المقابلة الإرشادية: Interview.
هي علاقة اجتماعية مهنية دينامية وجهاً لوجه بين المرشد والمسترشد في جوٍ من يسوده الثقة المتبادلة بين الطرفين يتخللها تفاعل اجتماعي هادف وتبادل للمعلومات والخبرات والمشاعر والاتجاهات. وهي نشاط مهني هادف وليست محادثة عادية. ( زهران، 2002 ).

أهداف المقابلة:
. بناء علاقة مهنية بين المرشد والمسترشد أساسها الثقة المتبادلة.
. مساعدة المسترشد للكشف عن الحلول الممكنة بطريقة تعاونية.
. العمل على توجيه المسترشد ليفهم ذاته وإمكاناته وقدراته لاتخاذ القرارات المناسبة.
. مساعدة المسترشد على التكيف مع نفسه وبيئته. ( أبو غزالة، 1991 ).

أنواع المقابلة:
(أ) من حيث الأسلوب:
مقابلة مبدئية: وهي المقابلة التمهيدية مع المسترشد ويتم فيها الاتفاق على الإجراءات الإرشادية اللاحقة، وتحديد موعد اللقاءات، والتعارف وبناء الثقة والإلمام بتاريخ الحالة بصورة عامة.
• مقابلة قصيرة: وتستغرق وقتاً قصيراً عندما تكون المشكلة بسيطة وطارئة وسهلة وواضحة. وقد تكون مقدمة لمقابلات أخرى لاحقة.
• مقابلة مقيدة مباشرة: وهي التي تكون مقيدة بأسئلة محددة ومعدة مسبقاً من قبل المرشد بهدف الحصول على معلومات محددة ومقننة,
• مقابلة حرة غير مباشرة: وهي غير مقيدة بأسئلة أو معلومات أو تعليمات محددة بل تترك للمسترشد الحرية في طرح الأفكار التي يريد عن كريق التداعي الحر للأفكار والمعاني وبطريقته الخاصة.( زهران، 2002).
(ب)من حيث الغرض: 
- مقابلة أولية: تهدف إلى التعرف على طبيعة المشكلة.
- مقابلة تشخيصية: تهدف إلى تشخيص المشكلة التي يعاني منها المسترشد.
- مقابلة إرشادية: تقدم بها معلومات محددة تتعلق بموقف يواجه المسترشد ويحتاج فيه إلى توجيه بسيط.
- مقابلة علاجية: وتستغرق عدة جلسات وتفيد في مجال الإرشاد والعلاج النفسي وتهدف إلى تعديل وتغيير وتوجيه السلوك لصالح المسترشد.(أبو غزالة، 1991).

عوامل نجاح المقابلة: 
تتلخص هذه العوامل بمراعاة السرية التامة، وبناء الثقة مع المسترشد، وجعل المقابلة موقف تعلم وفرصة لفهم الذات والتبصر بها، وتمتع المرشد بالمعلومات والخبرات اللازمة لنجاح المقابلة.
وهناك عوامل خارجية تساهم في نجاح المقابلة منها المكان الذي يبعث على الأمان، وبعيداً عن الضوضاء، وطبيعة الجلسة حيث يفضل أن تكون على شكل زاوية وبمواجهة المسترشد، ويجب أن يعطى الوقت الكافي لإجراء المقابلة وبطريقة محددة قد تتراوح ما بين نصف ساعة إلى ساعة بحسب المرحلة العمرية للمسترشد.

خطوات إجراء المقابلة:
على المرشد أن يكون له فلسفة إرشادية واضحة ينطلق منها، وعليه أن يدرس كل ما يتعلق بميول المسترشد وخصائصه ومشكلاته ومساعدته في تجاوزها، ولكي ينجح في ذلك عليه اتباع الخطوات التالية:
بداية المقابلة:
على المرشد الانتباه في بداية المقابلة لبعض الأسئلة التي تدور في ذهن المسترشد، ومنها: ماذا سيحدث خلال اللقاء ؟. هل يمكن لهذا الشخص (المرشد) أن يساعدني ؟. هل يمكن الوثوق بهذا الشخص ؟ .
أما المرشد فعليه الانتباه لبعض الأسئلة التي تدور في ذهنه هو الآخر: ومنها: هل هذا المسترشد يثق بي ؟. ما أفضل الطرق للعمل معه ؟. من أين نبدأ ؟. كيف يمكن الاستفادة من الوقت ؟. ما جدية هذه المشكلة ؟. 
وكلما كان المرشد قادراً على تطوير آلية للتواصل اللفظي فهذا يعني نجاحه في بداية المقابلة بنجاح.
طرح الأسئلة:
تعتبر عملية طرح الأسئلة من المهارات الأساسية للاستماع الفعال بحيث تكون الأسئلة واضحة ومحددة وقصيرة ومتناسبة مع الموضوع وبطريق تبعث على الراحة والإجابة وتبتعد عن الإحساس بأن المسترشد يخضع للتحقيق، وعلى المرشد الانتباه لنوع الأسئلة وخاصة الأسئلة الوصفية والمفتوحة النهاية والإخبارية المساعدة على التواصل وجمع المعلومات.
تعليقات المرشد وفترات الصمت:
تعتبر تعليقات المرشد من أهم الوسائل التي تبعث على الإثارة لدى المسترشد وتشجعه على التواصل الإيجابي مع المرشد، ومن هذه التعليقات: تلخيصات المرشد، وإعادة الصياغة لبعض العبارات الغامضة، والإيماءات اللفظية وغير اللفظية، وكذلك فترات الصمت الباعثة على التركيز وإعادة المسترشد إلى الموضوع.
إنهاء المقابلة والتسجيل: 
يستطيع المرشد إنهاء المقابلة إذا شعر بأن المسترشد قد امتنع عن الحديث ملا يستطيع المواصلة، أو إذا كان المسترشد يتحدث بطريقة متواصلة دون توقف ولا يرتب كلامه ولا يسيطر عليه، أما إذا كانت المقابلة هي الأخيرة فعلى المرشد التأكيد للمسترشد بأنه يستطيع اللجوء إليه في أي وقت يشاء.
ويكون تسجيل المقابلة بعد انتهائها مباشرةً وذلك خوفاً من تصبح عملية التسجيل عائقاً أمام المسترشد في الحديث بحرية وتلقائية.
وأخيراً فإن نجاح المقابلة يعتمد أساساً على امتلاك المرشد للمعلومات والخبرات الكافية وظهوره بمظهر مناسب أمام لمسترشد، بالإضافة إلى قدرته على تهيئة أجواء آمنة لتنفيذ المقابلة وتعزيز دور المسترشد والعمل معه بطريقة تفاعلية وجماعية.

