) ".
ويعد الذكاء " أحد مظاهر النمو العقلي، لذلك هناك مبدأ يمكن تأكيده، وهو أنَّ الذكاء ينمو مع العمر ، لأن النمو العقلي المعرفي ينمو مع العمر ، والذكاء أحد مظاهر النمو العقلي المعرفي . "
وتوجد مجموعة أٌخرى من التعريفات توحد بين الذكاء وبين القدرة على التكيف أو التوافق مع البيئة التي تحيط بالفرد, ومن هذه التعريفات تعريف (جودانف Goodenough ) " بأن الذكاء هو القدرة على الإفادة من الخبرة للتوافق مع المواقف الجديدة . أو تعريف بتنر Pintener بأنه قدرة الفرد على التكيف بنجاح مع ما يستجد في الحياة من علاقات . "
ويعرف (فؤاد البهي السيد 1995) " الذكاء بأنه قابلية الحصول على المعرفة وتطبيقها أو آنه قابلية الفرد على فهم العالم من حوله وتوصله إلى معالجة التحديات في هذا العالم, وقسم الذكاء إلى":
<!--الذكاء المادي: وهو القدرة على معالجة الأشياء والموضوعات المادية ويتجلى ذلك في المهارات اليدوية والحسية والحركية.
<!--الذكاء المجرد: وهو القدرة على فهم الأفكار والمعاني والرموز والمفردات ومعالجتها.
<!--الذكاء الاجتماعي: هو القدرة على فهم الآخرين والتفاعل معهم
ومن خلال ما تقدم يمكن تحديد بعض القدرات التي تسود مفهوم الذكاء ، في تعريفات الذكاء معظمها وهي:-
<!--القدرة على التفكير المجرد .
<!--القدرة على التعلم .
<!--القدرة على حل المشكلات .
<!--القدرة على التكيف والارتباط بالبيئة
ويرى الباحثون في تباين القدرات التي تشكل تعريفات متنوعة عن الذكاء اَّنها لا تعني بالضرورة استقلال بعضها كليا عن بعض، فجوانب التشابه بينها أكبر من الاختلاف ، فعلى سبيل المثال فإن " القدرة على التفكير المجرد تعزز القدرة على التعلم ، وإنَّ القدرة على حل المشكلات تكمن في القدرة على التكيف ، وذلك حاول( ستودارد Stodard) أن يجمع هذه القدرات مع قدرات أٌخرى ويدمجها في تعريف واحد شامل للذكاء.
ومن خلال ما سبق يتضح أنَّ الأفراد يختلفون في حياتهم اليومية من ناحية تصرفاتهم اليومية ، وإذا كان السبب في ذلك يرجع الى نمط معين من السلوك لكان أداء الأفراد يتشابه في تصرفاتهم تجاه المشكلة الموحدة ، لأن أجهزتهم الحيوية واحدة وجميعهم ينتمون الى الجنس البشري ، ويختلف الأفراد في تصرفاتهم على الرغم من وجودهم في بيئة واحدة .
ويمكن التمييز بين الجوانب النفسية للذكاء والتي تتمثل في "
1-التكوين المعرفي : هناك فروق فردية في الذكاء وفي القدرات الخاصة .
2-الوظيفة العملية المعرفية : أي طبيعة الذكاء من حيث التمييز بين العمليات العقلية التي تحتاج الى ذكاء مرتفع والى ذكاء أقل .
3-عوامل بيولوجية ، وعوامل نفسية ،وعوامل إجرائية .
أماَّ (اورموود Ormrod ) فلخصت أهم ما ورد من أفكار في تعريفات الذكاء في عدة محاور :
<!--الذكاء التكيفي: إذ يتضمن تعديل سلوك الفرد كي يتمكن من إنجاز مهمات جديدة بنجاح
<!-- الذكاء يرتبط بالقدرة على التعلم : فالأفراد الأذكياء يتعلمون بشكل أسرع وأسهل من الأفراد غير المصنفين بالذكاء .
<!-- الذكاء يرتبط بالثقافة التي يحيا فيها الفرد : فالسلوك الذكي في ثقافة ما ليس بالضرورة أن يكون سلوكاً ذكياً في ثقافة أٌخرى .