وفيما يلي نستعرض جميع جوانب المقابلة الأولى :

المقابلة الأولى : :Initial-Interview

إن المسترشد حين يمشي خطواته الأولى إلى مكتب المرشد يعتريه جانب من القلق والخوف ، فهو أشبه بمن يقبل على تجربة جديدة ، مع فارق آخر هو

أن مسترشدنا يمشي خطواته ومعه مشكلة أو مشغلة قد تكون هي أصلا قلقه أو خوفه أو حزنه 00 وهاهو المرشد قد أعد لمقابلة المسترشد ، وليبدأ علاقة مع شخص ربما ـ وهذا هو الأغلب ـ لم يسبق له معرفته ، وإن كان في بعض الأحيان يكون قد رآه أو عرفه

إنها الخطوات الأولى التي سيبدأ بها المرشد مع المسترشد علاقته يبني عليها المرشد كثيرا من خطوات عمله وتوقعاته ، وهو يود أن تأتي كما يتمنى : دافئة ، مترفقة ، لا زيف فيها ، تشيع الأمن في نفس المسترشد وتقول له :

هذا المرشد يهتم بمشكلتك ، ويقدرك كإنسان ، وهو جدير بثقتك فإذا نجحت الخطوة الأولى ـ والتي يطلق عليها المقابلة الأولى ، أو مقابلة التهيئة ـ فإن توقع المرشد لنجاح عمله مع هذا المسترشد يكون عاليا ، أمّا إذا لم تنجح هذه الخطوة في تكوين علاقة الألفة بين المرشد والمسترشد فإنّ عملية الإرشاد قد لا تمضي بعيدا عن هذه الجلسة

إن اصطلاح المقابلة Interview قد يحمل إلى أذهان البعض تلك الصور التي عهدها في مقابلات الاختبارات ومقابلات الالتحاق بالمعهد أو بالوظائف ولهذا ستكون مقصورة في الاستخدام لتلك الجلسة الأولى بين المرشد والمسترشد لما لها من طبيعة جمع بعض المعلومات عن المسترشد ومشكلته أمّا باقي المقابلات في عملية الإرشاد التي تعقد بعد ذلك بين المرشد والمسترشد فسوف يكون تسميتها جلسات الإرشاد Counseling-Sessions

وفيما يلي عرض لبعض الجوانب المتعلقة بالمقابلة الأولى :


1/ موعد المقابلة :

يحتاج المرشد أن يحدد موعدا لمقابلة المسترشد ، ويكون المسترشد على علم بهذا الموعد الذي يشتمل على اليوم والتاريخ والساعة ، ويمكن إعلام المسترشد مباشرة عندما يحضر لمكتب المرشد ( بمعرفة المرشد نفسه أو السكرتير ) ، أو إخطاره عن طريق الجهة التي أحالته إلى المرشد إن المرشد الذي يتصور نفسه في موقف المسترشد ، حيث يأتي لموقف الإرشاد في خطواته الأولى يحمل إمكانية حل مشكلته من عدمه هذا المرشد لن يتهاون في الاستعداد لمقابلة المسترشد في الوقت المحدد تماما

إنه أول الانطباعات التي ترسخ لدى المسترشد حول هذا المرشد ، وهي رسالة تحمل للمسترشد اهتمام المرشد به ، والاستعداد لبحث مشاغله ، والتزامه بالمسؤولية ، وإخلاصه في العمل ، وفي نفس الوقت فإن هذا السلوك الملتزم بالوقت يتيح أمام المسترشد نموذجا سلوكيا قد نحتاجه كجانب علاجي وخاصة مع الطلاب الذين قد تكون مشكلتهم الأساسية هي عدم القدرة على تنظيم الوقت وإنما يمتد ذلك لكل الجلسات التالية في الإرشاد وفي تحديد المقابلة الأولى يحتاج المرشد أن يقدر إلحاح المشكلة إذا كان على علم بها مثلا ( الحالات التي تحال لوجود مشكلة انفعالية حادة ) ويجب ألاّ يكون الموعد المحدد بعيدا لمعرفة المرشد بحاجة المسترشد لمساعدته ( الشناوي ، 1996 )

2/ مكان المقابلة : ( بيئة الإرشاد )

تلعب البيئة التي يقوم فيها المرشد بعمله الإرشادي مع المسترشدين دورا كبيرا في نجاح العملية الإرشادية ، ولا ننسى ونحن نهيئ بيئة الإرشاد والتي تتمثل أساسا في مكتب المرشد وما يعتريه من مشاعر وانفعالات حين يأتي إلى مكتب المرشد ، والبيئة المطلوبة هي التي ستشع في المسترشد الإحساس بالدفء ، والود 0 ورغم أن بعض الباحثين يرى أن المرشد الماهر يمكنه أن يعمل تحت أي ظروف ، إلا أنه من الأفضل ـ طالما توفرت الإمكانيات ـ أن يهتم المرشد بإعداد البيئة التي تساعد على تكوين مشاعر الأمن والطمأنينة في نفس المسترشد لقد اهتم كثير من الباحثين بأهمية تهيئة المكان الذي يتم فيه الإرشاد وعلاقته باستجابة المسترشدين في الإرشاد 
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الإرشاد النفسي http://www.irshady.com/t4936.html#post9122