<!-- الذكاء يشتمل على توظيف المعرفة السابقة: في تحليل المواقف الجديدة والعمل على استيعابها للإفادة منها في مواقف جديدة .
<!-- الذكاء يتضمن التنسيق والتفاعل: بين مجموعة متباينة من العمليات العقلية المعقدة .
أنواع الذكاء:
يرى (عبدالله الوليلي) ،أن هناك ما لا يقل عن سبعة أنواع للذكاء ، والمخطط التالي يوضح ذلك
الذكاء |
المهنة |
المكونات الرئيسة |
المنطقي الرياضي |
العالم الرياضي |
حساسية وقدرة فائقة على معالجة الأنماط المنطقية والرياضية والقدرة على القيام بسلسلة معقدة من الاستدلال |
اللغوي |
الشاعر ، الإعلامي |
حساسية للأصوات والمقاطع ومعاني الكلمات وحساسية لوظائف اللغة المختلفة |
الموسيقي |
الملحن ، العازف |
القدرة على إنتاج وتقدير الإيقاعات والنغمات والاستمتاع بالتعبيرات الموسيقية المتنوعة |
المكاني |
المعماري ، النحات |
القدرة الدقيقة على إدراك المحيط البصري – المكاني والقدرة على أداء تحويلات لإدراكات الفرد الأولية |
الجسمي–الحركي |
اللاعب ، الراقص |
القدرة في السيطرة على حركات الجسم والتعامل مع الأشياء بمهارة فائقة . |
بين الأشخاص (الاجتماعي) |
معالج نفسي, رجل مبيعات |
القدرة على التمييز والاستجابة لأمزجة ودوافع ورغبات الآخرين بشكل مناسب |
داخل الشخص (الشخصي) |
لديه معرفة دقيقة وتفصيلية عن ذاته |
التعرف بسهولة على المشاعر الذاتية والقدرة على التمييز بينها ومعرفة الفرد بجوانب قوته وضعفه ورغباته وذكائه |
الذكاء في الفعاليات الرياضية (الذكاء الميداني) :
ويقصد بالذكاء الرياضي أو(ذكاء اللعب) " قدرة الفرد العقلية على حسن التصرف في أثناء مواقف اللعب المتعددة واستثمار ما لدى الفرد من ذكاء لتحقيق أقصى ما يمكن من نتائج "
ويعد (جورج كولتلوسكي,2006)" أحد أبرز لاعبي الشطرنج في العالم. و قد اعتمد في تفوقه في هذه اللعبة على ذاكرته الخارقة أكثر من مهارته في اللعب, فقد استطاع بفضل هذه الذاكرة أن يلعب مع عدد كبير من الخصوم في وقت واحد و هو معصوب العينين. و قد أدى ذات مرة أمام جمهور واسع "رحلة الحصان" و هو معصوب العينين. و تقوم هذه اللعبة على جعل الحصان ( في لعبة الشطرنج ) يجتاز كامل رقعة الشطرنج بخطوات قانونية صحيحة, شرط ألا يستعمل أي مربع أكثر من مرة واحدة. و قد سجل أرقاماً قياسية كثيرة في هذه اللعبة "
ويجب أن يقتنع كل من المدرب واللاعب في أنَّ القدرات العقلية تحتاج الى تدريب مستمر حتى يمكن استخدامها الاستخدام المتقن في أثناء المباراة ، ويظهر ذلك بوضوح في اختلاف القدرة على التصرف الخططي السليم بين اللاعبين كلهم في اثناء المباراة .