ففي دراسة قام بها ( هاس وديماتيا 1976 ) حيث درس الباحثان تأثير حجم الغرفة ، وترتيبات الأثاث على التعبير اللفظي والاستجابة اللفظية للمسترشد 0 وقد أوضحت الدراسة أن الغرفة الصغيرة أدت إلى خفض عدد الإشارات الموجبة للذات من جانب المسترشد 0 وفي دراسة قام بها ( شايكين ديرليجا وميلر 1976 ) تبين لهما أن الانفتاح الشخصي ـ والذي يعتبر من المحاور الأساسية في الإرشاد ـ من المسترشد يزداد فيه الجانب الودي بشكل كبير عندما تكون الحجرة ( مكتب المرشد ) ذات تأثيث روعي فيه البساطة عما لو كانت ذات تأثيث معقد 0 كذلك اهتم باحثون آخرون بدراسة ترتيب المقاعد ومكان الجلوس وعلاقتها ببعض جوانب العملية الإرشادية 0

ومن دراسة أجراها) برمكان ومولر 1973 ) حول ترتيبات الجلوس اتضح للباحثين أن الأفراد الذين كانوا يتصفون بالسلبية والاعتماد على غيرهم ، وكذلك الذين يبدون تحفظا مع ذوي المكانة يفضلون وجود مسافة أكبر بين المقاعد ، على حين أن الأشخاص الذين يميلون للسيطرة ولديهم الثقة في أنفسهم والاستقلالية يفضلون الجلوس في مقاعد متقاربة 0 لكن اتساع الغرفة وتأثيثها من الأمور التي قد لا يستطيع المرشد التحكم فيها ، ويجب ألاّ يشغل نفسه كثيرا بها ، فقد يهمنا في حجرة الإرشاد أن تتوافر فيها الطمأنينة للمرشد ، والخصوصية بحيث لا يكون هناك مقاطعات للعمل الإرشادي ، ويمكن للمرشد أن يحول مكالماته الهاتفية إلى السكرتارية أو أن يفصل جهاز الهاتف 0 
كما ينبغي ألاّ تكون هناك مقاطعة للجلسة الإرشادية بدخول أشخاص إلى الغرفة 0 وليس هناك أسوأ بالنسبة للمسترشد وأيضا للمرشد من توقف المرشد عن الإرشاد للرد على مكالمة هاتفية أو مقابلة شخص ثم يعود إلى الجلسة ليقول للمسترشد : أين كنا في الحديث ؟ أو هيا نعود إلى ما كنا نتحدث فيه 0 
أمّا الأثاث فيكفي في الغرفة مقعدان مريحان معدان لاستخدام المرشد والمسترشد ، وإذا استخدم المرشد المقعد الذي يجلس عليه عادة خلف مكتبه فإن عليه أن يجلس المسترشد بجانب المكتب وليس في الناحية الأخرى منه 0 وتعتبر المسافة التي تفصل المرشد عن المسترشد هامة ، إذ يجب ألاّ تكون كبيرة فتؤدي إلى إحساس بالتباعد ولا أن تكون قريبة لدرجة تجعل المسترشد لا يشعر بالارتياح ، وقد تكون المسافة في حدود متر وربع مناسبة ، وقد تقل عن ذلك قليلا 0 
كما يفضل أن يكون المقعد الذي يجلس عليه المرشد من النوع الذي يدور في كل الاتجاهات ويمكن تحريكه بسهولة للأمام وللخلف ، ويميل البعض إلى استخدام منضدة صغيرة تفصل بين المرشد والمسترشد ، بينما يرى البعض أن مثل هذه المنضدة تمثل حاجزا 0 ويفضل في غرفة الإرشاد ألاّ تعطي الصورة الرسمية التي تضفي على المسترشد شعورا بالرهبة عند دخولها وأن تكون باعثة على الارتياح ذات ألوان هادئة خالية من مشتتات الانتباه مستوفاة لشروط التهوية والحرارة المناسبة 0 
وأن يكون مكان الجلوس بحيث لا يسمح بسقوط أشعة الشمس مباشرة أو في مقابل أجهزة التكييف ، حيث يتضايق البعض من هذه المؤثرات ، كما يجب أن تكون الإضاءة هادئة وغير مباشرة 0 ويرتبط ببيئة الإرشاد إمكانية حفظ الملفات والمستندات والتي تحتوي على معلومات تخص المسترشدين يحتاج المرشد إلى تأمين سريتها 0 ( الشناوي ، 1996 )

مدة الجلسة :

تتوقف مدة الجلسة( طولها ) على مجموعة من الاعتبارات ، إلاّ أن أهم هذه الاعتبارات ( العمر ) فالأطفال دون السابعة بحاجة إلى أن تكون جلساتهم في حدود ( 20 ) دقيقة ، وتزداد المدة مع ازدياد العمر لتصبح حوالي ( ساعة ) بالنسبة لمن هم في أعمار أكبر من الثانية عشرة 0 وبالنسبة للطلاب فإنه يحسن بالمرشد أن يجعل الجلسة الإرشادية في حدود ( حصة واحدة ) 0 وأن ترتب مواعيد الجلسات مع مواعيد الحصص حتى لا يضطر الطالب إلى مغادرة حجرة الدراسة وسط الدرس 0


التحضير للمقابلة:

في بعض مراكز الإرشاد يكون مطلوبا تعبئة بيانات بعض البطاقات التي قد تشتمل على تاريخ الحالة وبعض المعلومات عن المشكلة وغيرها ، كما قد يكون مطلوبا من المسترشد ( في بعض مراكز الإرشاد المهني ) إجراء بعض الاختبارات قبل أن يبدأ عمله مع المرشد 0 وتسمى هذه الإجراءات بالتحضير أو المقابلة التحضيرية Intake وقد يقوم بهذه المهمة سكرتير المركز ( تعبئة البطاقات ) أو أخصائي مخصص لهذه العملية أو يقوم بها المرشد كمرحلة سابقة لبدء الإرشاد 0 البيانات التحضيرية التي نحصل عليها من المسترشد تكون متاحة للمرشد قبل موعد المقابلة الأولى .