وأثبت (كمال عبد الحميد و حسانين 1987) " وجود علاقة ارتباط طردية بين الذكاء وأربعة عناصر من عناصر اللياقة البدنية هي التوافق والتوازن, والرشاقة, والدقة مجتمعه ومنفردة ", كما إنَّ" الدراسة الفاحصة للعقل والجسم توضح أنَّ أيا منهما لا يستطيع العمل بمفرده ، فليس الغرض من الجسم أن يحمل العقل فقط ، فتنمية اللياقة البدنية تؤدي الى استخدام العقل استخداما فعالاً ومؤثراً "ويذكر (محمد حسن علاوي,1978) " بأن الذكاء في النشاط الرياضي قدرة عامة تبين المستوى العقلي العام للاعب وشرطاً مهماً للنجاح في الأنشطة الرياضية معظمها لاسيما تلك الأنشطة التي تتطلب سرعة إدراك المعوقات في مواقف اللعب المختلفة ", وإنَّ الذكاء له دور كبير في ممارسة النشاط الرياضي، " فالفعاليات الرياضية تختلف فيما بينها لما تتطلب من نسبة ذكاء اللعب، التي يتميز بها الفرد الرياضي، فبعض الألعاب تحتاج الى ذكاء عالِ للوصول الى المرتبات العليا فيها، والبعض الآخر يحتاج الى درجة ذكاء أقل لاسيما تلك الألعاب التي تجري على نمط واحد معروف ".
وأشارت الدراسات الحديثة الى أنَّ ممارسة الرياضة تزيد الإنسان ذكاءً " فالذكاء عبارة عن مجموعة من العمليات البيولوجية المعقدة التي تنفذها مئات المليارات من الوصلات المباشرة وغير المباشرة بين مليارات الخلايا العضلية في المخ ، وتعمل الرياضة على تحسين هذه العلاقات وتفعيلها بما يزيد عقل الفرد ذكاءً وحدة ، والرياضة تعزز قابلية المخ على التعلم وكسب الخبرات ، وتكشف فحوص المخ عن ممارسي الرياضة أنَّ الخلايا العصبية قد ازدادت في قشرة الدماغ، وفي منطقة تدعى (الهيبوكامبوز) ليس لدى الشباب فحسب، بل ببن المسنين أيضاً ،والمهم جداً في هذه الحالة أن تتم ممارسة الرياضة بشكل طوعي وبرغبة لأن الفحوص قد كشفت بأن قسر الأفراد عن ممارسة الرياضة يصيبهم بقلق وتوتر يبدد قابلية المخ على تنمية عدد خلاياه "
ويشير (ممدوح محمدي ومحمد علي 1998) الى أنَّ " لعبة كرة القدم تتطلب درجة عالية من ذكاء اللاعب, فاللاعب الذكي يتميز بسرعة وحسن التصرف في مواقف اللعب المتغيرة, وأقدر على سرعة الإدراك وقراءة الموقف لتوقع سلوكك المنافس في أثناء اللعب, ويمكن قياس ذكاء اللاعب بوساطة اختبارات المواقف، وهي الاختبارات التي تعمل على خلق مواقف وظروف عملية لما يحدث في المباراة ثم ملاحظة تصرف اللاعب في هذه المواقف وتحديد صحته من عدمها.
ويضيف(ممدوح محمدي,1998) وفي التدريب يستطيع المدرب أن يضع اللاعب في مركز معين لمحاولة توظيفه لهذا المركز تبعاً لإمكانيات اللاعب ،ويقوم بتدريبه على واجبات هذا المركز ولمدة معينة مع إعطائه بعض المشكلات الخططية وحلولها والتي تحدث في المباريات, وذلك لمدة معينة , بعد ذلك يقرر عما إذا كان اللاعب يصلح لهذا المركز أم لا يصلح ، وذلك في ضوء استجاباته, ولاعب كرة القدم لا يكفيه أن يتميز بالقدرة العامة على الذكاء فقط ،بل ينبغي أن تكون لديه القدرة العقلية على استيعاب خطط اللعب وتغيراتها ،وطبقا للعب وتصرف الزملاء المنافسين , لذا فاللاعب الذكي (اللماح) يستطيع أن يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب وبالسرعة المناسبة. وكرة القدم من الألعاب التي يعدها البعض كفاحاً بين ذكاء اللاعب في مقابل ذكاء منافسه, كذلك فإن ذكاء المدرب يقابل ذكاء المدرب المنافس وذلك لمدى صلاحية خطة المباراة التي يضعها, كذلك التنبيهات الفنية التي يعطيها بين الشوطين تبعاً للتغيرات الخططية للمباراة، وهل هذه الخطط البديلة أتت ثمارها أولا وذلك في ضوء استجابات الأداء للفريق". وهناك بحوث علمية عديدة تشير الى أنَّ هناك علاقة بين درجة ذكاء الفرد وقابليته على تعلم الفعاليات الرياضية والتقدم فيها " والفكرة السائدة اليوم تؤيد أنَّ هناك علاقة بين درجة الذكاء الرياضي والقابلية على تعلم الفعاليات الحركية المعقدة فقط، ويمكننا توقع علاقة إيجابية بين درجة ذكاء الرياضي وقابليته في تنفيذ حركة معقدة في الجمنا ستك أو تنفيذ خطة هجومية معينة في كرة القدم أو كرة السلة، أمَّا الفعاليات البسيطة
فلا علاقة للذكاء في تعلمها والتقدم فيها ، إنَّه لمن المنطق أن نعتقد عدم وجود علاقة مهمة بين ذكاء الفرد وقابليته على أداء حركات عضلية بسيطة تتضمن القوه أو السرعة أو المطاولة ".
ويشير, ( 1990 Lawernce )إلى " أنَّ الذكاء هو مادة التفكير ، وهو حشو المادة الخام التي نصنع منها الأفكار، ومن الصعب أن يتخيل الفرد أن هناك أي مضمون أو سياق لا يحتاج إلى ذكاء، امَّا التفكير فهو مهارة تقوم بتوظيف هذه المادة وجعلها فعالة "
كما يشير كل من (فرات جبار سعد الله وخورشيد الزهاوي )الى" أننا يمكن ان نطلق تسمية اللاعب الذكي على اللاعب الذي يمتلك القابلية الجيدة والاستعداد العالي الكبير لتعلم مفردات عناصر اللياقة البدنية ولديه القدرة العالية على استخدام ما تعلمه لحل المشكلات التي تواجهه في أثناء المباراة , وعندما سؤال الموسيقي الشهير( موزارت ) عن إبداعاته الموسيقية وابتكاراته الرائعة في هذا الفن الرفيع كيف يكون ظهورها ومتى، أجاب،
( في مثل هذه الظروف تتدفق أفضل أفكاري بوفرة كبيرة لكنني لا أعرف من أين تأتي وكيف يحدث ذلك، كذلك لا أستطيع إجبارها على الظهور ), فهذا ماي حدث تماماً بالنسبة الى لاعب كرة القدم وحركاته الابداعية خلال المباراة ، فعندما تتوافر ظروف نفسية معينة وتتشابك القيود على اللاعب , ويعتقد البعض أن الحلول السليمة غير ممكنة التحقيق، نرىَ انَّ اللاعب عندما يكون لديه قدر معقول من الذكاء سيقوم بحركة إبداعية جديدة يحسم بها الموقف لصالح فريقة, وتتوقف عملية النجاح بكرة القدم وتحقيق الفوز على اَمور متعددة منها ،الإعداد البدني والمهارى والخططي , ومقدار استعمال كل منها في الوقت المناسب ،والطريقة المثلى ومنها مقدار قوة الخصم وظروف المباراة ، ويأتي الذكاء ليحتل مكاناً وسط هذه العوامل , ونتصور أنَّ اللاعب الذي هو أكثر ذكاء يصلح للعبة في المستقبل , لأن الذكاء هو واحد من العوامل المتعددة تخلق من الفرد لاعباً متميزاً بكرة القدم , كما أنَّ اللعب الحديث تعقدت متطلباته وتشعبت حركاته وأصبح القدر الجيد من الذكاء عند اللاعب يعينه على النجاح بمهمته . فعندما يجتاز اللاعب المشاكل المتعاقبة خلال سير المباراة ويكون مسلحاُ بمقومات النجاح ولديه قسطاً جيداً من الذكاء فإن الحلول المطلوبة آتية لاريب فيها , كما أنَّ هناك عوامل مساعدة تعين الذكاء على تحقيق أهدافه بالنسبة الى لاعب كرة القدم منها :
<!--ان يمتلك اللياقة البدنية .
<!-- ان يمتلك مهارات فنية عالية .
<!-- لديه خطط متنوعة .
<!-- لديه تقدير جيد للمواقف .
<!--تحليل صائب للظروف المحيطة .
واذا كان اللاعب يحتاج الى شيء من الذكاء في أثناء حركته البدنية وأدائه المهاري فانه يحتاج الى الذكاء عندما يقوم بالحركات الخطيطية "