ويرى البعض من الباحثين أنه من الأفضل أن يطلع المرشد على هذه البيانات ليعد نفسه للمقابلة بناء على معلومات ، إلا أن البعض الآخر يرون أن هذه البيانات إذا أطلع عليها المرشد قبل المقابلة الأولى فإنها قد توجه كثيرا من عمله ، وقد تجعله يصدر أحكاما تقويمية قبل بدء تكوين العلاقة غير أن ( محمد محروس الشناوي ) يرى أنه بالنسبة لعمل المرشد الطلابي فمن الأفضل أن يطلع على مجموعة من المعلومات وخاصة أن كثيرا من المعلومات حول طلاب المدرسة تكون متاحة للمرشد

وعند اطلاعه على هذه المعلومات فإنه يستطيع أن يقدر مدى حدة هذه المشكلة ، وأن يرتب لمقابلة المسترشد في الوقت المناسب كما أن ذلك يساعد على توفير وقت المرشد الذي لو ترك أمر الحصول على المعلومات لمشاعر المسترشد وحدها فقد يطول زمن الإرشاد لكن في نفس الوقت يجب أن يحتفظ المرشد بالخصائص الأساسية المطلوبة فيه ، وهي عدم الإسراع في الحكم على السلوك أو التصرفات التي تتضح له من الاطلاع على هذه المعلومات ، وأن يركز في المرحلة الأولى على تكوين الألفة مع المسترشد وبث الثقة في نفس المسترشد


أهداف المقابلة الأولى :
يسعى المرشد في المقابلة الأولى إلى تكوين الألفة بينه وبين المسترشد ، وكذلك التعرف على مشاكله أو مشاغله التي جاء من أجلها للإرشاد ، وفي رأي ( هانسين وزملائه 1977 ) أن الألفة لا تتكون من أول جلسة وإنما تنمو جلسة بعد أخرى نتيجة توافر الأبعاد الأساسية في العلاقة ( الأصالة والتقدير والتقبل والمشاركة القائمة على التفهم والأصالة ) 0

ويحدد ( أيزنبرج وديلاني 1977 ) الأهداف الآتية للمقابلة الأولى :

1ـ توليد اتصال منفتح ، وآمن وكامل حول المشغوليات التي تحتاج للمناقشة والعوامل والخلفية المرتبطة بهذه المشغوليات 0

2ـ العمل نحو تحقيق مستويات تزداد عمقا من التفهم والاحترام والثقة بين المرشد والمسترشد 0 
3ـ مساعدة المسترشد على أن ينظر للإرشاد على أنه يساعده على تحقيق شيء مفيد له عبر الجلسات الإرشادية 0

4ـ التعرف على المشكلات والمشغوليات التالية في الأهمية ، أي التي يحتاج المرشد أن يركز عليها في الجلسات التالية 0

5ـ تكوين نظرة كلية لدى المسترشد ، بأن الإرشاد هو عملية ينبغي على طرفيها ( المرشد والمسترشد ) أن يعملا بجد للتعرف على المسترشد وفهمه وفهم مشكلاته 0

6ـ الحصول على معلومات حول المسترشد فيما يتصل بحل مشكلاته والتعامل مع مشغولياته 0 ( الشناوي ، 1996)

استقبال المسترشد:

وصل المسترشد إلى غرفة الإرشاد ( مكتب المرشد ) ولاشك أن المرشد يدرك جيدا أن البشر جميعا ينظرون بتقدير إلى الاستقبال الدافئ الودود حين يزورون غيرهم أو يقابلونهم ويمكن للمرشد أن يكون طبيعيا في استقباله للمسترشد وأن يدعوه للدخول والجلوس مستخدما عبارات الود المألوفة ثم يمد يده ويصافحه ويعرفه بنفسه ويقول له : تفضل بالجلوس ، والمصافحة تترك لدى المسترشد انطباعا بالود

ولكن المرشد عليه أن يقدر مدى ملاءمتها فقد تغني العبارات الودية عنها بالنسبة للتلاميذ الصغار ، بينما تكون عنصرا هاما مع طلاب المرحلة المتوسطة والثانوية ، ولا بأس إذا المرشد معتادا على استقبال المسترشدين وهو واقف وخاصة بالنسبة للكبار ، ولا يحتاج إلى ذلك مع التلاميذ الصغار ويجب حين يدعو المرشد المسترشد للدخول ألاّ يكون مشغولا بشيء ، وأن ينظر للمسترشد وهو يدخل للغرفة وأن يقابله بابتسام واهتمام وأن يدعوه للجلوس في المكان المعد لذلك ، ويجلس أمامه مباشرة أي مواجها له ، فلا أفضل في تكوين وتنمية الألفة من أن يكون المرشد في مواجهة المسترشد مع انحناءة خفيفة نحو المسترشد لتبث فيه إحساسا بالاهتمام به

بعد ذلك يبدأ المرشد بعبارات استهلالية مثل :ـ 
ــ ماذا تود أن نتحدث عنه اليوم ؟ 
ــ ماذا أستطيع أن أقدمه لك ؟ 
ــ أنا تحت أمرك 
ــ خيرا إن شاء الله

ويرى بعض الباحثين أنه من الممكن أن يتحدث المرشد مع المسترشد في موضوع جانبي لمدة خمس دقائق تقريبا لتخفيض التوتر لدى المسترشد ، إلاّ أن البعض الآخر يرى أنه من الأفضل الدخول إلى المشكلة مباشرة حتى لا يشعر المسترشد أن المرشد لديه ارتباك أو أن الوقت سيمضي دون الحديث عما جاء من أجله 0 ويقرر ( بوردن 1968 ) في هذا الخصوص أن البداية المباشرة في المشغلة أو المشكلة تعتبر طلبا من المسترشد أن يتحدث عن موضوع محدد بدقة 0 ويستطيع المرشد أن يحدد من أين يبدأ بناء على تقديره للموقف ، فإذا وجه للطالب مثلا سؤالا بسيطا عن الدرس السابق ومن الأستاذ الذي كان عندهم فقد ينتقل إلى الدخول في موضوع الإرشاد مباشرة باستخدام إحدى العبارات السابقة ( الشناوي ، 1996 )

وهذا من خلال خبرات لبعض الباحثين السابقة أنه من الأفضل ألاّ يبدأ المرشد مع المسترشد في مناقشة المشكلة مباشرة ، ولكن يمهد لذلك ، ويبدأ في موضوع جانبي ثم بعد ذلك يدخل لمشكلة الطالب 0 فقد وجدت أن الكثير من الطلاب وخاصة من يرسلهم إليّ المعلمون أو مدير المدرسة يتحرجون أو لا يقدمون أن حديث حول المشكلة التي يعانون منها ومع الاستمرار في الحديث يبدأ الطالب يتحدث عن مشكلته أو المعاناة التي يعاني منها 00 عكس الطلاب الذين يأتون من أنفسهم ويعانون من مشكلة ويريدون المساعدة في حلها فأجدهم هم الذين يبدؤون في الحديث عن مشكلتهم حتى قبل أن أطلب أنا منهم الحديث عن مشكلتهم

بناء الألفة/

عملية بناء الألفة لها تأثير كبير على مجرى العملية الإرشادية 0 وهي التي لها النصيب الأكبر في تحديد مدى استمرار العلاقة الإرشادية 0 وبناء الألفة عملية ذات صعوبة في بدايتها بصفة خاصة 0 فعلى الرغم من أن المرشد يحتاج إلى تكوين الألفة مع المسترشد في بداية كل جلسة إرشادية إلاّ أن هذه المهمة لا تكون صعبة كما هو في بداية المقابلة الأولى 0 ويورد ( بيتروفيسا وزملاؤه 1978 ) الجوانب التالية للتدليل على أهمية بناء الألفة ، والجوانب هي :ـ

1ـ إن المرشد والمسترشد يدخلان في علاقة جديدة على كل منهما ، ويتوقف على مدى قوة هذه العلاقة باقي العمل الإرشادي

2ـ يجب أن يهيئ المرشد نفسه من الناحية المهنية ليستجيب لأسلوب المسترشد في التعبير ، والمرشد لا يدخل الجلسة بترتيب ونظام معين

3ـ في هذه الجلسة الأولى نتوقع أن يبدأ المسترشد في الإفصاح عن نفسه ، ومن هنا تهمنا استجابات المرشد له

4ـ إن الأخطاء التي يقع فيها المرشد في فهمه للمسترشد سينتج عنها سرعة في انسحاب المسترشد من الإرشاد

5ـ في المعتاد أن يقرر المسترشد في الجلسة الأولى ما إذا كانت العلاقة الإرشادية هي الطريقة التي سيستخدمها في محاولة التغلب على مصاعبه

إن المرشد يستفيد في هذه المقابلة من مهارات ملاحظة السلوك غير اللفظي للمسترشد وفي بعض الأحيان ـ خاصة عند العمل المراهقين ـ فإن المسترشد يختبر المرشد بعرض موضوعات سطحية بعيدا عن مشكلاته الواقعية ، أو يتحدى المرشد ولهذا ينصح بأن يكون المرشد مستعدا دائما وقادرا على أن يؤجل أحكامه ويبتعد عن التشخيص في هذه المقابلة ( الشناوي ، 1996 )

 


تنظيم العلاقة الإرشادية ( تحديد بنية العلاقة ) :ـ

يقصد بتنظيم العلاقة : تحديد بنيتها وحدودها ، فالمرشد والمسترشد في هذه العلاقة لهما أدوار وعليهما مسؤوليات ، كما أن هناك محددات وقيودا على العملية الإرشادية ، وفي رأي كثير من الباحثين في مجال الإرشاد أن تنظيم العلاقة يجب أن يكون واضحا أمام المسترشد منذ الجلسة الأولى ، وأن عملية التنظيم هذه لها قيمة علاجية ولها أيضا دور كبير في تنمية ثقة المسترشد تجاه المرشد كذلك لشرح هذه العلاقة أهمية في تعريف المسترشد بمعنى الإرشاد ، وماذا ينتظر من الإرشاد ، وماذا لا ينتظر

أمّا عن المسؤوليات ، فإن كلا من المرشد والمسترشد يشتركون في أنشطة معينة يجب أن يوصل المرشد إلى المسترشد ما يتعلق بمسؤوليات كل منهما ومن المهم أن يفهم المسترشد ماذا يمكن أن يتوقع من المرشد ويمكن أن نصف المرشد بأنه شخص متخصص يقدم العون للمسترشد عن طريق الإنصات لمشغولياته أو مشاكله أو معاناته وملاحظته والتفاعل معه

وبصورة أدق فإنه ينبغي ملاحظة أن المرشد يساعد المسترشد في تحديد المشغوليات وكذلك اقتراح أسلوب للإجراءات وإذا أراد المرشد أن يوصل هذه المعلومات إلى المسترشد فإنه أي المرشد ربما يذكر أن الإرشاد يقدم ببيئة آمنة يمكن فيها تجريب سلوكيات جديدة كذلك يوضح المرشد للمسترشد مسؤولياته

وأمّا بالنسبة لمركز الإرشاد فإن المسترشد يجب أن يدرك أنه لكي ينجح العمل الإرشادي فإن الإرشاد سيركز على مشغولية محددة بقصد تحقيق تعديل واضح في السلوك ولكي يحدث هذا التغير في السلوك فإن من الضروري إعداد هدف محدد متفق عليه من كل من المرشد والمسترشد معا

ويصف الهدف السلوك الذي سيكون لدى المسترشد كنتيجة للإرشاد إن المرشد بجانب توضيحه لمركز الإرشاد بشكل صريح أثناء تنظيم العلاقة فإنه يمكن أن يفعل ذلك بشكل ضمني في المراحل التالية باستخدام أسلوب التعزيز لزيادة الاستجابة وأسلوب الإطفاء لخفض الاستجابة


وأمّا الحدود فإنّ على المرشد أن يوصل للمسترشد أنهما سيتعاملان مع أنواع معينة من المشكلات ، وهي المشكلات التي يمكن أن يتعرض لها كثير من الناس ، ومعظم المشكلات التي يأتي بها المسترشدون هي مشكلات نمو تقابل الأفراد في حياتهم ، ويجب أن يدرك المرشد حدود تدريبه ومهاراته وعليه أن يحيل المشكلات الشديدة المتصلة بسوء التوافق إلى المختص ( الطبيب النفسي ، أو أخصائي نفسي أكثر مهارة وتدريبا وعلما منه ) ( الشناوي ، 1996(


أنه لا يفضل الإحالة إلى الطبيب النفسي : إلاّ في حالة الأمراض العقلية ، لأن الكثير من الأطباء ـ وهذا من واقع خبرة ـ لا يتعاملون مع المريض إلا بالأدوية ، وقد تكون الأدوية بداية المشكلات التي يعاني منها الشخص بقية حياته ، فبعضها يسبب الإدمان ، وبعضها لها أضرار جانبية

لكن يفضل الإحالة إلى أخصائي نفسي أكثر خبرة وتدريبا وعلما ، إذا لم يستطع المرشد الوصول مع المسترشد إلى حلول مناسبة ، أو كانت المشكلات أكثر تعقيدا ولا يستطيع المرشد التعامل معها 0

ويجب على المرشد أيضا سواء كان يعمل في مدرسة أو في مؤسسة أخرى أن يوضح للمسترشد أن اشتراكه في العملية الإرشادية قائم على أساس الاختيار ، وليس على أساس الإجبار حتى لو كان محالا من آخرين مثل المدير أو الوكيل أو المعلمين أو الوالدين 0 ويجب أن يوضح المرشد للمسترشد التزامه بمبدأ السرية ، وأن المعلومات التي سيدلي بها المسترشد في جلسات الإرشاد لن يجري تبادلها مع آخرين بدون إذن كتابي من المسترشد 0 ( الشناوي ، 1996(

يفضل أخبار مدير المدرسة بالمشكلة التي يعاني منها الطالب خاصة إذا كانت متعلقة بنواحي مدرسية وإدارية وسيكون للمدير دور في حلها 0 أمّا إذا كانت المشكلة شخصية أو أسرية فلا داعي لإخباره إلا إذا كان إخباره سيساعد على حلها 0


كما يوضح المرشد للمسترشد أن قاعدة السرية لن تخرق إلاّ إذا تحقق للمرشد أن المسترشد سيلحق الضرر بنفسه أو بالآخرين 0 كذلك فإن المرشد يحيط المسترشد بحدود الوقت المتاح

إنهاء المقابلة الأولى :

في نهاية الجلسة الأولى يجب على المرشد والمسترشد أن يصلا إلى قرار حول استمرار علاقتهما ، وإذا اتفقا على استمرار العلاقة فإن عليهما أن يتفقا على موعد الجلسة التالية 0 ويجب على المرشد أن للمسترشد بقرب انتهاء الجلسة ، ويمكن في ذلك أن يستخدم مهارة التلخيص :ـ

))هيا بنا نسترجع معا ما قمنا به في هذه المقابلة )) 0 
))يمكن أن نلخص ما أنجزناه في هذه المقابلة )) 0 
))أمامنا الآن عشر دقائق ويمكن أن نناقش فيها ما تود أن تناقشه )) 0 ( الشناوي ، 1996 )


تسجيل المقابلة :

يرى الشناوي ( 1996 ) أن على المرشد ألاّ يجعل التسجيل عملا متتابعا أثناء الجلسة ، لأنه بذلك سيكون مشغولا أكثر مما ينبغي بهذا العمل ، وفي نفس الوقت سيشعر المسترشد ـ وخاصة في المقابلة الأولى والجلسات التالية لها مباشرة ـ أن المرشد يهتم بالتسجيل أكثر مما يهتم به 0 وأكثر مما ينظر إليه ، أو يبدي التفهم لمشكلته

والنصيحة هنا أن يسجل المرشد نقاطا صغيرة لا تستغرق من وقته سوى جانب ضئيل كما ينصح الشناوي ( 1996 ) بعدم استخدام التسجيل الصوتي أو التسجيل بالصورة ، وخاصة أن البعض يلجأ في بعض الأحيان إلى إخفاء أدوات التسجيل عن المسترشد وإذا حدث أي نوع من التسجيل لغرض تعليمي مثلا ، فإن على المرشد أن يخفي كل المعالم الدالة على شخص المسترشد

يفضل :
أن التسجيل حتى ولو كانت نقاطا ضئيلة أثناء وجود المسترشد غير مناسب لكن تسجيل البيانات الأولية عن المسترشد ، سواء الاسم والعمر وعدد أفراد الأسرة تكون في البداية ، أو في بعض مراكز الإرشاد تقوم السكرتارية بعمل ذلك أمّا المشكلة فعلى المرشد أن يقوم بكتابتها بعد انتهاء الجلسة وخروج المسترشد من مكتب المرشد ، فيستطيع المرشد تلخيص المشكلة أو أهم النقاط في المشكلة في هذه اللحظة وأمّا من ناحية التسجيل الصوتي أو بالصورة فلا أحبذ ذلك


إن من المتفق عليه هو ضرورة التسجيل الكتابة للرجوع إلى ما يسجل وتحليله والإفادة منه فيما بعد ، حيث لا يمكن الاعتماد على الذاكرة وخاصة مع مضي الوقت ، ويؤخذ على التسجيل أن المرشد إذا اندمج في تدوين الملاحظات أثناء المقابلة فإن هذا قد يمنع المسترشد من ذكر مشكلاته وخبراته الخاصة التي لا يجب أن تدون على الورق ، ويلجأ بعض المرشدين إلى استخدام أجهزة التسجيل الصوتي ، ولكن ذلك مكلف ماديا بالإضافة إلى أنه قد يزيد حرص المسترشد بل وامتناعه عن الكلام عن خصوصياته 0 ويلاحظ أن بعض المسترشدين بمجرد أن يرى المرشد يكتب ملاحظاته يمتنع تماما عن الإدلاء بأي معلومات وتتعقد الأمور إذا رأى أي جهاز يشك في أنه جهاز تسجيل.

ولتفادي هذه المشكلات تقترح ( وارترز ) ضرورة تعريف المسترشد بأهمية التسجيل واستئذانه في ذلك ، وأن تقتصر الكتابة أثناء المقابلة على الضرورة وإرجاء ما يمكن إرجاؤه إلى نهاية المقابلة حيث يدون بعد إنهائها مباشرة هذا ويجب تنظيم كل ما يجمع من معلومات خلال المقابلة وحفظها في ملف المسترشد ( طاهر وآخرون ، 1993(


الإحالــــــــــــــــــــــــــــــــــــة ;

إحالة المسترشدين أمر يقرره المرشدون بالاتفاق مع المسترشدين ، ويكون غالبا مع نهاية المقابلة الأولى حين يتضح لطرفي العلاقة ( المرشد والمسترشد ) أنه من يصعب عليهما الاستمرار في العلاقة لاعتبارات خاصة بالمشكلة أو بالإعداد التخصصي للمرشد ، أو لعدم كفاية الوقت لدى المرشد ، أو تكون الإحالة في أي مرحلة أخرى من مراحل الإرشاد حين تصل العملية إلى طريق مسدود 0 ـ في المدارس يتم التحويل إلى الوحدة الإرشادية التابعة لقسم التوجيه والإرشاد بإدارة التربية والتعليم ، بعدما أنشئت هذه الوحدات ـ وفيما يلي بعض الحالات التي يلجأ المرشد فيها إلى إحالة المسترشدين ( جورج وكريستياني 1981 )

1ـ أن تكون مشكلة المسترشد فوق مستوى مهارة المرشد

2ـ عندما يكون هناك خلاف لا يمكن حله بين المرشد والمسترشد ، وكان هذا الخلاف للدرجة التي تؤثر على العملية الإرشادية

3ـ عندما يكون المرشد صديقا شخصيا أو قريبا للمسترشد ، وكانت مشكلة المسترشد مما يتطلب علاقة طويلة في مدتها

4ـ إذا كان المسترشد متقاعسا عن مناقشة مشكلته مع المرشد لسبب ما

5ـ عندما يشعر المرشد بعد عدة جلسات إرشادية مع المسترشد أن العلاقة بينهما غير فعّالة 0 ( الشناوي ، 1996 )

6ـ عندما تتطلب مشكلة المسترشد تطبيق بعض الاختبارات أو المقاييس وهي غير متوفرة لدى المرشد ، أو لا يستطيع هو تطبيقها أو إجرائها ، أو لا توجد لديه مفاتيح التصحيح


كيفية الإحالة :

فيما يلي بعض القواعد التي يمكن للمرشد أن يأخذها في اعتباره عند إحالة أحد المسترشدين إلى هيأة أخرى :ـ

1ـ إحالة المسترشد إلى شخص محدد في الهيأة التي يتم تحويل المسترشد إليها ، ويحاول التعرف على الخدمات المتوافرة في المجتمع وعلى المتخصصين في هذه المؤسسات حتى يمكن أن توجه المسترشد للشخص الذي لديه المهارة اللازمة للعمل مع مشكلة المسترشد

2ـ على المرشد أن يوفر للمسترشد المعلومات التي يحتاج إليها ، والتي تشتمل على الأسماء ، والعناوين ، وأرقام الهواتف للأشخاص أو الجهات التي يحيله إليها ، وعلى المسترشد أن يتحمل المسؤولية في الالتزام بالمواعيد

3ـ قد يطلب المسترشد من المرشد أن يزود الجهة أو الشخص المحال إليه ببعض المعلومات والنصيحة ألاّ تفعل ذلك في وجود المسترشد ، لأن هذا يثير في نفسه مزيدا من القلق ، واحصل على موافقة خطية بنقل المعلومات إلى الجهة المحال إليها ، ثم افعل ذلك في وقت آخر ، وربما عن طريق الهاتف

4ـ على المرشد ألاّ يوقع على معلومات عن المسترشد من الجهة التي أحيل إليها ، فهذه المعلومات لها حماية من منطلق مبدأ السرية وتحتاج إلى إذن كتابي من المسترشد قبل حصولك عليها

5ـ كلما أمكن فعلى المرشد أن يتابع المسترشد ليعرف ما إذا كانت العلاقة الجديدة مناسبة لمواجهة حاجات المسترشد ، ولكن يجب أن يتجنب الضغط على المسترشد للحصول على هذه المعلومات ، وتقبل منه ما يود أن يطلعك عليه وعملية الإحالة شأنها شأن عملية الإرشاد تحتاج أن تبنى على الثقة والاحترام للفرد الذي يبحث عن المساعدة 0 ويجب ألاّ يفرض المرشد عليه الحلول ، وإنّما يعرض عليه البدائل فقط بحيث يضمن أن المسترشد قد أتيحت أمامه أفضل الفرص ليستفيد منها 0 ( الشناوي ( 1996 
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات الإرشاد النفسي http://www.irshady.com/showthread.php?p=9122

أمور مهمة لا بد أن يراعيها المرشد عند المقابلة :

وهذه بعض الإرشادات للمرشد : 
1ـ احترم المسترشد : 
ـ كن مراعيا لآداب السلوك حتى بالنسبة لأبسط المجاملات 
ـ لا تفعل شيئا يقلل من احترامه لذاته 
ـ اتخذ الأسلوب الواضح وتجنب الاهتمام بالتوافه أو القول الغث 
ـ دعه يشعر بأنه يتولى القيادة
2ـ قلل من حدة توتره بمعنى : 
ـ لا تبدأ بإثارة النقط الحرجة موضع الخلاف ، بل تحدث عن أشياء ليست متعلقة مباشرة بالموضوع ولكنها تثير الاهتمام 
ـ غالبا ما يفيد استخدام اللغة الدارجة 
ـ استثر الموافقة 
ـ قلل من خطورة موقف المسترشد 
ـ حلل القول العام إلى أجزائه الخاصة 
ـ قدم حكما عاما بدل التفاصيل التي تسبب عاصفة انفعالية 
أحيانا يفيد في تهدئة المسترشد الاتصال الجسمي الفعلي ، مثل الإمساك باليد من جانب القائم بالمقابلة ، وغالبا ما يساعد على التخفيف من حدة التوتر ، المزاح أو المداعبة أو تعليق فكاهي 
3ـ اكسب ثقة المسترشد : 
ـ ابدأ باهتماماته 
ـ ارتبط بخبراته الماضية 
ـ ينبغي ألاّ يفضي القائم بالمقابلة بشيء عن ميوله هو ، ما يحب وما يكره ، هواياته 000 إلخ 0 
4ـ إرشادات عند تقدم المقابلة وانتهائها : 
ـ ساعد المسترشد على الإفضاء بما يصعب عليه الإفضاء أو التصريح به من الحقائق
ـ أعطه الفرصة للتحدث وتخفيف حدة التوتر عن طريق القول الساخط أو البكاء إذا لزم الأمر أي إذا تكلم المسترشد بكلام ساخط على أحد أو بكى من الألم النفسي الذي يعايشه ويشعر به 0 
ـ لا تلق بالمواعظ ولكن قدم دلائل اهتمامك 0 
5ـ احتفظ بالموضوع الرئيسي محل الإشكال : 
ـ لكي تحصل على حقائق معينة ينبغي إعطاء حقائق أخرى 0 
ـ الكلمات المتداعية مع الحقائق المطلوبة يمكن استخدامها كمنبهات 
ـ قد يستخدم التنافر المعرفي بحذر لتنبيه الاستجابة 
6ـ احتفظ باتجاه مهني غير مغرض : 
ـ وينبغي أن يكون هناك خلال المقابلة ذهن منفتح واستعداد لفهم وتقويم واستخدام مواد جديد ، وتعد فلسفة الحياة التي يتمسك بها القائم بالمقابلات عاملا هاما في نجاح المقابلة 
7ـ قابل الحاجة الملحة المباشرة 
8ـ خطط مع المسترشد خطوة محددة تالية : 
ـ حتى يمكن أن تكون إلى حد كبير من صنعه هو ، وأن يشعر أنها بالفعل كذلك 
9ـ زوده بدوافع أو منبهات محددة : 
ـ لتصل إلى غرض مرغوب فيه على أساس من ميول حقيقة لدى المسترشد 
وقد أثارت ( فيرجينيا روبنسون ) أهمية النصح بتوكيد أساليب الضبط ، وعادت تقول بنتائج أساسية تتعلق بغرض المقابلة فهي تصر على أن التدريب على أساليب ( الحوافز ) و( الدوافع ) و ( القيادة ) و ( تحطيم الحيل الدفاعية ) وما شابه ذلك يتضمن أن الأخصائي يعرف ما هو صالح المسترشد ، وأن مهمته أن يرى أنه أنه يفعل ذلك وهو يمارس عملية ضبط رغباته وحياته الداخلية وسلوكه
ويحاول تنال الحالة بعناية ليصل به إلى غاياته ومثل هذا الاتجاه مستنكر ، إذ يلاحظ الآن في الخدمة الاجتماعية احترام متزايد للشخص موقع المقابلة ، مصحوب بما يتبع ذلك من تحفظ في اتخاذ دور فعال في شؤونه فتقول : 
( يغلب أن يقوم الأسلوب الفني في خلق جو من العلاقة يسمح بتحرير عملية النمو لدى الفرد وهناك القليل مما نعرفه وما نعلمه عن العوامل في العلاقة التي تيسر عملية النمو هذه ، وتشير الخبرة إلى أن الفهم والتقبل هما أكثر العوامل العامة في اتجاه فرد نحو آخر ، وهي العوامل التي تسمح بتحرير دوافعه الذاتية والتعبير عنها ) 
واحترام المسترشد سواء طالبا للراحة النفسية أو لوظيفة أو توجيه مهني ، ينبغي أن يكون هذا الاحترام هو المحور في كل مقابلة ( طاهر وآخرون ، 1993)

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 60 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2018 بواسطة mutazwafi

RS- Mutaz Wafi

mutazwafi
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعلى: " وقل ربي زدني علماً" صدق الله العظيم من كتم علماً ألجمه الله به لجاماً من نار الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام, أما بعد,,, الاسم رباعي باللغة العربية: معتز محمد مصطفى وافي الاسم باللغة الانجيليزية: Mutaz M.M. Wafi »

ابحث

تسجيل الدخول